تعليممواضيع تعليمية

أهمية الحضارة المصرية القديمة

أهمية الحضارة المصرية القديمة لا تزال موجودة حتى عامنا هذا فالحضارة المصرية من أقدم الحضارات في العالم، وآثارها لا تزال باقية إلى الآن، فقد بدأت في عام 5500 قبل الميلاد وفقًا لما ذكره المؤرخون، وسوف نتعرف من خلال موقع البلد على أهمية الحضارة المصرية القديمة للشعوب.

أهمية الحضارة المصرية القديمة

الحضارة المصرية لها فضل عظيم في تكوين التاريخ المصري وتاريخ العالم فقد نشأت عام 5500 قبل الميلاد على ضفاف نهر النيل الذي ساعدها ومد لها القوة في أن تكون حضارة مسيطرة على طرق التجارة البحرية، والزراعة، فمصر كانت معروفة بتوافر الأرض الخصبة والمناخ المعتدل الذي ساعدها في تكوين شخصيتها بين الشعوب.

كانت الحياة في مصر القديمة تعتمد على الصيد إلى أن استقر شعبها على ضفاف نهر النيل فبدأوا العمل بحرفة الزراعة، التي اكسبتهم صيتًا وساعًا في الدول المجاورة، هناك مقولة تاريخية شهيرة تقول “مصر جاءت أولًا ثم جاء التاريخ” وهذا بالفعل ما حدث فمصر لا شك بأنها من أقدم الحضارات التي قامت في العالم، حيث بدأت منذ أن كانت مصر العليا ومصر السفلى، وهذا ما قاله المؤرخون.

كانت مصر تنقسم قديمًا في الألفية السادسة قبل الميلاد إلى مصر العليا ومصر السفلى إلى أن جاء الملك نارمر الذي يطلق عليه مينيس أو المشهور بمينا وقام بتوحيد القطرين الشمالي والجنوبي لمصر وهما مصر العليا والسفلى، وسميت مصر بهذا الاسم نسبة إلى اشتقاقها من الكلمة اليونانية (Aegyptos ايجيبتوس) ومن هنا كانت بداية الحضارة المصرية القديمة.

قام الملك مينيس ببناء عاصمة مصر القديمة، وأسماها ممفيس، وكانت تقع في شمال مصر أي قريبة من دلتا نهر النيل، ثم تطورت العاصمة إلى أن أصبحت مملكة كبيرة تسيطر على جميع أجزاء مصر، فالحضارة المصرية لها أهمية كبيرة تعود علينا إلى الآن فقد قام المصريون القدماء بتشييد الآثار والمباني الفخمة التي جذبت أنظار العالم إلينا، مما ساعد في توفير دخل قومي كبير لمصر في تلك الأثناء، فهناك عدة آثار مثل الأهرامات، والمعابد.

تاريخ الدولة المصرية القديمة

تم تقسيم تاريخ الحضارة الفرعونية القديمة في مصر إلى ست فترات تغيرت في هذه الفترات حال الدولة المصرية من القوة إلى الضعف ثم استعادت قوتها مرة أخرى، وظلت في هذه التقلبات حتى انتهى عصر الفراعنة بقتل الملكة كليوباترا نفسها، ومن ثم حكمها الرومان إلى أن جاءها الفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب عام 646 ميلاديًا.

قام المؤرخون بتقسيم تاريخ مصر القديم إلى ست فترات تمتد من عام 2613 قبل الميلاد إلى عام 525 ميلاديًا، وسوف نتعرف في الأسطر القادمة على تلك الفترات بشكل أوضح، وذلك في إطار موضوع مقالنا أهمية الحضارة المصرية القديمة.

1- المملكة القديمة في الفترة 2613-2181 ق.م

في هذه الفترة بدأ يظهر لنا أهمية الحضارة المصرية القديمة، حيث ظهر في المملكة المصرية القديمة بداية تقدم المصربين، وتصدرهم في فنون الهندسة عن غيرهم من الحضارات، وظلت في تطور ملحوظ وتم بناء أكثر معالم مصر الشهيرة حول العالم وهي الأهرامات الثلاثة في الجيزة وهم خوفو وخفرع ومنقرع، وتمثال أبو الهول، وهرم سقارة الذي بني عام 2670 قبل الميلاد في ظل حكم الملك زوسر، فهذا دليل كبير على قوة ملوك مصر في تلك الحقبة الزمنية وسيطرتهم على أغلب الموارد في العالم.

2- الفترة المُتوسِّطة الأولى في الفترة 2181-2040 ق.م

بدأت القوة المصرية في هذه الفترة بالانحدار، وضعفت ثرواتها، وذلك لظهور قوتين كبيرتين في مصر تقاتلا على الوصول إلى الحكم، وهما: طِيبة في مِصْر الشمالية، وهيراكونبوليس في مِصْر الجنوبية، وظلت تلك القوتين الكبيرتين تتصارعان على الحكم إلى عام 2040 قبل الميلاد، وانتهت بانتصار ملك طيبة على منتوحوتب الثّاني قائد جيش هيراكونبوليس وأصبحت الدولة المصرية بعد ذلك تحت حكم طيبة.

3- المملكة الوُسطى في الفترة 2040-1782 ق.م

بعد أن ازدهر حكم طيبة في مصر بدأ إنشاء ما عرف باسم المملكة الوسطى، ووصلت طيبة إلى ذروتها فأصبحت ذات قوة وثروة لا تضاه وسط الحضارات الأخرى، وسمي عصر الازدهار هذا بالعصر الكلاسيكي، وأنشئ في هذا العصر العديد من الحصون، والقلاع لحماية المصالح المصرية، وتم إنشاء أول جيش في مصر على يد الملك أمنمحات، ظلت الدولة المصرية ذات قوة وسلطة إلى أن جاء غزو الهكسوس، وكان بسبب حدوث اضطرابات وبعض المشكلات السياسية عام 1782 قبل الميلاد.

4- الفترة المُتوسطة الثّانية في الفترة 1782- 1570ق.م

في الفترة المتوسطة الثانية كانت مصر تحت حكم الهكسوس، وبالرغم من أن الهكسوس غزاة على مصر، إلا أنهم أضافوا الكثير من الثقافات والتجديدات لمصر وشعبها فقد عرف المصريون كيفية العمل في البرونز، وصنع السيراميك، وأدخلت العربات والأحصنة.

قام المصريون بإنشاء حملات كثيرة في محاولات لإخراج الهكسوس من مصر السفلى، وظلّوا في الفشل إلى أن جاء الأمير أحمس الأول ونجح في طرد الهكسوس من مصر عام 1570 قبل الميلاد، وقام بتوحيدها مرة أخرى تحت حكم طيبة.

5- المملكة الجديدة في الفترة 1570-1069 ق.م

عادت مصر مرة أخرى تحت حكم طيبة في الفترة من 1570 إلى 1069 قبل الميلاد، وعادت مرة أخرى إلى قوتها وازدهارها في كل المجالات، وظهر في تلك الحقبة لقب “فرعون” حيث كان قديمًا يسمى الحاكم بالملك، وأصبح بعد ذلك فرعون.

توسعت مصر بشكل كبير في تلك الفترة حيث كانت تشمل فلسطين، وسوريا، والنوبة في الجنوب، ونهر الفرات في الشمال، وحينما حكمت الملكة حتشبسوت مصر توسعت التجارة المصرية بين الدول الأخرى، ثم أتى بعد الملكة حتشبسوت الملك تحتمس الذي سعى جاهدًا في أن يمحو ذكرى حكمها في مصر اعتقادًا منه أن النساء لا حق لهم في تولي المناصب الكبيرة وبالأخص منصب الحكم، وأن الذكور هم من لهم الحق في ذلك.

بالرغم من محاولات تحتمس في محو ذكرى حتشبسوت إلا أنه فشل في النهاية، واستمرت الدولة المصرية توسع وتزداد في ثقافتها في عصر تحتمس، حيث زاد الاهتمام بالفنون الطبية والعلاجات فقاموا بصنع ما يقارب المائتي علاج لأكثر من مائتي نوع من الأمراض، كما واهتموا أيضًا بالجراحة، وتم إنشاء الحمامات ليحافظوا على نظافتهم والاسترخاء فيها، وتمت صناعة أنواع كثيرة من الكحول عن طريق تخمير فواكه مختلفة.

في عام 1353 قبل الميلاد بدأ حكم أمنحتب الرابع الذي قام بتغير اسمه إلى أخناتون، وكانت الآلهة في مصر في تلك الحقبة كثيرة جدًا مثل آمون وإيزيس وأوزوريس، وكان لأخناتون ونفرتيتي في هذا الوقت رأي مختلف حيث قام أخناتون بتوحيد الآلهة إلى إله واحد، وأجرى إصلاحات كبيرة في الدين وتغير المعتقدات الدينية عند المصريين، وفي عام 1353 إلى 1336 قام بنقل عاصمة مصر من طيبة إلى العمارنة.

بعد أن انتهى حكم أخناتون وظل فترة طويلة من تحصيل الإنجازات أتى حكم ابنه توت عنخ أمون الذي أعاد العاصمة مرة أخرى إلى طيبة، ثم خلفه رمسيس الثاني ووقع في عهده معركة قادش الشهيرة في عام 1274 قبل الميلاد، ووقعت بين قوات الملك رمسيس الثاني ملك مصر والحيثيين بقيادة الملك مواتللي الثاني.

بالرغم من أن المعركة انتهت بتعادل الطرفين إلا أن رمسيس الثاني اعتبر نفسه منتصرًا، واحتفل بنفسه كأنه إله وبطل في المعركة، وقد وُقعت أول معاهدة سلام في العالم وهي معاهدة قادش عام 1258 قبل الميلاد.

6- الفترة المتوسّطة الثّالثة 1069 – 525 ق.م

وقعت تقلبات كثيرة في الدولة المصرية في هذه الحقبة الزمنية فقد خلف رمسيس الثاني رمسيس الثالث واتبع نفس سياسة رمسيس الثاني في حكمه، وكانت مصر في تلك الفترة مطمعًا لكثير من الدول الموجودة على الساحل، وكان هذا سببًا في غزوها لعدة مرات، وظلت هكذا إلى أن أتت معركة شوا في عام 1178 قبل الميلاد، والتي نجح فيها رمسيس الثالث بالانتصار.

بعد أن توفي رمسيس الثالث حاول خلفاؤه في الحكم أن يتبعوا سياسته في السيطرة على الأراضي المصرية، ولكن بائت محاولاتهم بالفشل وقام كهنة الإله أمون باحتلال منطقة كبيرة في أرض الدولة المصرية، وقاموا بنهب ثروات كبيرة كانت سببًا في فزع الحكومة المركزية وتهديد أمنها، ثم أتى عهد الملك رمسيس الحادي عشر الذي لم يستطع مقاومة الغزو واندثرت في عهده الحكومة المركزية المصرية، ودخلت مصر مرحلة الفترة المتوسطة الثالثة.

حكم مصر الملك كوش في الفترة من 752 إلى 722 قبل الميلاد ونجح في توحيد مصر مرة أخرى، ولكنه فشل بعد غزو الآشوريين لها في عام 671 قبل الميلاد، ولم يستطع الآشوريون السيطرة على الأراضي المصرية بسبب مقاومة الشعب المصري لهم فانسحبوا منها وتركوها مدمرة تحت حكم الحكام المحليين، وتم إعادة بناء مصر مرة أخرى عام 525 قبل الميلاد، ولم تكتمل الفرحة حتى جاء الفرس وقاموا بغزوها.

ظلت مصر تحت الاحتلال الفارسي حتى عام 332 قبل الميلاد، وذلك حينما دخل الإسكندر الأكبر مصر وسيطر عليها دون أي مقاومة، وقام ببناء مدينة الإسكندرية الشهيرة، ثم قام بالقضاء على إمبراطور الفرس، وتوفي الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد وقام بطلميوس الأول بإحضار جثته إلى مدينة الإسكندرية، وبدأ عصر حكم البطالمة منذ عام 323 إلى 30 قبل الميلاد.

ظل حكم البطالمة مستمرًا إلى أن وصل عهد الملك كليوباترا التي قامت بالانتحار عام 30 قبل الميلاد بعد أن هزمت أمام القوات الرومانية حينما جاءت لاحتلال مصر وانتهى عصر حكم البطالمة، وظلت الرومان مسيطرة على مصر حتى في الحقبة من 30ق.م-476م، وانتهى حكم الرومان بعد أن سيطرت الإمبراطورية البيزنطية على مصر في الفترة 527-646 م.

كما ظلت مصر هكذا إلى أن جاء الفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأصبحت مصر دولة تابعة للخلافة الإسلامية.

إنجازات حضارات مِصْر القديمة

ازدهرت الحضارة المصرية القديمة بوجود إنجازات كبيرة في مجالات عديدة من الفنون، والكتابة، والهندسة، والزراعة، فكانت تعد أولى الدول التي نجحت في ابتكار طرق جديدة لمجاراة الحياة، وهذه الإنجازات لا تزال خالدة حتى عامنا هذا، وسوف نعرض بعضها لكم فيما يلي في إطار موضوع مقالنا أهمية الحضارة المصرية القديمة.

  • الأهرامات: بني في مصر ما يقارب 138 هرم وبنيت لتكون قبورًا للفراعنة قديمًا، وبنيت من الحجر الجيري وكانت قاعدة الأهرامات مربعة الشكل حتى يضعوا فيها الذهب وكل احتياجات الملك حتى ينعموا بالراحة بعد الموت.
  • المعابد: بنيت الكثير من المعابد في مصر، وهي كانت منازل للآلهة المصرية، وكانت منقسمة إلى نوعين هما: معبد كولتوس وكان لآلهة معينة، ومعبد الجنائزية وكان مصمم لعبادة ملوك الفراعنة السابقون.
  • حجر رشيد: كان اكتشاف حجر رشيد عام 1799 سببًا في معرفة الكتابات المصرية القديمة، وتم فك رموزه في عام 1822 على يد العالم فرانسيس شامبليون، ومن هنا تم وضع الأساسات للغة المصرية القديمة.
  • الحمامات: قامت الحضارة الفرعونية القديمة بإنشاء الحمامات كي تكون مكانًا للاسترخاء والنظافة.
  • الفنون: اشتهر المصريون القدماء بفن النحت، والرسم على الجداريات فقد ظنوا أنهم سيعيشون نفس تلك الحياة بعد موتهم فقاموا برسم الصور، والجداريات حتى يستمتع المتوفي بعد موته، وكذلك ظهر ابداع الفن المصري في بناء التماثيل وطليها بالمعادن، ولا تزال هذه الآثار موجودة حتى عصرنا هذا.
  • علم الفلك: كان المصريون القدماء هم أول من وضعوا نظام الأبراج، واكتشفوا الدوائر الحجرية التي من خلالها قاموا بالتنبؤ بوقوع الفيضانات حتى يساعدهم ذلك في الزراعة، كما ووضعوا أيضًا نظام تقويم شمسي خاص بهم.
  • الكتابة: ظهرت الكتابة الهيروغليفية القديمة في الحضارة المصرية القديمة عام 3100 قبل الميلاد وهي تعد من إبداعات الفراعنة الرائعة، حيث كانت عبار عن رموز ورسومات تحمل دلالات وأقوال كثيرة، وكلمة الهيروغليفيّة هي كلمة يونانيّة منقسمة إلى قسمين هما كلمة هيروس باليونانية ومعناها مُقدّس، وكلمة غليفو ومعناها الخط فهي بذلك تعد “الخط المُقدّس” وقد ساعدتنا الكتابة الهيروغليفية في التعرف على كثير من أسرار الحضارة المصرية.
  • الطب: تقدم المصريون بشكل كبير في مجال الطب فقد كانوا يقومون بعمليات جراحية دقيقة والدليل على ذلك قيامهم بتحنيط جثث الموتى الذي يتطلب مستوى عال جدًا من الاحتراف والأدوات الكثيرة.
  • ورق البردي: كان القدماء المصريون أول من قام بصناعة ورق البردي للكتابة، فقد قاموا بكتابة تاريخهم عليهم، وكانت الكتابة عندهم مقدسة إلى حد كبير.
  • الهندسة: اشتهر المصريون القدماء بقوتهم الكبيرة وتميزهم في مجال الهندسة، ويظهر ذلك في المباني الضخمة والأهرامات التي لم تستطع حضارة أخرى تقليدها على مر التاريخ.

الحضارة المصرية القديمة من أقدم الحضارات في التاريخ، وكانت سبب اكتشافنا في العصر الحالي لعلوم كثيرة ومتنوعة مثل: علم الفلك والأرصاد الجوية، لذلك نقول إن مصر جاءت أولًا ثم جاء التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى