نسبة الشيعة في السعودية
نسبة الشيعة في السعودية 2024 وأماكن وجودهم تعتبر من أكثر ما ينشغل بها كثير من الناس في المملكة العربية السعودية والعالم العربي والإسلامي في إطار مناقشتهم لقضايا المملكة والصراع السني الشيعي المحيط بها، لا أحد ينكر ذلك خاصة مع بداية ظهور المذهب الشيعي منذ علي رضي الله عنه، وتأييدهم لها ثم المبالغة ثم الانحراف في كفارة الصحابة وعدد من المعتقدات خارجها دين الاسلام.
فالمواطن الشيعي جزء لا يتجزأ من تكوين المجتمع السعودي، الذي يعمل ويعيش تحت حكم القانون، مثله مثل المواطن السني، تنقسم الشيعة إلى مجموعات، منها اثنتا عشرة فرقة، إسماعيلية، وزيديون، كلهم موجودة في المملكة العربية السعودية، ولكن بنسب متفاوتة.
نسبة الشيعة في السعودية
تخرج العديد من الدراسات بين الحين والآخر، للحديث عن نسبة الشيعة في المملكة العربية السعودية، لكن الدراسة الصريحة التي أجريت تتحدث عن نسبة تتراوح بين 15 و 20 في المائة، كما أطلقتها سي إن إن، لكن لا يوجد مصدر دقيق للمعلومات حول هذا الموضوع، وبالتالي فإن المسألة تبقى غير رسمية.
إلا أن أحد المراجع الشيعية يتحدث عن أن النسبة تصل إلى 25٪ من المجتمع السعودي في مختلف المحافظات، الأمر الذي يدين بالمنهج الشيعي، حيث تتوزع الشيعة في عدة مناطق تعتبر بؤرهم الأساسية في المناطق الشرقية من المملكة العربية السعودية .
حيث يتواجد الشيعة بنسبة عالية في القطيف والأحساء وشرق السعودية والمدينة المنورة في نبع البحر.
كما يواجه الشيعة رقابة حكومية كثيرة، بهدف تقليص الخلافات بين الشيعة والسنة، وتضع الحكومة شروطًا كثيرة للسماح للشيعة بالعمل في المهن الأمنية، من أجل الحفاظ على تماسك الأجهزة الأمنية.
إقرأ أيضًا: أحكام زواج المتعة عند الشيعة ورأي السنة في زواج الشيعة
المرجع الشيعي في السعودية
هناك اختلافات كثيرة بين الشيعة، الذين ليس لهم مرجعية شيعية في السعودية، فيتبع جزء منهم السلطة الإيرانية، وبعضهم يتبع السلطة العراقية منها عشرة، الإسماعيلية والزيديون.
تعتبر الطائفة الإسماعيلية، هي من أكثر الجماعات قبولاً في المملكة العربية السعودية، وحضارة الباب من القبائل العريقة في المملكة العربية السعودية التي يعود أصلها وانفصالها إلى المملكة العربية السعودية، والتي تعود جذورها إلى القبائل القيّمة في مكة المكرمة التي هي عُشر الرسول صلى الله عليه وسلم، وليست كباقي الطوائف التي تعود أصولها إلى العراق أو اليمن أو غيرها من المناطق التي هاجرت في زمن الدول الإسلامية المتعاقبة.
وفي الملك فهد رحمه الله أبرمت اتفاقيات مختلفة مع الطوائف الشيعية في الداخل حفاظا على الأمن القومي في المملكة العربية السعودية، منها شطب منهج المحتوى الذي يسيء إلى الشيعة، و وقف التحريض العلني ضد الشيعة، ونجح في احتواء الأمر، بشرط عدم وجود صلة بأي تنظيمات أو جماعات أو جهات خارجية تعمل ضد السعودية.
إقرأ أيضًا: صلاة العيد عند الشيعة ومواقيت صلاة العيد عند المسلمين
تاريخ الشيعة في السعودية
تم احتلال الهفوف (عاصمة الأحساء) بسهولة في 12 أبريل 1913 بعد مقاومة ضعيفة من الحامية التركية، وكان أبرز مواقع المجتهد الشيعي في الأحساء الشيخ موسى بوخمسين وعدد من الوجهاء دور حاسم في تحقيق النصر السريع لابن سعود الذي أبرم اتفاقًا مع قادة الشيعة نص على “ضمان الحرية الدينية للناس”، ” وضمان “استعادة الأمن وإقامة العدل” مقابل الولاء والانضمام إلى الكيان والحكم الجديد، بعد احتلال الهفوف، أرسل القائد المؤسس عبد العزيز مفرزة صغيرة (عشرة أفراد) بقيادة ابن سويلم إلى القطيف للتفاوض على دخولها السلمي، انقسمت المرجعية الدينية والقيادة السياسية في القطيف بين المقاومة والدعوة للتنازل عن الحق في الدم، وحُسم الأمر بموقف الشيخ علي أبو عبد الكريم الخنيزي الذي رفض مقاومة الحق في الدم، وهكذا فتح الأمير عبد الرحمن بن سويلم، وسلمه مبعوث ابن سعود القطيف السلام في 15 مايو 1913.
