هل يجوز ارتداء الملابس التي أصابها المني؟ وهل تجوز الصلاة بنفس الملابس؟ سنقوم بعرض بعض الآراء الدينية بهذا الشأن عن طريق موقع البلد الذي سيجيب عن سؤال “هل يجوز ارتداء الملابس التي أصابها المني؟” ومعرفة حكم الصلاة بها من خلال هذا الموضوع.
هل يجوز ارتداء الملابس التي أصابها المني؟
إن الجماع علاقة طبيعية تحدث بين الأزواج، فيكون نتيجتها نزول المني من كلٍ منهما، بالتالي توجب عليهم الاغتسال، والطهارة قد يقوم الشخص بعدها بارتداء ملابس أخرى وربما لا يفعل ويرتدي نفس الملابس لكن هل هذا جائز أم لا يجوز؟
نستطيع القول بإن ذلك غير جائز، فلا بد من غسل الثوب وتنظيفه استنادًا على قول عائشة -رضي الله عنها-:
“سَأَلْتُ سُلَيْمانَ بنَ يَسارٍ، عَنِ المَنِيِّ يُصِيبُ ثَوْبَ الرَّجُلِ أيَغْسِلُهُ أمْ يَغْسِلُ الثَّوْبَ؟ فقالَ: أخْبَرَتْنِي عائِشَةُ، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَغْسِلُ المَنِيَّ ثُمَّ يَخْرُجُ إلى الصَّلاةِ في ذلكَ الثَّوْبِ، وأنا أنْظُرُ إلى أثَرِ الغَسْلِ فِيهِ“.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الفرق بين الإفرازات الصفراء والمني في الشكل
المذهب المالكي وحكم الثوب الذي به مني
علمنا أنه يجوز ارتداء نفس الملابس التي بها مني لكن المستحب فيها أن تكون نظيفة لكن الإمام مالك له رأْي مخالف، فهو يقول أن المني هو نجاسة، ولا بد أن تتم الطهارة منه بصورة كاملة بغسل الثوب الذي أصابه، فعن يحيي بن سعيد عن سليمان بن يسار:
“أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ، ثُمَّ غَدَا إِلَى أَرْضِهِ بِالْجُرُفِ، فَوَجَدَ فِي ثَوْبِهِ احْتِلَامًا فَقَالَ: إِنَّا لَمَّا أَصَبْنَا الْوَدَكَ لَانَتْ الْعُرُوقُ، فَاغْتَسَلَ، وَغَسَلَ الْاحْتِلَامَ مِنْ ثَوْبِهِ، وَعَادَ لِصَلَاتِهِ”.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: لون المذي على الملابس والفرق بينه وبين المني
الاختلاف الفقهي حول طهارة المني
لقد حدث خلاف فقهي وجدل واسع حول معرفة طبيعة المني هل هو سائل طاهر أما لا، لذلك سنعرض بعض هذه الآراء على النحو التالي…
فيقول عنه الشيخ ابن تيمية ثلاث آراء هي:
- الأول أنه نجس كالبول ولا بد من غسله رطب ويابس من البدن والثوب.
- الثاني أنه نجس يفرك ويجزء هذا فيما يخص الرجل أما المرأة فمائها أرق من ماء الرجل.
- الثالث أنه مثل المخاط فيكون غير نظيف.
هناك رأي فقهي يقول أنه يجري في مجري البول فيكون نجس مثله عندما يمتزج به.، إذًا هذه الآراء تقول أنه ماء نجس.
أما بالنسبة للحنابلة والشافعية يقولون إن المني طاهر وليس نجس استنادًا على قول عائشة -رضي الله عنها- “كُنْتُ أفرُكُ المَنِيَّ من ثَوبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُم يذهَبُ، فيُصلِّي فيه“، أي أنها لم تكن تغسل المني وتكتفي بفركه فقط وهو جاف.
كذلك أستند على ما ورد عن عائشة قالت: “كان النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يسلُتُ المنيَّ من ثوبِه بعرقِ الأذخرِ ثم يصلِّي فيه، ويحتُه من ثوبِه يابسًا ثم يصلي فيه“، والإذخر يعني نوع من النبات الذي كان يتواجد بالمناطق الصحراوية له رائحة عطرية طيبة.
نستطيع القول بإن الإمام مالك وأبو حنيفة والثوري والأوزعي يقروا أن المني نجس ويجب غسله عند الأوزعي ومالك أما أبو حنيفة يقول يكفي فركه في حال جفافه، الراجح هو أن المني طاهر لكن يفضل تنظيف الملابس منه فيكون الأمر مستحب وليس واجب.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيفية الطهارة من المذى وما الفرق بين الفرق بين المذي والمني والودي
حكم الصلاة بملابس بها مني
إن المني ماء ليس نجس لكن قال الشيوخ بشأن الصلاة بنفس الملابس أنه يجب غسل الثوب منه أو فركه في حال جفافه ليس لأنه غير طاهر وإنما استنادًا على السنة النبوية الشريفة.
عرضنا من خلال هذا الموضوع اجابة سؤال “هل يجوز ارتداء الملابس التي أصابها المني؟” وعلمنا أنه لا مانع في ذلك لكن يفضل غسل الثوب منه، وأشرنا إلى الخلاف الفقهي الذي حدث بهذا الشأن، وكان الرأي الراجح أن المني طاهر ليس به نجاسة، فنأمل أن نكون قد قدمنا لكم النفع والإفادة.