كيف تكون سعيدا مع نفسك
كيف تكون سعيدا مع نفسك؟ وكيف تتمكن من الوصول إلى ذلك الشعور الذي يستمر الإنسان في البحث عنه منذ بدء الخليقة؟ حيث يحب الإنسان بطبعه السعادة ويحاول بشتى الطرق، كما يكره الحزن ويحاول تجنبه، لذا ومن خلال موقع البلد سنقوم بتوضيح الخطوات والوسائل التي يُمكنك اِتباعها للوصول إلى مبتغاك وتحقيق السعادة.
كيف تكون سعيدا مع نفسك؟
الجدير بالذكر أنه لا توجد سعادة مطلقة ولا شقاء أبدي، بل إن الحياة تتقلب بين الحزن والفرح والمشاعر المختلطة التي لا يمكننا التحدث عنها وشرحها في بعض الأحيان، وعليك الوعي بأن الصلاة هي المفتاح الأول والأوحد للوصول إلى الراحة النفسية والسعادة، وفيما يلي سنوضح كيف تكون سعيدا مع نفسك:
1- إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين
أحد أهم الطرق التي يمكن من خلالها الإجابة على تساؤل كيف تكون سعيدا مع نفسك؟ هي إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين يقومون بتحفيزك وتشجيعك على العمل والإنتاج وإحداث التغييرات الإيجابية في حياتك على الصعيدين العملي والشخصي، وأهم ما يتسم به الأشخاص الإيجابيين هو تمني الخير لغيرهم.
2- الحصول على قسط كافي من النوم
ليصبح الإنسان سعيدًا عليه أن يحصل على قسط كافي من النوم يتراوح بين 6-8 ساعات يوميًا حيث إن الحصول على النوم الكافي يساعد على الحفاظ على طاقة الإنسان ويُحسن المزاج العام وبذلك تختلف نظرة الشخص للأشياء إلى الأفضل.
مما يدفعه إلى العمل بصورة أفضل وفي مناخ أكثر إيجابية وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة إنتاجية الشخص بغض النظر عن تخصصه ومجال عمله.
3- التحكم في مستويات التوتر
يمكن أن يُمثل التحكم في مستويات التوتر أحد أهم الإجابات على تساؤل البعض كيف تكون سعيدا مع نفسك؟ بل يمكن أن يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ويجعلك تحيا حياة أفضل من جميع الجوانب، فمستويات التوتر المرتفعة تؤثر بالسلب على قرارات الفرد وسلوكياته التي قد تغير مسار حياته على المدى القريب والبعيد على حدٍ سواء.
لذلك احرص على محاولة تقليل مستويات التوتر لديك من خلال تخصيص ساعة أو اثنين على الأكثر لفعل شيء تحبه كقراءة الروايات أو الاستماع للموسيقى أو ممارسة الرياضة أو قضاء الوقت مع من تحب أو أيًا ما تراه مفيدًا لك من ناحية التحكم في مستوى التوتر لديك، فذلك أمر نسبي يختلف من شخص لآخر.
4- تحمل مسئولية أفعالك
إن تحملك لمسئولية أفعالك والوقوف ورائها أيًا كان ما تؤدي إليه من نتائج يُمكنك من رؤية الصورة بشكل أفضل ويجعلك قادر على تقييم قراراتك وأفعالك وبالتالي تغيير ما هو ذو تأثير سلبي وتنمية كل ما هو ذو تأثير إيجابي.
كما أن فعل عكس ذلك والتهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين يتسبب في ضبابية رؤية الشخص حول أفعاله وقرارته فلا يتمكن من تقييم ذاته أو تطويرها.
5- تفهم الآخرين
عندما تحاول تفهم الأخرين وسماع وجهة نظرهم فإن ذلك يقلل من فرص دخولك في جدال يسبب التوتر والعصبية الزائدة، وعدم تمكن أي من أطراف الحوار من توصيل وجهة نظره بشكل صائب للطرف الآخر.
فعندما تحاول تفهم الآخرين والسماع لهم تتمكن من تكوين وجهة نظر أفضل عن موضوع الحديث أو الخلاف الذي تقومان بمناقشته كما قد تتمكن من رؤية ما لم تكن تراه عند سماعك لوجهة نظر الطرف الآخر بانتباه.
6- التركيز على الحاضر
إن تركيزك على الحاضر وجعل تفكيرك منصب عليه بشكل دائم يساعدك على تحقيق الأهداف التي قمت بوضعها لنفسك على المدى القصير كما يجعلك قدرًا على التخطيط بشكل أفضل لتحقيق أهدافك على المدى البعيد في المستقبل.
على عكس التفكير في الماضي الذي دائمًا ما يُبقي صاحبه متأخر بالعديد من الخطوات عن الشخص الدائم التركيز على حاضره ومستقبله.
7- ترتيب الأنشطة حسب الأولوية
قم بترتيب ما تنوي القيام به من أعمال أو أنشطة بالشكل الصحيح وأبدأ دائمًا بالأكثر أهمية ثم الأقل لأنك عند فعل ذلك ستتمكن من إنجاز المزيد من الأعمال والمهام وحتمًا سيؤثر شعورك بالإنجاز على مستوى الفردي أو الجماعي على مستوى السعادة لديك.
8- الابتعاد عن الأفكار السلبية
احرص دائمًا على تشتيت ذهنك عند بداية تمكن الأفكار السلبية منك عن طريق الانغماس في العمل أو فعل شيء تحبه في وقت فراغك، ولتتمكن من إبعاد الأفكار السلبية عن رأسك عليك تقليل مجالسة الأشخاص السلبيين الذين لا يجيدون إلا إصابة من حولهم بالإحباط.
9- وجود هدف للحياة
دائمًا ضع لنفسك أهداف على كلٍ من المدى القصير والبعيد واحرص على أن تكون أهداف المدى القصير الخاصة بك محددة بإطار زمني واضح لأن ذلك سيرفع من كفاءتك في العمل ويزيد سرعة الإنجاز لديك.
من المعروف أن عدم وضوح الهدف يجعل الشخص تائه وأقل من حيث الإنتاجية كما يتسبب عدم وضوح الهدف في بعض الأحيان في دخول الشخص في حالة اكتئاب.
10- اِتباع أسلوب حياة صحي
طالما تتساءل حول كيف تكون سعيدا مع نفسك؟ فإنه يتحتم عليك اِتباع أسلوب حياة صحي، ويشمل ذلك اِتباع نظام غذائي صحي يمد جسمك بالطاقة اللازمة له لتتجنب الشعور بالخمول والكسل وممارسة الرياضة أو الركض لمدة ساعة يوميًا لِما في ذلك من فوائد في تنشيط الدورة الدموية، وتقليل فرص الإصابة بالنوبات القلبية وزيادة نشاط الجسم.
من المتعارف عليه أن الشخص الرياضي دائمًا ما يكون أكثر نشاطًا وأكثر رغبة في الإنجاز من غيره من الأشخاص، كما يشمل أسلوب الحياة الصحي حسن استغلال وقت فراغك وتمضية الوقت مع عائلتك والحصول على قسط كاف من النوم.
11- تعزيز ثقتك بنفسك
من خلال رفع مستوى ثقتك بنفسك يمكنك الوصول إلى ما تريد من أهداف بشكل أسرع فالشخص الواثق من نفسه غالبًا ما يكون قادر على الإنجاز بسرعة أكبر من غيره من الأشخاص الذين يفتقدون الثقة بأنفسهم وكثيرًا ما يترددون في اتخاذ قراراتهم.
يمكنك زيادة ثقتك بنفسك عن طريق الاهتمام بمظهرك وممارسة الرياضة والتعرف إلى أشخاص جدد وغيرها من الطرق المتعارف عليها.
12- صناعة ذكريات إيجابية
حاول دائمًا صنع ذكريات إيجابية ولحظات سعيدة لنفسك حتى تتمكن من تذكرها عند وقوعك في ضيق وتدفعك للإنجاز في حياتك ويمكنك صناعة مثل هذه الذكريات بمشاركة الوالدين أو زوجتك او أبنائك أو غيرهم ممن تحب.
13- تغيير السلوكيات الشخصية
يتعين عليك تغيير بعض سلوكياتك الشخصية الخاطئة سواء الخاصة بطريقة تفكيرك واتخاذك للقرارات أو الخاصة بممارساتك اليومية مثل التدخين وشرب الكحول وتناول الأطعمة غير الصحية وغيرها.
14- تقليل التوتر والإجهاد
مهما كانت مدى جديتك في العمل ورغبتك المُلحة في الإنجاز يجب أن تعطي نفسك قسط كافي من الراحة لتقليل الشعور بالتوتر والإجهاد لديك ومن ثم العودة إلى العمل والإنتاج بصورة أفضل وكفاءة اعلى.
يمكنك تقليل التوتر خلال أيام العطلة عن طريق قضائها مع العائلة أو الذهاب في رحلة لزيارة مكان كنت ترغب في زيارته أو من خلال منح نفسك ساعة يوميًا للاسترخاء وفعل ما يحلو لك فذلك أمر هام لشحن مخزون الطاقة الخاص بك من أجل اليوم التالي.
15- مسامحة الآخرين
إن مسامحة الآخرين على ما يرتكبونه من أخطاء أو تقصير وعدم الاحتفاظ بمشاعر الكره والضغينة بداخلك يجعل منك شخص أكثر إيجابية وأقل توترًا مما يجعل حياتك أفضل بشكل كلي، ولكن لا يعني ذلك العفو في جميع الحالات وانعدام الشخصية والقدرة على اتخاذ المواقف بل يعني العفو والمسامحة عند المقدرة.
16- الشعور بالرضا
شعورك بالرضا دائمًا ما يكون كافي لتحقيق شعور الراحة النفسية فالشخص الراضي عن حاله لا يقوم بمقارنة نفسه بالناس أو مقارنة ما يملكه بما يملكه غيره فلا يشعر بالهم والضيق نتيجة مراقبة الغير، كما أن الرضا دائمًا ما يجلب المزيد من الرزق، لذلك فالرضا أحد أهم الأجوبة على تساؤلك حول كيف تكون سعيدا مع نفسك؟
17- إدارة إنفاق الأموال
أن يكون لديك خطة تخص إنفاقك المالي يعني ذلك تقليل احتمال وقوعك في ضائقة مالية لا تستطيع الخروج منها بسهولة كما تمكنك هذه الخطة المالية من تلبية احتياجاتك الضرورية بشكل أفضل، وتوصلك إلى الإجابة على كيف تكون سعيدا مع نفسك.
نصائح عامة لحياة سعيدة
بعد تقديم بعض الحلول والخطوات التي من شأنها أن تجيب على تساؤلك حول كيف تكون سعيدا مع نفسك؟ ننتقل إلى تقديم بعض النصائح العامة ليحظى كل شخص بحياة سعيدة فيما يلي:
- احرص على التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والالتزام بالصلاة.
- ابتسم واضحك قدر ما استطعت.
- قم بتنظيم وقتك وضع لنفسك أهداف قصيرة الأمد وأهداف طويلة الأمد.
- قم بممارسة الرياضة وابتعد عن العادات الغير صحية.
- ثق بنفسك ولا تسمح لموقفٍ ما أو لشخص معين أن يزعزع ثقتك بنفسك.
- حاول دائمًا أن تمضي الوقت رفقة من تحب.
- لا تقوم مقارنة نفسك بالآخرين بل قم بعقد المقارنات بين ما أنت عليه اليوم وما كنت عليه بالأمس لتتمكن من تطوير ذاتك.
- جالس الأشخاص الذين يمدونك بالطاقة الإيجابية وابتعد عن الأشخاص السلبيين المحبطين.
- قف وراء أفعالك سواء كانت نتائجها جيدة أو سيئة وتوقف عن لوم الآخرين.
- أجعل تركيزك منصب على حاضرك ومستقبلك وتجب الغرق في مستنقع الماضي.
- ركز على ما لديك من أهداف ولا تجعل تركيزك منصب على ما لديك من مشاكل.
- توقف عن تضخيم المشاكل التي تواجهها لتتمكن من إيجاد الحل المناسب لها.
- حاول تعلم الأشياء الجديدة دائمًا.
- قم بشراء هدية لنفسك من وقت لآخر.
- استيقظ مبكرًا ونام مبكرًا.
- قم بمطاردة أحلامك ولا تتوقف حتى تصل إليها.
- اعرف قيمتك بشكل صحيح لا تبخس فيه نفسك حقها ولا تبالغ أيضًا في تقديرها.
- اقتنع دائمًا بما قسمه الله لك.
- قم بتغيير روتين يومك الذي مللت منه من وقت لآخر.
- حاول تقليل شعورك بالندم على أخطاء الماضي، وحول ذلك الشعور إلى رغبة في عدم تكراره مرة أخرى.
- أعمل على تحسين جودة حياتك من جميع النواحي المادية والجسدية والنفسية والعاطفية.
- قلل من الوقت الذي تمضيه على مواقع التواصل الاجتماعي قدر المستطاع.
- أخرج لاستنشاق الهواء ولا تبقى في الأماكن المغلقة طوال الوقت.
- اكتب قائمة بالعادات الجديدة التي ترغب في أن تتدرب عليها.
الفوائد الصحية للشعور بالسعادة
أظهرت العديد من الدراسات وجود فوائد صحية لشعور الإنسان بالسعادة وتتمثل هذه الفوائد فيما يلي:
- يعمل الشعور بالسعادة على تحسين صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 13% و26%.
- يمكن للشعور بالسعادة أنه يساهم في تقليل مستوى التوتر عند الإنسان وذلك خلال خفض معدلات هرمون الكورتيزول في الدم.
- أظهرت بعض الدراسات أن الشعور بالسعادة من شأنه أن يدعم نظام المناعة ويقويه مما يزيد من قدرة الجسم على محاربة الأمراض.
- من الغريب أن نعرف أن بعض الدراسات أشارت إلى دور الشعور بالسعادة في تقليل الإحساس بالألم لدى مرضى ألم المفاصل.
تأثير السعادة على المجتمع
إن المجتمع المكون من أفراد يشعرون بالسعادة بتمتع بالعديد من المميزات ومنها الكفاءة الإنتاجية العالية للأشخاص الذين يشعرون بالسعادة، وإقبالهم الشديد على العمل، كما تقل المشكلات بين أفراد المجتمع عند شعورهم بالسعادة لأن الشخص السعيد يستطيع حل الخلافات بشكل أفضل، كما يتمكن من تجنب أسباب حدوثها من الأساس.
إن الشعور بالسعادة أمر نسبي يختلف مفهومه من شخص لآخر ويمكن الوصول لذلك الشعور عن طريق اتباع العديد من الطرق المؤدية للسعادة، بالإضافة إلى البعد عن العادات الخاطئة التي نمارسها.