اسلامياتثقافة إسلامية

الفرق بين ورش وحفص

الفرق بين ورش وحفص لا يناقض بعضه، لكن يعود السبب في التمييز بين القراءتين لسنة وحكمة، ولكل قراءة منهما بعض السمات التي تلائم قارئيها، لذا نتعرف من خلال موقع البلد على الفرق بين ورش وحفص، وهل هناك تناقض في الرأي بينهم؟ وما حكمة وجود قراءات قرآنية سبعة للقرآن؟

الفرق بين ورش وحفص

إن القراءات القرآنية هي عبارة عن كيفية نطق القارئ للكلمات القرآنية وطريقة أدائه للتلاوة القرآنية، فمعنى القراءة اللغوية هي كيفية الجمع والضم للكلمات المكتوبة.

حيث يوجد للقرآن الكريم سبعة قراءات أشهرهم رواية حفص عن عاصم ورواية ورش عن نافع سوف ندرس الفرق بين ورش وحفص، لنصل لحكمة وموعظة تعدد قراءات القرآن، فيكون الفرق بين ورش وحفص في نقاط رئيسة هو:

  • قراءة حفص عن عاصم هي القراءة الأشهر عند المصرين، حيث إن حفص كان في الأساس عالم قراءات وتجويد مصري الجنسية.

تتميز قراءة حفص بسهولتها فتعتبر هي الرواية الأسهل من حيث القراءة فنجد انتشارًا واسعًا لها، فهي أكثر القراءات استخدامًا وشهرة.

  • قراءة ورش عن نافع يتركز انتشارها أكثر في المغرب العربي، حيث عرف عنها إنها رواية المغاربة لأكثر مناسبتها مع لهجتهم الدارجة.

تتميز بالالتزام لغالب أحكام التجويد في النطق القرآني، وتأتي في المركز الثاني في أكثر الروايات انتشارًا بعد حفص، كما تتميز قراءة ورش باستخدام طريقة الأزرق، فيغلظ كل لام مفتوحة قبلها (ص، ط، ظ)، وترقق كل راء كان قبلها ياء ساكنة من الكلمة ذاتها.

فتكون تلك الاختلافات الرئيسة بين ورش وحفص، وهناك اختلافات كثيرة أخرى في التركيب اللغوي.

1- الفرق بين ورش وحفص في مسألة الهمزة

نأتي لذكر الاختلافات اللغوية بين قراءة حفص وقراءة ورش لنكون على علم بما يميز كل قراءة عن الأخرى، فكانت من المسائل الرئيسة هي الهمزة.

حيث إنه في رواية ورش كان يميل إلى تسليهما في بعض الآيات أو قلبها لياء أو حذفها من الأساس في آيات أخرى، فتفردت قراءات ورش بظاهرة الهمزة، فكان دومًا ما ينقل الهمزة إلى السكون قبلها.

فعندما تأتي بعد الياء همزة مفتوحة نرى اختلاف رواية حفص وورش، فنجد أن قراءة حفص بالسكون بينما ورش بالفتح، مثل على الاختلاف من سورة النمل الآية 19:

قراءة ورش (وقال ربِّ أوزعنيَ أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديّ)

بينما في قراءة حفص (أوزعنيْ أن أشكر).

عندما تأتي همزة مكسورة بعد الياء نجد بأننا أمام اختلاف آخر بين الروايتين، فنجد قراءة ورش تفتح الهمزة المكسورة، بينما حفص يسكنها أي يقرأها بالسكون.

عند وجود همزة قطع تتبع الميم يكون الاختلاف بين ورش وحفص هو أن حفص يقرأها ساكنة بينما ورش يقوم بضمها لتصل بالواو ثم يقوم بمدها، وبالنسبة للمد أي عند امتداد الصوت بالحرف نجد ورش يتجاوز المد عند القراءة بينما حفص يقرأ المد ساكنًا.

هكذا فإن الهمزة هي من المسائل الرئيسية المميزة لأي شخص يستمع للقراءات فيجد الفرق بين ورش وحفص، وماهي إلا اختلافات لغوية.

2- اختلاف ورش وحفص في مسألة التنوين

بعد أن تداركنا الفرق اللغوي بين حفص وورش في مسألة الهمزة وأصبحنا على بيان بأسلوب قراءة عند كل منهم، سوف ننظر في مسألة أخرى وهي التنوين.

مسالة التنوين نجد فيها اختلاف آخر بين قراءة ورش وقراءة حفص، حيث إن التنوين هو النون الساكنة الزائدة التي تلحق بآخر الكلام فتكون تنوينًا للتميز عن نون الجمهورية.

نجد أن عند قراءة حفص لها يوصلها بالإدغام، بينا يقرأها ورش بإظهار النون، فتكون تلك من المسائل التي تشكل اختلاف سمعي لمن يسمع الروايتين فيظن أن النص مختلف، والحقيقة ما هي إلا تركيبات لغوية.

هل تختلف رواية ورش عن رواية حفص؟

هناك إدعاءات دومًا من متبعين مبادئ التضليل والتشكيك في شتى الأمور بأن هناك اختلافات بين روايتي حفص وورش، وإن في اختلافاتهم تضارب وتناقض وزعزعة لهيبة القرآن الكريم ومكانته التي لا يهزها الزمان والمكان.

فهناك عدة نقاط يجب أن نوضحها في تلك المسالة لعدم وصول الشك لصدر مؤمن وهما:

  • لا يوجد أي تناقض في الروايتين، وقد فشل المشككين دومًا في الوصول لاختلاف مادي بين الروايتين.
  • القرآن الكريم ثابت مهما تناقلت قراءاته وأماكن تواجده، فلا يوجد بين القراءات اختلافات في الرأي ولا اجتهادات لكنها اتباع لسُنة عُرفت واشتهرت بين المسلمين.

مثال على اختلاف القراءات: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يَكذِبون). [سورة البقرة: 10]

نجد في رواية حفص تتم قراءة “يَكذبون” بفتح الياء وتسكين الكاف ليكون معناها: ينقلون الأخبار الكاذبة للناس، بينما رواية ورش تقرأ “يُكذبُون” بضم الياء وضم الباء، ليكون معناها هو لا يصدقون الرسل ويكذبون قوله.

فيكون الاتفاق قائم بين الروايتين وهو آيات النفاق لمن كفروا بالرسل، فلا يكون الفرق بين ورش وحفص اختلاف في جوهر القرآن لكن هو لحكمة سوف نعرفها في الآتي.

حكمة تعدد القراءات القرآنية

لم يكن تعدد القراءات لتفرق أو تناقض بين العلماء، ولا لتضارب في نصوص القراءات لذلك اختلف قُرَاؤه واختلفت قراءتهم، لكن لكل سُنة حكمة وموعظة، وكانت حكمة تعدد القراءات هي مراعاة القرآن الكريم لكل اللهجات واختلافاتها بين العرب.

فقد نزل القرآن على 7 أحرف ليكون ميسرًا ومسهلًا لكل منها فلا يجد صاحب لهجة العجز في قراءته، كما أن تعدد القراءات يفيد في الآتي:

  • الاستزادة من رحمة الفروق بين القراءات المختلفة فتكون في قيمة المعاني قيمة الإضافة والزيادة في الاستنباط من المعاني المختلفة، فيتم الترجيح في المسائل الفقهية بين الأقاويل.
  • اتساع المساحة العلمية للعلماء فيكون للعالم الذي استزاد علمًا وتطلع لمعرفة كل ما استطاع من قراءات مختلفة وعمل على تعليمها ونشرها حتى تستزيد بها الأمة جزاء عظيم عند الله.
  • بيان عظمة وقدرة وإعجاز القرآن الكريم، فتختلف قراءاته وتختلف اللهجات التي تقرأ به ولا يختلف معناه العظيم، ولا يقدر أحد على إيجاد به خلل.

بذلك نستدل على الحكمة من الفرق بين ورش وحفص واختلافات القراءات الأخرى.

إن الفرق بين ورش وحفص جاء لحكمة وموعظة ولم يأتي لفتنة المؤمنين، فتختلف القراءة والقرآن ثابت لا يهتز لهُ معنى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى