من هو أبو عبيدة القسام المتحدث العسكري لكتائب القسام
من هو أبو عبيدة القسام؟ وما هي علاقته بحركة حماس الجهادية؟ حيث نال أبو عبيدة حظًا وافرًا من الشهرة نتيجة لخطاباته المتعددة، سواء لشعبه الفلسطيني أو للعدو الإسرائيلي، فالعالم العربي كله يعلم من هو أبو عبيدة القسام، الرجل الذي تريد إسرائيل اغتياله رغم أنه مُستبعد من كونه واحد من صانعي القرار بصدد حركة حماس، لذلك وجب علينا أن نشير من خلال موقع البلد إلى إجابة من هو أبو عبيدة القسام.
من هو أبو عبيدة القسام
إن حركة حماس تعتبر من أقوى الحركات المجاهدة في فلسطين، رغم أنها لا تمتلك عضوية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المعروفة باسم “منظمة التحرير الفلسطينية”، لكنها تنادي بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في نيل الاستقلال، وهي حركة إسلامية ذات قيادة وأهداف ووسائل، كما أن لها هيكل يُنظمها.
بما أن حركة حماس تعتبر من الحركات المنظمة، فإن لها جناحًا عسكريًا خاص بها؛ لذلك تم تصنيفها على أنها واحدة من المنظمات الإرهابية، نظرًا لما تقوم به من بث الخوف والذعر من خلال الوسائل المستخدمة في مطالبها.
إن مثل هذه الحركات تستهدف فئة من الناس، لكن تأثيرها النفسي يتجاوز هذه الفئة؛ لأنها تعتمد على الإعلام والحرب النفسية، علاوةً على استخدامها للعديد من الشعارات الخاصة بها، وهو ما يُميز أي جماعة اجتماعية، يكون لها شعار خاص بها وأسلوب معين تعرفها من خلاله.
إذا سألت من هو أبو عبيدة القسام، ستكون الإجابة عند البعض بأنه من أهم المطلوبين على قوائم الاغتيالات عند الصهاينة، لذلك فهذا الرجل يعتبر له من الأهمية والمكانة ما يدفعنا للحديث عنه، فهو شريان حماس وحربها النفسية قبل الإعلامية، وهو مبعوث أو حلقة وصل معبرة، لكن هذا لا ينفي أن مكانته لها دور هام في حركة حماس.
لذلك فإنه في إطار ذلك الحديث، وإذا طرحنا سؤال من هو أبو عبيدة القسام، سنشير إلى أن ذلك الرجل هو المتحدث الرسمي الإعلامي، ذلك المُلثم الممثل لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وهما مرتبطين بالجناح العسكري لحركة حماس الجهادية، ومن هنا سنتناول هذا الأمر بشيء من التوضيح عبر السطور المقبلة.
حول أبو عبيدة القسام
بعدما علمنا من هو أبو عبيدة القسام من خلال معرفة أنه المتحدث الرسمي لحركة حماس في وسائل الإعلام منذ عام 2006م، نشير إلى أنه لا يختص ظهوره بقناة محددة أو صفحة معينة، فهو غير مُحدد أو مُتوقع، يظهر تارةً في مؤتمرات مع الصحفيين، وتارةً أخرى على قناة الأقصى الفضائية، وربما يظهر في الشارع أو وكالات الأنباء، ونجده أيضًا في مساجد غزة.
كما قامت قناة الأقصى بعرض اسمع كاملًا مرة مع صورته، رغم أنه دائمًا ما يظهر بوجه مُلثم، لدرجة أن القوات الإسرائيلية تُلقبه بأنه “الرجل المُختبئ خلف الكوفية”، وهو “حذيفة سمير عبد الله الكحلوت”، لُقب بـ”أبي عبيدة” تأثرًا واقتداءً بأبي عبيدة بن الجراح الصحابي الجليل في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
عندما تقوم حركة حماس بسلوك معين، قاصدة بها عدوها الصهيوني، سرعان ما تلجأ للوسيلة النفسية التي تقصد بها بث الرعب والذعر والإرهاب في النفوس لاسيما نفوس الأعداء، ونشير إلى أن مثل هذه الأمور تحدث غالبًا كرد فعل للعداء الصهيوني لهم.
كمثال على مهام أبو عبيدة، نشير إلى أن حركة حماس قد جهزت لأمر قصف تل أبيب طيلة ستة أشهر، وكان ذلك ردًا على ما قامت به إسرائيل من قصف البرج المدنيّ في غزة، وهذا ما أعرب عنه أبو عبيدة القسام في حديثه، بأن ذلك القصف لتل أبيب وديمونا “منطقة المفاعل النووي الإسرائيلي” وأسدود بعشرات الصواريخ كان أسهل من شربة الماء بالنسبة لحماس، وكان ردًا من حماس على مجزرة مخيم الشاطئ.
بالتالي نجحت الحركة بناطقها الرسمي “أبو عبيدة” في إثارة غضب العدو وذعره، حينما دوّت انفجارات عديدة ومتتابعة في تل أبيب قرب مطار بن غوريون، علاوةً على قصف مستوطنة سديروت التي أحدثت أضرارًا جمة فيما بينهم، فضلًا عن سقوط صاروخ في منطقة رامات غان الإسرائيلية وسقوط القتلى معها.
ربما كان سبب قصف تل أبيب إحياءً للذكرى رقم 73 للنكبة الفلسطينية، وتعبيرًا عن عدم التخلي عن القضية الفلسطينية والتزامهم بها، ومواجهة الاحتلال الصهيوني اللدود.
حركة حماس
تأسست حماس عام 1987م، بعد فترة وجيزة من اندلاع الانتفاضة الأولى، كفرع من جماعة الإخوان المسلمين المصرية التي كانت في فرعها في غزة في السابق غير مواجهة لإسرائيل، ومعادية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
كما فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية لعام 2006م، وأصبحت السلطة الحاكمة الفعلية لقطاع غزة بعد معركة غزة في عام 2007م، ومنذ ذلك الحين وانخرطت إسرائيل وحماس في عدة حروب متفاوتة الشدة.
تصنف كندا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل واليابان والولايات المتحدة حماس على أنها منظمة إرهابية، كما تصنف دول أخرى أن جناحها العسكري فقط يعتبر منظمة إرهابية، ونشير إلى أنه في عام 2018م رفضت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا أمريكيًا يدين حماس كمنظمة إرهابية.
حيث تهدف حماس كما يوحي اسمها حركة المقاومة الإسلامية إلى تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي وإرجاعها دولة عربية إسلامية، فأيٍ من هذين الهدفين هو الهدف الأساسي محل النزاع، حيث التزم ميثاق الحركة الأصلي بشن كفاح مسلح لتدمير دولة إسرائيل، ولمن لا يعرف من هو أبو عبيدة القسام، نشير إلى إن قناة الأقصى التي يظهر فيها يرجع تأسيسها إلى حركة حماس، حتى تكون مصدرها الإعلامي المُعبر عنها.
كتائب الشهيد عز الدين القسام
لكل لقب معنى؛ لذلك تختص كتائب القسام بعبارة مشهورة تُعبر عنها في نهاية أحاديثها وبيانها الإعلامي، “إنه لجهاد، نصرٌ أو استشهاد”، أما عن السبب وراء ذلك الشعار، فأن رئيس تلك الكتائب وهو عز الدين القسام، كانت تلك العبارة آخر ما قالها قبل استشهاده على يد البريطانيين عام 1935م.
حيث شن الجناح العسكري لحركة حماس “كتائب القسام” هجمات ضد المدنيين والجنود الإسرائيليين، وغالبًا ما تم وصفها بأنها انتقامية، ولا سيما على اغتيالات الطبقة العليا من قيادتهم، وتضمنت التكتيكات التفجيرات الانتحارية، ومنذ عام 2001م كانت الهجمات الصاروخية، فكانت صواريخ موجهة إلى المدن الإسرائيلية الرئيسية مثل: بئر السبع وأشدود، وتل أبيب وحيفا.
أما عن كتائب الشهيد عز الدين القسام، فحملت اسم “عز الدين القسام”، وغالبًا ما يتم اختصارها إلى “القسام”، وتم أنشاؤها في عام 1991م، معنيةً في ذلك التوقيت بعرقلة مفاوضات اتفاقية أوسلو، وبدايةً من عام 1994م وحتى 2000م نفذت تلك الكتائب عددًا من الهجمات ضد الإسرائيليين.
كما قامت كتائب عز الدين القسام بتشغيل عدة خلايا في الضفة الغربية، ولكن تم تدمير معظمها بحلول عام 2004م، بعد العديد من العمليات التي قام بها جيش الدفاع الإسرائيلي في المنطقة، والجدير بالذكر أنه تعمل الكتائب على المساهمة في جهود تحرير فلسطين واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني في ظل تعاليم القرآن الكريم وسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأحاديث حكام المسلمين.
كما أن كتائب عز الدين القسام جزءً لا يتجزأ من حماس، لكن في حين أنهم تابعون لأهداف حماس السياسية العريضة وأهدافها الأيديولوجية، إلا أنهم يتمتعون بمستوى كبير من الاستقلال في صنع القرار.
من أنباء وأقوال أبو عبيدة القسام
توجد عدة شعارات ومقولات يرفعها دائمًا أبو عبيدة القسام، ويستخدمها في خطاباته، سواء كانت بهدف تشجيع الشعب الفلسطيني نفسه بأن حماس ستظل مدافعة ومناضلة حتى يتم الخلاص من الاحتلال، ومنها ما هو موجه للعدو الإسرائيلي؛ وذلك للنيل منه نفسيًا وإضعاف روحه المعنوية، وبث الرعب بين جيوشه.
ما هو موجه للشعب الفلسطيني
إليكم في النقاط المقبلة بعضًا من المقولات التي وردت على لسان أبو عبيدة القسام، والتي كانت موجهة في الأساس إلى الشعب الفلسطيني:
- إن ضرورة محاربة الاحتلال الإسرائيلي، ومقاومة سياسة “فرق تسد” البريطانية والأمريكية، جعلت من حركة حماس أقرب استراتيجيًا ما يكون من الجهاد الإسلامي.
- إن كل ثمن ندفعه وسندفعه، هو فداء للأقصى وللقدس، فلا معنى من وجودنا إن لم ننتصر من أجلهما.
- إن القدس هي محور الصراع والمعارك، وهي مفجر الانتفاضات، والمعركة تستحق بذل الدماء، فالهدف غالي والمهر كبير، وأهم ما يميز تلك المعركة هو تكاتف شعبنا في كل ساحاته واشتباكه مع الاحتلال الصهيوني.
- إن أهلنا في الضفة وفلسطين المحتلة هم خط الدفاع الأول عن القدس الشريفة، فسلاحنا سلاحهم ودمنا دمهم ومصيرنا مصيرهم، فهذه المعركة تشير أن غزة والضفة والقدس وفلسطين مصير واحد ومقاومة واحدة.
ما هو موجه للعدو الإسرائيلي
فيما يلي سوف نعر إليكم أبرز ما قاله أبو عبيدة القسام من عبارات موجهة إلى العدو الإسرائيلي، بغرض النيل من الروح المعنوية له:
- قوموا بحشد ما شئتم، فقد أعددنا لكم أصنافًا من الموت ستجعلكم تلعنون أنفسكم.
- ليس لكم منّا سوى السيف والنار، والمستقبل القادم هو الفصل والبرهان.
- لقد شهد كل العالم خيبتكم وعاركم، فاستعراضكم الجبان يحجب رؤية العالم لكيانكم الهش الضعيف وهو يئن جراء ضرباتنا.
- إن مجرد التفكير في تفكيك كتائب القسام أو دمجها في القوات الأمنية أمر غير مطروح للنقاش، فلن نسمح بالحديث عنه الآن أو بعد ذلك، وأولئك الذين يفكرون في محوها سيُمحون من صفحات التاريخ.
- التهديدات التي يصدرها المحتلون، والتلميحات بالحرب على غزة، هي تهديدات لا معنى لها في قواميسنا، بخلاف اقتراب ساعة الانتقام وتعلم الدروس الصعبة.
- نعد بأن خطوة واحدة غبية يقوم بها القادة الإسرائيليين ستشكل أرضية كافية لتحويل أماكنهم، حتى تلك التي لا تتوقعها، إلى رماد محترقة، كما أن إسرائيل قد تشرع في التصعيد لكنها لا تعرف كيف سيستمر وكيف سينتهي.
بذلك نكون قد أوضحنا لكم في السطور السابقة إجابة سؤال من هو أبو عبيدة القسام؟ كما أشرنا إلى أهم الإنجازات التي قام بها، ونتمنى أن تكون إجابة وافية حول تلك الشخصية المؤثرة بدورها في العالم العربي عامة، والشعب الفلسطيني والعدو الإسرائيلي خاصة، ونرجو أن نكون قد قدمنا لكم النفع والفائدة.