الصحة الجنسيةصحة

هل يؤدي التأخر في إجراء عملية دوالي الخصية إلى العقم

هل يؤدي التأخر في إجراء عملية دوالي الخصية إلى العقم؟ وما هي صور المضاعفات والمخاطر التي قد تنتج عن تأخير إجرائها؟ حيث تعد مشكلة دوالي الخصية من المشكلات المؤرقة لمُصابيها، كما أنها تثير القلق لديهم بشأن أمر الإنجاب، وعبر موقع البلد جئنا لنحثكم على إجراء العملية والإجابة عن سؤال هل يؤدي التأخر في إجراء عملية دوالي الخصية إلى العقم؟

هل يؤدي التأخر في إجراء عملية دوالي الخصية إلى العقم

نعم، فالمصابون بدوالي الخصية ترتفع لديهم معدلات عدم القدرة على الإنجاب مقارنة بمن لا يعانون من هذه الحالة المرضية، ولكنه عقم غير دائم، بل مبرر وله أسباب، ولا تحتاج كل حالات الدوالي للتدخل الجراحي والعلاج.

ما هي الدوالي

الدوالي بشكل عام هي حالة مرضية يتم فيها توسع الأوردة واقترانها ببعضها البعض، وفي أغلب الأحيان تظهر على هيئة أحبال منتفخة يتراوح لونها بين الأزرق والأخضر تحت سطح الجلد.

الجدير بالذكر أنها قد تصيب كافة الأوردة في الجسم، ولكنها تشيع في حالتين أكثر من غيرهم ألا وهما الساقين والخصية للرجال، وهو موضوع حديثنا اليوم، ودوالي الخصية هي من صور التورمات والتضخمات التي تصيب وريد واحد أو عدة أوردة، وتتسبب في انتفاخ كيس الصفن.

الجدير بالذكر أن عمل الأوردة وإحدى أهم وظائفها هو صعود الدم لأعلى مرة أخرى، وذلك يحدث عن طريق الصمامات الأحادية، ولكن إصابة الأوردة بأي خلل أو حالة مرضية، فذلك يؤثر على وظيفة وكفاءة الأوردة في أدائها.

فيعود الدم بشكل أبطأ إلى الأعلى عبر الأوردة ويخرج على فترات طويلة جدًا من كيس الصفن، وهو ما ينتج عنه الإصابة بهذه الحالة وتشكل الدوالي، والجدير بالذكر أن الدوالي ترفع من درجة الحرارة الطبيعية لكيس الصفن، وهو ما يتسبب في ضعف إنتاج الخصية للحيوانات المنوية.

فهذه الحيوانات لا يتم إنتاجها إلا في درجات حرارة معينة، وإذا تم إنتاجها تكون كفاءتها قليلة للغاية، وفي أغلب الأحيان تموت، وهو السبب الذي ينتج عنه ارتباط العقم والإصابة بدوالي الخصية ارتباط وثيق، والسبب الرئيس لطرح سؤال هل يؤدي التأخر في إجراء عملية دوالي الخصية إلى العقم؟

في بداية الأمر دعونا نتفق على كون التأخر في علاج أي حالة مرضية أيًا كانت سيعود عليك بالسلب وينتج عنه مضاعفات عدة، فحتى إن كنت مصابًا بنزلة معوية أو انفلونزا سيتسبب التأخر في علاجها وأخذ الأدوية اللازمة في تأخر العلاج والشفاء، فما بالك بالأمراض التي لن تتعافى وحدها كالدوالي، وفي جزء حساس جدًا في الجسم كالخصية.

فما هي الحالات التي يجب فيها التدخل الجراحي لعلاج الدوالي؟ وما هي أعراض الإصابة بدوالي الخصية بالإضافة إلى المضاعفات التي قد تنتج عن عدم العلاج؟ كل ذلك وأكثر فيما يلي من سطور مقالنا أدناه.

ثلاث حالات فقط تتطلب التدخل لعلاج دوالي الخصية

على عكس المعتقد الشائع بكون كافة أنواع الدوالي وحالات الإصابة بها يتم علاجها والسعي في إزالتها إما بالعمليات الجراحية أو غيرها من الوسائل كالحقن مثلًا، هناك حالات محدودة يتم فيها التدخل لعلاج دوالي الخصية وإزالتها، وتشترك هذه الحالات بكونها تتسبب في نتائج سلبية ومضاعفات.

فبعد أن أجبنا عن سؤال هل يؤدي التأخر في إجراء عملية دوالي الخصية إلى العقم نُعرفكم بهذه الحالات، وتشتمل هذه الحالات الثلاث على كل ما يلي:

1- حالة تتسبب في ألم شديد يعوق نهج الحياة الطبيعية، فالمشي، ممارسة الرياضة، الوقوف وحتى الجلوس والنوم جميعها قد ينتج عنها آلام شديدة صعبة التحمل، لذا في هذه الحالة يعد من الضروري علاج الدوالي.

2- تعد الحالات التي يتغير فيها شكل وتكوين الخصية من أكثر حالات الإصابة بالدوالي شدة، وحينها يعد علاج دوالي الخصية وإزالتها أمرًا ضروريًا للغاية، فالتغير في التكوين، الشكل وحتى حجم الخصية يتسبب في ضعف قدرتها على إنتاج الحيوانات المنوية، وهو ما يتسبب في مشاكل إنجابية جمة.

3- الحالة التي تتأثر فيها الحيوانات المنوية بالسلب من حيث جانبي الكيف والكم، فتتشوه الحيوانات المنوية، ويصبح عددها أقل بشكل ملحوظ، كما أن قدرتها على الحركة تضمحل وتصبح في أقل مراحلها، وهذه الحالة التي تعد امتداد للإجابة عن سؤال هل يؤدي التأخر في إجراء عملية دوالي الخصية إلى العقم.

الجدير بالذكر أنه لا يمكن الوصول إلى مدى التأثير السلبي للدوالي على قدرة الجسم الإنتاجية للحيوانات المنوية إلا ببعض التحاليل التي تخص السائل المنوي ومعرفة جودته، وفي حالة عدم الكشف من الممكن أن ينتظر المرء أعوام في محاولة الإنجاب ليكتشف هذا الأمر.

هذا يزداد صعوبة في الحالات التي لا يحدث فيها تغير في تكوين الخصية بسبب ضمورها، فهذه الحالة يمكن الكشف عنها بتحسس المنطقة والكشف السريري يكون قاطع، يمكنك القول إن هناك خيط رفيع بين كون وجود الدوالي سلمي وبين تسببها في آثار سلبية عدة.

لذا يلجأ الأطباء إلى علاجها في كافة الحالات عند تشخصيها خوفًا من تطورها ووصولها إلى مستويات سيئة لا يحمد عقباها.

مُصاب دوالي الخصية عقيم

في دراسة تم إجراؤها على 816 رجل في عامل 2014 يعانون من العقم، أثبتت كون أكثر من ثلث هؤلاء الرجال يعانون من دوالي الخصية، فهذه الدراسة التي تم نشرها في جريدة Journal Of Medical Sciences كانت تناقش وتدرس ارتباط دوالي الخصية بالإصابة بحالات العقم الأولي والثانوي لدى الرجال، بالإضافة إلى علاقة التدخين والمشروبات الروحية بالأمر.

هذه الدراسة تعد إجابة قاطعة عن سؤال هل يؤدي التأخر في إجراء عملية دوالي الخصية إلى العقم، فهناك ارتباط وثيق وأزلي بين الحالتين المرضيتين، والجدير بالذكر أن هذه الدراسة أثبتت وجود علاقة بين التدخين ودوالي الخصية، فمصابو دوالي الخصية كانوا مدخنين بنسبة أكبر.

الجدير بالذكر أن الغالبية العظمى لهذه الحالات كانت مُصابة بالعقم من النوع الأولي، ونسبة الربع فقط مصابة بعقم ثانوي، ولم تستطع هذه الدراسة التوصل إلى سبب الفرق في أنواع العقم التي تنتج عن الإصابة بدوالي الخصية.

قد يخال البعض أن الإصابة بدوالي الخصية تقتصر على فئة عمرية دون غيرها، وفي الواقع هذا غير صحيح، فالحالات التي ثبت عقمها في هذه الدراسة والتجربة يتراوح متوسط أعمارها بين 21 عامًا وحتى 70 عام.

