فوازير

الفرق بين السنة والعام

الفرق بين السنة والعام قد يجهله الكثير من العامة وذلك لاستخدام اللفظين للتعبير عن شيء واحد، ولكن هناك فروق عديدة بين السنة والعام والتي بينها علماء ومختصين اللغة، كما بينها القرآن الكريم في كثير من المواضع المختلفة، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع البلد .

مفهوم الزمن

  • هو عملية تتالي وتوالي الأحداث بشكل مستمر نحو الأجل غير المعروف، حيث أن الزمن هو الماضي والحاضر والمستقبل.
  • وتقدمه عملية لا يمكن أن يتم إلغائها حيث أنه دائم المسير والجريان ولا يتوقف أبدًا.
  • وتعريفه من أصعب التعريفات على البشر، والسبب في ذلك أن الزمن هو أمر غير مرئي أو مشاهد وإنما أمر محسوس.
  • وهو يختلف باختلاف وجهات النظر الموجهة إليه، فكما نعلم فأن هناك زمن فيزيائي، وزمن تخيلي، وزمن نفسي.
  • ويمكن حصر مفهوم الزمن بالإحساس الجماعي للبشر من خلال مرور الوقت الذي يتم ملاحظته بسبب تعاقب الليل والنهار وحركة الشمس والقمر.
  • وقد قام الإنسان باختراع الآلات من أجل حساب الزمن وذلك مثل الساعة، وعبر عن كل وحدة زمنية باسم مختلف فهناك الساعة، والثانية، والدقيقة، والشهر، والعام، والسنة.

الفرق بين السنة والعام

  • علماء اللغة العربية اعتمد بشكل كبير قضية الفروق اللغوية من أجل أن يقوموا بتفريق الكلمات المتشابهة التي يظن الكثير من الناس أنها لها معنى واحد.
  • والكلمات التي يستعملها الكثير من الأشخاص نفس الاستعمال، ومن هذه الكلمات كلمتي العام والسنة.
  • حيث أن كلمتي العام والسنة من الكلمات التي تستعمل عند العامة بمعنى واحد.
  • ولكن عند التحقيق والتدقيق تظهر بعض الفروقات بينهما.

أهم الفروق بين العام والسنة

  • العام هو جمع الأيام، بينما السنة تكون جمع للشهور.
  • عندما أطلق العرب صفة خاصة لأيام معدودة، ثم قاموا بجمعها فيقول عام كذا وليس سنة كذا، فالعام يفيد كونه وقتًا لشيء معين.
  • السنة هي اللفظ الذي يستخدم في الحديث عن التواريخ، وذلك لعدم وجود حدث مميز وذلك في تاريخ معين.
  • ويتم القول سنة ولا يتم استخدام العام في مثل هذا السياق.
  • لابد في العام مرور صيف وشتاء كاملين.
  • أما السنة يمكن حسابها من أي يوم سواء كان ذلك في منتصف الفصل، أو في نهايته، ومثال ذلك أن من يقوم بالسفر في يوم معين وعاد إلى مثله فأن ذلك سنة، لأن العام يجب أن يحتوي على فصل الشتاء والصيف متتاليين.

العام والسنة في القرآن الكريم

  • وردت كلمتي العام والسنة في القرآن الكريم في كثير من المواضع.
  • والتي منها سياق الحديث في قصة النبي نوح عليه السلام، وذلك عند تبين المدة التي دعا فيها نوح قومه الى التوحيد.
  • حيث قال الله عز وجل في سورة العنكبوت “ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا فأخذهم الطوفان وهم ظالمون”.
  • وعند الذهاب إلى تفسير هذه الآية الكريمة وسبب مجيء لفظ العام والسنة في سياق واحد فقال البقاعي رحمه الله إن التعبير بكلمة السنة هو يقصد به مدة بقاء النبي نوح في قوم، وذلك إشارة الى زمان أيام الكفر والطغيان من قوم نوح.
  • أما لفظ العام ففيه دلالة على أن تلك الأيام التي عاشها النبي نوح بعد ما حدث الطوفان، وغرق الكفار، والتي لم يبقى فيها ألا أهل الصلاح والأيمان والتي هي أيام رغيدة وحسنة.
  • كما أن الراغب الأصفهاني رحمه الله ذكر في بيان الفرق بين العام والسنة في كتاب المفردات “أن العرب تكثر من استعمال كلمة السنة للدلالة على أيام القحط والشدة”.

الفرق بين السنة والعام من حيث المعنى

يوجد العديد من المعاني الفارقة بين العام والسنة، والتي يمكن الكشف عنها في معاجم المعاني في اللغة، والتي منها ما يلي:

  • السنة هي كلمة مفردة ومؤنثة والجمع لها هو سنوات أو سنين، وتدل على الكد والجدب والشر والقحط، وذلك بدليل وصف العرب للشدة عندما قالوا أصاب البلد سنة.
  • أما العام فهي كلمة مفردة مذكر، والجمع أعوام، وهي دليل على الرخاء والخير والراحة والرفاهية.
  • يتم استخدام كلمة السنة بشكل أساسي من أجل قياس وحدة التعبير عن عمر الأنسان والفترات الزمنية.
  • بينما تستخدم كلمة العام للإشارة إلى السنوات الاستثنائية، وذلك في المواضع المتعلقة بالترتيب.
  • والعام أخص من السنة، فكل عام سنة وليست كل سنة عامًا.
  • كما أن أهل العلم يرون أن العام لا يكون كاملًا ألا بوجود الشتاء والصيف.
  • أما السنة فهي من أي يوم حتى العودة إلى مثله.

مواضع استخدام العام والسنة في آيات القرآن الكريم

  • كما نعلم فإن الأسلوب القرآن يتسم بالإعجاز حيث أن الله عز وجل هناك ترابط في ألفاظ القرآن ومعانيها وخالي من الركاكة والاضطراب.
  • والقرآن الكلام ملائم لكل زمان ومكان، وأسلوبه يعكس الكثير من أصل المعاني وروعه تعبيرها ودقة صياغتها.
  • فنجد أن الله عز وجل أبلغ في كلمات القرآن الكريم ببلاغة فائقة، وبين المقصد من وراء الآيات أو من وراء الحكمة في الآية.
  • وقد اختلف لفظ السنة على اللفظ العام لأن لكل منهم دلالته، ويوجد العديد من المواضع التي تم فيها ذكر العام وذكر السنة في القرآن الكريم.

ولكن اختلفت في ذلك المعاني الخاصة بها حيث:

  • تم ذكر كلمة سنة في أكثر من موضع حيث أنها وردت بشكل مفرد في سبع مواضع، وأما في صيغة الجمع فقد وردت في 12 موضع.
  • بينما كلمة عام ذكرت قصيرة مفردة فقط في سبعة مواضع، وذلك دليل على أن أعوام الخير تكون قليلة.
  • ومن هنا يتم الاستدلال على الحكمة من اختلاف المعنى بين العام والسنة حيث أن فيها حس للإنسان على ان يصبر على الشدائد وأن يتذكر الأعمال يقوم بها من اجل أن ينال الرخاء والأجر لاحقًا.
  • تم استخدام كلمة سنة لتدل على الأيام الحزينة والشديدة، بينما استخدمت كلمة عام من أجل الدلالة على انفراج الهموم وجلب السرور والخير.
  • ومن تلك الأدلة قول الله عز وجل “تزرعون سبع سنين دأبا” أي سبع سنين من العمل الشاق وبذل التعب والجهد.
  • ثم يقول عز وجل “ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس” أي عام يكون فيه الفرج من الضيق والمعاناة التي مر بها الناس في السنوات السبع السابقة.
  • تم استخدام كلمة عام للدلالة على الرضاعة، حيث قال عز وجل “وفصاله في عامين” حيث أن الأم تشعر خلال عملية الرضاعة بالتقرب من طفلها وبالحب والحنان.
  • كما يشعر الطفل بحنان أمه، ويحصل على الحليب اللازم لنموه بشكل سليم.
  • وردت كلمة السنه في العديد من المواقع مقرونة بمدة معينة وذلك أي بعدد واضح وصريح من السنين، وذلك مثل قوله تعالى “لبس فيهم الف سنه ألا خمسين عامًا”.
  • والتي دلت على المثابرة والتعب الذي مر بهم النبي نوح عليه السلام، وهو يقوم بدعوه قومه لعبادة الله والتوحيد.

وفي نهاية المقال, نكون قد تعرفنا على الفرق بين السنة والعام وذلك بسبب استخدام العامة للكلمتين لنفس التعبير، ولكن القرآن الكريم قد بين الفرق بينهما، وكذلك وضح خبراء اللغة العربية الفرق بين العام والسنة في مختلف الجوانب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى