تجاهل من يتجاهلك تجدهُ يبحث عنك
تجاهل من يتجاهلك تجدهُ يبحث عنك فإن العلاقات الإنسانية الهامة لدينا لا تسير دائمًا في الاتجاه الذي نحدده أو نتمناه، بل يعرض لها الكثير من التعثرات والارتباك وسوء الفهم، الذي قد يكون نتيجة لأخطاء متبادلة أو لسوء تقدير أحد الطرفين، أو لسوء طبعه، ولأنه ليس من السهل ولا المنطقي أن ننهي كل علاقة تعتريها الصدمات أو ينغصها الخلاف فإننا بحاجة إلى وعي للتعامل مع بعض ما يزعجنا من الطرف الآخر، وأحد أكثر الأمور ازعاجًا هو التجاهل من أحد الطرفين للطرف الآخر، ولذلك فسنوضح في هذا المقال عبر موقع البلد كيف يتم تجاهل من يتجاهلك تجدهُ يبحث عنك.
الأسباب التي تدفع أحد الطرفين لتجاهل الطرف الآخر
الخطوة الأولى في علاج أي مشكلة معرفة أسبابها، والتجاهل من أحد طرفي العلاقة لشريكه مشكلة حقيقية تحتاج إلى بحث ومحاولة جادة لمعرفة الأسباب، وبوجه عام يمكن القول أن من أهم الأسباب التي تدفع زميل أو صاحب أو حتى حبيب لتجاهلك ما يلي:
- ربما لأنك فعلت خطأ مزعجًا نبهك إليه من قبل ومع ذلك عدت إليه.
- ربما لأنك لا تمنحه الاهتمام الكافي ولا تشعر بقيمة وجوده في حياتك، مما يضطره إلى تجاهلك والابتعاد عنك قليلا ليلفت انتباهك.
- ربما لأنك أصبحت مملًا فيشعر بالفتور تجاه علاقته به.
- ربما لأن علاقتكما أصبحت تمثل عبئًا عليه، وقرر أن يخرج من حياتك ويخرجك تمامًا من حياته.
هذه هي في الغالب الأسباب التي تدفع شخصًا ما لتجاهل شخص آخر، ومع معرفة السبب يبدأ التحرك نحو بحث عن علاج للمشكلة، ولكن قبل أن نعرف كيفية التعامل مع تجاهل شخص عزيز عليك، يجدر بنا لفت الانتباه إلى نقطة بالغة الأهمية وهي كيف تفرق من يتجاهلك رغم حبه لك، ومن يتجاهلك لأنه قرر إنهاء العلاقة والخروج من حياتك تمامًا، فالأمران مختلفان تمامًا وما يجب فعله تجاههما مختلف أيضًا.
هل لم يعد يحبني؟!
هناك بعض الدلالات التي توضح لك أن أحدهم لا يزال يحبك وأن العلاقة تستحق البحث ومحاولة الوصول لحل وإنهاء حالة التجاهل تلك، وعلامات أخرى تدل على أن الآخر لم يعد يريد وجودك ومن أهم تلك العلامات ما يلي:
أولًا: من يتجاهلك وهو يحبك
- لا يغلق في وجهك أبواب الوصول إليه، فمثلا يظل محتفظًا برقم هاتفك، ويظل محتفظًا بصداقتكما على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظل يتواجد في الأماكن التي عادة ما تجمعكما.
- يتعمد أن يشعرك بتجاهله لك.
- يحرص على القليل من التواصل.
- في الأحداث الكبيرة أو المواقف الصعبة تجده معك.
- يتفاعل مع ما تقوله وتفعله ولكن بشكل غير مباشر.
- يحاول بين الحين والآخر توصيل بعض الرسائل غير المباشرة.
- يهتم بأخبارك من على بعد، وربما يسأل عنك ويتتبع أخبارك.
ثانيًا: من يتجاهلك لأنه لا يريدك
- لا يهتم بتوصيل فكرة تجاهله لك، ولا يريدك أن تعرف عنه أي شيء، ولا يهتم بمعرفة أخبارك.
- قد يغير رقم هاتفه حتى لا تستطيع الوصول إليه.
- قد يقوم بحظرك لكي لا تعرف عنه شيء ولا يعرف عنك شيء.
- يحرص على أن لا يجمعك به مكان واحد.
كيف تتعامل مع من يتجاهلك؟
قبل أن نتطرق إلى خطوات التعامل المفيدة لإنهاء تجاهل شخص عزيز لك، يجب أن تقف حول دلالة تجاهله، فإن كان يتجاهلك لأنه يحبك وأنه لا يزال باقيًا على العلاقة، فيمكنك أن تفعل كل ما في وسعك لاستعادته وإصلاح ما فسد من العلاقة، أما إن أدركت أنه لا يرغب بوجودك وأنه استغنى عن علاقتك به فإياك أن تهدر وقتك أو جهدك أو تحاول مطاردته أو الوصول إليه، لأنه في هذه الحالة لم يعد هناك مبررًا أصلا لكل تلك المحاولات والأفضل الانسحاب من العلاقة بهدوء والاختفاء تمامًا من حياته.
وفي حالة ما إذا كان رفيقك أو صديقك أو شريكك في علاقة عاطفية رسمية أو غير رسمية يتجاهلك عن عمد وهو ما زال يحبك وما زال باقيًا على ما بينك وبينه فإليك أفضل الطرق التي يمكن أن تسلكها لإنهاء هذا الوضع المزعج:
أولًا: حاول معرفة سبب التجاهل
قد يتجاهلك من يحبك لأنك أسأت إليه إساءة بالغة، أو تسببت في جرح مشاعره، أو تسببت في الضغط عليه نفسيًا أو ماديًا، أو لأنك لا تهتم به ولا تعطيه الأولوية التي يستحقها، أو بسبب الأنانية ومطالبك الشاقة، أو …. أو …. إلخ، فيصبح من الضروري جدًا أن تكتشف سبب المشكلة وتلك الخطوة مفيدة لأنها ستجعلك متهيئًا لموقف العتاب أو الحديث الذي تريده مع هذا الشخص، وربما تكون فرصة مناسبة لتجهز دفوعك ومبرراتك، ولتجد طريقة اعتذار مناسبة لتفعلها معه.
كما أن هذه الخطوة سوف توفر عليك الجهد والوقت فبدلًا من أن تضيعه في الحيرة والتساؤل حول سبب هذا التجاهل تستثمره في البحث عن حل لانهائه وإعادة العلاقة إلى سابق عهدها، ومن الجدير بالذكر أن تتوقع أن يكون الخطأ صغيرًا وغير مقصود، وأنك ربما لم تلق له بالًا ولكن على أية حال سيكون مفيدا أن تعرف بالضبط ما يفكر فيه شريكك، ولتنجح في هذه المهمة يمكنك فعل ما يأتي:
- فكر في كل ما صدر منك من أقوال أو أفعال أو مواقف في الفترة المتأخرة.
- حاول أن تتحدث إليه وإذا أُتيحت لك تلك الفرصة حدثه عن انزعاجك الشديد من هذا التجاهل، واطلب منه أن يصارحك بالسبب.
- إذا فشلت في التحدث إليه فيمكنك الاستعانة بصديق لكما يهتم بكلاكما، ويحرص على إصلاح علاقتكما وسؤاله عن السبب فقد يكون على علم به ، أو قد يستشفه من حديثه، أو يمكنه السؤال مباشرة فقد يقبل التحدث معه هو ويكون الأمر أسهل من التحدث معك أنت، وهذه الخطوة قد تفيدك كثيرًا حيث أنه من المحتمل أن لا تكون قد انتبهت إلى هذا الشيء أو أنك تعتقد أنه لم يعرفه.
ثانيًا: قيم الموضوع
بعد معرفة السبب الحقيقي الذي دفع شريكك لتجاهلك يمكنك أن تفكر هل الموضوع يستحق ردة الفعل هذه؟ وهل أنت مخطئ حقًا أم أن هناك سوء فهم من الطرف الآخر؟ وبناء على ذلك حدد الخطوة التالية.
ثالثاً: توجه إلى الطرف الآخر باعتذار مخلص واشرح له موقفك
إذا أدركت أنك أخطأت في حق شريكك وعرفت أنك تسببت له في ضرر أو أذى من أي نوع فلا تتردد في أن تعتذر له وتحاول تطييب خاطره، وتشرح له ما دفعك لهذا الأمر، كن ذكيًا في الحصول على عفوه وعده أنك لن تعود إلى ما أزعجه ثانيًا، هذا إذا كان سبب التجاهل موقف أو كلمة صدرت منك، إما ان كان طبعًا معينًا أو عادة أو سلوك تمارسه تجاه هذا الشخص فالأمر مختلف.
رابعًا: غير ما يزعجه من طباعك
إذا تبين لك أن سبب التجاهل من شريكك في العلاقة طبع من طباعك أو عادة من عاداتك المزعجة، والتي لم يعد يتحملها منك، مثل تتبعه وملاحقته باستمرار أو الغيرة المبالغ فيها، أو عدم الاهتمام به وتقديم أشياء كثيرة عليه، ففي هذه الحالة لا يفيد الاعتذار اللفظي كثيرًا، ولا الوعود التي تقطعها على نفسك بالتغيير لأن هذا التجاهل غالبًا ما جاء بعد لفت نظرك كثير إلى هذه النقطة، والحل أن تبدأ فعليًا في تغيير هذا الأمر وتترك الطرف الآخر يكتشف ذلك بنفسه ويلمسه بشكل واقعي وعملي (ولا تنس أننا نفترض مسبقًا أن هذا الشخص لا يزال يحبك وأنه يراقبك من بعيد ويتتبع أحوالك).
خامسًا: سل نفسك هل الشخص والعلاقة يستحقان أن تستمر في جهود استعادتهما أم لا؟
قد لا يقبل أحدهم اعتذارك، ويتمسك بموقفه في عناد وغطرسة، ربما لأن خطأك كان كبيرًا للغاية ، أو أنك تسببت لهذا الشخص في خسارة معنوية أو مادية كبيرة، أو أن هذا الخطأ غير انطباعات معينة لدى هذا الشخص أو هدم الثقة التي بنيت عليها العلاقة، ففي هذه الحالة يجب أن تقيم مكانة الشخص والعلاقة في حياتك فإن كانت تستحق الاهتمام فاهتم وحاول مرة أخرى، ويمكنك أن تبتعد قليلًا بعد شرح موقفك وتقديم اعتذارك لتترك مشاعر الطرف الآخر تهدأ فبعض الأخطاء تحتاج إلى وقت لمحو تأثيرها القاسي.
سادسًا: وضح له انزعاجك من هذا التجاهل
من الرائع أن تحترم رغبة الآخر في البعد وتترك له مساحته الخاصة ليتعافى من الألم الذي سببته له، ولكن يجدر بك أن توضح له مكانته عندك وقدر انزعاجك من هذا التجاهل، وتصرح له بحبك له وارتباطك به واهتمامك به، فقد يفلح ذلك في تطييب خاطره والتئام جرحه ويوقظ الحنين بداخله.
سابعًا: ابتعد قليلًا ولكن لا تختفي
بعد أن اعتذرت وبررت موقفك وشرحت له احتياجك الملح إلى وجوده قربك،وبعد أن بدأت فعليًا في تغيير ما يزعجه منك أنصح أن تستمر في التغير في صمت، وتبتعد قليلًا ولا تحاول التواصل معه أبدًا ولكن احذر أن تختفي من حياته أو تسد في وجهه أبواب الرجوع إليك.
ثامنًا: تجاهل ما يزعجك واعتن بنفسك
أحيانًا يكون التجاهل وعدم الاهتمام ردة فعل تعكس الفتور في العلاقة والملل الذي تسرب إليها وهذا غالبًا ما يعاني منه المرتبطين عاطفياً، فيجب أن تتوقف عن أي ملاحقات وتهتم بنفسك وتجدد من شكلك ومن مظهرك، وتحاول تطوير نفسك ومهاراتك واكتساب شيء جديد يضيف إليك رونقًا جديدًا، اجعله يراك مختلفًا.
تاسعًا: تجاهل من يتجاهلك تجدهُ يبحث عنك
إن تجاهل من يتجاهلك تجدهُ يبحث عنك هي مقولة سليمة جدًا فأحيانًا يتجاهلك البعض لأنك لا تقدرهم حق قدرهم ولا تعطهم مكانتهم التي يستحقونها، أو انك تجور على حقهم أو لا تحترم مشاعرهم كنوع من العشم أو الثقة الزائدة في حبهم لك وعدم قدرتهم على الابتعاد عنك، فيكون التجاهل بمثابة لفت انتباه ورسالة تخبرك أنهم يمكن أن يتركوك ويمكن أن تخسرهم لو بقيت على ما أنت عليه.
وأحيانًا يحدث العكس يتجاهلك أحدهم لأنه يثق ثقة مطلقة أنه يمتلك قلبك وعقلك وروحك وأنك لا تستطيع الحياة بدونه فيتجاهلك ولا يكترث لمشاعرك، بل ويرضي غروره ملاحقتك وسعيك وراءه، وفي هذه الحالة يصبح أفضل حل أن تقابل تجاهله بتجاهل مثله، وانشغاله عنك بانشغال، لا تعاتب ولا تسأل ولا تختلق الأسباب للتواصل، ابتعد وانهمك في أمر آخر، واجعل رفيقك يشعر أن الأمر لا يعني له الكثير وأنه يستطيع الاستمرار والعمل والنجاح رغم تجاهلك.
وهنا ستحدث الصدمة حين يفاجأه رد فعلك غير المتوقع، ويثير فضوله بصورة غير عادية، وستجده يعود إليك حائرًا متسائلًا شغوفًا، فأحيانًا يكون علينا أن نبدل الأدوار حتى لو اضطررنا إلى تمثيل دور لا يروق لنا كثيرًا.
بعض النصائح لمواجهة من يتجاهلك
أحيانا يكون تجاهل طرف ما للآخر ثمة من سمات تلك العلاقة، بمعنى أنه منذ البداية تجد أحد الطرفين يقوم بدور المرسل العاشق المهتم المضحي والآخر بدور المتلق والمشغول والغائب معظم الوقت، فيبدو الأمر مع التعود وكأنه طبيعيًا، فأنا أعرف أشخاصًا يتصرفون وكأنهم قد عقدوا اتفاقًا على أن أحدهم يسأل ويبادر بالاتصال، وعند أي مشكلة يبادر بالصلح والاعتذار حتى وإن لم يكن مخطئا، والثاني دائمًا في موقف رد الفعل.
نصائح زيادة لمواجهة التجاهل بشكل عام
أعرف أشخاصًا كانوا يهتمون برفاقهم ويحرصون على وصولهم لأقصى درجة ممكنة، ثم تبدل هذا الاهتمام إلى تجاهل وبعد، وفي كلتا الحالتين يوجد طرف متضرر من التجاهل، وإذا كنت عزيزي القارئ تبحث عن أفضل النصائح التي يمكن أن يفعلها من يعاني من تجاهل الآخر له فها هي ذي بين يديك:
- تعلم أن لا تكون ملاحقًا ولا تضيق الخناق على رفيقك في العلاقة (أيا كانت تلك العلاقة) بالأسئلة عن كل كبيرة وصغيرة.
- أعطي الآخر مساحة من الحرية حتى لا يمل وجودك ولا يتمرد على قيودك.
- لا تجعل أحدهم يشعر أنه محور اهتمامك وتركيزك وتفاصيل يومك.
- لا تكن كتابًا مفتوحًا أمام أحدهم فيقرأه ثم يضعه في أقرب رف عنده.
- ميز بين التجاهل المسيء وبين الانشغال الطبيعي المقبول الذي تفرضه طبيعة الحياة على من تحبهم.
- اهتم بنفسك، ونمها ودللها، واضف لها كل ما يجعلها أكثر جاذبية وأجمل مظهرًا، حاول أن تنتزع الحب والاهتمام في صمت.
- الملاحقة وكثرة الاعتذار والتمسك المبالغ فيه للبعض يزيد من حنقهم عليك وزهدهم في علاقتك فلا تتودد أكثر من اللازم.
- اجعل الآخر يعرف مكانته عندك ويعرف أن كرامتك أهم، وكبريائك مقدم على كل شيء.
- ينبغي أن تكون حكيمًا لتعرف ما إذا كان تجاهل صديقك أو حبيبك نوعًا من الغضب ولفت الانتباه، أم أنه إشارة إلى رغبته في إنهاء العلاقة وأنك لم تعد تعني له شيئًا، كن واعيًا بما يكفي وشجاعًا بما يكفي أيضَا لتعترف أمام نفسك بالحقيقة وتتعامل معها.
- إذا عجزت عن معرفة سبب التجاهل فسل عنه صديقك، وإذا رفض فأخبره أنك ستذهب وتتركه ولو أراد أن يخبرك فليفعل، وأنك لن تبذل المزيد من المحاولات.
- بوجه عام لا تمكن أحدهم من حياتك، ولا تجعل تركيزك كله منصبًا عليه، مهما مكان مقدار حبك له وتعلقك به لأنه غالبًا ما يسئ الأحبة استخدام تلك النقطة، فقد ينصرف عنك أحدهم ويتركك متخبطًا دون حتى أن يبدي لك الأسباب.
- لا تبالغ في محاولات الاتصال فإنها تزيد الأمر سوءً، وتزيد الآخر حنقًا وانزعاجًا، وقد تكون سببًا في قطع آخر خيط من العلاقة.
- اخلق لنفسك مساحة من الخصوصية ولا تسمح لأحدهم باقتحامها.
- تمسك بهدوئك ولياقتك وذوقك في التعامل حتى في لحظات الغضب والخلاف، حتى لا تصبح في موقف المدافع عن نفسه.
في ختام موضوعنا فقد قدمنا لكم كيف تتعامل مع من يتجاهلك والتي من أهمها أن يتم تجاهل من يتجاهلك تجدهُ يبحث عنك، فنتمنى أن ينال الموضوع رضاكم.