ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة
دائمًا ما يوجد ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة عند العديد من النساء، فالأمر سواء أيًا كان نوع الولادة طبيعيًا أم قيصريًا، ولكن يتفاوت هذا الألم من أم إلى أخرى.
ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة
إن مرحلتي الحمل والولادة من أكثر المراحل التي تؤثر سلبًا على جسم المرأة، وذلك ناتج عن أسباب عدة، منها تمدد الرحم وبالتالي تمدد كل ما يحيط به، استهلاك عناصر هامة من جسم الأم لتكوين الجنين وغير ذلك من الأمور التي تحدث أثناء الحمل.
أما بالنسبة للولادة فهي مرحلة صعبة تتعرض لها كل أم حتى تحظى بمولود جديد تتحمل من أجله كل الآلام، وفي هذه المرحلة يتعرض الجسم لأضرار عدة سواء أكانت الولادة طبيعية أو قيصرية، وليس ذلك فقط بل إن جسم الأم بعد مرحلة الولادة يعاني من عدة آلام أيضًا، ومن هذه الآلام التي سنختص بالحديث عنها، هو ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة.
يجب على كل أم أن تعرف وتتوقع حدوث بعض الآلام لها بعد الولادة، وهذا يعتبر أمر طبيعي، لذا لا داعٍ أن تشعر أبدًا بالقلق، وكل ما عليها أن تستشير الطبيب في أمر ذلك الألم حتى لا يزداد وتتم معالجته بشكل سريع.
لكي نتعرف على سبب وجود ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة يجب علينا أولًا أن نتعرف على ماهية عظام الحوض والعانة قبل الحمل وأثناء الحمل، حتى نعلم بالضبط ما الفارق الذي أدى إلى وجود ألم في هذه العظام بعد الولادة.
سبب الشعور بالألم في عظام الحوض بعد الولادة
إن المسافة بين عظمتي مفصل الحوض تقدر من أربعة إلى خمسة مليمترات، وذلك في حالة المرأة التي لم تتعرض لحمل بعد، ولكن عندما يحدث الحمل ويكبر حجم الطفل ومن ثم يتمدد الرحم متزامنًا مع نمو الجنين، فذلك بالطبع سيؤدي إلى زيادة تلك المسافة، وتقدر الزيادة ما بين اثنين إلى ثلاثة مليمترات إضافية.
إن زيادة الاتساع بين عظمتي مفصل الحوض تحدث حتى تساعد الطفل في وجوده بداخل منطقة الحوض، وذلك الوضع سيساعد الطفل على أن يكون مستعدًا للولادة بصورة طبيعية، ويحدث ذلك الاتساع بفضل هرمون الريلاكسين (Relaxin)
يساهم هرمون الريلاكسين في زيادة اتساع الفجوة إلى عشرة مليمترات وذلك يكون في بعض الحالات، وتلك الزيادة تتسبب بالطبع في حدوث العديد من الالتهابات، والشعور بآلام شديدة في عظام الحوض والعانة، وذلك كله يكون في أثناء فترة الحمل، ويمكن أن تمتد آثار تلك الآم إلى بعد الولادة.
من الممكن أن يحدث لبعض الأمهات ألم شديد في الحوض أثناء الحمل، وهو ما يسمونه بـ (ألم الحزام الحوضي)، وذلك الألم الشديد لا يحدث إلا في فترة الحمل فقط، ويُطلق على هذا الألم في بعض الأحيان (خلل الارتفاق العاني).
أعراض آلام الحوض والعانة بعد الولادة
بعد أن تعرفنا على سبب حدوث ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة، دعونا أن نتعرف على ماهية ذلك الألم وأعراضه.
يجب علينا أولًا ـ قبل ذكر أعراض آلام الحوض والعانة بعد الولادة ـ أن ننبهكم إلى الأمهات تختلف عن بعضها البعض في تلك الأعراض ونسبتها، فأحيانًا ما يكون الشعور بألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة خفيفًا، وأحيانًا ما يكون شديدًا، وهذه الأعراض هي:
- الشعور بألم حول منطقة عظم العانة التي تكون في منتصف الجهة الأمامية.
- وجود ألم جانب واحد أو جانبي الجزء السفلي من الظهر، وقد يُصاحب تلك الآلام وجود ألم في المنطقة التي تقع بين المهبل والشرج.
يمكن أن يصل ذلك الأم إلى منطقة الأفخاذ، فيؤدي ذلك إلى وجود صعوبة في الجلوس بشكل مريح، وهذا يتسبب في جعل المرأة تقف لفترات طويلة، وبالطبع ذلك سيكون متعب جدًّا لها، ويُمكن أن تشعر المرأة بشدة ذلك الألم في حالات معينة، ألا وهي:
- عند صعودها الدرج.
- عند تعرضها للمشي لفترات طويلة.
- في حالة ممارسة تمارين رياضية خفيفة مثل الوقوف على قدم واحدة.
- يمكن أن تعاني المرأة من تلك الآلام أثناء نومها، وتقلبها على سريرها.
- يمكن أن تشعر المرأة بصعوبة عند المباعدة بين ساقيها، وذلك يمكنه أن يحدث الركوب والنزول من السيارة مثلًا.
عوامل زيادة الشعور بألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة
هناك بعد العوامل بإمكانها أن تزيد من درجة الشعور بالألم في منطقة الحوض والعانة، ومن هذه العوامل ما يلي:
- إن تعرضت المرأة لحادث تسبب في حدوث ضرر لحق بمنطقة الحوض.
- إن تحركت مفاصل الحوض بصورة غير متساوية أثناء الاتساع فيما بينها.
- إن حدثت زيادة في وزن الجنين، أو زيادة حمل بسبب تغير وضعه داخل الرحم.
- إن تعرضت الأم إلى سقوط أو حادث، أو مارست بعد المهام والوظائف الشاقة أثناء فترة حملها، وعند إصابتها بالحزام الحوضي.
يمكن للطبيب أن يُعالج تلك الآلام عن طريق الضغط الخفيف على المفصل المصاب ومحاولة تحريكه بلطف، وذلك الأمر سيساعد المفصل على العمل بصورة طبيعية، وعادة ما تتحسن جميع تلك المشكلات بعد فترة قليلة من الولادة.
كيفية علاج آلام عظام الحوض والعانة
هناك بعض الوسائل والتقنيات يمكنها أن تساعد في تخفيف آلام عظام الحوض والعانة، وتساعد أيضًا في زوال الشعور بالانزعاج أثر تلك الآلام، وفي حين معالجة تلك المشكلة في وقت مبكر، ستقل آلام الحزام الحوضي، ومن الممكن أن تزول أعراض تلك الآلام بشكل تام.
يمكن علاج آلام عظام الحوض والعانة عن طريق العلاج الفيزيائي الذي يعمل على تخفيف الآلام، ويعمل أيضًا على تحسين عمل العضلات، واستقرار وتحسن مفاصل الحوض، ويتضمن ذلك العلاج الفيزيائي ما يأتي:
العلاج اليدوي: وهو ما يتضمن إجراء بعض التمارين على مفاصل الحوض، والورك، والعمود الفقري حتى يتم التأكد من أنهم يتحركون بصورة طبيعية، وكذلك يعمل العلاج اليدوي على إجراء بعض التمارين الأخرى التي تعمل على تقوية عظام الحوض وعظام الظهر، وتقوية عضلات الفخذ والمعدة أيضًا، وهناك بعض التمارين يُمكن أن تُقام في الماء، ويكون لها تأثير جيد.
يمكن أن يوصي اختصاصي العلاج الفيزيائي بارتداء حزام معين لدعم الحوض أثناء فترة الحمل وبعد الولادة، وذلك الحزام سيساعد في تخفيف الآلام، ويمكن أيضًا اتباع بعض تقنيات تخفيف الألم بتحفيز الأعصاب عن طريق الجلد، ويمكن استخدام بعض المعدات كالعكازات.
يمكن أيضًا أن يشمل العلاج تناول بعض المسكنات، وذلك الأمر يكون تحت إشراف الطبيب المعالج بالطبع، وتعمل هذه المسكنات على تقليل حدة الألم أثناء اتباع الإجراءات السابقة.
نصائح هامة لتجنب ألم عظام الحوض والعانة بعد الولادة
سنعرض فيما يلي مجموعة من النصائح يمكنها أن تساعد في تجنب آلام عظام الحوض والعانة بعد الولادة، وهذه النصائح هي:
- يجب التقليل من الأنشطة التي قد تتسبب في زيادة الألم كبذل المجهود البدني في أية أعمال.
- يجب على من تعاني من تلك الآلام أن تأخذ قسطًا من الراحة عند الشعور بذلك الألم قدر المستطاع.
- يجب أن تحصل المرأة على المساعدة من زوجها أو أصدقائها في أعمال المنزل الشاقة.
- يجب على من تُعاني بتلك الآلام أن ترتدي الأحذية المريحة المسطحة.
- المحافظة على الركبتين متقاربتين عن الدخول أو الخروج من السيارة.
- النوم في وضع مريح، ويفضل أن يكون على الجانب الأيمن، ويُنصح بوضع وسادة بين الساقين لمنع الاحتكاك.
- لا يجب الجلوس بوضعية وضع قدم على قدم.
- عدم التعرض للوقوف لفترات طويلة.
- لا يجب الانحناء لحمل الطفل مثلًا بالاستناد على أحد الوركين.
- تجنب حمل الأوزان الثقيلة.
- تجنب حمل الأشياء بيد واحدة.
إن التعرض لألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة يعتبر أمر مزعج لكثير من الأمهات، ولكن هذا الأمر لا يدعو إلى القلق كما أنه يمكن معالجة ذلك الألم بعدة طرق.