مواضيع جديدة

شعر مظفر النواب عن الحزن

شعر مظفر النواب يعتبر من الاشعار العربية الحديثة، فالشاعر مظفر النواب هو شاعر من شعراء العراق وأحد رواد الأدب السياسي المعروفين. ولد مظفر النواب في مدينة بغداد عام 1934 والتحق بكلية الآداب في جامعة بغداد، وتم تعيينه مفتشاً فنياً في وزارة التربية في العراق عام 1958. ويرجع نسب مظهر النواب إلى الإمام موسى الكاظم، وكان من اسرة ثرية مهتمة بالادب والفن. وفيما يلي عرض لبعض أشعاره وقصائده المشهورة.

شعر مظفر النواب

  • تغنى الشاعر مظفر النواب في قصيدته ( القدس عروس عروبتكم) بفلسطين قائلا:

من باع فلسطين وأثرى بالله

سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام

ومائدة الدول الكبرى ؟

فإذا جن الليل

تطق الأكواب بان القدس عروس عروبتنا

أهلا أهلا أهلا

من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة ؟

أقسمت بأعناق أباريق الخمر وما في الكأس من السم

وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت

تكرش حتى عاد بلا رقبة

أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة

لن يبقى عربي واحد إن بقيت حالتنا هذي الحالة

بين حكومات الكسبة

القدس عروس عروبتكم

فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟

وسحبتم كل خناجركم

وتنافختم شرفا

وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض

فما أشرفكم

لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم

إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم

تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم

لا تهتز لكم قصبة

الآن أعريكم

في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم فرحي

في كل زقاق أجد الأزلام أمامي

أصبحت أحاذر حتى الهاتف

حتى الحيطان وحتى الأطفال

أقيء لهذا الأسلوب الفج

وفي بلد عربي كان مجرد مكتوب من أمي

يتأخر في أروقة الدولة شهرين قمريين

تعالوا نتحاكم قدام الصحراء العربية كي تحكم فينا

أعترف الآن أمام الصحراء بأني مبتذل وبذيء كهزيمتكم. يا شرفاء المهزومين

ويا حكام المهزومين

ويا جمهورا مهزوما

ما أوسخنا .. ما أوسخنا.. ما أوسخنا ونكابر

ما أوسخنا

لا أستثني أحدا. هل تعترفون

أنا قلت بذيء

رغم بنفسجة الحزن

وإيماض صلاة الماء على سكري

وجنوني للضحك بأخلاق الشارع و الثكنات

ولحس الفخذ الملصق في باب الملهى

يا جمهورا في الليل يداوم في قبو مؤسسة الحزن

سنصبح نحن يهود التاريخ

ونعوي في الصحراء بلا مأوى

قصيدة الشاعر مظفر النواب عن الحزن

  • قصيدة في انتظار يوم حزني

في انتظارِ يوم حُزني

تَقّحَّمَ الصباحَ

في ملابسِ الحِدادِ حافِياً

مُقَطّع الأزرار

مُختَلّ الإزار

ساخِناً يُهيئ الجُنّاز للغَدِ

أصغِ لأشجانِ الرّمالِ

في نواحها المُطرز الطويل

والنعجة في سُهومِها

لِثَدي أمِّها

ونكهَة الحليبِ

والخُبَيزّة الخضراء

في فَمِ الجَدي

ما زِلتُ في حَديقةِ اللذةِ

أذكي في جَلائِلِ الأعشاب

إبهامي والخنصر

والوُسطى الغريبةِ الطِباع

لم أنَم

غَفَت على نَهدِها

باقَة أحزان يدي

أسمعُ رمال الليل ؟

أسمعُ الصحراء ؟!

لا تُقاطع

أسمع العروسَ ذات اللهَبِ الأزرق

أعطَت فَخِذَها النديّ

أسمعُ جماهيرَ المُغَنين القُدامى

مُترَعين بالدُّخانِ والخُمورِ

والسّنى الخفّي العبقري

في البكاءِ الأسودِ

أسمعُ أنينَ الرَّغَباتِ

في مدافنِ الهوى

لم يولد

أسمعُ حنيني

بعد تَفَتُت ” الصِبا ”

لطفلةٍ قد كُتِبَت في مولدي

يا أيها النَّدى

جرحتَ موضِعَينِ

واعتَديتَ عاشِقاً

لا

هكذا لم تَعتَدِ

ليسَ الهوى بواحدٍ

بل واحِدٌ في واحِدٍ

وغيرَ ذاكَ الواحِد

تَقحّم الصباح

حَرّكِ الرمادَ

علَّ جَمرةً قد بَقِيَت

عن خِبرةٍ ومحتد

تدخل في أفلاكِ هذا القلب

إذ أكثرها يدورُ بانتظارِ نجمةٍ

لا تتركيني فلكاً

يدورُ دونَ نجمةٍ

هذا فُؤادي

فاسكُني

أو مرةً فمرةً ترددي

ذا فلق الكونِ العظيمِ

باحتِ الخليقة العذراء بالزنبقِ

والقِباءِ الخفيضةِ اللونِ

تواصِلُ انزلاقها بالموعدِ

والسّهلُ لملَمَ القُرى في الظلام

باعَها للعشقِ والحصادِ والغدِ

كأنّ سُكراً أخَذَ الصَحوَ

إلى التَعَبُّدِ

أصخرة ؟

قُم هاتها

بَلَّ الندى جناحَها

كما قَطاة قَدِمَت من مَورِدِ

ندخلُ في آبارِها

ونمنَح الساعة

من هذا البُكور

نكهةَ التأبدِ

نضيعُ مثل طائرٍ مغردٍ

في صوته

أو لستُ أدري غد

ولا تُراع طلقة

فتقطع الشَّدوَ قُبَيلَ أوجَد

بل عَربد

وهاتِها عتيقةً عتيقةً

فكلّ شيءٍ يافِع

يأخذ مني كبدي

ألا تزالُ نائماً ؟!

وربّكَ الأكرم

توّجَ النويرسَ الصغيرَ

منذُ ساعة

بألف نونٍ أزرقٍ

في ألف نونٍ عسجدٍ

وافتَرَعَ الزورق حَشديّ لؤلؤٍ

وغابَ في الزبَرجد

أنهضُ

فأنهارُ النّدى تَوحَدَت

قطرةٌ تبحثُ عَنّي ثانية

أو غيرها

تعالي لنَعقِدَ الكَونَ

كما لم يُعقَد

مِثلَكِ أحبَبتُ انفرادي

إنما وضَعته

في كلِّ بيتٍ مديةً

أو جمرةً في موقدِ

مثلكِ أحببتُ الفنارات

ابتداءً

لقد طلقتها لمُطلقٍ

فتلكَ بنتُ العددِ

لا يقهر الزمان

إلا بحر ميناؤه عيناه

أو ضاعَ كثيراً

لا تَلم عن عمدٍ

علم ضياع النجم

إن تقرَّبَت منهُ

الثقوبُ السود

واستعصى أمامَ المَرصَد

وربما أكثر من علمٍ

تجنّبَ المرفأ عن تعمّدٍ

يا أيها الحزنُ

الذي لا ينتهي زِد

ما زلتُ في حديقة اللذةِ

أمشي حافياً

يَملأني الإحساسُ بالتمردِ

لا تحتويني لذّةٌ

إلا احتويتُ أمها

فأنتجبَتها

من حليبِ اللوزِ

والسمسم والزُمرد

لم أمتلك نفسي

فكيفَ بِعتها ؟

ومن يبيعُ عالَمَاً لمُفرد ؟

ولم أعقّم مُهجتي بخمرةٍ

بل ما أرى عَقّمت

إبقاءً على توددي

أسمعُ جماهير المغنين القدامى

مُترَعين بالجرأةِ والخمورِ

والجِماع الأسود ؟

إنني نسلُ ذلكَ الغِناء

مقسوماً على تَفَرُّدي

من اشعار مظفر النواب باللهجة العراقية

  • شعر (البراءة)

الأم

يا بني ظلعك من رجيته

لظلعي جبرته وبنيته

وأحسب الشيب اللي من عمرك جنيته

يا بني طش العمى بعيني

وجيتك بعين القلب أدبي على الدرب المشيته

شيلة العلاكة يا بني

تذجر جفوفي بلعب عمرك عليهن

سنة وجفوفك وردتين على راسي

وبيج أناغي كل فرح عمري النسيته

يابني شوفك يبعث الماي الزلال بعودي و أحيا

وانه ميتة

أبيض عيونك لبن صدري

وسواد عيونك الليل اللي عد مهدك بجيته

وابنك التوه يناغي الخرز بالكاروك يابني

كتلة لاتخاف اليتم جده

كتلة يابن وليدي من يجبر على الأيام

تلكه حزام ابوك الماطواني وما طويته

تلكه منه خطوط اضمهن حدر ضلعي

لحد ما موت بعز على السر الحويته

ياعمد بيتي و كمر ليلي

وربيع الشيب والعمر الجنيته

جيت اهزك يا عمد بيتي

يكون الدهر ظعظع عظم منك للخيانة

وساومت جرحك على الخسة وخفيته

يابني خلي الجرح ينظف

خله يرعف

خله ينزف

يا بني الجرح اليرفض شداده

علم الثوار يرفرف

يا بني لبن الجلب يرضع من حليبي

ولا ابن يشمر لي خبزة من البراءة

يابني ياكلني الجلب عظم ولحم

وتموت عيني ولا دناءة

يا بني هاي ايام بفرزنها الكحط أيام محنة

يا بني لا تلثم شرفنا

يا بني يا وليدي البراءة تظل مدى الأيام عفنة

تدري يابني بكل براءة

كل شهيد من الشعب ينعاد دفنه

وخلي ايدك على شيبي

واحلف بطاهر حليبي

كطرة كطره

وبنظر عيني العميته

الأخت

خوي كابلت السجن

حر وبرد ليلي ونهاري

تحملت لجلك شتايم على عرضي

واشعلت ليلي بنهاري

تالي تهتكني بخلك وصلة جريدة

كرة عيونك يخوي بهاي جازيت انتظاري

بهاي اكابل كل اخت تنتظر منك ثار لعرضها

بهاي اكابل امهات أناس وهمومي افضها

جنت ارضى اتدوس اعظامي

وكلك حيل رضها

جنت ارضى تذبح جنيني

ولا براءة عار متبركع تجيني

ولا تكون الكاع تبلعني ش خبر الناس

والنشيد شكله

شلون تجابل عيون المحلة

شلون اوصفلك وانت كلك عار وذلة

بعد كالك ارض وبانا وخبز

لا تصل يمنة وهاك اخذ عار الجريدة

ولف ضميرك والكرامة

مثل ما تبريت من شعبك

تبيرنا من اسمك

ياشعب هذا التشوفه موش ابنا

وفي الختام يجب ذكر أن شعر مظفر النواب كان له عدة أشكال منه ما كان باللهجة العامية ومنه ما كان مهاجما ومعارضا للحكام العرب، فكان مظفر النواب معروفا بأشعاره ودواوينه السياسية التي كان يعترض فيها علي قرارات الحكام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى