أحجار صغيرة تستخدم للتزيين فما هي

أحجار صغيرة تستخدم للتزيين فما هي؟ الإجابة هي أحجار الفسيفساء، وهي تعتبر الفنون والحرف في صناعة المكعبات الصغيرة التي تستخدم في إخراج الأشكال الفنية المزخرفة، وتزيين الفراغات سواء في الأرضيات، والجدران، ويتم تثبيت هذه القطع من البلاط على الأسطح ذات النعومة، ونشكل منها التصاميم ذات التنوع في الألوان المميزة، ويمكن أن يستخدم العديد من المواد في صناعة، وعمل الفسيفساء، ومنها الزجاج والمعادن والأحجار والأصداف وغيرها من الحبيبات التي يتم تلوينها بالشكل الفني لتعبر عن القيم الدينية، والحضارية والفنية بالأسلوب الفني المؤثر، وهو من أقدم فنون التصوير.

أحجار صغيرة تستخدم للتزيين

الفسيفساء تعرف بالألوان المبهرة والجمال المميز، وغالباً تصنع الفسيفساء من الاحجار والزجاج الملون وتعطي الفن والزخرفة، وهناك الكثير من الأساليب الغامضة التي تمارس في صناعة الفسيفساء، ولها المحترفين والمميزين الذين كانوا على هذه الفنون الجميلة.

ومن هنا يمكنكم قراءة موضوع أنواع الأحجار الكريمة وفوائدها بالصور: أنواع الأحجار الكريمة وفوائدها بالصور

فن الرسم بالحجارة

الفسيفساء هو فن الرسم بالاعتماد على الحجارة، وهي من الفنون الغريبة والمذهلة، والتي تستمر لفترات طويلة من الأعوام بعكس باقي أنواع الرسم التي يتم ذبولها مع مرور الوقت.

فن الفسيفساء من الفنون التي يمكن من خلالها أن نقوم بتزيين القبب والجدران والأرضيات والأسطح من خلال قطع الأحجار الصغيرة التي يتم رصها بجانب بعضها البعض لتعطي الشكل الفني، أو اللوحة الفنية المراد عرضها على الجدران أو الأرضيات.

هناك الكثير من الأشكال من الفسيفساء التي تتراوح بها الألوان المزخرفة بلون واحد، أو التي تجمع بين اللونين الأبيض والأسود، والتي تكون على أشكال، وصور معقدة ومتنوعة.

تاريخ الفسيفساء

لا يتمكن أحد من معرفة من الذي ابتكر الفسيفساء، ولكن استخدمها السامريون، والقدماء المصريين في تزيين المنشآت السكنية، والمعابد، وكما انتشرت في الكثير من الدول الآسيوية.

وتم استخدام هذه المكعبات الصغيرة من الأحجار للرسم على الأسطح المستوية من خلال ثقلها، ثم يتم طلائها بالشمع حتى نحسن من البريق الألوان الخاصة بها، ثم تطور الفسيفساء حتى أصبحت غنية بالمزيد من الألوان التي يستخدمها الفنان.

الفترة حوالي 300 قبل الميلاد

في هذه الفترة ظهر صور الفسيفساء في غاية الابداع والروعة، وهناك الكثير من الألوان والتصميمات لأحجام المكعبات من الأحجار التي يستخدمها الفنان اليونانيين في الرسم على الجدران ببراعة لإعطاء التأثيرات الدقيقة مثل الحجم والعنق والظهر والضوء.

أشهر نموذج الفسيفساء اليونانية هو المضمنة، وهو يعد من النسخة العالية الجودة وهو اللوحة المشهورة التي يحيط بها الآثار من الفسيفساء المزخرفة، وتحتوي على الكثير من المكعبات الصغيرة جداً، والمتقن تقرف حتى أن من يراها يتخيل أنها مرسومة بريشة فنان، وليست مجموعة من قطع الأحجار الصغيرة.

الفسيفساء عند الرومان

تعتبر من الفنون الموجودة عند الرومان بسبب عدد اللوحات المصنوعة من الفسيفساء التي تتواجد الآن في ايطاليا، والتي تم رسمها في الإمبراطورية الرومانية، وهذه المجموعة من اللوحات تعتبر من التقنيات الفريدة التي تميزت لوحات الفسيفساء، وربطها بالحضارة اليونانية.

وتطور هذا الفن عند الرومان لم يلائم حاجتهم إلى الألوان فأصبح يستخدم لوحات الفسيفساء باللون الأسود والأبيض فقط.

كان يقوم الفنان بغرز المكعب بعد الآخر في المادة اللاصقة، حتى يعطي الشكل النهائي للوحة التي يريد أن يرسمها، وتنتهي الفسيفساء الابداع والاحتراف فهي تعتبر من الفنون الصعبة.

الفسيفساء في العالم المسيحي

هناك الكثير من صور الفسيفساء التي تحكي القصص الموجودة في الكتاب المقدس، واستخدم الفنان هذه الفسيفساء في الرسم بالزجاج الملون والذهب حتى تعطي الانطباع الروحانية للوحات التي يتم رسمها.

تحتوي الكثير من الكنائس البيزنطية على أجمل اللوحات المصنوعة من الفسيفساء، وهي التي تعد من أماكن العبادة، وتغطيها الكثير من اللوحات المصنوعة من مكعبات الفسيفساء المصنوعة من الأحجار.

هناك الكثير من الكنائس في أوروبا الغربية تمتلك العديد من الفسيفساء.

الفسيفساء في العالم الإسلامي

ظهرت الفسيفساء بمهارة كبيرة جداً في العالم الإسلامي، وخاصة عند استخدام مكعبات الزجاج الملونة، ومكعبات الأحجار لرسم لوحات الفسيفساء الزيتية الشهيرة.

الأساليب والاستعمالات الحديثة الفسيفساء

يستخدم الفنانون الطريقة الغير مباشرة في عمل لوحات الفسيفساء عن طريق المكعبات على الأوراق أو الجدران للحصول على الشكل النهائي المراد رسمه.

استخدمت الفسيفساء في القرن التاسع عشر حتى يتمكنوا من تزيين الكثير من المنشآت مثل الكنائس، والأجرة والبلديات، واعتمدت على الزخرفة في تغطية المتاحف من الخارج ومحطات القطار والحدائق والملاعب وغيرها من الأماكن المتنوعة، حتى في مدن اليابان، واسرائيل تطور فن الفسيفساء وأصبح من الأشكال المثالية زخرفة لجميع الواجهات للمباني الحديثة.

وللتعرف علي موضوع اسم معناه ماء الألماس ما هو الاسم؟: اسم معناه ماء الألماس ما هو الاسم؟

أهمية الفسيفساء

يعتبر هذا الفن من الفنون التي تدوم لفترات طويلة جداً من الوقت بعد بعكس باقي أشكال الرسم الأخرى التي تتعرض إلى التلف بمرور الوقت بالفسيفساء تزداد في اللمعان والبريق، وهي تعتبر من الفنون ذات الإتقان والبراعة، وهناك الكثير من اللوحات الفسيفساء الخلابة الجميلة التي تم رسمها بقطاع الأحجار الصغيرة.

أكبر لوحة فسيفساء في العالم

هناك العديد من لوحات الفسيفساء التي تنتشر في العالم بسبب انتشار فن الفسيفساء في جميع الحضارات المتنوعة، ولكن أكبر لوحة فسيفساء على مستوى العالم نجدها في فلسطين بالتحديد في مدينة أريحا.

تعتبر هذه اللوحة مساحتها تصل إلى 8 126 متر مربع، وتقع في قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وهذه اللوحة تتكون من عدد من القطع الصغيرة من الفسيفساء تصل إلى 38 لوحة صغيرة، ويدخل فيها عدد كبير جداً من الألوان يصل إلى 21 لون.

تقع هذه اللوحة من الفسيفساء في حمام القصر، وتم تشييد هذا القصر في عام 743 ميلادية.

ويطلق على هذه اللوحة اسم لوحة الحياة بسبب أنها تحتوي على العديد من الرسومات المعبرة عن حياة الإنسان في السلم والحرب، كما أنها عبارة عن شجرة يوجد في وسطها أسد يلتهم غزال، بالإضافة إلى أن هناك غزلان يعيشان في سلام في ناحية اليمين، ويوجد بها العديد من الأعمدة، والزخارف ذات الطابع الإسلامي.

أنواع الفسيفساء

هناك العديد من أنواع الفسيفساء، والتي من أهمها ما يلي:

• الفسيفساء التقليدية، والتي تسمى بالفسيفساء الكلاسيكية، ويتم صناعة هذه الفسيفساء من الأحجار الصغيرة الملونة مثل أحجار الرخام أو الجرانيت.
• الفسيفساء التي يتم صنعها من الحصى.
• الفسيفساء التي يتم صناعتها من بلاط السيراميك أو من الزجاج، وهذه يتم تقطيعها من خلال الطريقة اليدوية.
• الفسيفساء التي يتم صناعتها بالشكل، حيث أننا نعتمد على الآلات في تقطيع بلاط السيراميك لصناعة الفسيفساء.

ونرشح لكم قراءة موضوع معجزة نقل جبل المقطم ومن هو سمعان الخراز: معجزة نقل جبل المقطم ومن هو سمعان الخراز

تحدثنا في هذا المقال عن أحجار صغيرة تستخدم للتزيين، وهي أحجار الفسيفساء، وتحدثنا عن هذا الفن وتاريخه عبر الحضارات المتنوعة، وأهميته هو شكله في العالم الإسلامي.