حكاية يوم المرأة العالمي 2024
ما حكاية يوم المرأة العالمي 2024؟ وهل يوم واحد يكفي لاسترجاع إنجازات المرأة وجهودها للنجاة من المعايير الذكورية التي يفرضها المجتمع؟
فتلك القيود التي تظلم الرجل كما تظلم المرأة فتقف محاربة في وجه تلك المعتقدات التي يتربى منها كل الأديان، فيسر موقع البلد أن يسرد من أين تأتي قصة يوم المرأة العالمي.
اليوم العالمي للمرأة 2024
يأتي الثامن من مارس كل عام ليُذكّر العالم حجم الإنجازات التي حققتها المرأة وحجم القيود التي كسرتها، وكذلك الأغلال الفولاذية التي تحيط بأذرع النساء.
كل يوم هو يوم للمرأة، كل مرة استطاعت التغلب على ألم الحيض وذهبت إلى عملها متفوقة مبدعة منتجة هو مناسبة تستحق الاعتزاز بها، فكل ما يستطيع الرجل أن يفعله تفعله المرأة وهي نازفة.
لكن هذا اليوم بالتحديد فاجتمعت به العديد من المناسبات التي جعلت من اعتماده كيوم للنساء أمر لا يحيّر، فجاء حدثين يوضحان للعالم قدرة المرأة على التغيير سنعرضهما بالتفصيل خلال مقالنا.
تظاهرات الخبز والسلام الروسية
أثناء الحرب العالمية الأولى وبينما العالم يفقد العديد من الأرواح البريئة والموارد الثمينة وتفاقم الأوضاع الاقتصادية خرج حمام السلام الروسي في الثامن من مارس الذي يوافق الأحد الأخير من شهر فبراير حينئذ.
قادت الناشطة النسوية الروسية الكسندرا كولونتاي تلك التظاهرات وكان الدعم من الرجال الروس كبير، فجاء هذا الحدث عام 1917، وكانت تلك العشية هي أكبر دليل على قوة المرأة في التعبير عن رأيها.
بعد خمسة أعوام من ذلك اليوم أي عام 1922 أعلن الاتحاد السوفيتي أن هذا اليوم احتفال بالمرأة بشكل رسمي، لما صنعته من معجزات.
فبدلاً من العمل الصامت والرضى بالجوع ونقص الغذاء جاءت ثورة النساء العاملات على الظلم لتطعن النظام القيصري الروسي بالخنجر في ظهره وتخطو الخطوة الأولى للثورة الروسية الثانية.
لتثبت أن الثورة والقوة من شيم النساء أيضًا، فبعد سبعة أيام من هذا اليوم الأنثوي قضى صوت النساء على القيصر الروسي نيقولا، وفازت المرأة بحقها في التصويت، ليصبح هذا اليوم من كل عام احتفالًا بالسلام القابع في قلب المرأة والقوة التي تخرج من بين أوتار صوتها الحنون.
تظاهرات الخبز والورد الأمريكية
خرجت المرأة الأمريكية في المظاهرات رافضة للتعسف في نظام العمل وعدم المساواة في الأدوار بين الرجال والنساء حيث كانت النساء تعمل عدد ساعات أكثر من الرجل بأجر أقل.
كانت تلك التظاهرات في اليوم ذاته ولكن خلال عام 1912م، ويقول بعض المهتمين بهذا الشأن أن الأصل الأول لهذا اليوم يرجع إلى عام 1857م أي قبل ثورة النساء الروسيات.
مهما كانت نتيجة الصراع بين السياسية الروسية والسياسية الأمريكية ستظل المرأة هي أصل الحكاية ليومها العالمي، وستظل تحقق الإنجازات وتتغلب على الصعاب حاملةً رسالة الحب والسلام بين طيّات قلبها الدامي من الظلم وعدم المساواة.
اليوم العالمي للمرأة ما بين تواريخ عدة
في هذا اليوم الشعور المسيطر علينا كنساء عربيات هو الفخر والاعتزاز الممزوج بالألم والرغبة في التغيير وكان هذا هو الشعور الكامن في قلوب النساء على مر التاريخ، فخرجت النساء صارخة برغبتها في التغيير وكانت تلك الأحداث بوادر اليوم العالمي للمرأة وجاءت كما يلي:
- 1907 م قد تكون هي الخطوة الأولى في طريق حقوق المرأة الحديث حيث سار 1500 امرأة عاملة للمطالبة بحقوقهم، ولكن هذا الحدث يخضع للتشكك من قبل الاشتراكيين عن أصل اليوم العالمي.
- 1909م شهد اليوم الوطني الأول في أمريكا وكان الإعلان الرسمي على دور المرأة الشامل الوطن الكامل المقصود به الولاية بل الوطن بإكماله وليس عدد صغير من غرف المنزل.
- 1910م شهد هذا العام مؤتمرًا دوليًا لثاني مرة بحضور 3 نساء من البرلمان الفنلندي كأول من يحقق هذا الإنجاز وجاءت الاقتراحات متتالية حول وجود يوم عالمي للمرأة، ولكن بدون تحديد موعد ثابت لهذا الحدث.
- 1911م هذا هو العام الحافل لأوروبا حيث تم الاحتفال في النمسا وسويسرا والدنمارك وألمانيا وحضر الملايين من الرجال والنساء ومئات المسيرات التي تطالب بتساوي الحقوق بين الجنسين.
- 1912 م كان هذا العام هو الشاهد على حادثة الخبز والورد الأمريكية.
- 1914-1916 م الأعوام القليلة التي شهدت الكثير من أعمال العنف في الحرب فكانت مسيرات السيدات منتشرة في جميع أنحاء أوروبا، وكانت بمثابة احتفالية عالمي لها ولدورها.
- 1917 م هذا هو عام المرأة الروسية التي استطاعت حدوث فارق كبير في تاريخ تلك الدولة.
- 1945م خلال هذا العام كان انتصار المرأة الاشتراكية حيث أعلنت دولتيّ روسيا والصين بالثامن من مارس يومي رسمي للمرأة.
- 1975-1977م بدأت تلك الحقبة الزمنية بتطبيق الأمم المتحدة لليوم العالمي للمرأة، ومن بعدها توالت الأحداث المنصفة للمرأة.
- 2014م وصل عدد الدول التي تحتفل بهذا اليوم 100 دولة وشملت دول لن تتخيلها كأفغانستان وبيلاروسيا وأذربيجان وكازخستان إلى أن تكتمل القائمة.
شعار اليوم العالمي للمرأة 2024
يأتي هذا اليوم الفريد بين أيام السنة الأخرى بشعار ليتذكر العالم حقوق المرأة، والتي لا يمكننا التغافل عنها وجاء الشعار للعام الجاري هو كسر التحيز.
كما أنه مؤكدًا على الكثير من المعاني التي نفتقرها في المجتمعات العربية عندما ننظر إلى خطأ الرجل مقارنة بخطأ الفتاة، أو عندما ننظر إلى الرجل الذي يدافع عن حريته بأنه شجاع.
بينما ننظر إلى الفتاة التي ترغب في نيل حريتها على أنها مفتقرة للحياء، فنشجع الرجل على النجاح وننظر إلى السيدة الناجحة على أنها هاملة على منزلها وأولادها.
لكن لا يمكننا النظر إلى الصورة القاتمة في رحلة حياة السيدة ونترك الصورة المبهجة، فنحن قادرات على التغيير نحن نمتك الخيار رغم أنف المجتمع والعادات والتقاليد المجهولة المصدر.
ستظل المرأة خير داعم للمرأة، وما دمنا نقف متحدات الأيدي مدافعين عن حريات بعضنا البعض فسنحقق المستحيل، وسنبني جيل من الرجال الداعمة، سنجعل من أولادنا زعماء عظماء يدافعون عن حقوقنا.
ألوان يوم المرأة العالمي
الألوان تعبر عن الحالة النفسية واللون المفضل عند الشخص يحكي الكثير عنه، أما عند المرأة فيمتد الألوان لتشمل أكثر من هذا.
فبداخلها أجمل الألوان وقدرتها على التمييز بين الألوان تندهش العقول منها، ولهذا الارتباط الوثيق بين المرأة والألوان جاء اليوم العالمي للمرأة بتلك الألوان:
- الأخضر يُعبر عن الأمل المستمر في الحصول على غد يليق بالنساء خالٍ من العنف الأسري والتحرش، بل ومُفحم بالحوية والحرية، فكما غيرت الأنثى التاريخ ستغير المستقبل بكل أمل وإشراق.
- الأرجواني هو لون العدالة، والمبدأ الذي لطالما نادت به سيدات العالم.
- الأبيض وهو يدل على النقاء وكل معاني الخير التي نادت بها المرأة منذ الأزل، وستظل تحضنه وتتبناه إلى نهاية الدهر.
رغم تباين بدايات اليوم العالم للمرأة بين الشيوعية الروسية والرأسمالية الأمريكية، إلا أن الأمر الذي لا يقبل الشك هو أن المرأة هي التي بدأت بالسلام والحب، ودعم الرجل لها يعبر عن مدى الرجولة التي تسري في عروق دمه.