متى يبدأ الطفل بالحبو؟ وما العوامل التي يُمكن أن تساعده على الحبو؟ حيث يعد الحبو إحدى أهم مراحل نمو الطفل، ويجب مراقبته والاهتمام به في هذه الفترة أكثر من غيرها، أما عن التوقيت المناسب الذي يبدأ فيه أن يحبو هو ما نسعد بعرضه لكم مع كل التفاصيل حول الموضوع على موقع البلد، فلنبدأ عند بداية الحبو عند الطفل.
متى يبدأ الطفل بالحبو؟
عادةً ما يبدأ الأطفال بالزحف بدايةً من الشهر السادس وحتى الشهر العاشر ويتقنه عند بلوغ العام، تلك هي الإجابة الأولى للرد على الوالدين حين يسألون متى يبدأ الطفل بالحبو، ولكن في حقيقة الأمر يوجد الكثير من التفاصيل حول هذا السؤال، وهو ما سنعرضه لكم في الفقرات التالية.
إن أكثر ما يسعد الآباء هو مراقبة أبنائهم عند بداية تشريفهم للحياة، وأكثر ما يبهجهم في الطفل حديث الولادة هو رؤيته يتحرك وسماعه يصدر أصواتًا من شأنها أن تُعبر عن نفسه وعن وجوده.
إحدى أهم تلك الحركات أو الإيماءات هي الحبو أو الزحف، الذي يعتبر ثاني إشارات الطفل للتعبير عن نفسه بعد إصدار الأصوات للتعبير عن احتياجاته أو للفت الانتباه، فيبدأ الزحف كما أشرنا سابقًا بدايةً من سن الستة أشهر وحتى بلوغ العشرة أشهر، ويكون في قمة تألقه، وأحيانًا يبدأ في أولى خطوات المشي عند بلوغه سن العام.
من عمر ثمان إلى عشرة أشهر يكون الطفل قادر على الجلوس وحده، والتحول من وضعية الجلوس إلى الزحف على بطنه، وبذلك يكتشف قدرته على دفع جسمه عن طريق فخذه.
قد يحدث في بعض الأحيان سقوط للطفل على ظهره أثناء محاولة دفعه للأمام، ولكن لا تسبب تلك مشكلة حقيقية، فإنه مع الوقت قادر على خلق التوازن المناسب حتى يستطيع دفع جسده للأمام.
كيفية مساعدة طفلي على الحبو
جدير بالذكر بأن الحبو أو الزحف ليس خطوة أساسية عند كل الأطفال، إنما يوجد بعض الأطفال يقفزون مباشرة إلى خطوة المشي، فإن كان طفلك قد تأخر عن الزحف أمامك خلال الفترة من سن الستة إلى العشر أشهر فلا داعي للقلق، فقد يكون يستعد لمفاجأتك بمحاولته الوقوف أولًا.
لكن قبل أن نطالبه بمحاولة تحريك عضلاته ومقاومة جسده، حَرىٌ على الآباء أولًا مساعدته أو تهيئة المناخ السليم حتى يقوم باتخاذ تلك الخطوة.
إحدى أهم تلك المساعدات التي تقدمها أو تقدمينها لابنك هي وضعه بشكل دائم في وضع الاستلقاء على بطنه، حتى يحاول تحريك عضلات فخذيه ورقبته وظهره ليغير من وضعه سواء بالجلوس أو بالانتقال من مكان إلى أخر.
واحدة من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الآباء ظنًا منهم أنهم يساعدون أبنائهم على المشي هي وضعهم على كرسي المشي أو الكرسي الهزاز لفترات طويلة، حيث إنَّ وضعه لفترة طويلة في وضع ثابت لا يُقوى من عضلات رقبته وظهره، وبالتالي لا يستطيع الاستناد عليهم للمشي أو حتى للزحف.
يمكنك مساعدة ابنك على الحبو عن طريق وضع بعض المحفزات له، أو تجنب فعل بعض الأخطاء في وضعه على الأرض على ظهره أو شيء من هذا القبيل، وفيما يلي بعد الطرق التي تستطيعين من خلالها تحفيز طفلك على الحبو.
تحفيز الطفل على الحبو بشكل سليم
كما أشرنا سابقًا فإن وضع الطفل على بطنه إحدى أهم طرق مساعدته على تقوية عضلات رقبته وظهره وفخذيه، ومن خلالها يستطيع الطفل استكشاف العالم المحيط عن طريق تحريك أطرافه، إما للتنقل من مكان إلى آخر أو الإمساك بالأشياء المحيطة به.
يجب توفير مساحة فارغة في المنزل على أن تكون خالية من أي أثاث أو أشياء قد تعيق حركته أو تعرضه للخطر إذا اصطدم بها، ويجب على الآباء وضع الطفل في تلك المساحة على بطنه ومحاولة حثه على الحركة، أو التشبث بالأشياء الملونة المثيرة لشغفه، لتكون هدف له يسعد عند محاولة الحركة من أجل الحصول عليها.
إيّاك ثم إياك الإغفال عن مراقبته، فالأطفال في ذلك السن لا يفرقون بين ما هو خطر عليهم وما هو مسموح وغير مسموح، فلا تغفلين عنه للحظة، وإلا لا قدر الله ستكون العواقب وخيمة، كما أنَّه ليس من المُحبذ تلك الفترة ارتداء الطفل للأحذية وذلك لتقوية ساقيه، وحثَّه على التوازن المطلوب، فيمكن شراء الأحذية فيما بعد أو عند الخروج منا المنزل.
كما أنه لا يُحبذ أيضًا حمل الطفل أو تثبيته على الكرسي لفترة طويلة، فذلك من شأنه إضعاف ساقيه وعضلات ظهره ورقبته.
تكملةً لإجابة سؤال متى يبدأ الطفل بالحبو، وبعدما علمنا وسائل مُساعدة الطفل على الحبو بشكل جيد، فقد يخطر بذهنك عزيزي القارئ سؤال جديد، ألا وهو ماذا وإن تأخر طفلي في الحبو أو الزحف، وماذا يجب أن أفعل في ذلك الوقت؟ وعليه، فإننا سنقدم لكِ الإجابة كالتالي.
ماذا إن تأخر طفلي في الزحف أو الحبو؟
أولًا عزيزي القارئ وجب علينا التوضيح بأن الزحف والحبو ليسا نفس الفعل، فببساطة الزحف يسبق الحبو، لأنَّ الزحف يكون على البطن فيحتاج لفترة حتى تصبح عضلات الأيدي والأرجل قوية، ومن ثم يبدأ بمرحلة الحبو.
نعود للإجابة على سؤالنا ماذا إن تأخر طفلي في الزحف أو الحبو، إنها مدة العام الواحد كما ذكرنا سلفًا، فإن مرَّ عام على الطفل ولم يستطع استخدام أطرافه في الحبو أو الزحف فعليك مراجعة الطبيب لعمل الإشاعات والفحوصات اللازمة، لعلَّ ذلك يعود إلى مشكلة في العظام أو نمو العضلات.
لكن كما ذكرنا سابقًا فإن متابعتك لطفلك أساس اكتشاف السبب وراء تأخره في الحبو، فقد يكون الطفل لا يميز من الأساس ما يوجد حوله، ولا يدرك أنه عليه السير للحركة أو للوصول للأشياء، فراقبيه جيدًا.
فإذا أعلن طفلك عن نفسه وبدأ في تحريك أطرافه للمشي أو الحبو، فلن تخرج حركته عن إحدى تلك الحركات المعهودة وهي ما نُقدمها لكم فيما يلي.
أنواع الحبو عند الأطفال
في إطار حديثنا عن إجابة متى يبدأ الطفل بالحبو، نذكر أنَّه توجد عدة حركات يقوم الأطفال بفعلها عند قيامهم بالحبو، يُمكن تصنيفها فيما يلي:
- الحبو الكلاسيكي وهي الطريقة المعهودة والأكثر شيوعًا بين الأطفال، حيث يتكئ الطفل على فخذيه ويديه ويقوم بتبديلها في وضع متعاكس، أي الأيدي اليمنى على سبيل المثال مع الفخذ اليسرى والتبديل بسرعه.
- تحرك الطفل ذهابًا وإيابًا حتى يستطيع الحصول على القوة اللازمة لتحريك جسده للأمام، وتُعرف تلك الطريقة باللفة.
- في بعض الأحيان يقوم الطفل بتحريك يديه الاثنتين، مع تحريك قدم واحدة، وهي تُسمى طريقة الحبو بثلاثة أطراف.
- الحبو مثل الدب، وفي هذا الوضع يقوم الطفل بثبيت قدميه بطريقة مستقيمة، وتحريك جسده لأعلى، والزحف عن طريق يديه وعلى بطنه.
- أمَّا عن آخر الحركات، فإن الطفل يقوم باستخدام يديه الاثنتين وقدميه، ويقوم بدفع نفسه دفعة رباعية باستخدام أطرافه الأربعة وتسمى تلك القفزة بقفزة الضفدع.
قد يظل الحبو مستمرًا حتى عمر العام ونصف، وفى تلك الحالة كما أشرنا سابقًا يجب مراجعة الطبيب فقد يكون في ذلك عيبًا خلقيًا، كلين في العظام، أو خلل في الجهاز العصبي، أو النخاع الشوكي، أو الجهاز الحركي في العظام، وقد يكون شلل في الأعصاب، أو تأخر عقلي لا قدر الله.
قد أتممنا بذلك موضوعنا عن متى يبدأ الطفل بالحبو، وعلمنا ما هي الوسائل التي من شأنها أن تساعد الطفل على الحبو، كما ذكرنا أنواع الحبو عند الأطفال، ونتمنى أن نكون أفدناكم.
