الطلاق عند الغضب الشديد وكفارته من المواضيع الهامة والشائكة في حياتنا، وهو من أنواع الطلاق الموجودة بكثرة حاليًا في مجتمعاتنا، وذلك بسبب صدوره في وقت الغضب الذي هو أقرب لزوال العقل، ولعدم تحكم الإنسان في أفعاله وفي هذا المقال عبر موقع البلد سوف نستعرض ماهيته، وما حكمه، وما كفارته.
تعريف الطلاق
يعرف الطلاق لغة في المطلق: بأنه التحرر من الشيء، والتحلل منه، وجمعه: أطلاق والمراد منه التحرر من القيد، فطلقت المرأة من زوجها أي تحللت منه، وخرجت عن عصمته وللطلاق تعريفات أخرى منها:
- الطلاق وفقًا للشرع هو عبارة عن إزالة عقد النجاح باللفظ المخصوص أو بأي شرط يمكن أن يدل عليه.
- أما الغضب في اللغة العربية هو عكس الرضا تمامًا ويطلق على الانفعال الشديد.
- أما الطلاق اصطلاحًا عند الغضب الشديد: أن ينطق من بيده العصمة لفظ الطلاق، أو أي لفظ يدل عليه، ولكن في حالة غضب شديد، وغيبة الشعور ولم يستطع تمالك نفسه.
كما ندعوك للتعرف على مزيد من المعلومات من خلال: أبغض الحلال عند الله الطلاق وحكم الطلاق حسب كيفية وقوعه
حكم الطلاق عند الغضب الشديد وكفارته
الطلاق هو هدم الأسرة وتفريقها، وطلاق الغضبان من أخطر أنواع الطلاق لأن الإنسان لا يستطيع أن يتحكم في غضبه ولذلك اختلف العلماء في طلاق الغضبان الذي اشتد غضبه، ولكن لم يغيب عقله، إلى قولين:
القول الأول
يقع طلاق الغضبان وإن اشتد غضبه، مالم يغيب عقله، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنابلة).
أدلة هذا الرأي من السنة
عن عائشة رضي الله عنها: ((أن جميلة كانت تحت أوس بن الصامت، وكان رجلًا به لمم، فكان إذا اشتد لممه ظاهر من امرأته، فأنزل الله تعالى فيه كفارة الظهار))، وذلك لأنه مكلف حال غضبه بما يصدر عنه، من كفر، وقتل نفس، وطلاق، وهكذا، وأيضًا لو جاز عدم وقوع الطلاق لكان لكل أحد أن يقول فيما فعله، أو قاله: كنت غضبان.
القول الثاني
لا يقع طلاق الغضبان عندما يشتد به الغضب، وإن لم يزل عقله بالكلية، وهذا قول ابن تيمية، وابن القيم، وهو أيضًا اختيار ابن عابدين من الحنفية، وابن باز، وابن عثيمين.
أدلة هذا الرأي
أولا قياسًا على المكره، بل قالو المكره أحسن حالًا منه؛ ولكنه محمولا عليه، فإذا لم يقع طلاق المكره فطلاق الغضبان أولى بعدم الوقوع، وأيضًا لعدم القصد، واعتياد قول اللفظ دون قصد معناه.
لمزيد من الإفادة يمكنك معرفة: ما حكم الطلاق ثلاثة في حالة الغضب وكفارة الطلاق في حالة الغضب
كفارة الطلاق عند الغضب الشديد
الحلف بالطلاق هو من الأمور الغير مستحبة في الشرع، والغضب أيضًا من الأمور المكروه في الشرع، حيث أن الغضب من الشيطان نفسه، ولهذا يدعونا الشرع إلى اللجوء للوضوء، ولذا يرى بعض العلماء ضرورة وجود كفارة يمين، وخاصةً إذا كان الطلاق معلق على شيء، ولذا كفارة اليمين في حالة طلاق الغضب هي كالآتي:
- إطعام عشرة مساكين، ويكون نصيب كل مسكين صاع ونصف، أي تقريبًا كيلو ونصف من قوت البلد.
- أو كسوة عشرة مساكين بما يسترهم في صلاتهم كحد شرعي.
- على من لم يستطع الإطعام، والكسوة صيام ثلاثة أيام، ولا يشترط فيها التتابع.
- وهناك رأي فقهي يجيز إخراج الكفارة نقدًا في حالة الظروف الخاصة والله تعالى أعلم.
الحمد لله الذي جعل لنا أحكامًا من الشرع ميسرة وجعل الطلاق عند الغضب الشديد وكفارته من المواضيع التي لا يقع فيها يمين الطلاق وجعل كفارة ليمينه تيسرًا وتسهيلا علينا.