لماذا سميت شبه الجزيرة العربية بهذا الاسم
لماذا سميت شبه الجزيرة العربية بهذا الاسم؟ وما مدى قدم تلك التسمية؟ اختلفت الآراء، فأبدى المؤرخون أسبابهم، كذلك عالموا الجغرافيا، وقد اختلفوا في سبب تلك التسمية عن مستشرقي الغرب، لمعرفة تلك الأسباب فعليك متابعة موقع البلد لتكتشف لماذا سميت شبه الجزيرة العربية بهذا الاسم.
لماذا سميت شبه الجزيرة العربية بهذا الاسم
تعود تسمية شبه الجزيرة العربية بهذا الاسم إلى الموقع الجغرافي الواقعة به تلك الجزيرة، حيث إن مصطلح شبه الجزيرة يطلع على اليابس الذي يحده المياه من ثلاثة جهات على الأقل، فتلك هي حالة شبه الجزيرة العربية لما يحاوطها من البحر الأحمر ونهر دجلة والفرات والمحيط الهادي.
أشارت آراء أخرى أن سبب تسميتها شبه الجزيرة العربية يعود إلى أن سكانها منذ قديم الأزل هم العرب، فقد استوطن العرب شبه الجزيرة منذ العهود القديمة لما وجدوا فيها من مكان آمن صعب الوصول إيه من البحر كما انه يمتاز بالثروات الطبيعية الغنية والموقع الجغرافي الممتاز.
قد شهدت تلك الجزيرة على العديد من الأقوام والعهود، التي توالت عليها بتوالي الزمان، كاتبةً بذلك تاريخ للعرب تحكيه المكتبات في مجلداتٍ على سطورٍ من ذهب، فقد اتصف تاريخ شبه الجزيرة بأنه حافل بالأحداث والعبر، بداية من الأقوام العاصين لله والرافضين لدينه، مرورًا بالبطولات والمواقف التي قد يشيب لها الوجدان.
تباعًا لما تم ذكره من اتخاذ العرب قديمًا لشبه الجزيرة منذ قديم الزمان وبعد الإجابة عن سؤال لماذا سميت شبه الجزيرة العربية بهذا الاسم، فوجب علينا تاليًا التطرق فيما يلي للعرض بإيجاز عن تاريخ شبه الجزيرة العربية.
تاريخ تسمية شبه الجزيرة العربية بهذا الاسم
على الرغم من كون طبيعة شبه الجزيرة العربية منطقة صحراوية وتتصف بالحياة القاسية إلا أن للعرب فيها منذ فجر التاريخ العديد من البصمات والآثار، التي تنم عن مدى عظمة وعمق تلك الحضارات، ومدى صلابتها في تحديد طبيعة الحياة الصحراوية، وقدرتهم على ترك الأثر الحاكي عن تاريخ وجودهم بشبه الجزيرة
فقد قسم المستشرقون والعلماء على مر الزمان الحضارات العربية القديمة إلى عدة حضارات مختلفة نذكر منها ما أتيح ذكره وعظم أثرة، منها على سبيل المثال لا الحصر العرب البائدة، وهم العرب الساكنين لمنطقة شمال شبه الجزيرة العربية والذين هم من أهم الأقوام المعروفة منها هي قوم ثمود المذكورين في القرآن الكريم.
أخيرًا فإنهم العرب المستعربة، وهم من القبائل العربية الساكنة لمنطقة الشمال والوسط، والذين عرفوا بالأصالة وترك عظيم الأثر عن وجودهم يومًا ما، والتي ساعدت على لفت الأنظار لمدى عظمة تلك الحضارة، ومن أهم الممالك الظاهرة وقتها مملكة الحيرة ومملكة الغساسنة، كذلك فقد اشتهرت بوجود حضارة قوم مدين وقوم ثمود أيضًا.
تقسيم التاريخ اليوناني لحضارة شبه الجزيرة العربية
في إطار الحديث عن إجابة سؤال لماذا سميت شبه الجزيرة العربية بهذا الاسم، فقد تعدد ذكر شبه الجزيرة العربية في كتب ودواوين التاريخ على مر الزمان ومن أهم تلك الكتب هو القرآن الكريم، فقد أشار القرآن الكريم لحضارات عدة وأقوام كثيرة كانت ساكنة لمنطقة شبه الجزيرة العربية مثل قوم سبأ وعاد وثمود والذين اشتهروا بالقوة والبنيان العظيم.
كذلك تم تقسيم حضارة شبه الجزيرة العربية في الكتب اليونانية على هذا النحو الآتي ذكره
- بلاد العرب السعيدة وهي الحضارات الواقعة في مناطق جنوب شبه الجزيرة العربية.
- بلاد العرب الصحراوية وهي المناطق الواقعة في منتصف شبه الجزيرة العربية والمتصفة بالطبيعة الصحراوية الجافة القاسية.
- بلاد العرب الصخرية وهي المناطق الواقعة في شمال شبه الجزيرة العربية والمقصود بها بلاد بادية الشام.
سيطرت تلك الحضارات السابق ذكرها على شبه الجزيرة العربية بعدما اتصفت شبه الجزيرة في بدايات اكتشافها بالضعف وسهولة احتلالها والسيطرة عليها لذا فلا يوجد تاريخ حضاري مذكور في كتب التاريخ قبل تلك الحضارات السابق ذكرها على الرغم من كونها كانت آهلة بالسكان.
من تلك الحضارات التي قد سيطرت لفترة من الزمن على شبه الجزيرة العربية هي حضارة الفراعنة أو الحضارة المصرية القديمة، حيث استطاع الملك المصري أحمس غزو شبه الجزيرة العربية وضمها حين ذاك تحت سيطرة الحضارة الفرعونية.
أخيرًا بعد ظهور الدين الإسلام في منطقة شبه الجزيرة العربية وبالتحديد في مكة المكرمة أصبحت شبه الجزيرة العربية، فقد نبع من رحم شبه الجزيرة أخر وأعظم حضاراتها وتعد أحد أعظم الحضارات في التاريخ وعلى مر الزمان وهي الحضارة الإسلامية، حيث أصبحت مكة هي منارة الحضارة الإسلامية للعالم أجمع.
الموقع الجغرافي والمساحة لشبه الجزيرة العربية
تميزت منطقة شبه الجزيرة العربية بأنها محاطة بحدود من جميع الجهات جعلتها مميزة جغرافيًا وسياسيًا في وقتنا الحاضر لأبعد الحدود، ويعد ذكر أحد أهم الأسباب التي جعلت من الحضارات قديمًا مضربًا للمثل في الحضارات الممتدة الصامدة عبر الأزمان.
تحتل شبه الجزيرة العربية المنطقة الجنوبية من قارة أسيا، حيث تحتل منها مساحة ثلاثة ملايين كيلومتر مربع، كما تشكل تلك المساحة حسب بعض الاحصائيات ضعف مساحة دولة إيران، كذلك ستة أضعاف المساحة الكلية لفرنسا، أما بالنسبة إلى إيطاليا فأنها تقدر بعشرة أضعاف مساحتها الكلية وأخيرًا تشكل ثمانين ضعف مساحة سويسرا.
التعريف العلمي لشبه الجزيرة في اليابس الذي تحده المياه من ثلاث جهات، وعليه فإنه يحد شبه الجزيرة العربية من الجهة الشرقية نهرا دخلة والفرات بالإضافة إلي دولة إيران والمعروفة قديمًا ببلاد فارس، أما عن الجهة الجنوبية فإنه بحدها المحيط الهندي وخليج عمان.
كما يحدها من جهة الغرب البحر الأحمر واخيرًا فإن اليابس الوحيد بحدها من الجهة الشمالية والتي تتمثل في وجود دولة فلسطين وصحراء الشام وهذا ما يفسر تسمية حضارات منطقة الشمال في الكتب اليونانية ببلاد العرب الصخرية.
مناطق شبه الجزيرة العربية
بسبب انتشار الدين الإسلامي فقد تماسكت الجزيرة العربية واشتد رباطها، وعليه فإنه مع تعدد وتنزع الأقاليم بشبه الجزيرة فإنها تجتمع على لغة واحدة وهي اللغة العربية ولغة القرآن، كما أجتمع أهالي شبه الجزيرة على الصفات الأساسية التي يتصف بها العرب على مر الزمان من مروءة وكرم وشجاعة وأصالة في الأعراق.
ففي صدد الإجابة عن سؤال لماذا سميت شبه الجزيرة العربية بهذا الاسم، فقد تم تقسيم شبه الجزيرة إلى ثلاثة مناطق أو أقاليم وهي:
إقليم نجد
تحتل نجد منطقة الوسط من شبه الجزيرة العربية، ومعنى اسم نجد هو الأراضي المرتفعة، لم يتمكن العلماء الجغرافيون تحديد مساحة نجد بدقة لما تحتويه من عدم انتظام في طبيعة أراضيها ولكنهم اتفقوا على أن منطقة نجد تبدأ جغرافيًا من النخل الموجود على أطراف منطقة الحجاز.
إقليم الحجاز
تمتد حدود منطقة الحجاز بداية من أطراف بلاد الشام امتدادًا ووصولًا لحدود مدينة صنعاء في اليمن، وأضاف بعض المؤرخون أنها المنطقة الممتدة من المدينة المنورة ختامًا بمنطقة تبوك، تمت تسمية القسم الشمالي من الحجاز بمدين، أما عن القسم الجنوبي منها فتحت تسميته العسير.
أطلق عليها أهلها اسم الحجاز نظرًا لفصلها بين مناطق الأغوار والبادية، فأطلق عليها اسم الحجاز اشتقاقًا من الفعل حجز أي فصل وهي كناية عن فصلها بين الأغوار والبادية.
كما أنها تتميز بطبيعتها الصحراوية الصخرية وذلك لوجودها في القسم الشمالي المتصل باليابس، وتم انضمامها مؤخرًا إلى المملكة العربية السعودية.
إقليم اليمن
توجد بالجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، وتمت تسميتها باليمن اشتقاقًا من كلمة يُمن أي بركة وخير لما تحتويه تلك المدينة من الخير الواسع والأشجار والموارد الطبيعية الموجودة بكثرة.
امتدت حدودها الجغرافية قديمًا من عُمان إلى نجران، ثم تصل حتر بحر عدن، تعد اليمن حاليًا باستثناء الحدود من منطقة عدن جمهورية عربية منفصلة تعرف باسم الجمهورية اليمنية.
سكان شبه الجزيرة العربية
تعتبر ثلث مساحة شبه الجزيرة من الصحراء معدومًا للماء والأعشاب لذا فإنها ضمنيًا غير مأهول بالسكان أو صالح للحياة، باستثناء بعض المناطق المحتوية على بعض المياه نتيجة لسقوط الأمطار، فيتم استغلالها من قبل رعاة الأغنام في فترة وجود المطر لرعاية أغنامهم وإطعامهم للأعشاب الناتجة عن المطر، وتسمى تلك المنطقة بالدهناء.
أما عن المنطقة الأخرى وتسمى بالأحقاف، وهي تعتبر إجماليًا مناطق صحراوية شاسعة المساحة تحتوي على ارمال فقط وغير آهلة بالسكان أو قابلة للحياة، ومنها صحراء بادية السماوة ويطلق عليها مؤخرًا صحراء النفوذ، إضافة إلى ما تسمى بصحراء الربع الخالي والتي تمتد إلى بلاد فارس.
المناخ في شبه الجزيرة العربية
استمدادًا من الإجابة على سؤال لماذا سميت شبه الجزيرة العربية بهذا الاسم وكانت الإجابة عليه بأنه يحدها الماء من الثلاث جهات أما عن الجهة الرابعة فهي صحراء خالصة، فيمكننا استنتاج الاختلاف المناخي الناتج عن طبيعة الاختلاف في أماكن اليابس ما بين الأماكن الساحلية والصحراوية.
تتصف المنطقة المركزية أو أواسط مناطق شبه الجزيرة العربية بارتفاع درجة الحرارة نظرًا لطبيعتها الصحراوية الجافة، أما عن الجزء الساحلي من شبه الجزيرة يتصف باعتدال مناخه وكونه رطب جزئيًا ويساعد على المعيشة دون الوقوع في المناطق الحارة، لذا إن عدد سكان المناطق الساحلية يصل إلى خمس عشر مليون مواطن.
جدير بالذكر احتلال الجبال والمناطق الصحراوية الوعرة لأغلب مساحة شبه الجزيرة مما يعني درجة الحرارة المميتة لسكان تلك المناطق لذا فمن النادر جدًا وجود سكان بتلك المناطق العلوية، خاصة بعد تواجد الجبال شاهقة الارتفاع بطول شبه الجزيرة العربية من الشمال حتى الجنوب.
الثروات الطبيعية لشبه الجزيرة العربية
تعتبر الثروات الطبيعية للبلاد هي تلك النعم والفضائل المهداة من قبل الخالق لساكني تلك الأرض فيقع حظ كل فئة أو جماعة من الناس المقيمين لمكان ما مختلف باختلاف ما يجدوه من موارد طبيعية في تلك الأرض.
أعطى سبحانه وتعالى شبه الجزيرة العربية بثروات لا حصر لها من الأحجار الكريمة التي تقدر بالملايين، فإن شعوبًا قد تسعي بالأميال ابتغاء الحصول على تلك الأحجار مهما كانت الأثمان من جهد وعرق ودم.
أنعم الله على شبه الجزيرة بوجود المياه من كافة الاتجاهات مما فتح لها المجال لنيل كنوز وثروات البحر من الثروة السمكية والمياه التي لا تنضب التي يمكن تحليتها واستخدامها في مياه الشرب.
بالإضافة إلى أن الطبيعة الصحراوية العشبية بها جعلته مصدر طبيعي لا ينضب أيضًا لتربية الأغنام والمواشي لما تجده تلك الحيوانات من بيئة مناسبة للعيش وموارد كالمياه والعشب وهما الأساسان المطلوبان للمعيشة.
اختص الله شبه الجزيرة لتكون منبع ومنارة انتشار الدين الإسلامي، فقد خرج من رحمها النبي محمد معلنًا مكة المكرمة والكعبة عاصمة للدين الإسلامي، مما فيه من تكريم ورفع لمكانة شبه الجزيرة العربية، مما جعلها محط أنظار العالم، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم بما يدور حول سؤال لماذا سميت شبه الجزيرة العربية بهذا الاسم.