إنجازات محمد على باشا
إنجازات محمد على باشا تتعدد، محمد على باشا هو من أهم الشخصيات التاريخية للعصر الحديث والمعاصر بل وأهمهم، فهو الذي يعود إليه في الفضل في تأسيس الأسرة العلوية بأكملها، التي دام حكمها أكثر من مئة عام متواصلة، وهذه الأسرة هي التي نقلت مصر من الظلام إلى النور، لذلك سنعرض لكم إنجازات محمد على باشا من خلال موقع البلد.
إنجازات محمد على باشا
كان محمد على باشا من أكثر الشخصيات التاريخية ذكاءًا وشهرة، وذلك بفضل طموحة الذي جعله يدخل مصر يقوم بتأسيس العصر الحديث فيها، ومن الجدير بالذكر أنه حين تولى حكم مصر كانت مصر وقتها لا يوجد بها نظم حكم جيدة، لذلك فيُعد من أهم إنجازاته أنه قام بوضع بعض الأساسات في نظام الحكم المصري، والآن سنعرص لكم أهم إنجازاته في النقاط التالية:
- توحيد صفوف مصر بشتى طوائفها في بداية حكمه.
- أنشأ المدارس التقنية التي جعلت التعليم منهجيًا في مصر، كما سمح لخريجي هذه المدارس أن يلتحقوا بالجيش بعد تخرجهم مباشرةً من هذه المدارس.
- أدخل بعض الزراعات الجديدة على مصر، مثل القطن.
- قام ببناء العديد من المصانع في مختلف المجالات.
- اهتم بالري، حيث قام بتشييد القناطر الخيرية على النيل عند المنطقة التي يتواجد فيها فرعي نهر النلي رشيد ودمياط.
- ربط القاهرة ببقية الأقاليم الأخرى، وذلك بعد قيامه بعمل مذبحة المماليك التي أدت إلى تخلصه من المماليك.
- بعد ربطه للقارة بباقِ المحافظات قام بوضع بعض السياسات للصناعة والزراعة، حتى يتمكن من التوسع في هذه المجالات، حيث قام بإدخال العديد من الصناعات الحديثة على مصر ومن أهمها السمن والزيوت والصابون، كما أقام مصانع ضخمة لهذه الصناعت والتي كانت تشتمل على النسيج ومعاصر الزيوت ومصانع الحصير.
- قام بضبط لأول مرة في تاريخ مصر المعاملات المالية والتجارية والزراعية والادارية.
- كان محمد علي يهتم بجميع الأمور المالية بشكل شخصي، حتى كان يهتم بتحصيل الأموال الأميرية، بالإضافة إلى تعقب الهاربين من دفع الضرائب الذي قام بتحديدها عليهم، مع الأمر بعقابهم بعد تحصيل الضريبة منهم.
من الجدير بالذكر أنه كان يضع فوق سلك المناصب المالية الأرمن والصيارفة الذين كانوا من الأقباط، أما الكتبة كانوا من الترك، وذلك لأن الرسائل كانت باللغة التركية.
- قام بعمل العديد من وسائل النقل الجماعي في النيل والترع، ومنها المراكب النيلية، مع المعديات في الترع.
- قام بأمر حكام الأقاليم في رسالة كان مضمونها:” من الآن فصاعدا من تجاسر علي زيادة الأسعارعليكم حالا تربطوه وترسلوه لنا لأجل مجازاته بالإعدام لعدم تعطيل أسباب عباد الله”.
- قام بأحتكار الزراعة في مصر، عن طريق تحديد نوع الزراعة التي سوف يتم زراعتها في الفترة المحددة لذلك.
محمد على باشا
في إطار حديثنا حول إنجازات محمد على باشا، وجب علينا ذكر بعض المعلومات الشخصية عن محمد على، حيث وُلد محمد على باشا عام 1769م، في مدينة قولة الساحلية التي تقع في جنوب مقدونيا.
كفله حاكم قولة صديق أسرتهم، ورباه فقيرًا يتيمًا، وذلك بسبب وفاة إبراهيم أغا والد محمد علي ومن ثم وفاة عمه طوسون أغا وهو لا يزال قاصرا ولم يتركا له مالًا يستحق الذكر أو يكفله ليعيش حياة كريمة.
مضى حياته في بيت هذا الحاكم إلى أن أتم سن الزواج، فزوجه من إحدى قريباته، وكانت سيدة ذات يسر، فساعدته بالدخول في تجارة الدخان، كما لقى في عمله هذا مساعدة من أحد التجار الفرنسيين، كما تطوع محمد على لتحصيل أموال الحاكم الذي قام بتربيته من سكان إحدى القرى، وبالفعل استطاع فعل ذلك مع بعض القوى التي تعامل بها مه هؤلاء السكان.
كما كان يقوم ببعض المسابقات العسكرية في أوقات فراغه مع زملائه، ففي مرة قام بعمل مسابقة معهم بالقوارب وكانت من ميناء قولة إلى جزيرة طشيوز التي تقع قبالة هذه الجزيرة، ولكن لما حان أوان السباق كان البحر هائجًا جدًا فخارت عزائم زملاؤه وعادوا أدراجهم قبل انتهاء السباق، أما هو فثبت على الأمواج، وظل يُجدف إلى أن بلغ جزيرة طشيوز.
فمن هذه المسابقة نستطيع أن نقول إن عزيمة وإرادة محمد على هي التي كفلت وجعلت هذا الشاب اليتيم الذي لم يكن يمتلك ربع المال الذي سوف يحظى به في حياته.
كذلك وأن يكون هو مؤسس العصر الحديث في مصر والذي لم يكن أي عصر بل كان عصر دام حكمه أكثر من مئة سنة وكان ملئ بالأنتصارات والنجاحات المتتالية.
في أثناء الحملة العثمانية التي قامت بها تركيا لإخراج الفرنسيين من مصر، جاء معهم إلى مصر كضابطًا صغيرًا في هذه الحملة، ففي أثناء تواجده في مصر وبفضل تمتعه بالذكاء الداهي استطاع أن يلاحظ أن مصر تحتاج إلى الحرية لا محاله، وما يشعر به شعبها من سخط على نظام الحكم القديم، فعمل على رسم خطة محمكه لنفسه لترقى منصب ولاية مصر.
بدأت الحملة الفرنسية على مصر بقيادة الجنرال نابليون بونابرت في أول يوليو سنة 1798م، وكانت تختص بالتخلص من المماليك بسبب اعتدائهم المتكرر على التجار الفرنسيين، وكان هذا السبب الحائل لهذه الحملة.
أما السبب الرئيسي فهو ضم القطر المصري قاعدة للتوسع ومزاحمة الإنگليز في آسيا وأفريقيا، ومقاومة نفوذهم الاستعماري، وجعل البحر المتوسط بحيرة فرنسية.
فعند معرفة العثمانيين ذلك قاموا بالاتحاد مع قوات الإنجليز لأخراج الفرنسيين من مصر، وجهزت كل منهما حملة لهذا الغرض، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحالة كانت فرصة محمد على حتى يذهب إلى مصر مرة أخرى، فقام بالذهاب مع الحملة الخاصة بجيش العثمانيين وأصبح وكيلًا لقائد الجيش العثماني على أغا.
فعند البدأ في الالتحام مع الجيش الفرنسي أضطر القائد على أغا من مغادرة مصر، فسنحت الفرصة هنا إلى محمد على في قيادة الجيش وبالفعل استطاع القيام بذلك وترقى إلى رتبة بكباشي.
استمر الالتحام مع جيش الفرنسويين حتى يونيو سنة 1801م، ففي هذه الفتة أبرم العثمانيون معهم اتفاق يقضي بجلائهم عن مصر، فانسحبوا منها في شهر سبتمبر سنه 1801م، وعادت السلطة مرة أخرى في إيدي الدولة العثمانية، حيث تم تعيين خسروا باشا واليًا على مصر.
فحاول محمد على التقرب منه حتى يظل مستقرًا في مصر، وبالفعل استطاع القيام بذلك وتولى قيادة فرقة من الألبانيين، التي كان عدد رجالها بين ثلاثة وأربعة آلاف جندي، وحظى برتبة تضاهي رتبة أمير لواء في أيامنا هذه.
تولي محمد على باشا سلطان مصر
استكمالًا لحديثنا حول إنجازات محمد على باشا، فبعد تولي خسروا باشا الحكم، حدثت العديد من المشكلات في جميع جوانب الحياة في مصر، ومن الجدير بالذكر أن محمد على كان وراء أغلب هذه المشكلات والمصائب.
وكان يقوم بالمثول أما الشعب وكأنه يحزن على حالهم ويشاركهم حزنهم لما كان يحدث معهم مع إظهار العطف الشديد لحالهم، فبالتالي أصبح صديقًا للجند والشعب بأكمله.
ثم قامت بعد ذلك ثورة عظيمة في مصر جراء ما شاهده الشعب من مشكلات عويصة جعلته بنفر من الحكم العثماني، فأظهر هنا محمد على موقفًا مصفوفًا تجاة المصريين، وحاول أن يأتي لهم بحقوقهم، ففي أثناء ذلك لاحظ العثمانيون أن المصريين يحبون محمد على، فورد مرسوم من الآستانة بتولية محمد علي باشا على جدة.
بعد توليه الحكم في مصر بأمرمن الآستانة، واجه العديد من المهاجمات من الأنجليز زمن الباشوات العثمانيين الذين كانوا يستقرون في مصر وكانوا يرون أنهم أحق بالحق، ولكن الآستانة والشعب كانوا في صف محمد على، حيث صدر مرسوم آخر قي 7 نوفمير 1806م بتثبيت محمد على في منصبه.
من الجدير بالذكر أن للهدايا والمجاملات التي كان يرسلها محمد على إلى مساعي قنصل فرنسا في الاسكندرية لدى القبطان باشا ولسفير فرنسا في الآستانة تأثير قوي في هذا القرار الذي ينص على تثبيت محمد على في منصبه.
عند توليه حكم مصر كان لديه عدوان شديد مع المماليك، فقام بعمل مكيدة لهم، وكانت هذه المكيدة هي الحدث الشهير الذي أُطلق عليه مذبحة القلعة التي كانت في عام 1811م.
أما عن سياسته في الحكم، فهو كان ذو شخصية فذة في الذكاء، فكان يقوم بمثل مايريد ولكنه يتضح من تصرفاته أنه يفعل اي شيء حتى يرضي الشعب، مما أستطاع أن يأخذ قلوبهم ويجعلهم في صفه.
لكن لا بد من ذكر أنه قام بالعديد من الإنجازات التي رُفعت من شأن مصر كثيرًا بعد الأحداث السيئة التي حدثت فيها في أواخر فترة حكم الوالي السابق به، والتي عملت على خراب النظم الأدراية لمصر بأكملها، مع فقد الكثير من الجند في الثورات والملاحمات التي حدثت مع الشعب المصري، فقام محمد على بتأسيس كل هذه الأمور وشؤون الدولة من جديد.
كما كان له الفضل في تأسيس الأسرة الخاصة به وهي الأسرة العلوية، التي كما سبق القول حكمت مصر أكثر من مئة عام، حيث حكم من بعده أبناؤه وأحفادة الذين ساروا على نفس النهد الخاص به.
وفاة محمد على
بعد الأنتهاء من عرض إنجازات محمد على باشا، فيقال أن محمد على باشا في أواخر أيامه أُصيب بالخرف، فقد كان يقوم بفعل بعض الأشياء الجنونية، فقام أبناؤه بعزله عن الحكم في سبتمبر من عام 1848م، ومات بعدها بعام في الإسكندرية ودُفن في جامع القلعة بالقاهرة في أغسطس عام 1849م، وترك خلفه سيرة ذاتية مليئة بالعديد من النجاحات والأنتصارا والأوسمة، حيث حصل على العديد من الأوسمة ومنها:
- Order of the August Portrait of الدولة العثمانية.
- Order of Glory, 1st Class of الدولة العثمانية.
- Grand Cross of the جوقة الشرف لفرنسا.
خلفاء محمد على باشا
استمرارًا لحديثنا حول إنجازات محمد على باشا، فمن المتعارف عليه أن لكل ناجح نقطة ضعف، ولكن محمد على لم يكن لديه نقطة ضعف يستيطع التحكم فيها، بل ما أصابه في أواخر عمره من مرض هو ما يجعله ضغيف، لهذا السبب قاموا أبناؤه بفعل مشين.
أثر في نفسيته وتوفى بعده بعام واحد، وجاء من بعده أبناؤه وأحفادة الذين ساروا على نفس نهجه في الحكم، والذين تميز عصرهم بأنه العصر الذهبي مصر، فعلى الرغم أنهم كانوا يحبون البزغ والطرف في المعيشة، مع العيش في قصور ضخمة وفخمة، حيث كانوا يأكلون بمعالق ويشربون في أكواب من الذهب المُطعم بالأحجار الكريمة والألماس.
من جمال مقتنايتهم نجد أن قصورهم أصبحت متاحف وقتنا الحاضر من شدة جمالها وثقل الخامات المُستخدمة فيها، إلا أنهم كانوا يُمتعون الشعب المصري ببعض من فضائل الحياة حتى لا يحقدوا عليهم ويكنون بالحسد تجاههم.
الذي كان يمكن أن يترتب عليه في نظرهم إلى قيام ثورة ضدهم من قِبل المصريين، ففي إطار حديثنا حول إنجازات محمد على، سنعرض لكم الآن ترتيب خلفاؤه باختصار في النقاط التالية:
- إبراهيم باشا بن محمد على، الذي حكم في الفترة من 1/9/1848إلى 10/11/1848.
- عباس حلمي باشا الأول، حكم في الفترة من 10/11/1848إلى 13/7/1854.
- محمد سعيد باشا، الذي تولى الحكم منذ 13/7/1854 حتى 18/1/1863.
- إسماعيل باشا، حكم على فترتين، الفترة الأولى كانت منذ 18/1/1863وحتى 8/7/1867، أما الفترة الثانية التي تغير فيها لقبه إلي الخديوي إسماعيل، والتي كانت في الفترة من 8/7/ 1867إلى 26/7/1879.
- الخديوي توفيق، تولى الحكم في الفترة من 26/7/1879إلى 7/1/1892.
- الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي أرتقى عرش مصر من 7/1/1892إلى 19/12/1914.
- السلطان حسين كامل، حكم في الفترة من 19/12/1914إلى 9/10/1917.
- السطان فؤاد، حكم أيضًا على فترتين، الفترة الأولى منذ 9/10/1917حتى 16/3/1922، والفترة الثانية الذي تم تغيير لقبه فيها إلى الملك فؤاد الأول، والتي كانت في الفترة من 16/3/1922إلى 28/4/1936.
- الملك فاروق الأول، وهو آخر ملوك الأسرة العلوية الرسميين الذي حكم من 28/4/1936إلى 26/7/1952.
كما كان يوجد بعض الأمراء الذين كانوا على وصاية الملك فاروق حينما كان تحت السن القانوني لولاية العرش، وهم:
- الأمير محمد على:رئيس مجلس الوصاية على الملك فاروق قبل توليه الحكم رسميا (28/4/1936 -29/7/1937).
- نجد أنه يوجد ملك آخر يأتي بعد عزل الملك فاروق الأول ولكن التاريخ الحديث لم يذكر عنه الكثير سوى أنه لم يحكم غير بضعه أشهر ثن عُزل أيضًا في ثورة 53، وهو الملك أحمد فؤاد الثاني، الذي حكم في الفترة من 26/7/1952إلى 18/6/1953.
كما كان يوجد أيضًا لهذا الملك واصي على الحكم، لصغر سنه أثناء توليه العرش، وكان هذا الواصي الأمير محمد عبد المنعم (26/7/1952-18/6/1953).
عند التطرق في الحديث عن إنجازات محمد على باشا، فلا بد من معرفة أنه كان من أكثر الشخصيات التاريخية التي تعود لنفس الفترة التي عاش فيها ذكاءً وحكمه.
على الرغم أنه قام بفعل العديد من الأمور الغير شرعية حتى يرتقي عرش مصر، ولكن يمكن احتساب إنجازات محمد على باشا أنها نتيجة طموحه العالي في الحصول على مصر، ولا يمكننا أن ننكر ما تمتعت به مصر سواء في عهده أو في عهد خلفاؤه.