الرد على الجاهل التجاهل
الرد على الجاهل التجاهل هي مقولة حقيقية تعبر عن فلسفة قوية في الحياة يجب على الشخص أن يتعلمها حتى يتمكن من الحفاظ على صحته النفسية، وأن لا يستهلك نفسه وطاقته ووقته مع من لا يستحق هباءً، حيث إن آفة بعض الناس هي الجهل الذي يأتي مصحوبًا بالعناد، ونتناول المزيد حول هذا الموضوع من خلال موقع البلد.
الرد على الجاهل التجاهل
قديماً كان يستخدم الناس الأمثال والمقولات الصغيرة بشكل تختصر خبرات حيواتهم، وفلسفتهم في الحياة نتيجة التجارب الحقيقية والواقعية، وكثيرًا ما تعبر عن وقائع حقيقية إلى يومنا هذا وتثبت صلاحيتها في الحياة بالفعل، وواحدة من تلك الأقوال التي اختصرت العديد من المفاهيم والمعاني هي “الرد على الجاهل التجاهل”.
تعني تلك المقولة أن الرد الأنسب والأفضل للرد على الجهلاء ومدى عنادهم في جهلهم وعدم تقبلهم إلى النصيحة أو النقاش هو تجاهلهم فقط وإلا فغير ذلك هو مضيعة للنفس والوقت.
على الرغم أن الأفضل هو عدم الاختلاط بهؤلاء الجهال أو مستويات الجهل التي من شأنها أن تضر ولا تنفع بمعنى أنها لا جدوى منها أو استجابة فعلية من أصحابها، إلا أنه لا بد من حدوث بعض الظروف التي تجبرك على التعامل معهم وبالتالي أنت بحاجة إلى آلية تمكنك من التصرف في تلك الحالة والرد عليهم.
الرد المناسب على الجاهل هي عدم الرد أصلًا بمعنى أن تعتبر نفسك لم تتعرض له وكأنك لا تراه، مما يشعره بحقارة موقفه والذي جعلك عازفًا عن الرد، كما أنه يحرج الجاهل بجهله ويقيك عناء تخير رد يتناسب مع وضاعة الموقف.
عيب الجهل
تناول عظماء العالم شناعة الجهل وأهمية التخلص منه والقضاء عليه، وألا يسمح المرء لنفسه البقاء في ظلمات الجهل، كما حثوا على العلم وكم أن المعرفة نور وخلاص للقلب والنفس من المذلة والإهانة والضياع، وبينما نتعرف على الجهل، يجدر بنا الإشارة إلى أن الجهل هو ليس الذي يتعلق بعدم الحصول على الشهادات الأكاديمية أو غيرها من المؤسسات التعليمية.
إنما الجهل هو ما يتعلق بانغلاق الفكر على نفسه وعدم السعي إلى تطوير النفس، والاطلاع إلى المعرفة والعمل على تلقي المزيد من مختلف العلوم، والتفقه في شؤون الحياة المختلفة، كما أن جمود العقل والعناد في التمسك بالرأي يعد من أسوأ صور الجهل.
الجهل آفة ما تم تركها تقضي على الإنسان وحياته وكرامته، ومن أبرز ما يدل على ذلك هو مقولتنا اليوم الرد على الجاهل التجاهل، أي أنها تحصر صاحبها في زاوية تجعله حقير في أعين من حوله ولا يستحق أن يسمع أو يهتم لقوله، وبالتالي على المرء أن يسعى إلى التخلص منها طوال حياته، وتطوير نفسه باستمرار.
كما يجب أن يكتسب المرونة العقلية التي تسمح له باكتساب المزيد من المعرفة وتلقي الحكمة من كثير من المواقف والاستفادة من خبرات الآخرين، وبالتالي تخلصه من بشاعة صفة الجهل، وتلك الوصمة الشنيعة.
أقوال عن الجهل
نتناول فيما يلي أهم الحكم والأقوال التي قالها أعظم البشر على مر التاريخ والتي تكشف لنا عن خطورة الجهل، والتي تجعلنا نسعى إلى التخلص منه، ومحاولة تجنب أهله، وهي كما يلي:
- محمد صلى الله عليه وسلم: “طالبُ العلمِ بين الجُهَّالِ كالحيِّ بين الأمواتِ”
الراوي: حسان بن أبي سنان البصري | المحدث: الألباني | المصدر: ضعيف الجامع | حكم الحديث: ضعيف.
- كما قال صلى الله عليه وسلم: “ طوبَى لمن ترَكَ الجَهْلَ، وأتى بالفضلِ، وعملَ بالعدلِ“
الراوي: زيد بن أسلم | المحدث: الألباني | المصدر: ضعيف الجامع | حكم الحديث: موضوع.
- علي بن أبي طالب: لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ميراث كالأدب ولا ظهير كالمشاورة.
- ابن المخارق: وصاحِبْ كلَّ أروعَ دهميٍ ولا يصحبْكَ ذو الجهل البليدُ.
- سقراط: العلم هو الخير والجهل هو الشر.
- أحمد شوقي: العلم يرفع بيتا لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف.
- من الأمثال العربية: عدو عاقل خير من صديق جاهل، رأس مالك علمك، وعدوك جهلك.
- من الأمثال الفرنسية: لولا الجهل لَما عُرف العقلاء.
الرد بالتجاهل
التجاهل هو سلاح ذو حدين هنيئًا لمن تمكن من السيطرة عليه والاستفادة منه، وتوظيفه في مواطنه الصحيحة والتي منها الرد على الجاهل التجاهل، إذًا ما هو التجاهل وكيف يمكن الرد من خلاله، نتناول ذلك من خلال الآتي:
- التجاهل هو مهارة من اكتسبها اكتسب سلاح قوي لنفسه وعلى غيره.
- التجاهل هي قدرة المرء على تجاوز أمر يستدعي الرد دون أن يبدي أي رد فعل وكأنه لم يراه.
- هي مهارة التحكم في النفس والسيطرة على ردود الأفعال، كما أنها درجات والتي قد يصل البعض فيها إلى مراحل خطيرة وسلبية يفقدون فيها السيطرة على ردود الأفعال اللامبالية.
- تعد آلية جيدة جدًا يتم الاعتماد عليها للحصول على الصلابة والتمتع بالصحة النفسية حيث إنها تدفع عن المرء مجابهة الجهال، والمحبطين.
- جميعنا لديه القدرة على ممارسة التجاهل ولكن من خلال التمرين والممارسة، ولكن يجب وضعنا في الاعتبار المواقف التي تستدعي التجاهل والتغافل، وما يجب الرد والتفاعل معه.
من الجاهل الذي يتم تجاهله
ترى هل كل جاهل يجب الرد عليه بالتجاهل أم أنه في حالات خاصة ومعينة فقط؟ نعم يعد هذا سؤال هام بصدد تلك القضية حيث إنه لا يمكن تعميم تلك القضية على الإطلاق.
فهناك جهلاء يجب الرد عليهم ويستحقوا ذلك حيث إن جهلهم عن غير قصد ويسعون إلى الارتقاء، ويمكنهم الاستفادة وتقبل ما تناقشهم حوله والعمل على تطوير أنفسهم وبالتالي هؤلاء يستحقوا عناء التوضيح والشرح لأنهم يسعوا إلى المعرفة الحقة، ولا يعاندوا في التمسك بالمعتقدات الخاطئة عن جهل.
من الجاهل المستحق للتجاهل
إذًا ما هي مواصفات الجاهل الذي لا يستحق عناء الرد، والذي ينطبق عليه مقولة الرد على الجاهل التجاهل، هذا ما نتعرف عليه من خلال النقاط التالية:
- الجاهل الذي لا يقبل سماع من حوله ويرفض قبول آراء الغير.
- العنيد الذي يتمسك برأيه بدون فهم.
- المكابر والذي يبحث عن مبررات دائمًا.
- من يستخدم أسلوب السخرية والاستهزاء في محاولة منه للتقليل من الآخرين وقيمة ما يدافعون عنه من الحقيقة أو المعرفة.
- الشخص الذي لا يسعى إلى تطوير نفسه ويظن أنه لديه ما يكفي من العلم والمعرفة.
كيفية التخلص من الجهل
تداولنا من خلال ما سبق الكثير من الحيثيات التي يتم اعتبارها في الجهل وأهمية الرد على الجاهل بالتجاهل، مما يجعلنا بحاجة أيضًا إلى الكشف عن بعض الوسائل التي يمكنها أن ترفع الجهل عن البعض، والنصائح التي يمكن تقديمها وحث الناس على ممارستها وتتمثل في:
- الحث على القراءة في مختلف المجالات، والبدء بالكتب الكلية والصغيرة التي تمنح المرء فكرة عامة عن العلم وليست بالتفصيل إلى حين التدرج والتخصص.
- سماع الدروس والاستفادة من العلماء وأصحاب التخصصات.
- المشاركة في الندوات والحفلات الثقافية والفعاليات والمهرجانات التي تدعم الحس الثقافي في المجتمع.
- العمل على تطوير الذات والاعتراف الدائم بالحاجة إلى العلم وعدم الاكتفاء منه.
- سماع الآخرين وتقبل آرائهم واحترامها حتى وإن لم تتوافق مع معتقداتك، ومحاولة أخذ الصالح منه وتطبيقه على النفس وترك ما لا يناسبك منها.
- الإيمان بأنك بشر وقد تصيب وتخطئ، كما أن من أمامك قد يكون على حق، وأنك من يحتاج إلى التطوير وتغيير المعتقد الخاطئ.
- التوعية حول كارثية الجهل وأثاره على البشر وعلى النفس وكيف يؤدي بها إلى التهلكة، مما يجعل النفس تنفر منه وتسعى إلى التخلص منه.
بذلك نكون عرفنا الكثير حول مقولة الرد على الجاهل التجاهل، وقيمة العلم كما أنه يجب معرفة التوقيت والحالة التي يتم الرد فيها بالتجاهل، وما المواقف التي يلزمها ردود أخرى.