كما أثبتت هذه الدراسة وجود علاقة وثيقة بين الوظيفة التي يمارسها الرجال وبين إصابتهم بدوالي الخصية والعقم، وفي هذه الدراسة جاء أن الرجال الذين يعملون في المكاتب، السائقين، والمزارعين أكثر عرضة للإصابة بدوالي الخصية، وذلك يرجع إلى طبيعة العمل التي تجعلهم مضطرين إلى الجلوس لفترات طويلة أو الوقوف لفترات أطول.

تأخير علاج تورمات الأوردة

بعد أن أجبنا عن سؤال هل يؤدي التأخر في إجراء عملية دوالي الخصية إلى العقم، ووجدنا علاقة وثيقة بين الإصابة بدوالي الخصية وبين العقم، وجب علينا ذكر أعراض الإصابة بدوالي الخصية، بالإضافة إلى المضاعفات التي قد تنتج في حال ما قرر المرء تأخير العلاج.

نبدأ بالأعراض، والجدير بالذكر أن هذه الأعراض منها ما يندرج ضمن التغيرات المرئية للخصية، التغيرات في العمليات الحيوية، بالإضافة إلى الآلام التي ترتبط بمنطقة الخصية وكيس الصفن، وتشتمل أعراض الإصابة بدوالي الخصية على كل ما يلي:

  • تضخم في كيس الصفن والأوعية الدموية داخله، فيتحول كيس الصفن إلى كيس ديدان وأفاعي صغيرة.
  • آلام في منطقة الخصية وكيس الصفن تتزايد في حدتها يوم بعد يوم في حال ما قرر المرء تأخير العلاج.
  • التسبب في مشكلات خصوبة عدة أهمها العقم.
  • ظهور كتلة مؤلمة أو غير مؤلمة على الخصية.
  • تزايد الآلام في درجات الحرارة المرتفعة والأجواء الحارة.
  • الشعور بالألم عند الوقوف وبعد ممارس التمارين الرياضية وانخفاضه بالاستلقاء.
  • تغير التكوين الخاصة بالخصية وحجمها.
  • انخفاض مستوى هرمون الذكورة متسببًا في عجز عن الوصول إلى الانتصاب الكامل، مشكلات في التركيز والرغبة الجنسية، بالإضافة إلى تناقص الطاقة، صعوبات التمرين والنوم وحتى اضطراب المزاج وتقلبه.

أما عن مضاعفات الإصابة بدوالي الخصية وتأخير العلاج فتشتمل على كل ما يلي ذكره:

  • إصابة الخصية بالانكماش، فسلسلة الأنابيب التي تُشكل الجزء الأكبر من الخصية والمسؤولة عن إنتاج الحيوانات المنوية تتعرض لضغط شديد يتسبب في انكماشها، ويُقال إن تراكم الدماء في هذه المنطقة يتسبب في تركيز المواد السامة بنسبة أكبر وينتج عنه موت لهذه الخلايا.
  • انخفاض الخصوبة التام نتيجة ارتفاع درجة حرارة منطقة الصفن، فدرجة الحرارة المثالية لإنتاج الحيوانات المنوية والتي يتم عندها العمل بكفاءة عالية هي 35 درجة مئوية، وهو سبب تواجد كيس الصفن خارج الجسم الذي تصل حرارته إلى 37 درجة تقريبًا.
  • الإصابة ببعض المشاكل المناعية، فالجسم يبدأ في مهاجمة الحيوانات المنوية، وهو ما يتسبب في مقتلها ويحول بينها وبين القدرة على الإنجاب والوصول الآمن إلى بويضة المرأة التي تنتظر دون جدوى على باب قناة فالوب.

لا بد أن ننبهكم أن التأخر في علاج الدوالي قد ينتج عنه مضاعفات حتى بعد العملية كالكدمات، وعودة دوالي الخصية، وآلامها الشديدة بالإضافة إلى صعوبة التبول، وكلما ازداد حجم الدوالي ازدادت المخاطر، فلا تتأنى في علاجها، الصبر هنا لا يتبعه فرج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى