اسلاميات
من هم الضالون الذين قصدهم الله في سورة الفاتحة؟
من هم الضالون الذين قصدهم الله سوف نتعرف في هذا المقال عن الضالين الذين قصدهم الله بكل حالاتهم في القرآن الكريم، طبقا لتفسير الكتب، والشيوخ، والأئمة لكتاب الله المجيد، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع البلد .
معنى كلمة المغضوب عليهم في اللغة العربية
- إن كلمة المغضوب عليهم في القرآن الكريم تعني الذين سخط الله عليهم.
- وهم أيضا الذين أشركوا بالله، ولم يؤمنوا بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
معاني كلمة الضالين الذين قصدهم الله في سورة الفاتحة
- سنبدأ في تفسير الضالين طبقا لكلام الإمام القرطبي في تفسيره المعروف “الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان “.
- وفي هذا التفسير سبعة أوجه سنتناولها تفصيلا فيما يلي:
1- الوجه الأول
- (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)، صراط تبديل الشيء بالشيء، مثلا عند ذكر، جاءني زيد أبوك، ومعناها أن الشخص قد يهديه الله إلى الطريق ثم يقطع به.
- وقد ذكر البعض أيضا أنه صراط أخر، ومعناه العلم بالله عز وجل، كما قال جعفر بن محمد.
2- الوجه الثاني
- قراءة كلا من سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا ابن الزبير رضى الله عنهما: (صراط من أنعمت عليهم).
- وقد أختلف البشر فيمن هم المنعم عليهم، فقال جمهور من المفسرين، أنه أراد صراط كلا من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين.
- وما سبق تم أخذه من قول الله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) سورة النساء.
- والآية السابقة تقتضي أن هؤلاء على صراط مستقيم، وهو المطلوب في أية الحمد.
3- الوجه الثالث
- في هذه الآية الموضحة على خطأ اعتقاد كلا من القدرية، والمعتزلة، والإمامية، لاعتقادهم أن إرادة الإنسان وحدها تكفي لما يصدره من أفعال.
- سواء أكان ما يصدر منه أفعال طاعة أو معصية، لأن أي شخص عندهم خالق لأفعاله، وفي نظرهم أن الإنسان في غير حاجة لله، وقد أوضح الله كذبهم في هذه الآية إذ أنهم سألوه الهداية إلى الصراط المستقيم.
- فإذا كان الأمر بيديهم لما طلبوا من الله الهداية إلى الصراط المستقيم، ولم يقوموا بتكرار السؤال في كل صلاة يقومون بها، وأيضا تدرعهم وتقربهم إلى الله في دفع المكروه، وهو ما يقابل الهداية.
- والدليل على ما سبق أنهم قالوا (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)، فأرتبط سؤالهم لله بالصراط المستقيم بسؤالهم له ألا يضلهم، وفي أيه أخرى (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا) آل عمران.
4- الوجه الرابع
- (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) قد أختلف البعض في {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} و{الضَّالِّينَ} فقال الجمهور أن المغضوب عليهم هم اليهود أما الضالون هم النصارى.
- والتفسير السابق عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بن حاتم وقصة إسلامه، في جامع الترمذي، وكان شاهدا على هذا التفسير أيضا قول الله عز وجل (وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ) وذكر أيضا (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ).
- وقد أنزل الله في النصارى أيضا أيه تأكد هذا التفسير هي (قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ) سورة المائدة.
- وقد قيل أيضا أن الضال هو من قام بإسقاط فرض هذه السورة في الصلاة، والضالين عن البركة المعطاة من الله من قراءتها، وقد رواه السلمي في حقائقه، والماوردي في تفسيره.
- وقد عاد السلمي وقال إن هذا وجه مردود لأن ما تتعارض فيه الأخبار، وتقابلت فيه الآثار، وأصبح الخلاف منتشر فيه، لا يجوز أن يطلق عليه هذا الحكم.
- وذكر أيضا أن (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)، هم الأشخاص الذين يتبعون(الضَّالِّينَ) الذين يضلون عن سنن الهدي النبوي.
5- الوجه الخامس
- إن معنى (وَلَا الضَّالِّينَ) كما ذكر عند العرب أن الضلال هو الابتعاد عن سنن القصد والطريق إلى الحق.
- ومثالا على ذلك الآية الكريمة في سورة السجدة (أَإِذا ضَلَلْنا في الْأَرْضِ) أي رحلنا عن الدنيا وصرنا ترابا.
6- الوجه السادس
- قرأ عمر بن الخطاب وأبى بن كعب (غير المغضوب عليهم وغير الضالين) الذين قد تم الروي عنهما في الراء النصب والخفض في الحرفين.
- فالخفض على البدل من (الَّذِينَ) أو من الهاء والميم في (عَلَيْهِمْ)، أو صفة للذين والذين معرفة ولا توصف المعارف بالنكرات، ولا النكرات بالمعارف، إلا أن الذين ليس بمقصود قصدهم فهو عام.
7- الوجه السابع
- (لا) في قوله: (وَلَا الضَّالِّينَ) قد أختلف فيها البعض، قال البعض أنها زائدة، كما قال الطبري، كقوله تعالى (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ) الأعراف.
- وقال البعض أنها دخلت لكيلا يتوهم البعض أن الضالين معطوف على الذين، ذكر ذلك المهدوي.
- وقال الكوفيون أن لا بمعني غير، طبقا لقراءة عمر وأبي، وقد تقدم.
8- الوجه الثامن
- إن الأصل في كلمة (الضَّالِّينَ) هي وقد حذفت حركة اللام الأولى، ثم أدغمت في اللام فاجتمع ساكنان مدة الألف واللام التي أدغمت.
- وكما قرأ أيوب السختياني: {ولا الضالين} بهمزة جعلها غير ممدودة، كـنه كان يحاول الهروب من التقاء الساكنين.
- وذكر أبو زيد أنه سمع عمرو بن عبيد يقرأ (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان) فظنه يقول لحن حتى سمعت العرب يقولون دابة وشابة.
المغضوب عليهم طبقا لتفسير سور أخرى
- إن بعض التفاسير أشارت أن تفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى، ما هو إلا تفسير عقيم، وقد قيل إن هذا خالي من الصحة، كما جاء في تفسير سورة الفاتحة.
- فقد يكون أحدنا من الضالين، أو المغضوب عليهم، لكننا لا نلاحظ، لذا اسمحوا لي أن أعرض عليكم وجهة نظرهم، سائلين المولى عز وجل أن يفتح علينا وعليكم فهمه لآياته مع كامل الاحترام للجميع.
- إن المغضوب عليهم هم الأشخاص الذين تشملهم الآيات، لذا نرجو الانتباه خشية من أن ننعت أحدهم بصفات ليست له.
- الذين كفروا بما انزل الله عز وجل من آيات قرآنية طبقا للآية التي تقول “وباءوا بغضب من الله ۗ ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ۗ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ﴿٦١﴾” سورة البقرة.
- الذين قاموا بقتل أنبياء الله، طبقا للآية “وباءوا بغضب من الله ۗ ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ۗ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ﴿٦١﴾ سورة البقرة.
- الذي يقوم بقتل شخص مؤمن عن عمد، طبقا للآية “ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب اللـه عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ﴿٩٣﴾” سورة النساء.
- الفاسقون طبقا لقول الله تعالى “قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون” ﴿٥٩﴾.
- تكملة للآية الكريمة السابقة “قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله ۚ من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ۚ أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل ﴿٦٠﴾” سورة المائدة.
- الذين يعبدون الأصنام ويشركون بالله، طبقا لقول الله في سورة الأعراف.
- ” قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا ۖ فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴿٧٠﴾ قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب ۖ أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل اللـه بها من سلطان ۚ فانتظروا إني معكم من المنتظرين ﴿٧١﴾ “.
- الذين يتولوا في الزحف والقتال كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز، “ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم ۖ وبئس المصير ﴿١٦﴾” في سورة الأنفال.
- الذين يرتدون عن دين الإسلام بعد أن أمنوا، طبقا لقول المولى عز وجل ” من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ﴿١٠٦﴾” سورة النحل.
- المرأة التي تزني وتتهم زوجها بأن شهادته كاذبة، طبقا لآيات الله عز وجل ” والخامسة أن غضب اللـه عليها إن كان من الصادقين ﴿٩﴾”سورة النور.
- الذين يظنون بالله ظن سوء، ” ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء ۚ عليهم دائرة السوء ۖ وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم ۖ وساءت مصيرا ﴿٦﴾”سورة الفتح.
- الذين يقومون بالجدال في أمر لله بعد أن استجاب لهم الله، طبقا لقول الله عز وجل “والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد ﴿١٦﴾”سورة الشورى.
وفي النهاية بعد التعرف على من هم الضالون الذين قصدهم الله، يجب الحذر من الصفات التي تم ذكرها، والابتعاد عن الأشخاص الذين يمتلكونها، لأن الله وعدهم بالعذاب شديد يوم القيامة، ونسأل الله لنا وأياكم الهداية.