حكم إخفاء الزوج ماله عن زوجته
حكم إخفاء الزوج ماله عن زوجته يحمل شق ديني وآخر اجتماعي وأخلاقي، حيث إن معرفة كل من الزوج والزوجة بالدخل من الأمور التي يحدث بسببها العديد من المشاكل وقد يلجأ الرجل إلى الإخفاء إما قهرًا أو نتيجة لإسراف الزوجة وعدم تحملها للمسؤولية، ولهذا سوف نوضح عبر موقع البلد حكم إخفاء الزوج ماله عن زوجته بالضبط شرعًا وأخلاقًا.
حكم إخفاء الزوج ماله عن زوجته
الزواج من العلاقات الإنسانية الجميلة والوطيدة التي تحتاج إلى المودة والرحمة في التعامل، وتُبنى بشكل كبير على الثقة والحب المتبادل، وألا يضيّع أحد الأفراد حق للطرف الآخر ويعطيه كل حقوقه عليه، وذلك ما يُحتم أن يعلم كل فرد بتحركات الآخر.
أما عن التعاملات المادية لكل من الزوج والزوجة فهي تقوم على المودة ومن سبيل المشاركة في شئون المنزل وما يريد كل منهما أن يقوم به في مستقبله، وذلك ما يجعل من معرفة الزوجة لمال زوجها أمر جيد.
لكن بالنسبة لحكم إخفاء الزوج ماله عن زوجته فهو جائز ولا حرج عليه فيه، فليس من حقوق المرأة الشرعية أن تعلم ما هو دخل زوجها بالتحديد، فيكفيه ألا يُقصر في شئون منزله وواجباته المادية ناحيتها وأبنائها.
حكم إخفاء الدخل عن الزوجة دار الإفتاء
قد أشاد أحد أمناء دار الإفتاء بأن حكم إخفاء الزوج ماله عن زوجته جائز في الشرع، ولا يحق للمرأة أن تعلم كم يتقاضى زوجها بالتحديد في الشهر، لكن أوضحوا أنه يجب أن تعلم الزوجة بمبلغ مقارب من الدخل.
أي أن يتم التوضيح إن كان الدخل الشهري يكفي لكل احتياجات المنزل والأولاد أم لا، بحيث يقول الزوج لزوجته مثلًا إن احتياجاتنا المنزلية في الشهر تصل إلى ثلاثة آلاف جنيهًا وأنا مرتبي يكفي ذلك وأكثر أو أقل من ذلك.
حق الزوجة في أموال زوجها
من الجدير بالذكر بالحديث عن حكم إخفاء الزوج دخله عن زوجته العلم أن هناك حقوق مالية للزوجة في الدخل الشهري للرجل، ولا يعني عدم معرفتها بالدخل أنه يمكن الكذب عليها أو ادّعاء الفقر.
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – قال: “ إنَّما مثَلُ المرأةِ كالضِّلَعِ إنْ أرَدْتَ إقامتَها كُسِرَتْ وإنْ تستمتِعْ بها تستمتِعْ بها وفيها عِوَجٌ فاستمتِعْ بها على ما كان منها مِن عِوَجٍ” [حديث صحيح ابن حبان].
يعني الحديث أن المرأة خلقت من ضلع آدم وهي كمثله أعوج لا يمكن أن يتم استقامته سوى بكسره وهو غير مسموح في الإسلام، فالكسر هو الطلاق ويبغضه الله عز وجل، فعلى الرجل أن يستمتع بالمرأة كما هي.
كما يجب إعطاء المرأة حقها في الدخل الشهري الخاص بك، وأوضحت دار الإفتاء أنه يمكن للمرأة أن تطلب مصروف شهري خاص بها على أن يكون متناسب مع دخل الرجل ليس تعجيزيًا، وأن يقوم الرجل بسداد كل الأمور التي تتعلق بالمنزل دون مشاركة منها أو تحمل همًا له.
المشاركة الزوجية
من الجدير بالذكر أن آراء أمناء دار الإفتاء قد اختلفوا في توضيح رأيهم حول حكم إخفاء الزوج دخله عن زوجته، موضحين أن راتب الزوج الشهري ليس سرًا يستدعي الإخفاء، فيجوز كذلك للمرأة أن تعلمه وفي ذلك عدة فوائد لها وللرجل.
حيث إن الزواج عبارة عن مشاركة في مسؤوليات الحياة وكل ما يتعلق بالمنزل، ومعرفة رابت الزوج من شأنه أن يجعل المرأة قادرة على التعامل بحكمة فيما يعطيها زوجها من مصروف للمنزل أو للأبناء، وعدم طلب المزيد من الزوج.
كما أن معرفة الزوجة لراتبك يساعدك في عدم تحمل مسؤوليات الحياة بمفردك إن كانت زوجتك حكيمة وقادرة على التفكير بشكل جيد، فيمكنها مشاركتك في كيفية التدبير من أجل شراء شيء جديد أو إدخال الأولاد مدارس أفضل وتأمن المستقبل.
كذلك بالنسبة للمرأة فإن ذلك يجعلها مطمئنة وقادرة على الشعور بالمسؤولية تجاه منزلها، وأن زوجها يثق فيها ويقدر وجودها في الحياة ويراها شريكة بالفعل ليست مجرد زوجة، كما يمنع من دخول الشك إلى قرارة نفسها بأن تكون تخونها أو تقوم بصرف أموالك فيما يغضب الله تعالى.
الكذب على الزوجة بخصوص الدخل
في بعض الأحيان قد تكون الزوجة مسرفة وتستنزف الأموال دون مراعاة أية مسؤولية تجاه المنزل أو المستقبل، وذلك بعكس عقل الرجل الواسع والذي يفكر بعمق في كل جنيه يأتي له من مصدر رزقه، وفي هذه الحالة فهناك مصلحة بأن يخبئ الرجل على زوجته مقدار راتبه الشهري بالضبط.
لكن يجب التنويه أن الشيوخ قد حذروا من أن يتم الكذب على الزوجة أو يتم ادّعاء الفقر من أجل الادخار وعدم الإنفاق بالمعروف على المنزل، أو أن يتم حرمانها من الأموال كسبيل للقهر أو التقويم، ولكن يمكن التمويه وعدم توضيح مبلغ الراتب دون كذب لحرمانية ذلك.
قضية إخفاء المال عن الزوجة أو الزوج أخلاقية بعض الشيء أكثر من كونها دينية، فالشرع واضح بأن يتم إنفاق الرجل على زوجته بالمعروف ويتكلف بكل ما تريده دون بخل أو كذب، أما عن الحياة الاجتماعية فمعرفة الزوجة بالدخل يجعل الحياة أكثر استقرارًا وأمانًا.