شرح دعاء اللهم يسر لي أمري
اللهم يسر لي أمري هو دعاء فيه طلب وترجي من العبد إلى ربه سبحانه وتعالى، حيث يطلب العبد من ربه أن ييسر له أمره، أى يسهل عليه كل الأمور المعقدة في حياته، كما يزيل الله من العبد كل عائق يقف بينه وبين أمر يريده، كما يستجيب الله لدعاء عبده في كل الأحوال، فإن الله تعالى رحيم ورؤوف بكل عباده، وسوف نتعرف في هذا المقال على شرح هذا الدعاء كاملا ً.
دعاء اللهم يسر لي أمري كاملاً
- ربي اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، وأحلل عقدةٍ من لساني* يفقهوا قولي”
- إن هذه الدعوة قد تم ذكرها في كتاب الله عز وجل وهو القرآن الكريم، وكانت هذه الدعوة من قِبل نبي الله موسى عليه السلام، حيث أنه كان يطلبها من الله سبحانه وتعالى، حيث كان لنبي الله موسى أمر كبير في حياته وكان يطلب من الله ويتمنى منه أن يوفقه في هذا الأمر وييسره له.
- وكان هذا الأمر حينما أمر الله عز وجل نبيه موسى عليه السلام أن يقوم بدعوة قومه والذين كانوا أكثر أهل الأرض ظلماً وطغياناً وفساداً في الأرض، ولذلك فقد دعى موسى عليه السلام ربه بهذا الدعاء.
- حيث أنه حينما أشتد الأمر على موسى عليه السلام في دعوته لقومه، قام بدعاء الله عز وجل أن ييسر له أمره، ويرزقه بالكثير من التوفيق من أجل إتمام هذه الدعوة.
- فما هناك بين العبد وربه إلا الدعاء، كما أن الدعاء هو سلاح المؤمن الذي يكسبه الشجاعة والتوفيق والرضا في كل أمور حياته.
- فإن العبد أن يكون قلبه ممتلئ بحسن الظن بالله وأن الله سوف يوفقه إلى دعوته، بالإضافة إلى أن يمتلئ قلبه باليقين وسوف يستجيب الله لكل ما يريده العبد، والدليل على ذلك هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن الله عز وجل حيث قال: “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني”.
ومن هنا نتعرف على دعاء اللهم ابعد عنا شر الناس للوقاية من شر الحقد والحسد وانتقال المرض : دعاء اللهم ابعد عنا شر الناس للوقاية من شر الحقد والحسد وانتقال المرض
شرح دعاء اللهم يسر لي أمري
- بدأ هذا الدعاء بقول: “رب أشرح لي صدري” أى يطلب العبد من ربه في هذا المقطع أن يملأ قلبه بالصبر والإيمان والحكمة والموعظة والنور واليقين، وذلك حتى يكون العبد قادراً على تحمل أى أذى سوف يواجهه في حياته، سواء كان هذا الأذى بالفعل أو بالقول، حيث أن قلب العبد عندما ينعم الله عليه بالإنشراح فسوف يكون قادر على تحمل أى أذى، يواجهه بنفسٍ طيبة ٍ.
- وقوله: “ويسر لي أمري” ففي هذا المقطع يطلب العبد من ربه ويتمنى منه أن يسهل عليه كل أمر يسير فيه، وأن يرزقه الثبات والصبر في تحمل البلاء، كما أن ييسر عليه كل طريق وكل درب يسلكه من أجل سبيل الله عز وجل، كما أن العبد هنا يطلب من الله أن يهون عليه ويمنحه السكينة في قلبه في مواجهة أى شدائد سوف يقابلها أو يواجهها في حياته.
وندعوكم لقراءة موضوع دعاء السعي بين الصفا والمروة وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم : دعاء السعي بين الصفا والمروة وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم
- قال العلامة بن سعدي رحمة الله عليه: “ومن تيسير الأمر أن ييسر للداعي أن يأتي جميع الأمور من أبوابها، ويخاطب كل أحد بما يناسب له، ويدعوه بأقرب الطرق الموصلة إلى قبول قوله”، أى أنه أهم قدرة للعبد عندما يقوم بدعاء الله عز وجل هى قدرته على البيان، أى قدرته على انتقاء السبل والكلمات التي توصله إلى رحمة واستجابة الله عز وجل.
- من قوله: “واحلل عقدة من لساني* يفقهوا قولي” وبهذا المقطع يطلب العبد من ربه أن يرزقه بحسن التوفيق في إنتقاء الكلمات وانتقاء الطرق في دعوته من أجل إقناعهم بها، كما أن يتمكن من أن يؤثر على عقولهم وقلوبهم من خلال الحكمة والكلمة الطيبة.
- ثم نأتي إلى سؤال العبد لربه بأن يزول عنه “اللثغ” وتفسير ذلك أنه حين تم العرض عليه بالتمرة أو الجمرة، فقام بأخذ الجمرة وقام بوضعها على لسانه، وكان ذلك عندما كان طفلاً صغيراً ويقيم في بيت آسية زوجة فرعون، ولكنه لم يسأل عليه السلام ربه أن يزول عن لسانه بالكلية، ولكن بحيث أن يزول العي، ثم يحدث له فهم المراد من ما حدث، وهو قدر الحاجة.
- وبعد أن انتهى العبد من سؤال ربه بالمطالب الأخرى وهي: “وأجعل لي وزيراً من أهلي* هارون أخي” بين الغاية من هذه المطالب “كي نسبحك كثيراً، ونذكرك كثيراً، إنك كنت بنا بصيرا ً” كما أنه عبر بقوله: “كى” وكى تفيد العلية، أى أننى سألتك بهذه الأمور حتى نذكرك كثيراً من خلال التسبيح والتهليل وغير ذلك.
- حيث كانت هذه الدعوة تتضمن طلب العبد من ربه سبحانه وتعالى أن يكون عون له في كل أمور الدين مثل طاعة وعبادة الله عز وجل وكثيرا ً، والتسبيح والتهليل والحمد الكثير، ولذلك فإنه يجب على الداعي أثناء دعائه أن يذكر علته خاصة ً إذا كانت هذه العلة من أمور الدين.
ونرشح لكم قراءة موضوع افضل دعاء في ليلة القدر وأبرز الأدعية المستحبة والمستجابة فيها : افضل دعاء في ليلة القدر وأبرز الأدعية المستحبة والمستجابة فيها
فوائد دعاء اللهم يسر لي أمري
- يقوم هذا الدعاء بتوضيح وبيان بأهمية فضيلة ذكر الله سبحانه وتعالى، وكيف أن الذكر يقرب العبد من ربه ويكون صلة بين العبد وربه، حيث قيل: “فإن مدار العبادات كلها والدين على ذكر الله”.
- بالإضافة إلى أنه يعتبر الدعاء هو العبادة التي خلق الله عز وجل عباده من أجلها، فمن يقوم بدعوة الله في أى أمر من أمور حياته فيكون بذلك قد قام بأهم عبادات الله عز وجل، وذلك لأنها تعتبر ثقة ويقين من العبد لقدرة ربه في أى شئ.
- من فوائد هذا الحديث أنه يشير إلينا أن ذكر الله سبحانه وتعالى يكون سبب في إعانة العبد على القيام بالكثير من الطاعات الأخرى حتى وإن كانت شاقة بالنسبة له، بالإضافة إلى ذلك فإن الذكر قد يسهل على العبد ويهون عليه وقوفه بين يدي الله عز وجل.
- في هذا الدعاء قد يفضل التسبيح، وذلك لأنه قام بعطف الذكر على التسبيح، أى أنه يكون بعطف العام على الخاص، والسبب في ذلك أن يعظم من شأنه كثيراً، بالإضافة إلى أن هذا الدعاء قد يكون سبب في نجاة العبد من كل الأمور التي كان يرهب منها، كما أن يحدث له كل ما كان يطلبه ويريده، حيث كانت كل الأنبياء تلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في جميع شدائدهم، والدليل على ذلك هو دعاء سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت وهو: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” ، وكذلك بالإضافة إلى قول الله تعالى: “فلولا أنه كان من المسبحين” كما أن الله تعالى قال لنبيه: “ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين”.
- عندما يدعو العبد ربه بذكر صفات من صفات الله عز وجل فيكون بذلك له أثر كبير على يقين وعبودية العبد بربه، وذلك لقوله: “إنك كنت بنا بصيرا ً” حيث يكون لكل صفة من صفات الله عبودية خاصة به.
وكان هذا الشرح الكامل لدعاء اللهم يسر لي أمري، وكل ما يقصده هذا الدعاء العظيم، ونتمنى أن نكون قد افدناكم قدر المستطاع من خلال محتوى مقالنا والله الموفق والمستعان.