حكم من ترك ركن من أركان الحج قد اجتمع عليه الفقهاء وأهل العلم، فقد جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية أدلته، وفيما يلي عبر موقع البلد نتناول الحكم الشرعي في ترك أي من واجبات الحج ومناسكه، بالإضافة إلى السنن الواجب التمسك بها لأجل الحصول على الأجر العظيم الكامل.
حكم من ترك ركن من أركان الحج
قد قال تعالى:
(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) [سورة البقرة: الآية 196].
قد اقترب موسم الحج وهناك الكثير من التعليمات التي يغفل عنها الحجاج وقد يقعون في الإثم إثرها دون العلم بذلك، لذا هنا نتناول أحد أهم المواقف التي قد يتعرض لها الحاج لكي يتجنب الوقوع في الخطأ وأداء مناسك الحج على أكمل وجه فإن ثوابه عظيم عند الله تعالى.
الجدير بالذكر أن الفقهاء أجمعوا على أن أركان الحج أربعة، ويجب أداؤها جميعًا مع التنويه أنه في حالة قد تم ترك أي من تلك الأركان عن عمد فإنه يُبطل الحج، وعلى هذا فإن حكم من ترك ركن من أركان الحج غير جائز ويُبطل الحجة.
كفارة ترك ركن من أركان الحج
من الجدير بالذكر أن بعض الفقهاء أشادوا بخصوص حكم من ترك ركن من أركان الحج أنه في حالة لم تنعقد نية الإحرام وهي الهام الأول في الحج فإن الحج يكون باطل، أما في حالة ترك ركنًا من أركان الحج كالطواف أو السعي فعليه الإتيان به على ألا يكون وقته قد خرج.
ففي حالة قد خرج وقته فيمكنه أن يقوم بذبح بقرة يشارك فيها سبعة أشخاص، أو ذبح الضأن أو الماعز لكي يُكفر عن تركه لركن من الأركان.
أركان الحج
بعد التعرف على حكم من ترك ركن من أركان الحج، فمن الجدير بالذكر هنا عرض أركان الحج بشكل بسيط كي يتم تجنب الوقوع في الخطأ وتركها، وتتمثل فيما يلي:
1- نية الإحرام
أولى الأمور التي على المسلم العزم عليها في الحج هي عقد نية الإحرام، فقد نوّه الفقهاء أن الحج دونها يكون باطلًا، حتى لو أتى المسلم بالأركان الثلاثة الباقية.
2- الوقوف بعرفة
ثاني أركان الحج هي الوقوف بعرفة فعن عروة بن مضرس ـ رضي الله عنه ـ قال:
“أَتَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم بالمُزْدَلِفَةِ حِينَ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي جِئْتُ مِنْ جَبَلَيْ طَيِّئٍ أَكْلَلْتُ رَاحِلَتِي وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي وَالله مَا تَرَكْتُ مِنْ حَبْلٍ إِلاَّ وَقَفْتُ عَلَيْهِ فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَهِدَ صَلاَتَنَا هَذِهِ وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى نَدْفَعَ وَقَدْ وَقَفَ بعَرَفَةَ قَبْلَ ذلِكَ لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَقَدْ أَتَمَّ حَجَّهُ وَقَضَى تَفَثهُ” [صحيح الترمذي].
3- طواف الإفاضة
من ضمن أركان الحج هي طواف الإفاضة لأنه من الأركان الهامة، ويكون بيوم 9 من ذي الحجة ويتم تأديته بعد الوقوف في عرفة، وبالنسبة لأول وقته بالنسبة للشافعية فهو في منتصف ليلة النحر، ويجوز طواف الإفاضة طوال اليوم دون كراهة.
4- السعي
رابع أركان الحج الهامة والذي يكون بين الصفا والمروة، وهو واجب على كل حاج، وفي حالة كان الحاج من أهل مكة فيمكنه أن يسعى بعد الحج، وإن كان من خارج مكة فإنه يدخل يطوف لقدومه ويسعى في حالة كان مفردًا أو قارنًا.
واجبات الحج السبع
إن للحج أربعة أركان وسبع واجبات مذكورة في المناسك، ونتناولها فيما يلي:
- الإحرام من الميقات فمن جاء من مصر يحرم من ميقات مصر، بينما من جاء من المدينة يُحرم من ميقات المدينة وهكذا.
- المبيت بمنى ليلة 11 و12 لمن يتعجل والثالثة لمن لا يتعجل.
- رمي الجمار.
- الحلق والتقصير للشعر بالنسبة للرجل والمرأة، والمرأة لا يوجد لها سوى تقصير.
- طواف الوداع فلا بد أن يطوف الحاج عند انتهائه من الحج وقرب السفر لبلاده.
- الوقوف في عرفة حتى وقت الغروب إن وقف في النهار، أما في حالة وقف بعرفة في الليل فإنه يكفيه الوقوف بالليل.
- المبيت بمزدلفة ليلة النحر وهو واجب بالنسبة لأغلب أهل العلم والفقهاء.
هل هناك عذر لترك أركان الحج
قد شرّع الله تعالى الرخص لعباده المؤمنين والتي بسببها يجوز ترك ركن من أركان الحج دون الحاجة إلى كفارة الذبح، فمن تلك الأعذار الشرعية أن يصاب المسلم بمرض مزمن أو ظرف يقعده فلا يمكنه أن يُتم شؤونه سوى بمساعدة غيره، ففي تلك الحالة يجوز أن ينيب عنه غيره في بعض الأركان وغيرها من الأعذار الشرعية التي أشاد بها الفقهاء.
سنن الحج
إن ما سبق ذكره هو كل الأركان والأمور الواجبة في الحج وما دون ذلك فإن تركه لا يجعل الحج باطلًا ولكنه من السنة التي من الهام أداؤها، فإن كنت تسأل عن حكم من ترك ركن من أركان الحج لأمر غير ما سبق واختلط عليك الأمر فإنه غير مُبطل.
تتمثل السنن في طواف القدوم، الاضطباع والاغتسال للإحرام ولبس إزار ورداء أبيض نظيف، أما سنن التلبية فهي ما تتضمن رمي جمرة العقبة واستلام وتقبيل الحجر، بالإضافة إلى ترديد الأدعية المأثورة عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ، والجدير بالذكر أن تلك السنن تزيد من الأجر عند الله تعالى وينصح بالإتيان بها.
إن إتيان أركان الحج الأربع من الأمور الهامة والتي دونها يُبطل الحج ما لم تؤتَ في وقتها، ويلزم إخراج الكفارة في حالة قد تم نسيانها أو التكاسل عن أدائها، وينصح بتعلم مناسك الحج قبل السفر جيدًا.