قصيدة عن التنمر هي إحدى قصائد الشاعر المصري هريدي أبو عطية، وقد كتبها للمساهمة في الحد من ظاهرة التنمر لما لها من سيء الأثر على الأشخاص الذين يتم التنمر عليهم وعلى المجتمع وعلى الشخص المتنمر نفسه، وفي مقالنا هذا عبر موقع البلد سوف نذكر لكم مخاطر التنمر على المتألمين منه وعلى المجتمع وتحليل شخصية المتنمر مع ذكر القصيدة الرائعة ” قصيدة عن التنمر” للشاعر هريدي أبو عطية وشرحها.
تعريف التنمر
يعرف التنمر على أنه شكل من أشكال العنف الذي يمارسه شخص أو مجموعة من الأشخاص على شخص أخر أو مجموعة من الأشخاص الآخرين بطريقة معتادة، ويكون له أشكال كثيرة منها التهديد أو الإيذاء البدني أو السخرية أو العزل المجتمعي بغرض الإيذاء.
مخاطر التنمر على الأشخاص الذين يتم التنمر عليهم
يؤدي التنمر إلى العديد من الأضرار على الأشخاص الذين يتعرضون له مثل:
- العزلة الاجتماعية: فغالبًا ما يعجز ضحايا التنمر عن الانخراط في المجتمع ويلجئون للعزلة والصمت.
- الإصابة بالخجل الشديد من الذات: والعجز عن تقبل النفس نتيجة لشعور المتنمر عليه بالضعف.
- اضطرابات النوم: والإصابة بالكوابيس نتيجة الخوف الشديد من الأخرين والتوجس من البيئة المحيطة عامة.
- تغيرات في عادات الأكل: سواء أكان ذلك بقلة الأكل أم كثرته.
- تدني احترام النفس والثقة بالذات: نتيجة عجز الضحية عن حماية نفسه من المتنمرين.
- التبول اللاإرادي: الناتج عن الخوف.
- ارتفاع خطر الإصابة بالأمراض الجسمانية.
- الإصابة بالأمراض النفس جسمانية: مثل الصداع وألم المعدة والعضلات والإرهاق الدائم.
- الإصابة بمرض الاكتئاب.
- تراجع الأداء الدراسي.
أضرار التنمر على المجتمع
- يتسبب التنمر في الكثير من الأضرار على المجتمع، فيدمر روابط الأفراد ببعضهم، ويجعل كلا منهم يفقد الثقة في الآخرين نظرًا لكونه يقسم الأفراد إلى مجموعتين.
- المجموعة الأولى: وهم المتنمرين البغاة الذين يتوقعون انقلاب موازين القوة في أي وقت ليصبحوا هم الضحايا.
- والمجموعة الثانية: هي مجموعة الضحايا الذين يشكون في كل من حولهم ويخافون من كل شيء ويعانون من الألم النفسي وانهيار الثقة في الذات والشعور بالضعف والخذلان ويعيشون حياتهم في تربص دائم وانتظار الإيذاء من جميع من هم حولهم.
تحليل شخصية المتنمر
على عكس السائد فالمتنمر ليس شخصية قوية بشكل عام إذ أنه على الرغم من عنفه ونرجسيته إلا أنه غالبًا ما يكون يشعر بقلة ثقة في الذات ويعاني من مشاكل في عواطفه بشكل عام كما يلي:
- المتنمر هو شخص يفتقد المشاعر العاطفية والانتماء ويشعر باضطراب في مشاعره الداخلية.
- عادة ما يكون المتنمر شخص يعاني من عدم الثقة وقلة تقدير الذات وهذا هو السبب الأساسي الذي يدفع إلى الإساءة لغيره حتى يشعر بذاته.
- بالإضافة إلى ما ذكرنا في الأعلى فالمتنمر هو شخص يتم تربيته منذ الصغر على أن يكون نرجسيًا ومتسلطَا، فللأسف عادة ما تكون أسر المتنمرين من النوع الذي يقومون بحشو أدمغة أولادهم عن أن القوي هو الذي يجب أن يفوز بكل شيء والضعيف يجب أن يبتعد عن المنافسة، ويجب على الابن أو البنت المتنمرين أن يكونوا هم الأقوياء بالطبع.
- المتنمر هو شخص يعاني من الخوف من الرفض الاجتماعي لذا يحاول أن يفرض نفسه على المجتمع عن طريق القوة.
- غالبًا ما يعاني الأشخاص المتنمرين من العنف الأسري.
- أغلب المتنمرين يتم تربيتهم في بيئة محرضة على العنف، ويرون أمثلة واقعية على البطش و إيذاء من هو أقوى لمن هو أضعف لإجباره على الرضوخ لأوامره، فيريدون تقليد القوي خوفًا من أن يقفوا موقف الضعيف ذات يوم.
قصيدة عن التنمر للشاعر هريدي أبو عطية
نعرض في السطور التالية القصيدة الرائعة التي كتبها الشاعر هريدي أبو عطيه للحد من ظاهرة التنمر.
- كلنا بشر والخالق واحد.
- فمتبقاش بكلامك جاحد.
- ماليش أي دخل بتكويني.
- شكلي نوعي حجمي ولوني.
- بلاش بكلامكم تجرحوني.
- بيبان الرحمة في قلوبكم تقفلوها وتمنعوني.
- الله يكون في عوني.
- ميعيبنيش شكلي ودي رجلي بعرج عليها.
- ودي إيدي ترتعش مش عارف أمسك حاجة بيها.
- دي حاجة بيضا فوشي من عيونكم بحاول أخفيها.
- وده كرسي قاعد عليه مش عارف أمشي.
- وده عين غير عيني.
- وده رمش غير رمشي.
- ودي حاجات كتير فجسمي بتنادي بيها مكان اسمي.
- يا أحمر يا أسمر يا أعمي يا عاجز.
- يا أخي خليك مع ضميرك صادق.
- أنت بتعيبني أنا ولا بتعيب الخالق.
- أنت مخلوق وأنا مخلوق والكمال لله.
- والأيام دوارة ودي سنة الحياة.
- بكرة ممكن يجيلك مرض فأسمع منك كلمة اه.
- فكفاية يا أخي تنمر انتباه.
ونرشح لكم من هنا التعرف على: لافتات عن التنمر وصوره وأشكاله وأسبابه وطرق مكافحته
شرح قصيدة عن التنمر للشاعر هريدي أبو عطية
قصيدة عن التنمر للشاعر هريدي أبو عطيه كما هو واضح تدعو المتنمرين للكف عن التنمر، وتعظهم وتدعوهم لاحترام الآخرين، ونوضح ذلك عن طريق شرح كل بيت بشكل منفصل في السطور التالية:
- بدأ الشاعر القصيدة: بالتنويه على أن الصحيح والعليل والأعمى والمبصر والأسود والأبيض باختلافهم هم بشر خالقهم واحد.
- في البيت الثاني: بنى الشاعر كلامه على البيت الأول، فذكر الشاعر المتنمر أنه بناء على كوننا جميعًا بشر خلقنا الله تعالى فلا يجب لأحدنا أن يوصله كلامه إلى الجحود والميل عن جادة الحق.
- في البيت الثالث: يذكر الشاعر المتنمر بأنه ليس لأحد يد في تكوينه، فالله هو الخالق يشكلنا جميعًا كيف يشاء.
- في البيت الرابع: ذكر الصفات الأساسية التي يستخدمها المتنمرين، وهي: الشكل والنوع والحجم واللون، وكما هي العادة بنى الشاعر هذا البيت على البيت الذي قبله فكان هذا البيت هو التوضيح للتكوين الذي يريد الشاعر من حوله أن يعرفوا أنه لا دخل له به.
- في البيت الخامس: نبئ الشاعر عن حال المتنمرين وكونهم يغلقون أبواب الرحمة في قلوبهم ليحرموا الضعفاء منها.
- بداية من البيت السادس يضع الشاعر نفسه مكان ضحية التنمر، فهو يتكلم بلسانهم وما يشعرون به من أسى، يدل على ذلك قوله في هذا البيت: حين قال الله يكون فعوني فهو يدعوا لنفسه بالصبر باعتباره قد أحل نفسه محل ضحية التنمر.
- من البيت السادس وحتى البيت الثاني عشر يذكر الشاعر الأشياء التي يتخذها المتنمرين ذريعة للتنمر، فمن ذلك العرج والعمى ومرض الأعصاب والبهاق.
- في البيت الثالث عشر: يبين الشاعر أحد أكثر طرق التنمر ألمًا، وهي القائمة على معايرة العليل بعاهته عن طريق مناداته باسمها.
- في البيت الرابع عشر والخامس عشر: يدعو الشاعر المتنمر لسماع صوت ضميره حيث أنه لا يتنمر على الإنسان، ولكنه يعيب الله في خلقه.
- في البيت السادس عشر: يذكر الشاعر المتنمر بحجمه، وأنه مهما كان قويًا فهو مجرد مخلوق مثله مثل ضحية التنمر تمامًا، والقوي الكامل الوحيد هو الله.
- من البيت السابع عشر حتى نهاية الأبيات يحذر الشاعر المتنمرين من أنهم يمكن أن يبتليهم الله ويكونوا مكان ضحاياهم ليتذوقوا ويلات فعالهم، فالله لا يظلم عنده أحدا.