إقرأ أيضًا: ما هو القرقيعان عند الشيعة وحكم الاحتفال بعيد القرقيعان عند الشيعة
واحات الأحساء والقطيف جوهرة الدولة الجديدة
وهكذا أصبحت واحات الأحساء والقطيف اللتين تميزتا بتوسع جغرافي هائل والموارد الكبيرة لثروتهما (قبل اكتشاف النفط) المتوفرة في ذلك الوقت، جوهرة الدولة الجديدة التي كانت في عملية التأسيس، أُجبرت الحاميتان التركيتان في الأحساء والقطيف على المغادرة بحرًا، و في فترة لاحقة تم تعيين الشيخ علي الخنيزي قاضيًا كبيرًا في المنطقة تقدم أمامه لمقاضاة كل الشيعة والسنة وبالمثل، مع العلم أن هذا يناقض ويتناقض مع النهج الوهابي المتشدد والتفكير المتحالف معه.
في الوقت نفسه، كان ابن سعود، بناءً على معرفته بتوازن القوى الإقليمية والدولية، حريصًا على عدم إغضاب الدولتين المهيمنتين الرئيسيتين في المنطقة، وهما الخلافة العثمانية (أستانا) وبريطانيا العظمى، لذلك كان الملك عبد العزيز يقيم المعاهدات والاتفاقيات معهم من أجل ضمان استقرار الحكمة، ومن الواضح أن عدة أسباب وعوامل ساعدت على غض الطرف عن الخلافة العثمانية وبريطانيا وعدم التدخل المباشر للتأثير على الوضع المحلي ، خاصة في ظل الموقف السلبي للقادة المحليين الذين رفضوا التعامل مع المندوبين البريطانيين، والرسل الذين أعطوهم (زعماء القطيف) مكانة مشابهه للمشيخات.
ولأسباب تكتيكية، اضطر الملك عبد العزيز إلى إبرام اتفاقية معاهدة مع الأتراك في 15 مايو 1914، ورغم أنه قدم بعض التنازلات الرسمية للأتراك فيها، إلا أنه سرعان ما أغفلها ورفض الالتزام بأحكامها بعد اندلاع الحرب، وهي الحرب العالمية الأولى (1914).
وفي هذا السياق وقع الملك عبد العزيز معاهدة (دارين القطيف) مع ممثل الحكومة البريطانية كوكس في 26 ديسمبر 1915، وقد تضمنت هذه المعاهدة في الواقع تظلمات وتنازلات لا غنى عنها لأنها تخالف مبدأ الوطنية، السيادة والاستقلال، لكن الحقائق التاريخية والسياقات ذات المسارات نفسها تظهر بوضوح أن وحدة الكيانات وبناء الأمة لا يمران في طريق مستقيم، ولا يوجد تقلبات، ظاهريًا قد يبدو الأمر غير مقبول، لكن إذا تم أخذه ضمن المنظور التاريخي العام، نجد أنه قد يكون ضروريًا وأقل شرورًا وخيارات للحفاظ على الهدف المركزي والأساسي، وهو في رأيي الإنجاز التاريخي العظيم وهو تأسيس أول وحدة عربية ناجحة في العصر الحديث وهي أنقاض التخلف والفقر والتفتت والفتنة القبلية والمذهبية والطائفية التي عمت جميع أنحاء الجزيرة العربية لقرون.
إلا أن هذا الإنجاز التاريخي الكبير الذي تحقق لا ينبغي أن يجعلنا نغفل ما صاحبته من سلبيات وعواقب أدت إلى توترات اجتماعية وطائفية وسياسية خطيرة لم تنته بعد لأسباب وعوامل تتعلق بها، في البيئة السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية السائدة.
وفي نهاية المقال نتمنى أن نكون قد أفدناكم في الحديث عن نسبة الشيعة في السعودية وتاريخ الشيعة في السعودية.