النظام الرأسمالي والاشتراكي والمختلط في الاقتصاد
النظام الرأسمالي والاشتراكي والمختلط في الاقتصاد هم أهم النظم التي يقوم عليها الاقتصاد في مختلف دول العالم، فالنظام الاقتصادي يتكون من المؤسسات المختلفة في دولةٍ ما، وطريقة إدارتها للموارد وكيفية توزيع الخدمات والمنتجات، ويختلف كل نظام منهم في كيفية توجيه الموارد وتخصيصها، وكيفية توجيه النشاط الاقتصادي، ويعتبر أهم اختلاف بينهم هو حجم مشاركة الحكومة في إدارة المؤسسة الاقتصادية من خلال موقع البلد.
تعريف النظام الرأسمالي والاشتراكي والمختلط في الاقتصاد
الرأسمالية والاشتراكية والنظام المختلط في الاقتصاد، كلها مسميات لنظم إدارة موارد الدولة، وإدارة المؤسسات وكيفية توزيع الموارد على أفراد الدولة، ولكل نظام خصائص مميزة له، ومعايير مختلفة لإدارته.
تعريف النظام الرأسمالي
- الرأسمالية هو نظام اقتصادي يهدف إلى تحديد الأسعار في الأسواق وتحديد المنتجات والأنواع والكميات التي يتم طرحها في الأسواق بناءا على العرض والطلب في السوق.
- كما يهدف إلى امتلاك الأفراد والشركات الخاصة للمؤسسات المنتجة للسلع والخدمات المختلفة التي يتم طرحها في الدولة، وتعتبر الرأسمالية هي النقيض للنظام الاقتصادي المخطط من قِبَل الحكومة.
- وتعود نشأة النظام الرأسمالي في الاقتصاد إلى عام 1776م، حيث وضع “آدم سميث” الفيلسوف الاسكتلندي عددا من مبادئ الرأسمالية في كتابه “تحقيق في طبيعة وأسباب ثروة الأمم”.
- ففي ظل الرأسمالية يعمل الأفراد أو الشركات التجارية لتحقيق مصالحهم الخاصة وتحقيق الأرباح المالية بناءا على قراراتهم ورؤيتهم الخاصة.
- وبذلك يكون نظام الاقتصاد في السوق قائم على تخصيص الموارد وتداول الخدمات والسلع من خلال قرارات لامركزية للأفراد والشركات، ومن ثم يتم تحديد التوازن بين عرض وطلب الأسعار وتحديد الناتج الاقتصادي الذي يحدد تخصيص الموارد.
تعريف النظام الاشتراكي
- النظام الاقتصادي أو الاشتراكي أو ما يعرف باسم الاشتراكية وهو الاسم الشائع الذي يستخدم على نطاق واسع كمرادف لمصطلح الشيوعية، فالنظام الاشتراكي يتبنى العقيدة الاجتماعية في الاقتصادية، أو بمعنى آخر يتبنى الملكية العامة لجميع الممتلكات والمواد الطبيعية في الدولة.
- يتم تعريف النظام الاشتراكي بأنه النظام الاقتصادي الذي تتولى حكومة الدولة إدارته وتوزيع موارده وخدماته ومنتجاته، فيكون الاعتماد الكلي للأشخاص في الدولة على الحكومة للحصول على احتياجاتهم من سكن وغذاء ورعاية صحية وفرص عمل وما إلى ذلك.
- وتعتبر دولة كوريا الشمالية هي أكبر مثال على تطبيق النظام الاشتراكي بالكامل.
- وقد نشأت فكرة الاشتراكية منذ نشأة الإنسان، فهي لم ترتبط بمرحلة تاريخية محددة، بل هي نتاج تاريخ الإنسان وعلاقته بالمجتمع، فكان النظام البدائي في الكون هو نظام الشيوعية بالمفاهيم الأولية لها.
- ثم نادي أفلاطون بها في المجتمع الإغريقي وذلك في مرحلة ما قبل الميلاد، حيث كان يرغب في تكوين مجتمع مثالي تتحقق فيه المساواة بين الناس، وتختفي صور الظلم الاقتصادي والاجتماعي من المجتمع، وظلت هذه الأفكار عالقة في أذهان المفكرين والفلاسفة على مر العصور.
- وبدأت فكرة الاشتراكية الحديثة في القرن الثامن عشر مع قيام الحركة السياسية للطبقة العاملة التي كانت تنتقد الملكية الخاصة في المجتمع وأثارها في انتشار الفقر وانخفاض الدخل وتحكم أصحاب الأموال في العمال، وأول من نادي بها كان الفيلسوف كارل ماركس، لذلك كانت تعرف باسم الماركسية.
تعريف النظام المختلط
- النظام المختلط في الاقتصاد هو عبارة عن خليط من الرأسمالية والاشتراكية، فهو يهدف إلى حماية الملكية الخاصة للشركات والأفراد ويمنحهم الحرية الاقتصادية في إدارة أموالهم الخاصة، وفي نفس الوقت يسمح للمؤسسات الحكومية في الدولة بالتدخل في النشاطات الاقتصادية التي ترى الحكومة أنها تحقق مصلحة وطنية أو اجتماعية.
- ومن الدول التي اتجهت إلى تطبيق النظام المختلط في الاقتصاد هي الولايات المتحدة الأمريكية بعدما قامت الحكومة بعمل بعض التعديلات الدستورية حتى تمنح المؤسسات الحكومية القدرة على التدخل في السوق وفي نفس الوقت تضمن حرية الأفراد والمؤسسات الخاصة في التصرف بأملاكهم.
- كذلك المملكة المتحدة “بريطانيا”، حيث فرضت الحكومة نظاما ضريبيا من أجل تمويل عمليات البناء وتحسين البنية التحتية في الدولة وتوفير الرعاية الصحية للمواطنين، مع احترام حقوق الأفراد في إدارة مشاريعهم الخاصة.
- وقد انتشر هذا المصطلح بشكل كبير عقب الحرب العالمية الثانية في المملكة المتحدة، وارتبط به العديد من المؤيدين في حزب العمال البريطاني.
خصائص النظام الرأسمالي والاشتراكي والمختلط
تختلف الخصائص المميزة لكلٍ من النظام الرأسمالي والاشتراكي والمختلط في الاقتصاد وفي إدارة موارد الدولة.
خصائص النظام الرأسمالي
- تعتمد الرأسمالية على الملكية الخاصة للموارد وعوامل الإنتاج في الدولة.
- يتم التفاعل في الأسواق وفقا لفكرة العرض والطلب، حيث يحدث التفاعل بين البائعين والمشترين.
- لكل مؤسسة ولكل موظف كامل الحرية في السعي نحو تحقيق مصالحهم الذاتية من حيث تحقيق الأرباح.
- تهدف الرأسمالية بشكل أساسي إلى القيام بكل ما يؤدي إلى جني الأرباح المالية.
- ومن سلبيات الرأسمالية أنه نظام أناني، حيث تتركز رؤوس الأموال في يد فئة معينة من الأفراد أصحاب المؤسسات والتجار.
خصائص النظام الاشتراكي
يتميز النظام الاشتراكي بعدة خصائص على النحو التالي:
- من أهم ما يميز نظام الاشتراكية هو الملكية العامة في الدولة، حيث يتمكن الأشخاص في الدولة من امتلاك وسائل الإنتاج والتوزيع، مع القدرة على التحكم فيها وإدارتها وتنظيمها من خلال الدولة.
- الدافع الأساسي لهذا النظام الاقتصادي هو استخدام وسائل الإنتاج وموارد الدولة من أجل تحقيق الصالح للمجتمع بالكامل، وليس فقط من أجل تحقيق الربح المالي.
- يهدف هذا النظام إلى تحقيق المساواة في المجتمع حيث لا توجد طبقات، فتهدف الاشتراكية إلى تحقيق المساواة الاقتصادية بين المواطنين في الدولة.
- يعتمد النظام الاقتصادي الاشتراكي على تفعيل سلطة التخطيط المركزية من أجل توزيع الثروات، بدلا من قوى السوق.
- تهدف الاشتراكية إلى توفير الاحتياجات الأساسية لكل فرد في الدولة، من غذاء ومسكن وملبس ورعاية صحية وفرصة عمل وتعليم.
- يمكن للنظام الاشتراكي أن يتحكم في سعر المنتجات والخدمات التي يوفرها مع القدرة على تنظيمها من خلال الحكومة، فتتمكن من تحديد سعر السلع الاستهلاكية في السوق وتحديد السعر المحاسبي لها، مما يساعد المديرين في اتخاذ القرارات الهامة التي تتعلق بإنتاج السلع والخدمات.
خصائص النظام المختلط في الاقتصاد
تختلف خصائص النظام المختلط عن غيره من الأنظمة الاقتصادية، فهو يجمع بين مزايا الرأسمالية والاشتراكية معا، على النحو التالي:
- يهدف النظام المختلط إلى التعايش بين القطاع العام والقطاع الخاص في الدولة، وكذلك التعايش بين صناعات كلا منهما.
- وجود قطاع مشترك في الدولة بين المؤسسات الحكومية والأفراد، بحيث يساهم الأفراد مع الحكومة برأس المال من أجل إنشاء منظمة مشتركة بينهما.
- منح الحكومة إمكانية تنظيم القطاع الخاص من خلال الرقابة الصارمة على كافة مؤسسات القطاع الخاص.
- تفعيل نظام الاقتصاد المخطط، بحيث يخضع الهيكل الاقتصادي بالكامل لتخطيط الحكومة.
- في ظل هذا النظام الاقتصادي يظل لكل فرد ولكل شركة خاصة حق امتلاك واستخدام الممتلكات.
- يعمل النظام المختلط على توفير الضمان الاجتماعي من خلال بعض الخطوات التي تفرضها الحكومة.
تتميز معظم أنظمة الاقتصاد الحديثة في العديد من دول العالم بتوليفة مختلطة من النظام الرأسمالي والاشتراكي والمختلط في الاقتصاد، وذلك بعد تعرض العديد من الاقتصادات الكبرى للانهيار خلال مراحل سابقة في محاولات التطور الاقتصادي، فأصبح القطاع العام يعمل جنبا إلى جنب مع القطاع الخاص.