اسلاميات

هل الكذب من الكبائر

هل الكذب من الكبائر؟ وكيف وصف الرسول-صلّ الله عليه وسلم- الكاذب؟ فالكذب من أقبح الصفات التي قد يتحلى بها الفرد، فقد نهانا الله عنها وحرّمتها الأحاديث النبوية الشريفة.

كما أنها من الصفات التي إذا تحلى بها الشخص يكون من الصعب عليه تغييرها لأنها تتحول إلى عادة وليس فقط صفة، وهنا من خلال موقع زيادة سوف نجيب على سؤالكم هل الكذب من الكبائر أم لا.

هل الكذب من الكبائر

الكذب من آفات اللسان، هو التضليل وتزييف الحقائق، كما أنه من الأخلاق الذميمة التي نهت عنها جميع الأديان السماوية، إلى جانب ذلك فهي من الصفات التي يرفضها المجتمع وينفر من صاحبها.

للإجابة على سؤالنا “هل الكذب من الكبائر؟” فقد استندنا إلى مرجع الشريعة وأساسها حيث أكد أساتذة الفقه بجامعة الأزهر الشريف على أن الكذب كبيرة من الكبائر التي توعد الإسلام لصاحبها بالعذاب الأليم.

الكذب من أقبح الشيم التي قد يتصف بها المسلم، فكيف يكون المسلم كاذبًا وقد لُقب رسولنا الكريم –صلّ الله عليه وسلم- بالصادق الأمين؟ كما أسماه القرآن “المطاع الأمين” كما ورد في سورة التكوير حين قال الله تعالى: “إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿19﴾ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴿20﴾ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴿21﴾“، فكيف تكون هذه صفات رسولنا الكريم ثم تجد فينا كاذبًا؟

يمكنك البحث في موقعنا عن : حديث الرسول عن الكذب وأسباب الكذب وأنواعه

أنواع الكذب

فقد تعددت أشكال الكذب وأنواعه، ومنها:

الكذب على الله ورسوله

هو من أعظم أنواع الكذب وأشدهم عند الله عذابًا، والكذب على الله تعالى ينقسم إلى نوعان:

  • النوع الأول: هو قول كلام لم يقوله الله فيقول: قال الله كذا وكذا وهو يعلم أنه كاذب ضليل.
  • النوع الثاني: هو لمن يأخذ كلام الله ويفسره على مَحملٍ غيرَ محمَلِه ويقول أراد الله بهذا أن يعلمنا كذا وكذا وهذا ليس مضمون كلام الله في الأساس، إلا إذا كان ذلك خطًأ غيرَ متعَمدٍ في تفسير الآيات فإن الله تعالى يتجاوز عنه لجهله.

فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم “مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ” [الأنعام: 93].

الكاذب على الناس وهو مُدعٍ للإيمان

هو أن يدّعي الكاذبُ أنه من أهل البرّ والصلاح ويرتدي ثوب الخشوع وهو ليس بأهل لهُ بل أنه من أهل الضلال والطغيان.

فقد وصف القرآن هؤلاء بالمنافقين حين قال الله تعالى في سورة المنافقون “وإِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ (1) اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (2)”.

في هذه الآيات يخبر الله نبيه -عليه السلام- إن المنافقين هم من يأتونه ويقولون بألسنتهم غير ما هم عليه ويقولون إنه رسول الله لكنهم لم يقروا بذلك في نفوسهم، ويقول في الآية الثانية أنه يشهد أنه لرسوله وأن الله يعلم أن ما هم إلا منافقين كاذبين.

الكذب عند الحديث مع الناس

هو الكذب في الأحاديث اليومية التي تدور بين الناس، فهذا النوع أيضًا يعتبر من علامات النفاق.

يمكنك البحث في موقعنا عن : متى تجب كفارة اليمين

الكذب عن طريق المبالغة في مدح أو الإطراء على الآخرين

هو مدح الناس بالكذب للوصول لغرضٍ معين أو المبالغة في فعل ذلك، لذا يجب على المسلم أن يكون حذرًا عن مدحه لشخص ما وألا يقول عنه إلا ما يعرفه بكل صدق.

شهادة الزور

يعد من أبشع أنواع الكذب كما يعتبره الدين الإسلامي من أعظم الذنوب، بل صنفها ككبيرة من الكبائر، لأنها تعتبر تعمدًا للكذب وتعمدًا للإضرار بالغير.

فالمسلم يجب عليه ألا يبالي بقرابة أو تعصب طالما كان قوله هو الحق.

بعد أن تعرضنا لكل هذه الشواهِد من القرآن الكريم نكون قد أكدنا على إجابة سؤالنا “هل الكذب من الكبائر؟”، نعم هو كذلك كما أكد لنا القرآن الكريم والفقهاء ذلك.

العواقب الدنيوية للكذب

تتعدد العواقب الدنيوية التي تعود على الفرد في حياته منها:

  • يسود الفساد الأخلاقي بين الناس وبالتالي يتضرر المجتمع.
  • يؤدي إلى هدم العلاقات الاجتماعية بين الناس وانعدام الثقة بينهم.
  • يصاب الكاذب السمعة السيئة ة تسقط عنه المروءة والحياء.
  • ينعدم لدى الكاذب الشعور بالأمان.
  • الشعور المستمر بالندم.
  • يؤدي إلى عدم وصول الإنسان لمشاعر طمأنينة وسكينة القلب.
  • كما أن هناك عقوبات تأتي من القانون في حالة شهادات الزور وغيرها.

العواقب الدينية للكذب وجزاء الكاذب عند الله

في إطار الإجابة على سؤال هل الكذب من الكبائر، تتعد العواقب الدينية للكذب والتي تعتبر أكثر خطرًا واذى من العواقب الدنيوية وهي:

  • الكاذب وعده الله بالنار والعذاب الأليم.
  • الكذب يمحق البركة وينقص الرزق مما يبين لنا خطورة هذه الآفة.
  • كثرة الكذب يضعف من إيمان الشخص ويمرض قلبه.
  • يحسب الكاذب عند الله من فئة المنافقين.
  • يفقد الكاذب إحساسه بالخشوع في أداء أي شعائر دينية.

يمكنك البحث في موقعنا عن : ما هي الكبائر وما هي مكفراتها بالأدلة من السنة النبوية والقرآن الكريم

كيف يتخلص الإنسان من الكذب

الكذب من الصفات التي إذا تحلى بها المرء يكون من الصعب جدًا التخلص منها حتى أن الرسول-صلّ الله عليه وسلم- قال عن الكذب في حديث صحيح أن الكاذب من كثرة كذبه واعتياده عليه فقد يكتب عند الله كذابًا.

لذا يحتاج الإنسان لإرادة عالية جدًا وإيمانٌ قوي حتى يستطيع التغلب على تلك الصفة المنبوذة وهذا يعد من الأسباب التي جعل الكذب كبيرة من الكبائر كإجابة على سؤالكم “هل الكذب كبيرة من الكبائر؟”.

في البداية يجب عليه أن يقر بوجود مشكلة لديه، بعد ذلك يتجه لتنمية الجانب المعرفي بعواقب الكذب وحرمته عند الله تعالى حتى يقتنع أنه يجب أن يغيرها، كما يجب عليه تقويه النوازع الدينية التي ستساعده على التحلي بقوة الإرادة، وأن يذكر نفسه بالفوضى التي يعيشها بسبب كذبه الدائم.

كما يمكنه إخبار شخص ما عندما يكذب، مما سيجعله يخشى الكذب مرة أخرى، ويتدرب على قول الحقيقة، ويحيط نفسه بصحبة صالحة تنهاه وتساعده على التقدم والمثابرة والتغير للأفضل.

بعد ذلك يأتي بند التغيير، فيجب على الشخص دائمًا أن يذكر نفسه أنه قدوةً لغيره، كما يجب على الآباء وأولياء الأمور المساهمة في نشر فضائل الصدق ومساوئ الكذب.

إن ديننا دين عظيم يمتاز بالسمو الفكري والأخلاقي، لذا يجب علينا اتباعه واتباع نصائح رسوله، ونساهم في نشر والوعي والأخلاق الكريمة بين بعضنا البعض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق