أسباب عقوق الوالدين وحلولها
أسباب عقوق الوالدين وحلولها متعددة، قد تكون الأسباب من الآباء أو من الأبناء، مهما كانت الأسباب فبر الوالدين من أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها المسلم، حيث إن بر الوالدين أتى بعد عبادة الله تعالى في قوله: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً”، لذا سنعرض لكم منه خلال موقع البلد أبرز أسباب عقوق الوالدين وحلولها.
أسباب عقوق الوالدين وحلولها
تتعدد أسباب عقوق الوالدين كونها تنقسم في أسباب حدوثها بين الآباء أو الأبناء، وبالتالي فتختلف طرق حلولها، لذا في إطار عرض أسباب عقوق الوالدين وحلولها سنعرض لكم أولًا أبرز أسباب عقوق الوالدين من خلال الفقرات التالية:
1- الجهل بالعواقب
قد يكون السبب في عقوق الأبناء لأوامر آبائهم هو أنهم ليسوا على دراية بعواقب هذه العقوق في الدنيا وفي الأخرة، كما أنهم على جهل تام بالحصيلة الجيدة التي ستعود عليهم إن أطاعوا والديهم وبرّوهم.
2- سوء التربية
سوء التربية هي أقوى العوامل التي تجعل الأبناء لا يخضعون لأوامر آبائهم، حيث يجب على الوالدين أن يربوا أولادهم على حسن التصرف والمعاملة، وأن يزرعوا بداخلهم أهمية البر والحب الذي يجب أن يكون متواجدًا بينهم كأفراد عائلةٍ واحدة.
3- رفقاء السوء
الرفقاء السيئين هم أحد الأسباب الرئيسية التي تعين الفرد على فعل الكثير من الأمور السيئة وليس فقط عقوق الوالدين، خاصة عند الأطفال وفي سن المراهقة الذي يبدأ فيه الطفل بتقليد من هم حوله تقليدًا أعمى دون الاهتمام للعواقب أو الاهتمام بآبائهم.
4- التفرقة بين الأبناء
في بعض الحالات قد يفرق الآباء بين أطفالهم في التعامل، فيفضلوا أحدهم على الآخر أو يبدؤوا بعقاب أحدٍ دون الآخر على الرغم من ارتكاب الاثنين لنفس الأخطاء، وبالتالي يبدأ الأبن الذي يفضله أبواه بالتسلط على أخوته وعلى أبويه كذلك، فيؤدي ذلك إلى عقوق باقي الأبناء.
5- قلة التقدير
عندما ينشا الطفل في بيئة لا يقدر فيها أحد الآخر ولا يعطيه قيمته التي يستحقها، فيبدأ بعدم تقدير آباءه وتجاهل ما يطلبونه منه، مع حالة من النكران وعدم التقديم لما يمر به الأبوان في سبيل توفير حياةً كريمة لا ينقصها شيء.
6- كثرة المشاكل القائمة بين الابوين والطلاق
عندما ينشأ الطفل في بيئة مليئة بالمشاكل قد يكون ذلك سببًا من أسباب تأثر سلوكياته بالسلب، كما أنه قد ينشأ على رؤية أن الوادين لا يحترمان بعضهما في الأساس ويذكران سيئات بعضهما البعض، فيبدأ كلاهما بالسقوط من نظر أبنائهم ويرى الأبناء أن والديهما ليسوا جديرين بالبر.
7- تناقض أفعال الوالدين
إذا كبر الأبن وهو يرى أن أباه ينصحه بالقيام ببعض الأفعال التي لا يطبقها هو في الأساس فسيكون ذلك دافعًا له على عدم الطاعة، فمثلًا إذا نصح الأب ابنه أن يصلي وهو في الأساس لا يصلي، هل من المتوقع أن يستجيب الطفل لمثل هذا الامر؟ بالطبع لا، وهذا هو أحد أبرز أسباب عقوق الوالدين.
8- آلا يعين الوالدين أبنائهم على البر والطاعة
من أبرز أسباب عقوق الوالدين خاصةً بين الأطفال الذين مازالوا يتعلمون معنى بر الوالدين، آلا يشجعهم آبائهم على برهم، فيكون التشجيع مثلًا بتحديد المكافئات في حال أنهم أحسنوا اتصرف، والعقاب في حال أساءوا التصرف، ولا يتم تطبيق العقاب فقط دون التشجيع والمكافأة.
9- تفضيل الراحة وعدم المبالاة
في بعض الأحيان يكون الأبوان كبارًا في السن، فيلجأ الأبناء في هذه الحالة إل أن يودعوهم في دارٍ للمسنين ليرعاهم لأنهم يفضلون راحتهم على أن يخدموا آبائهم العجزة المرضى.
10- عدم الشعور بالوالدين
أغلب الأبناء لم يمروا بعد بتجربة أن يكونوا آباءً أو أمهات، لذا فهم يظنون أن البقاء بعيدًا عن آبائهم وتركهم بمفردهم هو أمر هين على الرغم من أنه يترك الندوب في نفوس الوالدين، وبالتالي هو أحد اشكال العقوق.
11- أن يكون الوالدين عاقين لوالديهما
إذا كان الآباء عاقين لآبائهم، فلا يفترض أن يطلبوا الطاعة من أبنائهم، ولذلك وجهان، الأول هو أن الأبناء عندما يروا آبائهم لا يطيعوا جدودهم فيبدأ ذلك بتشكيل صورة في دماغهم أنه لا يفترض عليهم أن يطيعوا أبنائهم.
الوجه الآخر هو انه في حالة أن الآباء لا يطيعوا آبائهم، فهذا دين يرد إليهم في أبناءهم فالجزاء من جنس العمل، وقد لا ينطبق ذلك في كل الأحيان، فقد يكون الأب بارًا بوالديه وعلى الرغم من ذلك يعقَّه أبنائه.
12- بعض الأسباب الأخرى لعقوق الوالدين
في صدد عرضا لأسباب عقوق الوالدين وحلولها هناك بعض الأسباب الجانبية الأخرى التي قد تجعل الأبناء يعقَّوا آبائهم، ومن هذه الأسباب:
- قد يرجع السبب إلى بعض المعاصي التي يرتكبها الأب أو الأم والتي يعاقبهما الله عليها بعقوق أبنائهما.
- قد يكون السبب في عقوق الوالدين هو سوء تربية الأبناء في المقام الأول.
- قد يكون السبب هو سوء لأخلاق الأبن بطبيعته على الرغم من المعاملة الجيدة التي يتلقاها من والديه.
- قد يرجع السبب إلى قسوة وجفاء الآباء على أبنائهم في التعامل.
- وقد يرجع السبب إلى أن الوالدان لا يهتمان بأطفالهما وينشغلان عنهما بأمور ليس لها فائدة.
كما قد لا يكون السبب في عقوق الأبناء هو أيٍ مما سبق ذكره، إنما هو فقط ابتلاءُ واختبار من الله تعالى لهاذين الوالدين واختبارًا لصبرهما وثباتهما، لكن ليس هناك ما يبرر العقوق، فالمسلم مأمور بطاعة والديه كما أُمِر بحسن معاملة الوالدين حتى وإن كانا على دين غير دين الإسلام.
الحلول التربوية لعقوق الوالدين
في إطار استكمالنا لأسباب عقوق الوالدين وحلولها، جاء الآن الدور للتحدث عن الحلول الممكنة التي يمكن للآباء أن يقوموا باتباعها حتى يعالجوا مشكلة عقوق الوالدين عند أبنائهم.
قد أشار المختصون في علم التربية وجود نوعين من الحلول، أحدهم التربوي والآخر من القرآن، لذلك ومن منطلق مسؤوليتنا لإيجاد حل لتلك المشكلة فها نحن نبدأ بالحلول التربوية والتي تتمثل في الفقرات التالية.
1- وجود الاحترام بين الطرفين
يجب على الوالدين أن يتبادلوا الاحترام والتقدير مع أبنائهم، وذلك عن طريق تشجيعهم واحترامهم ورفع الروح المعنوية لديهم، مما سيزيدهم ثقة بأنفسهم وبدأ الطفل بزرع الحب والاحترام بداخل نفسه للأبوين اللذان يدعمانه ويرى أنهما يستحقان منه التقدير والحب.
2- المدح المستمر
يفضل أن يستمر الآباء بمدح أبنائهم بشكل مستمر، ويذكرا صفاتهم الحسنة التي تميزهم عن غيرهم، وأن يقدرا ما فعله الأبناء حتى لو كان شيئًا بسيطًا، وذلك سيرفع من روح الطفل المعنوية وسيجعله يرى أنه يحتاج دائمًا للتشجيع من آباءه، وبالتالي سيبرهما ويشكرهما على ما يقدمانه له من دعم معنوي ومادي.
3-حسن الإصغاء للأبناء
يجب على الآباء ان يحسنا الإصغاء إلى أبنائهم مهما كان نوع الحديث القائم بينهما، كما يجب عليهم التفاعل مع هذا الحديث بشكل إيجابي والابتسام أثناء السماع لهما، مما سيجعل الأبن يحب ويريد التحدث بشكل دائم مع وادليه اللذان يدعمانه ويستمعان ويقدران حديثه.
4- قضاء الأبن لحاجات والديه
يجب على الأبن أن يكون مطيعًا بارًا بوالديه، وأن يقضي حوائجهم وما يطلبونه منه طالما أن ما يطلبانه لا يتطلب معصية الله، مما سيجعل الوادين مقدران لما يقوم به أبنائهم من بر وتنشأ بنهم روح من الحب والتفاهم والتقدير لأن كلًا منهم يأخذ حقوقه ويؤدي واجباته.
5- تطبيق مبدأ المشور بين الأبناء والآباء
يجب على مبدأ المشورة أن يعم البيت، فلا يتخذ الأبن قرارته دون مشورة آباءه ولا العكس، مما سيشعر كلا الطرفين بالتقدير وأن له قيمة ورأي بين أهله.
6- التراجع عن الأفعال التي تغضب الوالدين
حيث يجب على الأبناء أن يبتعدوا تمامًا عن الأفعال التي يعلمون أنها ستغضب والديهما بكل رضا، وذلك كنوع من أنوا ع التقدير والإجلال لمكانة الأم والأب الجليلة.
7- توعية الطفل
يجب توعية الأبن منذ الصغر بمدى أهمية بر الوالدين وذكره في الأديان السماوية.
8- يجب أن يكون الوالدين خير قدوة لأطفالهما
حيث إن أول أركان التربية السليمة هي أن يكون الطفل ناشئًا وهو يرى أبويه يفعلان الصواب، فعندما يرى الطفل أبويه يبران جده وجدته ينشأ كطفل بار، وهذا ينطبق على كل الأفعال وليس فقط بر الوالدين.
علاج عقوق الوالدين من القرآن
هناك من الآيات في القرآن الكريم ما يساعدنا على حل مشكلة عقوق الوالدين، وهي كالتالي:
1- حين قال الله تعالى “ وَصَاحِبْهُمَا فِى ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ” [سورة لقمان الآية 15]
فهنا يشير الله تعالى بقوله إنه لا يجب على المسلم ألا يبرَّ والديه مهما كان حجم الخلاف القائم بينهما، حتى إن وصل الخلاف إلى بعض الخلافات في الدين وحاول والدان أن يجعلا الأبن يشرك بالله تعالى.
فذلك لا ينفي حقوقهم في البر لأنهما والداه ولا شيء في الدين يلغي هذا الأمر، لذا أمر الله تعالى بمصاحبة الوالدين في الدنيا بالمعروف والخير فقط.
2- حين قال الله تعال ” وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ” [سورة الإسراء الآية 24]
يجب التوعية والمعرفة بأن النقاش القائم بين الأبن ووالديه ليس كأي نقاش مع أحدٍ آخر، فقد أمر الله تعالى الأبن بأن يخفض لوالديه جناح الذل، أي أن يتحدث معهما بلين وتضرع وصوت منخفض وعدم نهرهما بالحديث.
3- التربية الإيمانية
حيث يجب على الوالدين ان يقوما بتوعية أبنائهما منذ الصغر إلى الجانب الإيماني من بر الوالدين، وذلك عن طريق توعيتهم بالأحاديث الشريفة وآيات القرآن الكريم التي تحث جميعها على بر الوالدين، كحما يجب التوعية التامة بالعواقب التي تصيب العاق لوالدية وعلى الجانب الآخر التوعية بالجزاء الحسن الذي ينعم به من يتحلى بالبر تجاه أبويه.
صور ومظاهر عقوق الوالدين
بعد أن ذكرنا أسباب عقوق الوالدين وحلولها، سنوضح لكم بعض الصور التي يظهر فيها عقوق الأبن لوالديه، والتي منها:
- سوء أسلوب المحادثة من الأبن، فيبدأ الأبن في التكلم بشكل غير لائق مع والديه ويبدأ في التقليل منهما ورفع صوته أثناء الكلام.
- في الحالات التي يكون بها الوالدين كبارًا بسن وبحاجة لمن يعطيهما المال لأنهما لم يعودا قادرين على كسب المال بأنفسهم، فإذا رفض الأبن أن يعطي المال لوالديه، فتلك هي أحد مظاهر عقوقهما.
- أن يستغنى الأبن عن أويه وأن يتجنب الحديث معهما، والابتعاد عن الاهتمام بهم في حالة إصابتهم بالمرض، كل ذلك يعد من أشكال عقوق الوالدين.
- هجر الأبوين لأي سبب من الأسباب وعدم السؤال عنهما.
- التآمر على الوالدين وطلب ما ينكم للأبن أن يقوم به بنفسه.
- كثرة الجدال مع الآباء أثناء الحديث هو أبرز صور عقوق الوالدين، حيث يبدأ الأبن في الجدال مع واديه عمن هو مخطئ أو من هو ذو الرأي الصائب.
- افتعال المشكلات بين الولدين والتقليل من مقامهم.
- التكبر على الوالدين نتيجة لكسب المال أو التعامل معهما بشكل يقلل من ذاتهما.
- سب الوالدين في ظهرهما.
- عدم تقدير ما يفعله الوالدين من أعمال حتى يفروا الحياة الكريمة لأبنائهم.
نهايةً ننوه على ضرورة احتواء الأبن وتربيته منذ الصغر على تعلم تقدير الوالدين واحترامهما وبرَّهما حتى لا يصبح ابنًا عاقًا بالمستقبل.