اسلامياتفقه

ما هو حكم اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين؟

ما هو حكم اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين؟ يمكنك التعرف عليه عبر موقع البلد ، حيث مع اقتراب شهر رمضان الكريم، نرى كثير من الناس يبحثون عن أحكام الأدعية المختلفة عن شهر رمضان، فمن المعروف أنه يفضل لنا التمسك بالأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لا نقع في الأمور المحظورة شرعًا، وفي هذا المقال سوف نتعرف على بعض الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بشهر رمضان، كما سنتعرف على حكم اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين.

متى يكون شهر رمضان المبارك؟

شهر رمضان هو الشهر التاسع من شهور السنه الهجرية، يأتي هذا الشهر بعد شهر شعبان ويعقبه شهر شوال، وهذا الشهر له أهمية بالغة عند المسلمين، فهو شهر الصيام، والصيام هو أحد أركان الإسلام الخمس، فقد قال صلى الله عليه وسلم (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ).

لماذا سمى شهر رمضان بهذا الاسم؟

اختلف العلماء اختلافًا كثيرًا حول سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، لكنهم جميعًا اتفقوا على أنه أفضل شهر في شهور السنة، كما أن فيه ليلة خير من ألف شهر، ألا وهي ليلة القدر، حيث فضل الله تعالى الشهور على بعض فجعل أفضلها شهر رمضان، وفضل الله تعالى الليالي على بعض، فجعل أفضلها ليلة القدر، وفيما يلي أسباب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم في 6 نقاط:

  • يرى البعض أن شهر رمضان بهذا الاسم لأنه مأخوذ من (رمض) بمعنى احتراق، ذلك أن الذنوب تحترق فيه، بسبب ما يؤديه فيه المسلم من طاعات جمة.
  • وقيل مأخوذ من الرميض، بمعنى الغسيل، وهو المطر الذي يكون في بداية فصل الخريف وأواخر فصل الصيف، إذ أن الماء تغسل الطرقات وترفع حر الصيف، ونفس الحال مع شهر رمضان، حيث يغسل الذنوب ويدفعها، ويحل محلها الحسنات والأعمال الصالحة.
  • ويرى البعض أنه مأخوذ من قولهم رمض السلاح، أى استعد واجتهد لتجهيزه، فقد كان العرب يستعدون في شهر رمضان لبدء الحروب، ويجهزون أسلحتهم.
  • وقيل سمي بذلك، بسبب انشغال القلب بأمور الآخرة ونسيانه الأمور الدنيوية، فكأن الصيام في شهر رمضان يجعل الإنسان في غفلة عن الدنيا ولا يتطلع سوى للأمور الأخروية فقط.
  • وقيل سمي بذلك بسبب رمضه للمسلم الصائم، ومن أمثلة ذلك تعرض الفرد لشدة الجوع أو التحرق والشوق للماء أي بسبب العطش الذي يعتري الصائم بسبب الصيام.
  • والرأي الراجح أنه مأخوذ من الرمض، وهو يعني شدة الحر، فغالبًا كان يأتي شهر رمضان في فصل الصيف في شبه جزيرة العرب، ومن المعروف أن درجة الحرارة في فصل الصيف في شبه الجزيرة العربية تكون مرتفعة للغاية، لذلك اشتق اسم رمضان من درجة الحرارة التي يأتي فيها هذا الشهر الكريم.
  • رمضان والدعاء

    الدعاء هو سلاح المؤمن، فكما علمنا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، علمنا كذلك ضرورة اللجوء إلى الله وإظهار الخضوع والذلة له سبحانه، ومن المعروف أن شهر رمضان هو شهر الطاعات وشهر المغفرة وغفران الزلات.

    لذلك ينبغي على المسلم أن يتحرى هذا الشهر ويدع الله تعالى بما يشاء، حيث قال تعالى(ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، وقال أيضًا

    (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

    آداب الدعاء

    الدعاء هو سلاح قوي لرفع البلاء ودفع المكروه، بالإضافة إلى أنه علاقة قوية تجمع العبد بربه، ومن المعروف أن المسلم التقي يلجأ إلى الله تعالى لتحقيق ما يتمنى، كما لا يجوز له اللجوء إلى غير الله، وللدعاء آداب كثيرة على المسلم أن يتحلى بها، حتى يتحقق له سرعة تحقيق أهدافه وهي:

    • البدء بالثناء على الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
    • التوجه إلى القبلة، والبعد عن الأوقات التي يكره فيها الصلاة أو الدعاء.
    • إظهار الخضوع والذلة لله وطلب العون والمغفرة منه.
    • البدء بذكر أسماء الله تعالى الحسنى وصفاته العلا التي تتناسب مع الدعاء المراد.
    • الحرص على التأدب وعدم رفع الصوت لإظهار مزيد من الأدب المناسب لمقام العبودية للعبد والألوهية لله تعالى.
    • الحرص على الدعاء في أوقات الشدة والرخاء، فينبغي أن يحرص العبد على أن يكون الله هو غايته ومرشده في جميع حالاته.
    • تحري أوقات الإجابة الواردة في السنة المطهرة، واتباع نهج النبي في الدعاء.
    • اعتراف العبد بذنوبه وخطاياه وأنه عبد مقصر مهما أدى من عبادات وطاعات.
    • البدء بالتوبة الصادقة من العبد، مع النية على عدم الرجوع إليها، والندم على ما كان منه من ذنوب أو تقصير.
    • الوضوء قبل الدعاء والحرص على الطهارة، فهذا يجعل العبد في مقام أفضل عند الله، كما أنها سنة يثاب عليها.
    • التوسل إلى الله تعالى ببعض الأعمال الصالحة، أو الوسائل المشروعة الأخرى.
    • الإكثار من الأعمال الصالحة بهدف استجابة الدعاء كالصدقة وصيام النوافل وصلاة التطوع.
    • جواز رفع اليدين عند الدعاء إذا كان هناك حاجة لذلك.
    • الدعاء للأهل والوالدين، إذ انها تدل على صلاح الإنسان وحبه لغيره، كما يفضل استخدام ألفاظ الجمع، والدعاء لسائر المسلمين.
    • تجنب استخدام ألفاظ الدعاء المحظورة كالدعاء على الأهل والنفس.
    • تكرار الدعاء وإظهار المزيد من الإلحاح لله عز وجل، فقد كان من سنته صلى الله عليه وسلم تثليث الدعاء، أي الدعاء ثلاث مرات للدعوة الواحدة.
    • الصبر وعدم تباطء الإجابة.
    • ختم الدعاء بالصلاة على النبي، كما بدأ المسلم بها.

    أدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم

    ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كثير من الأدعية الخاصة بشهر رمضان، والتي يفضل أن يتمسك المسلم بها ويحرص عليها، حتى يمن الله عليه بها، فيستجيب له ويحصل على أجر إصابة السنة في آن واحد، وعلى الرغم من جواز الدعاء بأي شيء يريده المسلم طالما أنه لا يتنافى مع ما علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه دائمًا يفضل التمسك بالسنة المطهرة بعد القرآن الكريم، فبهما النجاة، ومن الأدعية المأثورة عن النبي في شهر رمضان.

    1ـ دعاء رؤية الهلال

    عن طلحة بن عبيد الله قال: كانَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا رَأى الهلالَ قالَ:

    (اللَّهمَّ أهلِلهُ علَينا باليُمنِ والإيمانِ والسَّلامَةِ والإسلامِ ربِّي وربُّكَ اللَّهُ).

    2ـ دعاء الصائم عند الإفطار

    عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال:

    (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا أفطرَ قال: ذهبَ الظَّمأُ وابتلَت العروقُ و ثبُتَ الأجرُ إن شاءَ اللهُ تعالى).

    3ـ دعاء من أفطر عن قوم

    عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:

    (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أفطَرَ عندَ أهلِ بيتٍ قال: أفطَرَ عندَكمُ الصائمونَ، وأكَلَ طعامَكمُ الأبرارُ، وتنزَّلَتْ عليكمُ الملائكةُ).

    4ـ دعاء التهجد

    (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ).

    5ـ دعاء ليلة القدر

    عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت:

    (يا رسولَ اللَّهِ، أرأيتَ إن عَلِمْتُ أيُّ لَيلةٍ لَيلةُ القَدرِ ما أقولُ فيها؟ قالَ: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي).

    حكم اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

    في هذه الأحيان نجد كثير من المسلمين يبحثون عن حكم اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، حيث أنه من الأدعية غير المأثورة عن النبي، أي أنها لم ترد في نص شرعي واضح، لذلك نجد العلماء انقسموا في هذا الحكم إلى ثلاث أراء:

    1ـ الرأي الأول

    يرى بعض الفقهاء أن الأصل في الدعاء الجواز ما لم يكن به تعد أو إثم، ولا يحمل معنى منافي للشريعة الإسلامية، وهذا الدعاء معناه أن لا نموت قبل بلوغ شهر رمضان ولا يموت لنا عزيز أو قريب، وهذا المعنى لا يحمل إثم في ظاهره، وقد كان السلف الصالح يرددون اللهم بلغنا رمضان، وعلى هذا فهذا الدعاء جائز شرعًا، ولكن يفضل أن نترك جملة لا فاقدين ولا مفقودين.

    2ـ الرأي الثاني

    يرى أصحاب هذا الرأي أن هذا الدعاء لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا التابعيين، كما أنه يحمل في طياته معاني تتنافى مع أحكام الله وسنته بين عباده، وهو حكم الموت الذي جعله الله المصير الذي تؤول إليه جميع الخلائق، وبذلك يكون هذا الدعاء غير جائز شرعًا وبالتالي لا يصح التلفظ ولا الدعاء به، حتى لا يقع المسلم في مخالفة شرعية.

    3ـ الرأي الثالث

    يرى أصحاب هذا الرأي، أن هذا الدعاء يجوز قوله على الإطلاق، دون حذف لفظ غير فاقدين ولا مفقودين، إذ أن الدعوة بطول العمر للنفس أو للغير جائزة شرعًا، وبالتالي فيجوز قول هذا الدعاء لأنه لا يحمل مخالفة شرعية، ولا يوجد فيه أي معنى منافي لآداب الدعاء التي علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم.

    وإلى هنا نكون قد تناولنا موضوع حكم اللهم بلغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين، وتحدثنا عن شهر رمضان ولم سمي بهذا الاسم، بالإضافة إلى ذكر مجموعة من الآداب والأدعية التي ينبغي أن يتمسك بها المسلم حتى ينأ بنفسه عن ما لا يجوز الوقوع فيه، هذا ويفضل دائمًا أن يحرص المسلم على أن يتحرى أوقات الإجابة حتى يتحقق له الغاية من دعائه وهي الاستجابة.

    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى