تطور الطفل في الشهر السادس
تطور الطفل في الشهر السادس يشتمل على العديد من الجوانب، حيث يعتبر الشهر السادس نقطة محورية في عمر الأطفال الرضع؛ حيث يمكننا ملاحظة الكثير من التطورات الفارقة التي تطرأ عليهم، وسوف نستعرض في هذا المقال أبرز ملامح تطور الطفل في هذا الشهر عبر موقع البلد.
تطور الطفل في الشهر السادس
يعد الشهر السادس من الشهور الجوهرية في تطور الطفل؛ حيث تبدأ عملية التعاون بين فصوص المخ، ولهذا تتطور مهاراته بصورة ملحوظة، حيث سنلاحظ مثلًا أن الطفل يعطي ردود فعل على الحديث معه، الأمر الذي يساعد الوالدين على التواصل معه بفعالية أكبر، كما يمكنهم من إدراك احتياجاته وأحاسيسه بصورة أفضل من ذي قبل.
وتختلف ملامح التطور التي يمكننا ملاحظتها على الصغار في هذه المرحلة العمرية، كما أنها تحدث على أكثر من صعيد، على الصعيد الجسماني والصعيد المعنوي، وغير ذلك، غير أن ما تجدر الإشارة إليه هو أن معدل التطور يتفاوت بين طفل وآخر، ومن ثم فليس من الممكن تحديد التوقيت الذي سيطور فيه الطفل مهارة ما، غير أن ملامح النمو التي تطرأ على الطفل تساعدنا بالطبع على تكوين انطباع عام عن التطورات التي ستكون بانتظاره.
وتتمثل وظيفة الوالدين الرئيسية في مراقبة كافة التغيرات التي تطرأ على تطور الطفل في الشهر السادس؛ بهدف التأكد من كون عملية تطور الطفل تسير بشكل سليم، أو علاج الوضع في حال لم تكن كذلك.
وتسير عملية تطور الطفل في الشهر السادس على النحو التالي:
الجانب المعرفي
يشير الجانب المعرفي إلى ما يطرأ على الطفل من تطورات عقلية ومهارات تفكير تشير إلى مستوى ذكاء الطفل، حيث تتمثل أبرز ملامح تطور الطفل في الشهر السادس معرفيًا فيما يلي:
- ينتاب الطفل فضول كبير تجاه المحيط الذي يحيا به، فنجده يستكشف كل الأجسام التي تجذب انتباهه.
- يبدأ الطفل في ملاحظة ما يترتب على الأفعال التي يقوم بها، كما يلاحظ استجابة الأفراد المحيطين به لتلك الأمور.
- يعطي الطفل ردود فعل لدى التحدث معه، وتخرج منه أصوات صغيرة تكون بمثابة لغة تواصل مع العالم الخارجي، على سبيل المثال “اه- إم”؛ حيث إن قدرته على الكلام لا تتطور بشكل سريع.
- يحاول الطفل محاكاة أي صوت يلفت انتباهه، حيث تتطور قدرته على فهم الأصوات خلال الشهر السادس، وتختلف تلك الأصوات ما بين مفردات تقال أمامه، أو تخرج من ألعابه، ونحو ذلك.
- يصبح الطفل قادرًا على تمييز اسمه عندما يسمعه، ويعطي رد فعل على ذلك، وهو تطور حساس للغاية لأنه يمثل حجر الأساس في إدراك الطفل لكينونته، ونستطيع رؤية ذلك أيضًا في رد الفعل الإيجابي الذي يصدره عندما يقابل المرآة.
الجانب الجسدي
يشير هذا الجانب إلى ما يطرأ على الطفل من تطورات جسدية وحركية خلال هذه المرحلة، وتتمثل أهم تلك التطورات فيما يلي:
- القدرة على تمييز الألوان والانتباه إليها والاهتمام بها، حيث تعد مهارات الطفل البصرية من المهارات الحيوية التي تقيس تطور الطفل في الشهر السادس، حيث سنلاحظ مثلًا اهتمامه بالأجسام التي تحمل ألوان شديدة الاختلاف كالقصص المصورة أو ديكور المنزل، وكذلك سوف تتطور قدرته على إدراك الأبعاد المختلفة حوله، فمثلًا يستطيع متابعة لعبة تتدحرج أمام عينه لحين ثباتها.
- تطور مهارته في استخدام العيون والأيدي، فتطور مهارات الطفل البصرية ينعكس على مهارات يديه، بمعنى أنه يصبح متمرسًا في استخدام يده ليمسك الأجسام وتقريبها منه حتى وهو يتحرك، كما يصبح قادرًا على إفلات الأجسام ويستوعب أنها وقعت منه، وعندما يمسك بجسم معين يستكشفه باهتمام وقد ينقله بين يديه، وقد نرى في كثير من الأحيان أن الطفل يعتمد على يد معينة دون الأخرى خلال هذه المرحلة، وبعدها يبدأ في استخدام اليد الثانية، ولهذا فإن الوقت مبكر على معرفة هل الطفل أيمن أو أشول.
- يصبح الطفل قادرًا على التحكم في رأسه بمهارة كبيرة، بجانب قدرته على تحريكها في جميع النواحي دون عائق، وكذلك يبدأ في الجلوس باستقامة عندما مساعدته على ذلك، كما تبدأ أولى محاولات الطفل للحبو.
- يستطيع الطفل استيعاب اختباء الأجسام في بعضها، أو وجود جسم وراء آخر.
- يطور الطفل طريقة استجابة مغايرة تمامًا للطريقة التي كان يعتمد عليها وهو حديث الولادة.
الجانب الشعوري والاجتماعي
يشير هذا الجانب إلى العلاقات التي تنشأ بين الطفل والأفراد الأساسيين المحيطين به، حيث يبدو هذا التطور في الصورة التالية:
- يصبح الطفل قادرًا على فهم التعبيرات التي يصدرها الأفراد المحيطين به بدرجة ما، فقد نراه سعيدًا عندما يبدو له أن الشخص الذي أمامه مرتاح، أو نراه محتارًا عندما يبدو له أن الشخص الذي أمامه مجهد.
- يبدأ الطفل في استيعاب فكرة قدوم الأفراد إليه عندما يحتاج لأمر معين، غير أنه لا يستوعب بشكل كامل فكرة أنه فرد والآخر فرد مختلف عنه، وأن لكل منهما ذاته الخاصة.
- يهدأ الطفل ويطمئن عندما يدرك أن المحيطين به يدركون ما الذي يريده وأنهم يعملون على توفيره له.
- تواصل الطفل مع أفراد آخرين بخلاف أبيه وأمه، وسعادته بهذه الاستجابة وردود الفعل التي يصدرها أو يستقبلها.
- ابتهاج الطفل وراحته خلال كلام أبيه وأمه معه وانتباههم إليه، فنراه مثلًا يستجيب لهم في شكل تلويحات أو حركات بجسده.
- يمكننا أن نقول أن تلك المرحلة بداية لانفتاح الطفل على مجتمع أكبر من أبيه وأمه، حيث يبدأ في تمييز الوجوه التي يراها بكثرة ويتفاعل وينشط معهم.
- يتفاجئ الطفل عند سماعه لأصوات مرتفعة وقد ينتابه الفزع ويبدأ في البكاء أحيانًا.
- يبدأ الطفل في التعبير عن أحساسيه المتنوعة، من فرحة أو حزن أو ضجر، وغير ذلك.
- يبدأ الطفل في التلفظ ببعض الحروف البسيطة.
- نلاحظ استجابة الطفل عند سماعه ألفاظ بعينها؛ فعادة ما تكون مفردات يسمعها بكثرة.
- يبدأ الطفل في إصدار بعض الأصوات ليلف النظر إليه ويعبر عن نفسه.
كيف ينام الأطفال في الشهر السادس من الولادة؟
مع دخول الأطفال هذه المرحلة العمرية نلاحظ استقرارًا في نظام نومهم مقارنة بالشهور السابقة، فعادة ينام الطفل بانتظام ليلًا بجانب قسطين أو ثلاثة نهارًا، وقد نرى نسبة من الأطفال لا ينامون ليلًا خلال هذه الفترة، ويرجع ذلك لتغاير في نظام نومهم أو في حاجتهم للنوم مقارنة بأقرانهم، وكذلك قد يتحسن نوم الطفل ليلًا عندما نبدأ في إمداده بالأكل الصلب، ولكن ينبغي الإشارة إلى أن هناك الكثير من العوامل التي تمنع الطفل من النوم خلال الليل، منها على سبيل المثال: مرحلة التسنين، والتعب الجسدي.
من الأمور الهامة كذلك بشأن هذه المرحلة هي أن الطفل يدخل مرحلة التقلب خلال النوم، وهو أمر يؤرق الكثير من الآباء والأمهات، غير أن الخبر الجيد في الأمر أن الطفل يصبح أقل عرضة لمواجهة متلازمة الموت الفجائي خلال هذه المرحلة العمرية، ويرى المختصون أنه من الأفضل استلقاء الطفل على ظهره خلال النوم، والتحقق من عدم وجود داعي لتغيير وضعه في حال تقلبه خلال نومه.
وبشكل عام، فللحد من احتمالات تعرض الأطفال لأزمة الموت الفجائي، فنستطيع الاعتماد على الإرشادات التالية:
- تجنب استخدام الأقمطة حول الطفل، لأنه قد يؤذي الطفل إذا لم يكن محكم حيث إن الأطفال يكونون أكثر حركة خلال هذا السن.
- تجنب ترك أي جسم ناعم أو واسع فوق الأسرة، كالأغطية أو الوسائد أو الدباديب.
- تجنب استعمال مصدات لأسرة الرضع.
- الاعتماد على أكياس النوم عوضًا عن الأغطية الثقيلة عندما يكون الجو باردًا.
- التأكد من أن درجة حرارة حجرة الطفل مناسبة ومريحة له.
ما هو شكل النظام الغذائي للطفل خلال الشهر السادس من الولادة؟
تستطيع الأمهات تضمين أطعمة أخرى مناسبة للطفل بجانب الحليب منذ بدء الشهر السادس، حيث يمكن استخدام تركيبات لبن مخصصة للرضع، وبعدها يمكن اختبار الخضار والفواكه تدريجيًا وتقديمها مفرومة للطفل، وينبغي على الأمهات ملاحظة رد فعل الطفل على الطعام الذي يتناوله وما إذا كان يناسبه أو يسبب له أعراض مرضية كالحساسية أو الإسهال مثلًا، من خلال مراقبة الطفل لمجموعة من الأيام بعد تناوله طعام لأول مرة وبعدها تجربة نوع إضافي، وهكذا.
أما إذا لم يستحسن الطفل الطعام الذي يجربه، فيمكن للأم أن تفوت بعض الوقت وبعدها تجربه مرة ثانية؛ نظرًا لأن الطفل كائن غير مستقر وقد تتبدل ردود فعله على الأشياء من وقت لآخر.
وتجدر الإشارة إلى أن العلم لم يقدم بعد ما يثبت بأن تناول الأطفال أنواع بعينها من الأكل كالسمك أو البيض خلال هذه المرحلة قد يرفع من احتمالات تعرضهم لحساسية الغذاء، بل من الأفضل اختبار الأصناف التي قد يتحسس منها الناس في سن مبكر حتى نكتشف ذلك.
وفي الوقت نفسه يحذر المختصون من تناول الطفل العسل أو اللبن البقري ومنتجاته، قبل أن يتم سنته الأولى كحد أدنى، لكي لا نعرضه لخطر التسمم الغذائي بفعل البكتيريا التي قد تتواجد في تلك المنتجات.
ما الذي يتعين على الوالدين فعله لدعم عملية تطور الطفل في الشهر السادس
تعتمد عملية نمو الطفل على شقين، الأول: وهو جنين في رحم الأم، ثم يكمل الثاني بعد خروجه للحياة، ولهذا نرى المختصون ينصحون الوالدين بالتواصل مع طفلهم ودعم عملية تطوره ونموه حتى من قبل الولادة، فضلًا عما يجب عليهم القيام به بعدما يولد، ومن الأمور التي يفضل القيام بها لتحفيز تطور الطفل في الشهر السادس:
التكلم مع الطفل والتفاعل معه بطرق مختلفة
يعد التفاعل والتواصل مع الطفل أمر حيوي لمساعدته على النمو معرفيًا وبدنيًا، حيث يمكننا حمله وتوجيه الكلام إليه ومناداته، بجانب ممارسة الأنشطة التي تطور قدراته السمعية والبصرية، حيث من المهم دومًا أن نسمح للطفل بمشاهدة تعبيرات من يحدثه أو من يحيط به عمومًا.
عدم تعريض الطفل لأية أجهزة إلكترونية كالهواتف أو التلفزيونات
فهذه الأجهزة لا داعي لها بأي شكل قبل سنة من ولادة الطفل على الأقل، بل إنها قد تضر عملية تطور الطفل، فجل ما يحتاجه الطفل هو التواصل مع البشر بشكل مركز ومباشر حتى يطور هذه القدرات والمهارات لديه.
عناق الأطفال بشكل منتظم ومتواصل
إشباع حاجة الطفل إلى التلامس الجسدي بشكل عام، من عناق وقبل وملامسات تساهم في إحساسه بالأمان والدفء والحب، ويدعم توازنه النفسي بشكل كبير.
إعطاء الطفل وقت شخصي
لمساعدته على إدراك ذاته المستقلة عن أبويه، واكتشاف نفسه وما يحب وما يكره.
وبهذا نكون قد وفرنا لكم تطور الطفل في الشهر السادس وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.