مال وأعمال
ما معنى تبييض الأموال
ما معنى تبييض الأموال؟ يعرف تبييض الأموال أيضًا باسم غسيل الأموال، وانتشر هذا المصطلح بشكل كبير في عالم الاقتصاد، والأموال، ويعتبر غسيل الأموال من الجرائم التي ظهرت مع ظهور المصادر الغير شرعية لكسب المال، فما معنى تبييض الأموال هذا ما نتناوله بالتفصيل عبر موقع البلد في هذه المقالة.
ما معنى تبييض الأموال؟
- ولمعرفة ما معنى تبييض الأموال لابد أن تبييض الأموال هو جريمة مالية يعاقب عليها القانون، يرتكبها أصحاب الأموال مجهولة المصدر، وذلك من أجل تنظيف أموالهم من هذه المصادر، وإخفاء آثارها.
- هناك الكثير من الأساليب التي يتبعها هؤلاء المجرمون في تبييض أو غسيل أموالهم، وأصبح لتبييض الأموال العديد من التعريفات، والتي وضعها صانعو القرار من الخبراء الماليين والاقتصاديين وكذلك السياسيين.
- ويعرف تبييض الأموال باللغة الإنجليزية باسم Money Laundering، أو غسيل الأموال، ويتم من خلاله تحويل مبالغ كبيرة من المال ذات مصادر غير شرعية ولا قانونية إلى أموال نظيفة، يمكن استخدامها في كافة النشاطات.
- وكذلك يعني غسيل الأموال بأنه وسيلة يتم اتباعها حتى يتم إخفاء أثر المصادر التي يتم من خلالها الحصول على هذه الأموال، حيث يستخدم الشخص طرق استثمارية غير قانونية ليكسب أرباح يقوم باستخدامها في أشياء قانونية.
- يعاقب القانون على جرائم غسيل الأموال، حيث أنها تؤثر على اقتصادات البلاد، وكذلك يستغل مرتكبي هذه الجريمة فكرة التصرف في الأموال بعد أن يتم غسيلها.
- كما يمكنهم استخدامها في المشاريع العامة، مما يعطيهم غطاء لمشروعاتهم الخفية، وكسب المزيد من المال من مصادرهم الغير شرعية.
المفهوم الفقهي لتبييض الأموال
- يتكون المفهوم الفقهي لعملية غسيل أو تبييض الأموال من بعض الحيثيات الهامة ونذكرها لكم كالتالي.
- من حيث الموضوع، يعتبر غسيل الأموال من الفنون التي تعمل على تشغيل الأموال عن طريق بعض الطرق والوسائل، والأدوات القانونية المشروعة.
- وذلك يتمثل في بعض المؤسسات العالمية المهتمة بتشغيل الأموال، وكذلك البنوك التي توافق على عمليات التحويل أو إيداع الأموال ذات المصدر الغير شرعي، وتساعد مرتكبي هذه الجرائم في الحفاظ على أموالهم آمنة دون السؤال عن مصدرها.
- أما من حيث الغاية، فإن جريمة تبييض أو غسيل الأموال تساعد في انتشار الأموال مجهولة المصدر، والملوثة بالجرائم، والتي تأتي من تجارات غير مشروعة مثل تجارات المخدرات، والسلاح، وكذلك بعض السرقات الخفية.
- ويتم نشر هذه الأموال في الكثير من المشروعات الاقتصادية والاستثمارية الشرعية، وكذلك بعض الأنشطة الدولية، وكذلك المحلية، وبذلك يصبح المال مغلفًا بغلاف شرعي وقانوني، وليس عليه أي شبهة جنائية، أو أثر لمصادره الملوثة.
- أما من حيث الطبيعة، فإن طبيعة عملية تبييض الأموال أنه أحد الجرائم ممكنة التداول ما بين البلاد المختلفة، والأقاليم، والدول، ويعتبر من الجرائم الغير أصلية، حيث توجد جريمة أصلية يخفيها تبييض الأموال.
تعريف الفقهاء لجريمة غسيل الأموال
- قام رونالد كليفر بتعريف جريمة تبييض أو غسيل الأموال على أنها عبارة عن استعمال المال المكتسب من مصادر غير معروفة، بهدف طمس طبيعة هذه المصادر بشكل كامل.
- كما عرف جيمس بيسلي جرائم غسيل أو تبييض الأموال على أنها باقة من الأنشطة الغير شرعية، والتي تهدف إلى عمل ساتر، أو تمويه لطبيعة النقود التي تم اكتسابها عن طريق بعض الجرائم المنظمة، وتم إخفاؤها تمامًا.
المفهوم التشريعي لتبييض الأموال
- يختص المفهوم التشريعي لجريمة تبييض الأموال بتعريف التشريعات المختلفة من بلاد العالم العربي والغربي، والمفاهيم المتفق عليها من بعض الاتفاقيات الدولية، وكذلك الإقليمية، ونعرض لكم فيما يلي بعض المفاهيم التشريعية لهذه الجريمة.
- تعريف التشريع الفرنسي للجريمة، حيث تعرف بأنها تبرير كاذب بطريقة بسيطة لأموال مكتسبة عن طريق جناية أو جنحة، يتم من خلالها الحصول على فائدة بشكل مباشر أو غير مباشر.
- أما عن التشريع المصري فيعرّف جريمة تبييض الأموال على أنها سلوك يعتمد على امتلاك أموال مكتسبة عن طريق بعض الجرائم، وكسبها، وإدارتها، أو كذلك التصرف بها، وإيداعها، أو استبدالها، أو استثمارها، أو تحويلها.
- وكذلك يجرّم القانون المصري نقل الأموال المكتسبة من عمليات تبييض الأموال، وذلك بهدف طمس حقيقة مصدرها، أو طبيعتها أو مكان وجودها، وحماية الأشخاص الذين قاموا بارتكاب هذه الجريمة من أجل الحصول على هذه الأموال.
- كما يتم تعريف تبييض أو غسيل الأموال في اتفاقية هيئة الأمم المتحدة على أنها تمويه لحقيقة الأموال، ومصدرها، وحقوقها، وكذلك تحركاتها، وملكيتها في ظل وجود دليل على أن مصدر هذه الأموال غير شرعي تمامًا.
- وعقد المجلس الأوروبي اتفاقية تنص على مواجهة جرائم تبييض الأموال، وكذلك كل الطرق والوسائل المستخدمة في هذه الجريمة، ويلتزم بتجريم هذه الأفعال كل الدول الأعضاء في هذا المجلس.
تاريخ تبييض الأموال
- تعتبر جريمة غسيل الأموال هي أحد الجرائم المشهورة دوليًّا منذ زمن بعيد، حيث أنه خلال عام 1932م تم ارتكاب أوّل جناية خاصة بغسيل الأموال باستخدام وسائل حديثة.
- كان ذلك من خلال واحد من المُجرمين من دولة بولندا، حيث كان يعمل في نقل النقود ذات المصادر غير القانونية إلى دول أخرى غير أمريكا، وبعد ذلك بقوم بإيداعها في البنوك الموجودة في دولة سويسرا.
- ويعتمد هذا الشخص في جريمته على استخدام فكرة القروض وهميّة، وبعد ذلك وتحديدًا في عام 1973م ظهرت فكرة غسيل الأموال لأول مرة داخل أراضي الولايات المُتّحدة الأمريكيّة.
- عندما ظهرت فضيحة المدعو ووتر جيت المتعلقة بقضية انتخاب الرئيس نيكسون من جديد؛ حيث قامت اللجنة التي ستشرف على عمليّة الانتخابات بجمع الكثير من الأموال الخاصة بتبرعات تتعلق بتلك العمليّة.
- وبعد ذلك قامت باستخدام هذه الأموال في القيام ببعض النشاطات المتعلقة بتبييض الأموال.
- كما تُرجّح بعض النظريات أنّ بداية انتشار جريمة غسيل الأموال ترجع إلى قيام أحد مُجرمي عصابات مافيا الأمريكيّين بشراء مغسلةً من أجل استخدامها في عملية غسل المال.
- فكان يقوم بخلط السعر النقديّ الذي يقوم الزبائن بدفعه بهدف غسل نقودهم مع بعض الأموالٍ التي تم الحصول عليها من خلال تجارات مشبوهة مثل تجارة المُخدّرات.
- ثمّ كان يقوم بإيداع هذه الأموال بعد إتمام عملية غسلها وخلطها معًا داخل حساب بنكي في واحد من المصارف التي تتيح ذلك، ومن هذا المنطلق ظهر مصطلح غسيل الأموال أو تبييض الأموال، وتمت تسمية هذه العمليات بهذا الاسم بعد ذلك الحين.
- تعتقد بعض النظريات المختلفة أنّ عمليات غسيل الأموال بدأت خلال فترة السبعينات من القرن الماضي.
- وحين ذلك تراءى لإدارة مُكافحة المُخدّرات أنّ هؤلاء التّجار ممن يقومون ببيع المُخدّرات لعملائهم يستفيدون بالحصول على كميات كبيرة من القطع المالية المعدنية وبعض فئات العُملة الأخرى المصنوعة من الورق الصغير.
- كما يحرص هؤلاء على القيام بعمليات غسيل الأموال باستخدام أدوات مثل البُخار أو بعض الكيماويّات المستخدمة في هذا الغرض؛ وذلك حتى يقوموا بإزالة ملوّثات تجارة المُخدّرات من الأموال قبل أن يودعوها في البنوك المخصصة لذلك.
- وفي الثمانينات من القرن السابق زادت كمية أرباح النشاطات غير القانونية، والتي تم إيداعها داخل الحسابات البنكية الخاصة في بنوك ومصارف دولة سويسرا.
الركن المادي لقضية غسيل الأموال
- وبعد أن عرفنا ما معنى تبييض الأموال لا بد أن نعرف أن هناك ركنان لجريمة غسيل الأموال، الركن المادي، وهو الركن الذي يتعدى كل الحدود القانونية، ويتم من خلاله القيام بكل الإجراءات، والأنشطة التنفيذية الخاصة بهذه الجريمة.
- ويعتبر الجانب المادي هو الركن الأساسي لهذه الجريمة، حتى نعتمد حدوث الجريمة من عدمه، ويتحقق هذا الركن الرئيسي من خلال بعض الأنشطة الهامة كالتالي.
- أولًا القيام بإدارة النشاط المالي باستخدام الأموال المكتسبة من مصادر غير شرعية أو قانونية، وكذلك نقل، وتحويل المبالغ المالية المكتسبة من هذه النشاطات.
- وكذلك التعاون مع الأشخاص القائمين على تنفيذ هذه الأنشطة الغير شرعية، وذلك بما يبعدهم عن أي مسائلات قانونية.
الركن المعنوي لقضية غسيل الأموال
- وكما أن هناك جانب أو ركن مادي لعملية تبييض الأموال لابد ألا نغفل أنه هناك كذلك جانب معنوي لهذه القضية، ويقصد بذلك الجانب أنه توجد مقاصد قانونية جنائيّة في قضية غسيل الأموال.
- وبذلك يصبح المُجرم على معرفة بقيامه بأنشطة مادية غير قانونية باستخدام أوراق مالية غير شرعية، ولكنه يراعي الحرص على القيام بهذا الفعل تقبّل كلّ النتائج الخاصّة بها، والآثار المترتبة عليها، سواء ما يضره هو شخصيًا أو يضر مجموعته.
- كما يطلق على هذا الفعل في قانون العقوبات مصطلح نظريّة الإرادة ونظريّة العلم؛ أي أنه المقصود به العلم بالتصرُّفات الناتجة عن الفعل المحظور شرعيّاً، ولكن تصبح إرادته مندفعةً من أجل ارتكاب هذه الجريمة مع إدراك، وقبول نتائجه.
يمكنك من هنا معرفة أفضل طريقة للإستثمار الموثوق عبر البنوك عبر موضوعنا: أفضل طريقة لإستثمار أموالك في البنوك
الآثار السلبية الناتجة عن غسيل الأموال
- يتسبب غسيل أو تبييض المال في إحداث حالة من التذبذب في الحالة الاقتصاديّة للبلاد، يتبين لنا ذلك في عدّة آثار نذكرها لكم كالتالي.
- ينتج عن ذلك تأثر في المناخ المحلي والدولي بخصوص الاستثمارات، وذلك حيث تصبح المنافسة الاقتصادية بين رجال الأعمال العالميين أو المحليين غير متكافئة، وذلك يؤثر في قيمة الفوائد التي تعود على البنوك.
- كما تتأثر بذلك أسعار العملات المحلية والدولية، وكذلك حركات رؤوس الأموال الاستثمارية، كما يؤدي ذلك إلى بعض النتائج الغير مرغوبة في عملية استقرار أسواق المال الدولية، وكذلك مصداقية بعض سياسات الاقتصاد العالمية.
- كما يسبب ذلك أن تغيب قدرة بعض الحكومات على اتخاذ القرارات السليمة اقتصاديًّا، حيث يعتمدون في قراراتهم تلك على بعض الإحصائيات الغير سليمة، والتي تخص الدخل القومي للبلاد.
- وكذلك تزداد الفجوة ما بين الدخل القومي المعلن رسميًا، والدخل القومي الفعلي، ويتسبب ذلك بشكل كبير في إحداث خلل واضح في عملات تنفيذ الخطط التنموية اقتصاديًا، واجتماعيًا، وترتيبات هذه الخطط.
- كما تظهر نتيجة لذلك بعض المشاكل في عمليات الاستهلاك والإنفاق أيضًا، ويتسبب ذلك في ضياع الأموال المخصصة لعمليات الاستثمار الاقتصادي المختلفة، مما يتسبب في أن يتم حرمان الأنشطة الاقتصادية والعمليات الاستثمارية من ضخ الأموال الكافية.
وبذلك نكون قد تناولنا موضوع غسيل الأموال، وعرفنا ما معنى تبييض الأموال، وكذلك عرفنا الجانب المادي والمعنوي لهذه القضية، وتاريخ ظهوره، والآثار الاقتصادية السلبية التي تنتج عن هذه العمليات على اقتصاد البلاد بشكل عام، والقوانين المواجهة لخطر هذه الجريمة.