الأم والطفلالحمل والولادة

كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم

كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم تعتبر من الأمور التي يجب أن يأخذها الوالدين بعين الاعتبار؛ نظرًا لاختلاف طرق التربية والتي تتأثر بالعديد من العوامل المحيطة بالطفل والوالدين.

حيث إن تربية طفل ليصبح رجل أو سيدة في المجتمع ليس بالأمر الهين؛ لذا فقد أهتم موقع البلد بتوضيح كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم بشكل صحيح.

كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم

تعتمد كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم على عدة نقاط يجب إتباعها لنشأة طفل سليم نفسيًا وجسديًا واجتماعيًا، وتلك النقاط تبدأ بانضباط الطفل داخل نطاق أسرته، وإليك بعض التفاصيل في الفقرات المقبلة.

انضباط الطفل داخل الاسرة

وضع حدود للطفل ولسلوكياته يساعد على تنمية القدرة على اختيار السلوكيات المقبولة ورفض السلوكيات الغير مقبولة، كما يساعد على التحكم بالذات وضبط النفس.

إلى جانب ذلك فيساعد وضع حدود داخل الأسرة والتمسك بها، على نمو أطفال مسؤولين، وغير مستهترين، ويمكن تحديد الانضباط داخل الأسرة عن طريق وضع مجموعة من القواعد والالتزام بها مثلما يلي:

  • عدم السماح بالضرب، فلا يقوم بضرب أحد أخوته، وكذلك غير مسموح بضربه.
  • عدم السماح باللعب، إلا بعد الانتهاء من واجباته الدراسية.
  • تحديد فترات راحة بأوقات محددة بين ساعات الدراسة.
  • لا يسمح له بالتنمر أو السخرية من أحد.
  • المساعدة في تنظيف المنزل، وتحديد واجب واحد على الأقل ملزم به يوميًا مثل: تنظيف غرفته، أو ري الحديقة.

إن التمسك بالقواعد الموضوعة يجعل الطفل لا يتهاون في أدائها، ويمكنك وضع عقوبة عند مخالفة تلك القواعد، مثل: الحرمان من الامتيازات، أو حرمانه من لعبة مفضلة لديه، أو نزهة ينتظرها.

لكن يجب عدم الإفراط في العقاب، وعدم الإفراط في القواعد والمسؤوليات على الطفل، ويجب أن توكل إليه مهام وقواعد مناسبة لوزنه وعمره.

تجدر الإشارة إلى أنه ضمن الأخطاء الشائعة في تربية الطفل على الانضباط داخل المنزل، معاقبته على التقصير في الالتزام بالقواعد والقوانين في مرة، وتجاهل تقصيره مرة أخرى.

أداء دور الأب والأم على أكمل وجه

لمعرفة كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم بطريقة صحيحة، يجب أولًا على كل أب وأم معرفة واجباتهم تجاه أطفالهم، فمع زيادة متطلبات الحياة، ينشغل الآباء عن دورهم الأساسي في الحياة وهو تربية الأبناء وبناء وتطوير شخصيتهم بطريقة صحيحة.

لذا فمن أساسيات تربية الأبناء والتعامل معهم بطريقة صحيحة تخصيص وقت للجلوس معهم والتركيز على كل ما يحتاجونه لبناء شخصيتهم، والتخطيط لتربية أبنائهم بطريقة صحيحة.

لا يقتصر الأمر على إحدى الوالدين فقط، بل يجب أن يتشارك كلًا من الأب والأم في تربية الأبناء، فالطفل يحتاج لكلًا منهما، وفي حالة عمل كلا الوالدين، فقد لا يتوفر الوقت الكافي لقضائه مع أطفالهم.

لذا إليكم بعض النصائح التي يمكن استغلالها لمشاركة الطفل بعض الوقت والتفرغ لسماعه، وتلبيه بعض رغباته الاجتماعية والعاطفية والنفسية فيما يلي:

  • الاستيقاظ مبكرًا قبل موعد العمل للجلوس مع الطفل وتناول وجبة الفطار، والتحدث عما سيفعله خلال يومه، ومشاركته ببعض النصائح والتشجيع.
  • التنزه مع الأطفال بعد تناول وجبة العشاء، وليس بالضرورة الخروج لمكان محدد، ويمكنك الاكتفاء بالتجول سيرًا على الأقدام في الشوارع المحيطة بالمنزل والتحدث معهم، أو الذهاب في جولة بالسيارة.
  • تحديد يوم خلال الأسبوع للخروج وقضاء يوم خارج المنزل، ويمكنك أن تخيرهم بين بعض الأماكن.
  • يمكن ممارسة بعض الأنشطة البسيطة والغير معقدة للتواصل بين الأب والأبناء، مثل: مشاهدة فيلم معين وتناول الفشار معًا، اللعب معهم بالكرة، أو قراءة قصة قصيرة.

من هنا نشير إلى أنه يجب أن يعلم كلًا من الأبوين بأن الطفل الذي لا يحصل على الاهتمام الكافي، عادةً ما يقوم بالعديد من السلوكيات السيئة والغير مقبولة.

الاستماع للأطفال والتحاور معهم

لمعرفة كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم يجب أن تنتبه للحوار معهم فهو يعتبر من الأمور الأساسية لتربية الأطفال بطريقة صحيحة، فتشجيع الطفل على الحوار والتحدث، والتعبير عن نفسه، واحتياجاته ومشاعره في مراحله الأولى من العمر يساعد على زيادة قدرته على التواصل مع الأخرين.

من هنا نشير إلى أنه يجب على كلًا من الأبوين سماع الأطفال والتحدث معهم، والمناقشة البناءة معهم، وتجنب الصراخ عليهم، ومن واجبات الوالدين أن يتيحوا فرصة للطفل ليعبر عن نفسه ويكتشف اهتماماته، ويحدد أهدافه في الحياة، ويشجعونه على الوصول لها.

ففي السن الصغير يمكن أن يحدد الأبوين للطفل مجموعة من الاختيارات في العديد من الأمور ليختار منها ما يناسبه، ويقوم بتطبيقه؛ مما يتيح له فرصة لتكوين شخصية مستقلة، قادرة على اتخاذ القرارات وتحمل عواقبها.

المكافأة في حدود المعقول

يجب تحفيز العمل الجيد للطفل لزيادة ثقته بنفسه، ولكن الإفراط في المكافأة على أي عمل جيد يقوم به، يجعله دائمًا ينتظر المقابل، ولا يفعل الصواب من أجل الصواب، لكن من أجل ما سيحصل عليه في المقابل.

مجرد تشجيعه معنويًا أو المن عليه ببعض الكلمات التشجيعية الجيدة يعتبر إحدى أنواع التشجيع التي تحثه على التقدم في الأعمال الجيدة.

كما يجب تقييم المكافأة لتتناسب مع حجم العمل، فلا يمكن حرمانه من المكافأة، ولا يمكن تقديم المكافآت المادية باستمرار، ولكن هناك بعض الأعمال التي قد يصعب عليه صنعها، والتي تحتاج لمجهود كبير أو تفوقه في دراسته، فمثل تلك الأعمال تحتاج في بعض الأحيان للمكافآت المادية.

الحزم في العقاب والتأديب

حب الآباء لأبنائهم لا يجب أن يقف عائق بين الحزم وتأديبهم في حالة مخالفة القواعد وتخطي النظام الموضوع، ففي حالة التغاضي عن تلك المخالفات والأخطاء، يصبح حب الآباء خطر على تربية أبنائهم بل ويؤذيهم في بعض الأحيان.

فمخالفة القواعد والحياة العشوائية، تخلق طفل غير قادر على تحمل المسؤولية، وغير قادر على تكوين علاقات جيدة مع الآخرين، كما تنشأ طفل غير قادر على اتخاذ القرارات المناسبة.

تشجيع الطفل وتدريبه على المشاركة والمساعدة

إن كنت تريد معرفة كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم بطريقة صحيحة، فيجب أن تربي طفلك على المشاركة ومساعدة الآخرين؛ حتى يدرك أن للآخرين احتياجات مثلهم مثله، فمساعدته على تلبية احتياجهم يجعله يشعر بالأخرين، ويخلق طفل متعاون.

يمكن تطبيق ذلك في السن الصغير داخل المنزل، فتشعر الأم طفلها أنها بحاجة للمساعدة في واجبتها المنزلية، كما يمكن تعزيز الأمر بالتشجيع والمكافآت البسيط بعد إتمام المساعدة.

يمكنك أيضًا تطبيق ذلك مع الأطفال عن طريق اصطحابهم لدور راعية المسنين، ومساعدة المحتاجين والفقراء؛ مما يجعله يرى أشخاص أقل حظًا منه، فهذا يساعد على شعوره بالرضا عن حياته وقيمتها.

توعية الطفل بقيمة المال

تعبر توعية الأطفال بقيمة المال طريقة من طرق تربية الأطفال الإيجابية، فتوعية الطفل بقيمة الأموال تجعله يميز قيمة الأشياء من حوله.

فعندما يشعر الطفل بقيمة المال، يقدر ثمن الأشياء مما يجعله أكثر حفاظًا عليها، كما يتحول من مطالب يشعر بأحقية حصوله على الأشياء، لواعي بصعوبة الحصول عليها وطلبها برفق من والديه.

تدريب الطفل على الاعتذار

يجب أن تشعر طفلك بحجم خطأه ويعترف به، ويحاول تصليحه، ويمكن عمل ذلك بأبسط الوسائل عن طريق الاعتذار.

لكن يجب أن يدرك الأبوين أولًا أن الطفل ما زال يتعلم ومن المؤكد أن يخطأ في العديد من السلوكيات والتصرفات، فلا تبرر له خطأه، بل يجب الاعتراف بوجود خطأ ومساعدته على تخطيه والاعتذار عنه.

تدريب الطفل على التحكم بغضبه

كثيرًا ما يغضب الأطفال ويثورون لأسباب عديدة، ومن أفضل الوسائل لمعرفة كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم، التعامل معهم أثناء الغضب، والحرص على تدريب الطفل على التحكم في انفعالاته.

ففي حال أن أراد الحصول على شيء ولم يستطيع، فلا يجب أن يعبر عن ذلك بالغضب الشديد، مثل الصراخ، أو البكاء بشدة.

فهناك العديد من الطرق التربوية الفعالة التي تستطيع بها تدريب الطفل على التحكم في غضبه وتجاوزه، والتفكير بشكل بناء لتخطي تلك اللحظات من الغضب.

تجنب القسوة المُفرطة

يتعمد بعض الآباء المبالغة في تأديب الطفل بالقسوة المُفرطة مثل منعه من الطعام، أو التوبيخ اللفظي، أو الصوت المرتفع، أو الخصام لفترات طويلة؛ وذلك لاعتقادهم أن تلك الطريقة سوف تخلق طفل ملتزم بالقواعد يهاب العقاب.

لكن أكدت الدراسات والأبحاث العلمية أن القسوة على الطفل بإفراط قد تؤدي إلى نتيجة عكسية، حيث يتجه الطفل لأداء سلوكيات أسوء.
كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم بطريقة صحيحة تختلف من أسرة لأسرة، لكن إتباع تلك القواعد والنقاط السابقة تساعد في سهولة التعامل مع الأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى