اسلامياتفقه

واجبات الزوجة في المنزل

واجبات الزوجة في المنزل كثيرة ومتعددة، وهناك مجموعة من الواجبات الأساسية على الزوجة القيام بها في منزلها، مثل الاعتناء بأطفالها أو رعاية زوجها وتنفيذ ما عليها من واجبات يجب عليها تنفيذها، وهذا ما سنتعرف عليه عبر موقع البلد في هذا المقال.

هل خدمة الزوجة لزوجها في المنزل واجب؟

  • عاد الجدل والنقاش حول واجبات كل من الزوجة أو الزوج وهذا بسبب التغيرات التي تطرأ على المجتمع.
  • وخاصة بعد أن أصبحت المرأة تكمل كافة مراحلها التعليمية، وتشارك في كافة الوظائف، لذلك عاد السؤال ما هي واجبات الزوجة في المنزل؟ وهل خدمة الزوجة لزوجها في المنزل واجب عليها؟
  • وهل للزوجة حدود في عملها في البيت؟ وما هي مسؤولياتها تجاه زوجها وأبنائها.
  • يقول الدكتور فيصل الحليبي أستاذ الفقه المشارك بكلية الشريعة ورئيس معهد التنمية الأسرية العالي للتدريب بالأحساء، أن بقاء المرأة في منزلها وخدمة المرأة لزوجها هما أمرين منفصلين عن بعضهم البعض فبقاء المرأة في منزلها لا يعني خدمتها لزوجها.
  • كما أنه يقول لا يوجد أحد يمنع المرأة من العمل فالمرأة قد عملت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في التمريض وفي البيع والشراء وفي تجهيز المؤن، لكنها كانت لا تخرج من بيتها إلا لقضاء الحاجة.
  • وعندما قال الله تعالى في كتابه العزيز:

” وقرن في بيوتكن”.

  • فهذا لا يوجب على المرأة القيام بكل أمور المنزل.
  • كما أوضح الدكتور الحليبي أن بقاء المرأة في منزلها استقرار للمنزل والتي تقوم بمهمتها الأساسية وهي أن تقوم بإدخال السرور على زوجها وتربي الأبناء، وتحفظ البيت.
  • يجب على المرأة أن تطيع زوجها وتقوم بخدمة زوجها بالمعروف ولكن إذا كان زوجها لديه القدرة على أن يأتي لها بخادمة فلا تقوم هي بما تقوم به من أعمال المنزل ولكن تدير المنزل فقط مع هذه الخادمة، وهذا من واجبات الزوجة في المنزل.
  • كما أكد الحليبي على أنه لابد من أن يتم توحيد الهدف بين الزوج والزوجة فكما يقوم الزوج بأداء واجباته والعمل خارج المنزل لكي يؤمن لقمة العيش للزوجة والأولاد فأيضا على الزوجة أن تعمل داخل المنزل حتى تحافظ على الاستقرار وتسعد الزوج وتساعده على القيام بأداء واجباتهم.
  • كما أكد الدكتور الحليبي انه لا يصح القول بأن واجبات المرأة تقتصر على إمتاع زوجها في الفراش فهذا به امتهان لا يسمح به لكن على المرأة خدمة زوجها خاصة إذا كان مجتمعها ممن يخدمون أزواجهم.
  • وهذه الخدمة تكون دون طلب أو تسلط لأن الحياة الزوجية المبنية والقائمة على التسلط لا تنجح وتكون حياة زوجية غير سعيدة ولكن على الزوجين أن يقوم كل منهم بواجباته ويتفانى لكي يسعد الآخر.

ما هي واجبات المرأة تجاه زوجها؟

هل تعلم ما هي واجبات المرأة تجاه زوجها؟، فهي:

1- طاعة الزوج

  • يجب على المرأة أن تطيع الزوج في كل ما يأمرها به إلا في معصية لله وهذا لقول الله تعالى:

“فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا”.

  • وطاعة المرأة لزوجها ليس من منطلق ظلم المرأة أو استعلاء الرجل عليها ولكن من منطلق قوامة الرجل على المرأة وأنه لابد أن يكون هناك قائد للمنزل.
  • حيث يقول الله تعالى:

“الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم”.

  • وتعد طاعة المرأة لزوجها من طاعتها لله حيث تعمل طاعتها لزوجها على زيادة إيمانها بالله لأن الله هو من جمعهما في رباط الزوجية.

2- رعاية الأولاد وشئون المنزل

  • ويجب على المرأة أن ترعى متل زوجها، وأن تحافظ عليه وأن تقوم بتربية الأبناء لأنها أفضل من يقوم بهذه المهمة وهذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

” والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم”.

  • حيث أن المرأة لديها الحنان ولديها القدرة على أن تقوم برعاية أبنائها.
  • وقيامها بهذا الدور يجعلها تساهم في إعداد شباب للمستقبل أكثر إيمانا.

3- المحافظة على مال الزوج

  • وتعد من أهم حقوق الزوج على زوجته أن تقوم الزوجة بالحفاظ على مال زوجها وأن تعمل على ألا ترهقه بكثرة طلباتها.
  • وتعمل على عدم إرهاقه بكثرة طلباتها التي قد تؤدي بالزوج إلى الاستدانة من الغير لتلبية طلبات الزوجة.
  • كما أنه لا يجوز للزوجة أن تتصرف في مال زوجها إلا أن تأخذ إذن منه وهذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم “لا يجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها.

4- عدم الخروج من المنزل إلا بإذن الزوج

  • ويعد من واجبات الزوجة وأيضا عدم الخروج من المنزل إلا بعد أن تأخذ إذن من زوجها لأن من واجباتها البقاء في المنزل لكي تعمل على إدارته وتهيئة جو مناسب لراحة زوجها.

وهذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم “أيما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها كانت في سخط الله تعالى حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها زوجها”.

5- واجبات على الزوجة

  • كما أن هناك بعض الوجبات الأخرى التي يجب على الزوجة القيام بها تجاه زوجها حتى تنال رضاه.
  • فيجب على الزوجة تجاه زوجها أن تراعي شراء شعوره وتحافظ على كرامته فلا يسمع منها إلا ما يسره ولا يرى منها إلا ما يحبه.
  • كما أنه على الزوجة أن تقوم ببر أهل زوجها وأن تعاملهم بأخلاقهم الحسنة، وهي من واجبات الزوجة في المنزل.
  • ألا نفسي له سرا وألا تذكر عيوبه أمام الأخرين.
  • أن تساعده على إرضاء الله وأن تذكره دائما بتقوى الله.
  • أن تقوم بمساعدة زوجها على دفع الشر وعمل الخير قدر الإمكان.
  • التحلي بالأخلاق الحميدة الإخلاص والوفاء والمودة والرحمة.

هل يجب على الزوجة خدمة زوجها؟

  • اختلف فقهاء العلم على وجوب خدمة الزوجة لزوجها حيث ذهب جمهور الفقهاء بأنه لا تجب خدمة الزوجة لزوجها وذهب بعض أهل العلم الأخرين بأنه على الزوجة خدمة زوجها.
  • يرى الجمهور من الشافعية والحنابلة وبعض المالكية بأن خدمة الزوجة لزوجها ليست واجبة عليها لكن على الزوجة أن تقوم بما جرت به العادات.
  • ويرى الحنفية أن خدمة الزوجة لزوجها واجب عليها وهذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قام بتقسيم العمل بين علي وفاطمة.
  • فجعل ما داخل المنزل على فاطمة وما خارج المنزل على علي، لذلك فإن المرأة عند الحنفية لا يجوز لها أن تأخذ من زوجها أجرا على خدمته، ويعد كل هذا من واجبات الزوجة في المنزل.
  • أما جمهور المالكية وأبو ثور وأبي بكر بن أبي شيبة وأبي إسحاق الجوزي أن يرووا أنه يجب على الزوجة خدمة زوجها وهذا أيضا لقصة علي وفاطمة أن أعمال المنزل على فاطمة والأعمال خارج المنزل على علي.
  • كما قسم لهم النبي صلى الله عليه وسلم وأيضا للحديث الشريف:

” لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أن رجلا أمر امرأته أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أحمر لكان حقها أن تفعل”.

واجبات الزوجة في الإسلام

  • يرى الشيخ ابن تيمية رحمه الله أنه يجب على الزوجة خدمة زوجها ولكن أن يكونوا بالند، وتختلف هذه الخدمة باختلاف بيئة الزوجة فخدمه البدوية ليست كخدمة القروية ليست كغيرها.
  • ويقول ابن القيم رحمه الله مفصلا حكم النبي صلى الله عليه وسلم في خدمة الزوجة لزوجها.
  • عندما جاءت فاطمة لتسأله على ما يحدث ليديها من أذى بسبب الرحى، فلم تجده ووجدت عائشة وبعد ما جاء ذهب إليها هي وعلى في بيتهما وقسم العمل بينهما فقال لفاطمة عمل الباطن في المنزل ولعلي عمل الظاهر خارج المنزل.

1- واجبات الزوجة في المنزل عند الشيخ ابن عثيمين

يرى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن خدمه الزوج لزوجها واجب عليها في الأشياء التي تجري بها العرف أما الأشياء الغير موجودة في العرف والعادات فلا يجب عليها خدمته فيها:

  • كما أنه لا يجب على الزوجة خدمة أهل الزوج ولا يجوز لزوجها أن يغضب منها على عدم خدمتها لهم.
  • وعلى الزوج ألا يستعمل قوته على الزوجة وهذا لقول الله تعالى “فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا”.
  • وعلى هذا فإنه من الواجب على الزوجة أن تخدم زوجها وأن تقوم بواجباتها داخل المنزل بالمعروف والإحسان.

2- واجبات الزوجة في المنزل رأي دار الإفتاء

  • يقول الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية في واجبات الزوجة في المنزل، أن المرأة راعية في بيت زوجها وأنها مسؤولة عن رعيتها.
  • كان يرى أن الحياة الزوجية تقوم على الفضل لا تقوم على الحقوق والواجبات بل أن الحقوق والواجبات تكون في ساحات المحاكم أمام القضاة أما الحياة الزوجية تبنى على المعروف.
  • كما أوضح فضيلته أن الأصل في الحياة الزوجية أنها تبنى على المودة والرحمة وهذا لقول الله تعالى “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”.
  • وأضاف فضيلته أن القوامة للرجل لأن الله فضل الرجال على النساء ببعض الأمور كما تفضل النساء على الرجال في بعض الأمور الأخرى، وأن لكل منهم حقوق كما أن عليه واجبات.
  • وأنه من واجبات الزوجة لزوجها أن تطيعه في كل ما يأمرها به إلا أن يكون في معصية، كما أنها لا يجب عليها أن تطيعه في جمهورها الخاصة كان يتحكم في مالها ويمنعها من التصرف فيه لأنه ليس له لا يا علي ما لها.
  • كما أنه من واجبات الزوجة لزوجها أن تحفظ بيته وماله ولا تخرج بغير إذنه وألا تدخل أحد إلى المنزل من غير محارمها.

3- واجبات الزوجة في المنزل عند ابن الباز

  • ويرى الإمام ابن الباز اللهم من واجبات الزوجة داخل المنزل إعداد الطعام وترتيب المنزل والاعتناء بالأولاد وهذه كلها يجب القيام بها.
  • وهذا ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكانت الزوجة تخدم زوجها داخل المنزل.
  • إلا إذا كانت الزوجة قادمة من بيئة غير معتادا على أن تخدم أحد فهنا على زوجها أن يأتي لها بخادمة.
  • وهذا لأن لكل امرأة ظروفها قبل المجيء إلى بيت زوجها وذلك لقول الله تعالى وعاشروهن بالمعروف.
  • أما في الأصل فأنعم على الزوجة أن تخدم زوجها من حيث الكنز والطبخ وغسل الثياب وكيها وكل هذه من أعمال المنزل وغيرها لأن هذا هو العرف السائد أيام النبي صلى الله عليه وسلم.
  • أما إذا كان هناك بلد اختلف فيها العرف وكان هو العفو السائد بين الناس وعارفه الزوج فكان عليه العمل به وهذا لأن المعروف عرفا كالمشروط شرطا.
  • ما المقصود وأن يعامل الزوج زوجته بما هو معروف في البلد وفي الأسرة وما يجرى عليه العرف لكن في الأصل على الزوجة خدمة زوجها في كل أمور المنزل.

وعلى هذا فإن واجبات الزوجة في المنزل لا تقل أهمية عن حقوقها، وعليها القيام بها، كما أنه تسير كما تجرى العادة والعرف في بلادها، ولهذا فالزوجة راعية في المنزل ومسؤولة عن رعيتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى