اسلامياتفقه

حكم نفور الزوجة من زوجها

حكم نفور الزوجة من زوجها وامتناعها عنه في الإسلام، حيث أن الزوجة عليها طاعة زوجها في ألّا تمنع معاشرته لها والاستمتاع بما أحله الله تعالى، ففي ذلك ما يسد باب الفتن ويغلق مداخل الشيطان ويحفظ النفس من الأهواء التي في غير موضعها المُحلَّل لها، فَتابعونا للتعرف على الإجابة من خلال ما يلي عبر موقع البلد.

حكم نفور الزوجة من زوجها

لقد أحلَّ الله تعالى الزواج وجعله ميثاقًا غليظًا وأنه على الزوجين التعامل معًا باللين والمودة والرحمة، حتى تستمر الحياة بينهما بأقل ما يمكن من مشكلات ومتاعب قد تحدث لأسباب مُختلفة، أمّا عن نفور الزوجة وامتناعها عن الزوج فلابد وأن نعلم أسباب هذا النفور وهل هذا جائزٌ شرعًا أم لا، إذ أن عند منع الزوجة نفسها عن زوجها فتكون بأعذار مثل أنها حائض أو نفساء أو مريضة.

ولكن عند نفور الزوجة بدون أسباب واضحة أو شرعية فهذا قد يحتمل الوقوع في الإثم، إذ أن من حق الزوج على امرأته أن تُمكنَّه من نفسها متى شاء إلّا فيما ذكرنا من حالات لها عذر شرعي، وقد ثَبُتَ هذا الحق في بريقة محمودية من كتب الحنفية:

“اعلم أن على المرأة أن تطيع زوجها في الاستمتاع لأنها سلمت بِضعَها بمقابلة المهر من قبله بعقد صحيح شرعي متى شاء إلّا أن تكون حائضًا” انتهي.

إضافة إلى أن تمكين الزوجة لزوجها من الوطء مقابل الإنفاق عليها.

جاء في بدائع الصنائع: (فصل): ومنها، وجوب طاعة الزوج على الزوجة إذا دعاها إلى الفراش لقوله تعالى: “وَلَهُنْ مِثلُ الذِي عَلَيَّهِنْ بِالمَعْرُوف” قيل: لها المهر والنفقة، وعليها أن تطيعه في نفسها. انتهى

أي أنه غير جائزٌ للزوجة أن تنفر من زوجها بدون سبب أو عذر شرعي، وكذلك لا يجوز للزوج عدم الإنفاق لغضب منه ولا يجوز للزوجة أن تمنع نفسها الوطء له، حيث أن استحقاقه للوطء يكون مقابل استحقاقها للنفقة.

ولابد من مراعاة شعور الزوجة بعدم الضغط عليها وأخذ حقوقه منها بطريقة تتسم بالغلاظة والعنف، بل لابد من التلَّطُف واستعمال اللين والرفق والتحلّي بالصبر والحكمة للوصول إلى نجاح الأمر بكامل الرضا والقبول.

ثَبُت عن زوجة ثابت بن قيس أنها قالت: “إني لا أطيق فلانًا بغضًا، فأمرها النبي صل الله عليه وسلم أن ترد عليه حديقته وأمره أن يطلقها طلقة واحدة”.

وهذا يوضح بأنه لا كراهية في استمرار الزوجة مع زوج تنفر منه أو تبغضه لأمر ما، إذ أن القلوب بين يدي الله يُقلّبُها متى يشاء وكيفما شاء، والله تعالى ولي التوفيق.

أسباب وعوامل نفور الزوجة من زوجها

للوقوف على معرفة حكم نفور الزوجة من زوجها لابد من توضيح عوامل بغضّ الزوجة ونفورها من معاشرة زوجها وذلك فيما يلي:

  • عند إقامة العلاقة الحميمية بين الزوجين فقد يتسبب الزوج بتوجيه أذى باللفظ أو بالفعل يجعلها تنفر من معاشرته فيما بعد.
  • قد يستخدم الزوج صيغة التهديد والوعيد وأمور عدة لترهيب الزوجة إذا ما لم تُمكّنه من نفسها في أي وقت مهما كان لديها أعذار شرعية تمنع ذلك.
  • عندما يكون الزوج بخيل ماديًا ومعنويًا سواء عليها أو على أبنائها.
  • تزايد الغيرة بينهما قد يتسبب في تفاقم المشكلات والخلافات بسبب أو بدون سبب.
  • نقل الأمور الخاصة بين الزوجين إلى خارج المنزل وخاصة إذا كانت من جهة الزوج إلى أهله، ولقد نهانا الرسول صل الله عليه وسلم عن ذلك في حديثه الشريف قال:

“إنَّ من أشرَّ النَّاس عند الله مَنزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه، ثم ينشر سرها”.

  • وقد روُى عن أسماء بنت يزيد عن النبي صل الله عليه وسلم في هؤلاء: “فإنما ذلك مثل شيطان لقى شيطانة في طريق، فَغشيها والناس ينظرون”.

  • عدم اهتمام الزوج بنظافته الشخصية أو وجود عيوب خَلقية.
  • في كثير من الأحيان قد يُشعِر الرجل امرأته بأنها غير مرغوب بها، وخاصة إذا كانت في أوقات الحمل أو عند تقدمها في السن وبدء تغيير ملامح وجهها.
  • إلى جانب مقارنتها بغيرها من الممثلات أو ممّن يعرفهن في محيط حياته، وهذا بدوره يؤثر على مزاجيتها ويقلل من رغبتها في زوجها.
  • أن يكون الزوج قد وقع في الخيانة فهذا من شأنه التأثير على الزوجة وجعلها تكره لقاء زوجها ويتسبب في نفورها الدائم منه.
  • قد يكون أيضًا بسبب ابتعاد الزوج عن زوجته فترات طويلة حتى أصبح متناسيًا أن يلتقيان معًا كـ سابق عهدهما، وذلك إذا كان في سفر خارج البلاد أو لانشغاله المستمر في العمل.
  • كما أن إهانة الزوجة وإحراجها أمام المحيطين من الأسباب التي تجعلها تنفُّر من زوجها.
  • ولربما بدء غياب الحب والرومانسية والتواصل بينهما، أو تغيير الطِباع أو تفكك العلاقة الزوجية أو الانشغال بجمع المال.
  • العجز عن إشباع متطلبات الزوجة وإهمالها بعد الوطء دون الالتفات لما ترغبه من الزوج.
  • عدم الاحساس بالأمان والطمأنينة من جهة الزوجة كأن تشعر بأن زواجها قائم على المصلحة أو أنه زواج بلا حب أو حياة.
  • افتقار الصراحة بينهما أو تفاقم العناد بعد أي خلاف حدث أو إخفاء أسرار الزوج عن زوجته ليُصبح محلَّ شك دائم منها.

نصائح لعلاج نفور الزوجة من زوجها

لا داء إلّا وله علاج ففي مثل هذه الحالات من كراهية أو نفور الزوجة من زوجها يمكن إصلاح الأمور بينهما، أو بأن يغني كلَّ من سعته إذا زادت الأمور تعقيدًا وذلك من خلال ما يلي:

  • العمل على إيجاد لغة مشتركة بين الزوجين لجعل الألفة والمودة في كل تعاملاتهما سويًا لتجنب أي فجوة تتسبب في النفور.
  • الصبر على الزوجة والتعامل معها بلطف وألّا تعجل عليها في الوطء حتى لا تتعرض للخوف أو القلق أو الشعور بأنها ليست إلّا لهدف النكاح فقط.
  • على الزوج أن يعرف مواطن إشباع رغباتها وأن يهتم بما تهتم هي وتحب ففي ذلك ما يحقق للزوج السعادة البالغة والاستمتاع في علاقته بزوجته إذا ما طلبها متى شاء.
  • الابتعاد عن أي خلافات أو مشكلات قبل العلاقة الزوجية فهذا من شأنه أن يتسبب في إحداث تغييرات نفسية للزوجة تجعلها تكره اللقاء بزوجها.
  • دعم الزوجة عاطفيًا ونفسيًا ومنحها التقدير والاحترام بينك وبينها أو أمام الناس.
  • على الزوج أن ينفق عليها وعلى الأبناء في حدود إمكاناته وألّا يبخل أو يكون مُقترًا، فكلما كان البيت مستقرًا من الناحية المالية كلما زاد هذا من أمن الزوجة واستشعارها بأن كل ما تريده متوفرًا.

أمّا إذا استحالت العشرة وزاد النفور فلا سبيل إلّا تسريحٌ بإحسان إذا ما استشعرت بأن هناك شيء غير طبيعي من زوجها فعليها القيام بما يلي:

  • يمكنها أخذ حقوقها بطلب الطلاق بشكل ودّي.
  • أيضًا يمكنها استخدام حق الخُلع وأن ترد المهر.
  • وإذا زادت الأمور حدة يمكنها اللجوء إلى القضاء واستخدام حق طلب الطلاق للضرر.

وهكذا يمكن علاج حكم نفور الزوجة من زوجها بالحلول الودّية أو بالطلاق إذا كان الأمر غير طبيعيًا ومقبولًا.

وبذلك نكون قد انتهينا من تقديم حكم نفور الزوجة من زوجها والحالات التي لا تأثم إذا ما امتنعت عن تمكين زوجها من نفسها، وكذلك إذا امتنعت كما قدمنا لكم عوامل وأسباب كراهية الزوجة ونفورها من زوجها إلى جانب النصائح الهادفة للعمل على تقليل نفور الزوجة والتعامل مع زوجها بكل ودّ ولُطف وحب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى