أضرار جلوس الطفل مبكرًا
أضرار جلوس الطفل مبكرًا تنتج عن إلزام الأمهات أطفالهن الرضع على تعلم وضعية الجلوس قبل العمر المحدد لهم، والتي قد تسبب مضاعفات في كبرهم.
لذلك في السطور القادمة عبر موقع البلد سنعرض لكم أضرار جلوس الطفل مبكرًا، وما هي الأمراض التي قد تتسبب بها العجلة في تعلم الطفل الجلوس في سن مبكر.
أضرار جلوس الطفل مبكرًا
الطفل هو قرة عين لأبيه وأمه، فليس أفضل من مشاهدة هذا الصغير الرضيع في النمو رويدًا رويدًا، وتعلم الكلام، فالمشي، ثم اللعب، ويبدأ في أخذ الطباع، والسلوكيات من الناس الموجودة حوله مثل أبيه وأمه.
في الأشهر الأولى من بداية الطفل يرى هذا الرضيع الدنيا من منظور واحد فقط ومختلف عما نراه نحن، فالطفل يرى الناس وهو مستلقٍ على ظهره أي بمنظور عمودي لا أفقي مثلنا.
ثم يبدأ في أن يراهم بصورة طبيعية بعد أن يتعلم الجلوس، وفي هذه الحالة يبدأ الطفل في فهم العالم المحيط به بصورة أكبر من ذي قبل.
في سن الثلاثة أشهر تبدأ بعض الأمهات في تعليم أبنائهن الرضع وضعية الجلوس، وهو ما نهى عنه عديد أطباء الأطفال حديثي الولادة مشيرين إلى أن تعليم الأطفال الجلوس في هذا السن، أو قبل عمر الأربعة أشهر على الأقل قد يتسبب له بعديد المشاكل الصحية في المستقبل منها:
- الانحناء الدائم في الظهر “تقوس العمود الفقري”.
- ضعف الفقرات.
- خلل في الحركة، والاتزان.
- زيادة خطر ارتطام رأس الطفل، وتعرضها للإصابات الخطيرة.
- الموت المفاجئ.
في السطور القادمة من هذا الموضوع سنوضح لكم أضرار جلوس الطفل مبكرًا التي ذكرناها، وكيف تؤثر على الطفل على الرغم من لين عظامه -بصورة نسبية- في فترات حياته الأولى.
الانحناء الدائم في الظهر
من أشهر الحالات التي تصيب الأطفال الذين يتعرضون إلى الجلوس في سن مبكرة، وهي أشهر أضرار جلوس الطفل مبكرًا، بل وأكثرها شيوعًا، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم أعراض هذا المرض، وسببه، وكيفية علاجه.
يعرف انحناء الظهر أو تقوس العمود الفقري باسم الجنف، أو “Scoliosis”، قد تظهر هذه الإصابة في أي مرحلة عمرية، لكنا تكثر وتشيع في فترة المراهقة، وقد أرجع بعض الأطباء هذه الإصابة كواحدة من أضرار الجلوس المبكر للطفل، وهذا ليس السبب الوحيد.
فقد تكون الإصابة بالتقوس في العمود الفقري للإصابة بالاضطرابات العصبية العضلية، أو عيب خلقي، أو الشلل الدماغي، لكن ماذا إن ولد الطفل سليمًا، وتعرض لهذا العيب فإن السبب الأول هو جلوس الطفل قبل عمر أربعة شهور.
إن لين العظام البشرية في السنة الأولى من حياته، سلاح ذو حدين، الإيجابية هي تمكنه من النمو بصورة صحيحة، أما السلبية هي سوء فهم بعض الأمهات بها، بسبب عدم تحكم الطفل في ثقل رأسه، يصبح شكل العمود الفقري لديه بشكل أعوج.
يمكن علاج هذا المرض بالتدخل الجراحي في سن مبكر، ثم اللجوء إلى العلاج الطبيعي.
الضعف العام بالفقرات
واحد من الأضرار التي يتسبب بها الجلوس المبكر للطفل، وفي سطور هذه الفقرة سنوضح لكم لماذا من أضرار جلوس الطفل مبكرًا الضعف العام في فقرات الظهر.
يعد الرأس أثقل الأعضاء في جسم الإنسان من حيث الحجم، وفي عمر الستة أشهر يدرك الطفل، ويعرف كيف يتحكم في وزن رأسه، وثقله بسبب القوة التي تكتسبها عظامه، وبالأخص الفقرات العنقية، وفقرات الظهر.
يحتاج الطفل إلى البقاء في وضع الاستلقاء كي يريح رأسه وعظام ظهره، لكن إن ارتكبت الأم الخطأ الشهير وتسببت في جلوسه في سن مبكر فإنها بذلك تضغط بثقل قدره خمسة وعشرين بالمائة من وزن الجسم الإجمالي على فقرات عنقه.
مما يتسبب في ضعف في الغضاريف العنقية، وقد يؤدي هذا إلى التهاب الفقرات العنقية، أو الفتق في عضلات العمود الفقري، وهذه الأعراض لا تظهر إلى بعد التقدم في العمر.
التشوهات المختلفة بسبب جلوس الطفل المبكر
يمكننا جمع الخلل في الحركة، وزيادة أخطار الإصابات في الرأس من ضمن التشوهات التي قد تنتج عن الجلوس مبكرًا، وسنوضح لكم بالتفصيل كيف يؤثر الجلوس المبكر للأطفال في شكلهم أو حركتهم.
الجلوس المبكر يقيد من حركة الطفل مما يؤدي إلى تخفيض قدرته على تعلم بعض المهارات الأساسية، مثل الحبو، أو تعلم التحكم في رأسه والجلوس، أو تعلم المشي، أو الزحف، وعلى الرغم من بساطة هذه الحركات في نظر الأمهات إلا أنها تقوي عضلات الطفل.
لذلك فإن تعلم الطفل من الجلوس في سن مبكر فإنه سيضع من عضلاته، مما سيؤدي إلى العلاج الطبيعي “العلاج الفيزيائي” في مراحل عمره المتقدمة.
من ضمن التشوهات أيضًا التي قد يتعرض لها الطفل في أثناء تعلمه الجلوس هو التشوه الذي ينتج له بعد التعرض إلى الإصابات في الرأس، قد تؤدي إصابات الرأس إلى تورم في الدماغ، ليس هذا فقط.
بل قد تؤدي إلى الصعوبة في التعلم، فقدان السمع أو البصر، الشلل الدماغي، الإعاقة الذهنية، نوبات تشبه إلى حد كبير نوبات الصرع، وقد تنتج هذه الإصابة في الرأس بسبب عدم قدرة الطفل على التحكم في رأسه.
كما قد يؤدي الجلوس المبكر للأطفال إلى عدم حفظ التوازن، بسبب تعود الطفل على وضعية معينة، أو منظور معين -كما ذكرنا في السطور السابقة- وبسبب هذا قد يتعرض إلى فقدان في التوازن مما يؤدي إلى التعرض إلى الإصابات القوية.
الموت المفاجئ للرضع
من الغريب ربط الموت المفاجئ للرضع بأضرار جلوس الطفل مبكرًا، وفي هذه الحالة سنوضح لكم السبب العلمي الذي أقره الأطباء وراء هذه العلاقة بين الجلوس المبكر للطفل وموته.
الموت المفاجئ هو الإحصائية الأكثر رعبًا لدى جميع الأمهات، حسب ما قاله، وأكده بعض الأطباء أن ثلاثة بالمائة من الأطفال الذين يتعرضون إلى الجلوس المبكر في فترات حياتهم الأولى.
يرجع هذا السبب إلى عدم وصول الدم المحمل بالأكسجين بصورة واضحة إلى المخ، أو يكون الطفل غير قادر على استنشاق ما يكفي من الأكسجين كون جسمه غير مهيئ للتنفس من هذه الوضعية، فالهواء يدخل إلى رئة الرضيع بصورة أفقية لا عمودية.
فتكون نسبة الأكسجين التي تدخل إلى جسمه الضئيل أكبر، لذلك فإن الجلوس المفاجئ يجعل الدماغ في صورة غير مهيأة لاستقبال الأكسيجين القليل نسبيًا إلى جسم الرضيع.
متى يبدأ الرضيع بالجلوس ومتى يكون مستعدًا
بعد ما عرضنا لكم هذه الأضرار عن جلوس الرضيع في سنة مبكر، سنعرض لكم العمر المناسب لتعلم الطفل الجلوس، وكيف تعرف الأم أن عضلات رضيعها أصبحت جاهزة لأخذ وضعية الجلوس.
حدد الأطباء أن فترة ما قبل الشهر الرابع أو الخامس من عمر الطفل بعد الولادة، هو الوقت المثالي كما حدده الأطباء من أجل تعلم الطفل للجلوس، يبدأ تعلمه للجلوس عن طريق المساعدة من أبويه، ثم الجلوس وحده مستندًا على بعض الوسائد حتى تصبح عضلاته قادرة على تحمل الجلوس.
أما العلامات التي تبدو على الطفل أنه مستعد للجلوس، في تحريكه لرأسه للأعلى والأسفل، أو التدحرج على فراشه، تلك المؤشرات تنبه الأم إلى أن العضلات أصبحت قوية بعض الشيء للتحمل وزن رأسه دون أن تتسبب في أذى للعمود الفقري، وفقرات عنقه.
كما أن رئته ستكون قد أصبحت أكبر قليلاً لاستيعاب كمية الأكسجين التي تكفي جسمه، دون أن تتسبب في وفاة الرضيع بصورة مفاجئة.
تختلف أضرار جلوس الرضيع قبل أن يصبح جاهزًا لهذا، من أضرار في العظام إلى أضرار في المخ إلى الموت، لذلك على الأم ألا تتعجل في تعليم الطفل الجلوس.