اسلامياترمضان

ما هي كفارة إفطار يوم في رمضان عمدا دون عذر؟

ما هي كفارة إفطار يوم في رمضان عمدا دون عذر؟ يمكنك التعرف عليها عبر موقع البلد ، حيث أن لشهر رمضان قداسة خاصة بين الشهور، ذلك أنه شهر الصيام الذي هو الركن الرابع من  أركان الإسلام، وعلى الرغم من أن الصيام قد شرع لغايات جليلة ومقاصد نبيلة.

إلا أن البعض قد يقع في ضلالات الجهل أثناء الصيام، لذلك خصصنا هذا المقال لبيان كفارة إفطار يوم في رمضان عمدًا دون عذر.

حكم إفطار يوم في رمضان عمدًا دون عذر

من رحمة الله تعالى بعباده، أن الصيام لا يجب على المسلم إلا بعد بلوغه سن التكليف الشرعي أو ما يعرف بسن البلوغ، ومتى بلغ المسلم هذا العمر واستوفى الشروط، حرم عليه الإفطار إلا لعذر شرعي يبيح له ذلك الأمر، وقد اتفق الفقهاء جميعهم على ذلك، دون خلاف بينهم في هذا الأمر.

أما عن إفطار يوم في رمضان عمدًا دون عذر شرعي، فقد عده العلماء كبيرة من الكبائر، توجب على المسلم كفارة مغلظة، هذا بالطبع إلى ضرورة التعجيل في التوبة النصوحة، وسرعة الإنابة إلى الله تعالى، مع النية الصادقة والعزم على عدم الجرأة على الله، ومعاودة هذا الفعل مرة أخرى.

حكم كفارة إفطار يوم في رمضان عمدًا دون عذر

قبل أن نتحدث عن كفارة الإفطار في شهر رمضان الفضيل، علينا أن نعرف حكم الكفارة أولًا، حيث تختلف الأحكام الشرعية فيما بينها، على حسب شدة الإثم ونية فاعل الذنب، وكفارة الإفطار في رمضان من الأمور التي اتفق الفقهاء عليها، لكنهم اختلفوا في حكمها على النحو التالي:

1ـ رأي الشافعية

يرى الشافعية أن الكفارة في رمضان لا تجب إلا على من أفطر عن طريق الجماع أو إتيان أهله عن طريق العمد في نهار رمضان، أما من أكل أو شرب ولو كان متعمدًا في رمضان، فهو لا يدخل تحت الكفارة المغلظة ، والله أعلم.

2ـ رأي الحنابلة

بينما يرى جمهور الحنابلة أن الكفارة لا تجب إلا على من أفطر في نهار رمضان عن طريق الجماع، سواء كان هذا الجماع في منطقة الفرج أو في غيرها من مناطق الجسم، وسواء كان عن طريق العمد أو عن غيره، وسواء أنزل المجامع أم حتى لم ينزل.

3ـ رأي الحنفية

يرى الحنفية، أن الكفارة تجب على من أفطر في نهار رمضان عن طريق العمد، بغض النظر عن السبب، سواء كان هذا السبب هو وقوع الرجل على زوجته أو ما يعرف بالجماع، أو عن طريق تناول الطعام والشراب أو خلافه.

ودليلهم في ذلك، أن النبي صلى الله عليه وسلم، حدد الكفارة وذكرها في شأن من أفطر بشكل عام، دون تحديد سبب معين، شريطة أن يكون ما فعله المفطر هو لقاء مباشر، أو تناول شيء الغرض منه التغذي وتقوية الجسم.

أما الاستمناء أو بلع الأشياء غير المغذية كالتراب والحجر ونحوها، فلا كفارة فيها، وعلى هذا الرأي سار الزهري وعطاء والأوزعي وغيرهم.

4ـ رأي المالكية

ويرى المالكية أن الكفارة تجب على كل من تعمد الفطر في نهار رمضان، سواء عن طريق الجماع أو الأكل والشرب أو غيره، حتى إن تعمد المسلم تناول ما لا يتغذى به كالحجر أو التراب أو حتى لحاء الشجر، وكذلك الأمر لمن ابتلع شيء من القيء أو تعمده.

ولعل علتهم في ذلك أن المسلم بهذه الأفعال يكون قد انتهك حرمة الصيام والشهر المفضل ولم يراعيها حق رعايتها، واستثنوا من ذلك الأشياء التي قد تصل إلى الجوف عن طريق غير الفم.

كقطرة الأذن أو الأنف أو غيرهم، وقد اشترط المالكية بعض الأمور لترتب الكفارة ووجوبها على المفطر وهي على النحو التالي:

  • أن يكون المفطر تعمد الإفطار في رمضان، وبذلك يخرج التعمد في الإفطار أثناء صيام النوافل والكفارات والنذور.
  • أن يكون الإفطار تم عن طريق التعمد وليس الأعذار الشرعية أو النسيان أو حتى الخطأ، وهذا يعنى توافر النية وعقدها أو تبيتها.
  • أن يكون الإفطار عن طوع دون إكراه، فإن أكره المسلم على الإفطار من قبل مجموعة من الكفار أو غيرهم، فلا كفارة عليه، والأمر فيه خلاف.
  • أن يكون المفطر عالمًا وداريًا بالحكم دراية تامة وشاملة، أما إن كان جاهلًا بالحكم لحدوث عهده بالإسلام أو عدم معرفته كفارة الإفطار فلا يأخذ حكم الكفارة، إذ أن الجاهل حكمه كحكم الناسي والمجنون.
  • أن يكون الطعام قد وصل إلى المعدة أو الجوف عن طريق الفم، أما ما وصل عن طريق الأذن أو الأنف أو غيرهم من الأعضاء فلا يوجب الكفارة.

كفارة إفطار يوم في رمضان عمدًا دون عذر

أما عن الكفارة ومقدارها و فقد بينها لنا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي الإمام البخاري في صحيحه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال (بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ، قَالَ ما لَكَ؟ قَالَ وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ.

فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ لَا، قَالَ فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ لَا، فَقَالَ فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا، قَالَ لَا، قَالَ فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،

فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ والعَرَقُ المِكْتَلُ قَالَ أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ أنَا، قَالَ خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به.

فَقَالَ الرَّجُلُ أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَ اللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا (يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ)، أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ أطْعِمْهُ أهْلَكَ).

حكم التدرج في الكفارة وكيفيتها

من رأفة الله تعالى بعباده ورحمته بهم أن جعل الكفارة متنوعة، بمعنى أن من يتحقق من عجزه عن أداء النوع الأول من الكفارة، عليه أن ينتقل إلى النوع الثاني ومنه إلى الثالث.

هذا وعلى المسلم أن يعلم أنه لا يتخير ما يشاء حسب مراده، بل الأمر يختلف على حسب قدرته الصحية والمادية، وقد قسم الفقهاء الكفارة على النحو التالي:

1ـ عتق الرقبة المؤمنة

اتفق الفقهاء على أن من أفطر يوم في رمضان عمدًا دون عذر شرعي يتيح له ذلك الأمر، عليه أن يعتق رقبة مؤمنة لوجه الله تعالى، بمعنى أن يشترى المؤمن عبد مملوك ويحرره من العبودية، ويتركه حرًا لوجه الله تعالى.

فإن تعسر الأمر، بأن وجدت الرقبة لكن كانت غالية الثمن وباهظة بشكل مبالغ فيه، أو تعسر وجود الرقبة بسبب انتهاء زمن الرق كما هو الحال في الوقت الحالي، جاز للمسلم أن ينتقل من هذه الكفارة إلى النوع الذي يليها.

2ـ صيام شهرين متتابعين

وصيام الشهرين معروف، بمعنى أن يمتنع المسلم فيهما عن المفطرات طوال فترة الصيام، أما التتابع فيقصد به أن لا يفطر المسلم خلال هذين الشهرين، وأن لا يفصل بين صيام الأيام بعضها ببعض، اللهم إلا إذا تعرض لعذر شرعي كالحيض والنفاس للمرأة، أو عذر قهري، كمرض يرجى برؤه.

وعلى المسلم أن يستأنف الصيام ويتابع الأيام فور زوال المرض أو العرض، فإن لم يتابع الصيام، وجب عليه البدء في صيام الشهرين من البداية كأنه لم يقض شيئًا، فإن تعذر عليه ذلك لمرض لا يرجى برؤه، أو تيقن من المشقة الشديدة عليه في هذا الأمر انتقل على الكفارة التي تليها.

3ـ إطعام ستين مسكين

ويقصد بالإطعام إخراج الطعام، بمعنى أن يخرج المسلم طعام ل60 مسكين، والعلة في تحديد العدد ب 60، هو أن صيام الشهرين يعدل 60 يومًا، فكأن المسلم يطعم عن كل يوم أفطره مسكين.

أما عن مقدار الطعام المخرج فقد حدده العلماء بمد لكل مسكين، والمد يساوى ما يقرب من 750 جرامًا من الطعام، أما عن نوع الطعام فهو يخرج من الطعام الشائع عند أهل البلد، و فيما يتعلق بجودة الطعام، فعلى المسلم أن يقتنى الأنواع المتوسطة بلا إفراط أو تفريط لقوله تعالى:

(مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ).

وإلى هنا نكون قد تحدثنا عن كفارة إفطار يوم في رمضان دون عذر، وتحدثنا عن الحكم الشرعي لهذا الأمر، هذا إلى جانب ذكر أراء كبار العلماء والفقهاء في حكم الكفارة ومتى تجب على المفطر، هذا وعلى المسلم أن يتمسك بدينه ويقف عند حدود الله عز وجل، حتى لا يتعرض لسخط الله تعالى، كما ينبغي عليه أن يسرع بالعودة والإنابة إلى الله تعالى، متى بدر منه ذنب أو كبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى