شعر فاروق جويدة وقصيدة مات الحب في مدينتي
شعر فاروق جويدة من أجمل الأشعار التي يمكنك قراءتها في حياتك، فقد تميز الشاعر الصري فاروق جويدة في الكتابة وبرع في الوصف، وقد ولد هذا الشاعر الرائع في محافظة كفر الشيخ، وهي محافظة زراعية أي أنه فلاح مصري فصيح، لذلك في هذا المقال سنقوم بذكر أشعار وقصائد فاروق جويدة عبر موقع البلد.
شعر فاروق جويدة
تعددت الأشعار والقصائد التي قالها فاروق جويدة، وسوف نعرض عليكم البعض منها:
قصيدة عتاب من القبر
يا أيها الطيف البعيد
في القلب شيء، من عتاب
ودعت أيامي و ودعني الشباب
لم يبق شيء من وجودي غير ذرات التراب
وغدوت يا دنياي وحدي لا أنام
الصمت ألحان أرددها هنا وسط الظلام
لا شيء عندي لا رفيق.. و لا كتاب
لم يبق شيء في الحنايا غير حزن.. و اكتئاب
فلقد غدوت اليوم جزءا من تراب
بالرغم من هذا أحن إلى العتاب.
أعطيتك الحب الذي يرويك من ظمأ الحياة
أعطيتك الأشواق من عمر تداعى.. في صباه
قد قلت لي يوما:
سأظل رمزا للوفاء
فإذا تلاشى العمر يا عمري
ستجمعنا السماء
ورحلت يوما.. للسماء
وبنيت قصرا من ظلال الحب
في قلب العراء
وأخذت أنسج من حديث الصمت
ألحانا جميلة.
وأخذت أكتب من سطور العشق
أزجالا طويلة
ودعوت للقصر الطيور
وجمعت من جفن الأزاهر
كل أنواع العطور
و فرشت أرض القصر
أثواب الأمل
وبنيت أسوارا من الأشواق
تهفو.. للقبل
وزرعت حول القصر زهر الياسمين
قد كنت دوما تعشقين الياسمين
وجمعت كل العاشقين
فتعلموا مني الوفاء
وأخذت أنتظر اللقاء.
قصيدة إلى مسافرة لفاروق جويدة
وأظل وحدي أخنق الأشواق
في صدري فينقذها الحنين..
وهناك آلاف من الأميال تفصل بيننا
وهناك أقدار أرادت أن تفرق شملنا
ثم انتهى.. ما بيننا
وبقيت وحدي
أجمع الذكرى خيوطا واهية
ورأيت أيامي تضيع
ولست أعرف ما هيه
وتركت يا دنياي جرحا لن تداويه السنين
فطويت بالأعماق قلبا كان ينبض.. بالحنين
لو كنت أعلم أنني
سأذوب شوقا.. و ألم
لو كنت أعلم أنني
سأصير شيئا من عدم
لبقيت وحدي
أنشد الأشعار في دنيا.. بعيدة
وجعلت بيتك واحة
أرتاح فيها.. كل عام
و أتيت بيتك زائرا
كالناس يكفيني السلام..
ما كنت أدرك أنني
سأصير روحا حائرة
في القلب أحزان..
وفي جسمي جراح غائرة
وتسافرين..
لا شيء بعدك يملأ القلب الحزين
لا حب بعدك. لا اشتياقا لا حنين..
فلقد غدوت اليوم عبدا للسنين
تنساب أيامي و تنزف كالدماء
وتضيع شيئا.. بعد شيء كالضياء..
وهناك في قلبي بقايا من وفاء
وتسافرين
وأنت كل الناس عندي و الرجاء..
قولي لمن سيجيء بعدي
هكذا كان القضاء
قدر أراد لنا اللقاء
ثم انتهى ما بيننا
و بقيت وحدي للشقاء
نبذة عن الشاعر فاروق جويدة
ولد الشاعر العظيم فاروق جويدة في محافظة كفر الشيخ، وقد درس وتخرج من كلية الآداب، وتخصص في قسم الصحافة، وكان ذلك في عام 1968 ميلاديًا، وقد بدأ هذا الشاعر مشواره كمحرر في القسم الاقتصادي الخاص بجريدة الأهرام، ثم ترقى لسكرتير جريدة الأهرام، وقد شاع شهرة فاروق جويدة في الشعر الرومانسي.
قصيدة أحلام حائرة
الموج يجذبني إلى شيء بعيد
وأنا أخاف من البحار
فيها الظلام
ولقد قضيت العمر أنتظر النهار
أترى سترجع قصة الأحزان في درب الحياة؟
فلقد سلكت الدرب ثم بلغت يوما.. منتهاه
وحملت في الأعماق قلبا عله
ما زال يسبح.. في دماه
فتركت هذا الدرب من زمن و ودعت الحنين
ونسيت جرحي.. من سنين
الموج يجذبني إلى شيء بعيد
حب جديد
إني تعلمت الهوى و عشقته منذ الصغر
وجعلته حلم العمر
وكتبت للأزهار للدنيا
إلى كل البشر
الحب واحة عمرنا
ننسى به الآلام في ليل السفر
وتسير فوق جراحنا بين الحفر..
الموج يجذبني إلى شيء بعيد
يا شاطئ الأحلام
يوما من الأيام جئت إليك
كالطفل ألتمس الأمان
كالهارب الحيران أبحث عن مكان
كالكهل أبحث في عيون الناس
عن طيف الحنان
وعلى رمالك همت في أشعاري
فتراقصت بين الربا أوتاري
ورأيت أيامي بقربك تبتسم
فأخذت أحلم بالأماني المقبلة..
بيت صغير في الخلاء
حب ينير الدرب في ليل الشقاء
طفل صغير
أنشودة تنساب سكرى كالغدير
وتحطمت أحلامنا الحيرى و تاهت.. في الرمال
ورجعت منك و ليس في عمري سوى
أشباح ذكرى.. أو ظلال
وعلى ترابك مات قلبي و انتهى..
والآن عدت إليك
الموج يحملني إلى حب جديد
ولقد تركت الحب من زمن بعيد
لكنني سأزور فيك
منازل الحب القديم
سأزور أحلام الصبا
تحت الرمال تبعثرت فوق الربى
قد عشت فيها و انتهت أطيافها
ورحلت عنها.. من سنين
بالرغم من هذا فقد خفقت لها
في القلب.. أوتار الحنين
فرجعت مثل العاشقين.
قصيدة مات الحب في مدينتي
وتعانقت أنفاسنا
وانساب دمع عاتب الأشواق بين ضلوعنا..
والليل كالسجان
يصفعنا.. ويضحك خلفنا
والصمت بيت موحش الأشباح يصرخ.. حولنا
وعلى يديك رفات طفل ضامر
قدر الزمان حبيبتي
أن يصبح المسكين جرحا.. بيننا
جئنا إليك مدينتي
جئنا لندفن حبنا
رفقا بهذا الطفل
قبر مدينتي..
أنا بعض هذا الطفل عمري.. عمره
فلديه حلم بدايتي
ولديه يأس نهايتي
رفقا بهذا الطفل قبر مدينتي
رفقا بهذا الطفل
ما زلت يا قبر المدينة
تجمع الأحباب أشلاء
وتسكر بالدموع
ونظل تلهث بين حزن العمر
نبحث عن شموع
ولديك تختنق الشموع
رفقا بدمع الناس قبر مدينتي
رفقا.. بدمع الناس
ما بين أحياء المقابر
تصرخ الأنفاس في ليل السكون
في كل جزء من شوارعها
جراح.. أو خطايا أو جنون
رفقا بدمع الناس يا زمن الجنون
القبر يضحك في خجل
وحبيبتي خلف التراب سحابة
وعيونها بحر.. شراع
تائه النظرات ضاع مع الرياح
كالنورس الحيران
عاد ممزقا.. عند الصباح
وصغيرها المسكين خلف دمائه
وعلى يديه علامة
أنفاس أحلام.. بقايا من جراح
ونظرت للحب الصغير
لم قد رحلت وأنت عندي بالحياة
وتركتنا لزماننا
زمن تضاجعه الذنوب
فتحمل الأرض العصاة؟
زمن الطغاة.. زماننا.. زمن الطغاة
القبر ينظر نحونا
وتردد القبر العجوز للحظة
القبر في خجل يمد يديه يحمل طفلنا
الحب أكثر ما يموت بأرضنا
ونظرت للقبر العجوز سألته:
أتراك تسكر من دماء صغيرنا؟
ضحك العجوز وقال في خجل: أنا؟!
ما عدت أفرح يا صديقي بالرفاق
صارت دموع الناس عندي.. لا تطاق
في كل يوم بين أحضاني
بحار من فراق
كل الذي عندي زحام.. في زحام
ما أكثر الأحياء في هذا الزحام
عندي مكان للصغار المتعبين
وهنا.. بقايا العاشقين
وهنا الجمال
ينام مكسورا على صدر الحنين
وهناك مات العدل مشلولا..
على زمن لعين
والحب.. في هذا المكان…
وعليه مات الصبح مشنوقا..
هنا.. قتلوا الحنان
وهناك أشلاء الضمائر
بين أكفان الجحود
وعلى رفات الحب
أنقاض.. بقايا من عهود
القبر يبعث في البقايا.. حولنا
رفقا فعمر الناس عندك قبرنا
وقفت عيون حبيبتي وتساءلت:
بالله يا قبر المدينة أين طفلي..
كان منذ دقائق يجري.. هنا؟
القبر يضحك قائلا:
قد صار ضيفا.. عندنا
صرخت دموع حبيبتي
يا طفلنا.. يا طفلنا
ضحكات قبر مدينتي
تعلو.. وتعلو.. بيننا
قد صار ضيفا.. عندنا
يعلو صراخ حبيبتي:
يا حبنا.. يا حبنا
القبر يضحك قائلا:
قد صار ضيفا عندنا.
عندما يغفو القدر
ورجعتُ أذكرُ في الربيع عهودَنا..
أيامَ صُغناها عبيرًا للزهر
والأغنياتُ الحالماتُ بسحرِها
سكر الزمانُ بخمرها وغفا القدر
الليلُ يجمعُ في الصباح ثيابه
واللحنُ مشتاقاً يعانقه الوتر
العمر ما أحلاه عند صفائهِ
يوم بقربك كان عندي بالعمر
إني دعوت الله دعوة عاشق
ألا تفرقنا الحياةُ .. ولا البشر ..
قالوا بأن الله يغفر في الهوى
كل الذنوب ولا يسامح من غدر
ولقد رجعتُ الآن أذكر عهدنا
من خان منا من تنكر .. من هجر !
فوجدتُ قلبك كالشتاء إذا صفا
سيعودُ يعصفُ بالطيور .. وبالشجر
يوماً تحملت البعادَ مع الجفا
ماذا سأفعلُ خبريني .. بالسهر ؟!
ورجعتُ أذكر في الربيع عهودنا
سألتُ مارس كيف عُدتَ بلا زهر؟
ونظرتُ لليل الجحود وراعني
الليلُ يقطع بالظلام يَدَ القمر
والأغنياتُ الحائراتُ توقفت ..
فوق النسيم وأغمضت عين الوتر
وكأن عهدَ الحب كان سحابةً
عاشت سنين العُمر تحلم بالمطر
من خان منا صدقيني إنني
ما زلت اسأل أين قلبُك .. هل غدر ؟
فلتسأليه إذا خلا لك ساعة
كيف الربيع اليومَ يغتالُ الشجر.
في نهاية مقالنا لقد تحدثنا عن شعر فاروق جويدة كما أننا ذكرنا بعض قصائده الرائعة، بالإضافة إلى نبذة قصيرة تعرفك على حياة هذا الشاعر العظيم.