آيات قرآنية عن الصلح والتسامح
كثيرٌ من الآيات قرآنية عن الصلح والتسامح نزلت كي تبث الطمأنينة في نفوس المسلمين، وهي قيمة عظيمة دعا لها الإسلام وكافة الأديان السماوية، وجديرًا متابعة ما أوصت به تلك الآيات من عفو، وحث على الصلح والغفران، كي لا يبقى في الدنيا متخاصمين قط، فهي ليست إلا دار شقاء لن يجعلها أكثر هوانًا سوى التسامح، وهذا ما سيثبته لكم موقع البلد بالكثير من البراهين القرآنية.
آيات قرآنية عن الصلح والتسامح
الكثيرون قادرين على الصلح، إلا أن القليل منهم لا يقدرون على التسامح، وبين هذا وذاك فرقٌ كبير، فالصلح هو أن أعاود الحديث معك كأن شيئًا لم يكن، أمّا التسامح هو أن يصفى قلبك لأخيك، فلا يبقى به ضغينة قط، وهي القيمة التي سعت الآيات عن الصلح والتسامح إلى بثها فينا، فقال تعالى في كتابه الكريم:
- {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
- {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
- {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.
- {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
- {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.
- {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
- {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}.
- {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
- {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}.
- {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فأولئك مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.
- آيات قرآنية عن التسامح والعفو من سورة الزخرف: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
- (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ).
- (وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
- (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
- (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
- (إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرً)
- (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
- (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
- (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
- (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
- (وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
- (فَأُولَـئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا).
- (ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
- (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
- (وَلَقَدْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)
فضل التسامح في الإسلام
هو بدايةً من جميل الأخلاق التي ما إن تحلى بها الإنسان حتى لان قلبه وانفتحت سيرته، وهو ما يجعل الناس يقبلون عليه صفوفًا، وقد أتضح في آيات قرآنية عن الصلح والتسامح فضله على صاحبه كالتالي:
- قادرٌ على إدخال صاحبه الجنة، لينعم فيها بكل خير أنزله الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “حرم على النار كل لين سهل”.
- يداوي الإنسان من الطمع والضغينة والغل، حتى تنقى سريرته إلى أن تصل للنقاء التام الذي يرضى عنه الله.
- به لا يضيع الإنسان عمره بين الشجار والمشاحنات.
- يقع تشبهًا بالأنبياء وامتثالًا لقول الله تعالى “ادفع بالتي هي أحسن”.
- ركن أساسي من أركان الصيام، إذ لا يقبل صيام لمن في قلبه غل.
- يكافئ الله تعالى الإنسان عليه، حيث قال: “لا تستوي الحسنة ولا السيئة” ولا يساوي بين المستكبر ومن بدأ بالصلح والتسامح واللين.
- هو درجة عالية من التقوى والإيمان، من الأكيد أن الله تعالى يُقدرها.
فوائد التسامح للمجتمع
إن التسامح قادرٌ على أن يضع المجتمع في إطار مختلف من الرفق، وبين خبراء علم النفس والاجتماع أنه قادر على تغيير الأوضاع للأفضل، فهي ليست آيات قرآنية عن الصلح والتسامح لحث المُسلمين فحسب، بل لها فضل عظيم على المُجتمع على النحو التالي:
- يلملم شمل الأمة ويسعى دائمًا إلى توحيد كلمة الإسلام والمسلمين، لتكون رايتهم القوة دائمًا والنصر.
- يُقلل من الفساد داخل المجتمع، فمن يخطئ من الأكيد أنه سيسعى للحفاظ على مكانة التآلف التي وصل لها فلن يكرر خطأه من جديد.
- نشر المحبة والمودة والتآخي بين الناس، فإذا ما قوبلت الإساءة بمثلها نصل إلى حرب مُحققة، أما إذا قوبلت بالتسامح فإن الغضب يوضع له خط فاصل وتنتهي المشكلة.
هل التسامح فرض؟
على الرغم من كثرة الأمثلة على آيات قرآنية عن الصلح والتسامح، إلا أن هذا لا يعني أن الله قد فرضه على المسلمين، بل جعله فضلًا، أي يُثاب فاعله كثيرًا للحد الذي يجعله يُرفع بمنزلة عالية في الجنة.
أمّا من قرر ألا يُسامح فإن له كامل الحق في الثبات على مبدأه والمُطالبة بحقه، وهذا لأن الله لا يحب العبد الضعيف، وتفصيلًا لمعنى التسامح فإنه لا يعني أن يسكت الإنسان عن حقه وهو غير قادرٍ على أخذه ونسمي هذا تسامحًا.
فتحدد معنى التسامح أن يكون بينك وبين أخذ حقك بضع سنتيمترات، أو فقط مجرد قرار، ثم ترجع إلى الوراء وتُقرر أن تتركه ابتغاء مرضاة الله.
التسامح ليس أمرًا مُستحدثًا، فقد ظهر بالأديان السماوية كافة، ثم جاء الإسلام ليخصص له قدرًا أكبر من الاهتمام، ليكون بالنهاية دينًا للتسامح والعفو، كي لا يشقى المسلمون إذا ما تعاملوا به