اسلامياتثقافة إسلامية

كيف أتخلص من الحسد في قلبي

كيف أتخلص من الحسد في قلبي؟ وما هي أسباب الحسد؟ فالله تعالى خلق الإنسان على فطرة حب الناس، وخلق المشاعر التي تبنى على الأحداث المار بها خلال تعامله مع الآخرين، فيقوم بالحب والكره والظن والحقد، والتي تعد من أساسيات الفطرة الإلهية بالعباد، لذلك سنوضح لكم عبر موقع البلد كيفية التخلص من الحسد بالقلب.

كيف أتخلص من الحسد في قلبي

الأمراض التي تصاب بها القلوب من أشد الأمراض التي قد تصيب الإنسان؛ بسبب قضائها على نقاء الإنسان وقربه لله تعالى، وكل ما تم التعمق بها تحولت القلوب للسواد، لذلك يجب السعي لشفاء الجسد والقلب وتنقيته من تلك الأمراض.

من أسوأ وأشد الأمراض الخاصة بالقلب الحسد والحقد، فيقوم بتنغيص حياة مالكي تلك القلوب المريضة، وبالتالي إيذاء المحيطين بهم، فالحسد هو تمني زوال النعمة من الآخرين ليمتلكها الشخص الحاسد، كذلك يعتبر من أسوأ الصفات التي أوصانا الرسول –صلى الله عليه وسلم- بالابتعاد عنها.

لأنه من أسوأ أمراض القلوب لأنه يصل بالنهاية إلى الحقد المقصود به حمل الشخص الكره الشديد بقلبه لسبب أو دون سبب، ويسيطر على صاحبه بشدة، كذلك يقوم بتربص الأخطار للشخص المقصود والتمني المستمر بأن يصاب بكل الأمور السيئة الضارة التي تنغص حياته وتزيح عنه الراحة والسعادة.

أما عن إجابة سؤال كيف أتخلص من الحسد من قلبي؟ فنذكرها بشكل تفصيلي من خلال الفقرات التالية:

1- مراقبة النفس ومحاسبتها

خلال القيام بذلك يمكن تعويد النفس على الخير مثل ما تم تعويدها بالسابق على الشر، فكل شيء يأتي بالتعود، وذلك استنادًا لقول الله تعالى:

(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) [سورة الشمس: الآيات 7 – 9].

2- الاستمرار بالدعاء

في الدعاء طلب المساعدة من الله تعالى على أن تكون النفس تقية لتنصلح أحوالها، كما أن الدعاء به إشغال للقلب بالله تعالى وبالتالي لا يلتفت إلى ما به معصية لله عز وجل.

3- إلقاء التحية

نشر السلام بين الناس من الأمور التي تدعم الحب بينهم، فالإسلام قد شرع تحية موحدة للمسلمين هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التي تجمع القلوب وتوحد الناس وتنشر الألفة بينهم.

4- منح الهدايا

إعطاء الهدايا للآخرين من العوامل التي تنشر الحب بين الناس، فهي تصلح بين المتخاصمين وتفتح طرقًا لتبادل الحديث.

5- القيام بالمصافحة

تزيد المصافحة من المحبة والود بين الناس فهي من طرق السلام مع تحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التي تنزل رحمة الله تعالى على الناس.

6- ذكر الله عز وجل

من أبرز طرق معالجة القلوب من الحسد والقضاء على شوائبه وتنقيته من كل شر هي ذكر الله تعالى وشغل النفس بذكر الله عز وجل، فقد قال ابن القيم” إن في القلب قسوةً لا يذيبها إلا ذكر الله” وقال أبو الدرداء” لكل شيء جلاء وإن جلاء القلوب ذكر الله“.

إلى جانب ذلك يجب التفكير بعواقب الحسد والحقد في الدنيا والآخرة على صاحبهم، والأذى الذي يمر به المحسود بسببه.

7- صيام النوافل والسنن الشهرية

المقصود من ذلك صوم يومي الخميس والاثنين، وصوم الثلاثة أيام البيض أي الأيام 13و14و15 من كل شهر هجري، وذلك لقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- :

” صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وثلاثَةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ” رواه أبو هريرة.

8- الاتصاف بالتواضع

إن التواضع ولين النفس من الأمور التي تقيم العلاقة بين المسلمين على المحبة والاحترام، فيبعد عنهم التباغض والحقد والحسد.

9- المعاتبة والمسامحة

إن العتاب القائم على إظهار خطأ معين بالإنسان والتسامح يقوم بتوضيح عوامل الخطأ والاعتذار منها، مما يؤدي إلى الحد من تشكل الحقد بالقلب.

10- التذكر بفضل الحلم

يجب على المسلم أن يذكر نفسه دائمًا بفضل وأجر الحلم وقيمة الشخص الحليم بالبيئة المحيطة به، كذلك الأثر الإيجابي على ذلك بالقلب.

11- قراءة سيرة من يتصفون بالحلم

في ذلك الأمر الحصول على العظة والعبرة من أثر الحلم لديهم ونتيجته العظيمة، ومن أبرز من يتصفون بالحلم هو الأحنف بن القيس، فلحلمه الكثير من الروايات التي تدل على أصله الطيب ومعاملته الحسنة مع من يقوم بالإساءة إليه.

ففي مرة علم رجل بصبره العظيم وبالتالي لأجل اختباره جعل لأحد الرجال مبلغ ألف درهم لإثارة غضبه وجعله بخطأ بحقه، وبالفعل وقف الرجل بوجهه وبدأ بالشتم والسب والإهانة.

كلما زاد بالشتم بدأ الأحنف بالابتعاد عنه كأنه لا يستمع إليه، ولما رأى الرجل عدم حدوث أي رد فعل قام بعض أصابعه وفقد الأمل في إزعاجه.

12- تذكر الموت دائمًا

يعمل ذلك على ترقيق القلب وجعله يتمكن من تقبل الآخرة وتجنب الدنيا، وبالتالي إزالة الحسد والحقد والغيظ من الآخرين.

13- الإكثار من الصدقات

تقوم الصدقات بإجلاء وتزكية النفس، وتزيد من إقبالها على الخير والابتعاد عن الشر ويظهر ذلك في قول الله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) [سورة التوبة: الآية 103].

أسباب الحسد

عبر تناولنا كيف أتخلص من الحسد في قلبي، نذكر الأسباب التي ينتج عنها الشعور بالحسد والحقد، ونذكرها في النقاط التالية:

  • كثرة الخلافات والمنافسة: الدخول بالمنافسات المستمرة ينتج عنه الوصول إلى الطرق المختلفة ويبدأ ذلك من الآراء وينتهي بالأبدان، وذلك كما ذكر الإمام الغزالي.
  • المزاح الزائد عن الحد: العلة بالقلوب تنتج عن المزاح الذي يزيد عن الحد المقبول والذي ينتج عنه الخلل بالصدور.
  • كثرة الخصام: إن الخصام يزيد من حالة غضب الشخص تجاه الآخرين، وبالتالي تتولد لديه مشاعر الكره والحسد والحقد بشكل تدريجي.
  • عدم الرضا بقضاء الله وقدره.
  • الكره.
  • الغرور والتكبر على الرغم من الشأن المتدني.
  • سوء النفس.
  • إظهار المحسود قدرته العالية ببعض الأمور التي لا يستطيع الحاسد الوعي بها.
  • الخوف من نيل المحسود مكان معين لا يمكنه إدراكه.

طريقة معرفة حسد شخص ما

في إطار عرض كيف أتخلص من الحقد والحسد في قلبي، نعرض كيفية معرفة أنني أقوم بحسد شخص ما، وذلك عبر النقاط التالية:

  • الرغبة بزوال النعمة منه والسعي لإزالتها بمختلف الطرق، مثل: إظهار عيب من تحققت نعمه والإساءة إليه، والكذب عليه.
  • حب فكرة زوال النعمة على الرغم من عدم الرغبة بامتلاكها ولكن فقط بسبب الحقد على الغير.
  • عند الرغبة بزوال النعمة من الغير لا تقوم بإظهار ما يتمم ذلك مع المجاهدة المستمرة لإيذاء الآخرين، وهنا يعرف الحسد بأنه نفسيًا وفكريًا.
  • حب زوال النعمة من الغير بسبب عداوة بينكم.
  • عدم الاستطاعة بتقبل الأمور الحسنة التي تتم للآخرين وتكون مشاعر الغيرة التي ينتج عنها الإحساس بالطمأنينة والراحة.

حكم الحقد والحسد بالإسلام

الإسلام من أعظم الأديان لأنه لم يترك أي أمر صغير إلا وأصدر به حكمًا، ففي بعض النصوص الشرعية تم الحديث عن ماهية الحكم الشرعي له وطرق جوازه؛ لأن الحكم الشرعي يختلف على أساس حال الحاسد والمحسود، ونذكر تلك الأحكام في الفقرات التالية:

1- الحسد دون وجه حق

في حالة أن الحاسد حسد شخص معين دون أن يسئ له، فذلك الأمر مكروهًا فهو ينتج عنه نشر الضرر والعداوة بين المسلمين، وبالتالي تنتشر الجرائم وقطع صلة الأرحام.

2- الدافع هو الظلم

في حالة أن الحسد ناتج عن ظلم تعرض له الحاسد من المحسود ولم يتمكن الدفاع عن نفسه بالكلام أو اليد والحصول على حقه ينتج عنه تشكل الحقد بقلبه على من ظلمه.

أو أن يكون الحسد على كافر يقوم بالأفعال والكلمات المؤذية للمسلمين ولا يتمكنون من رد ذلك الأذى عن الإسلام والتابعين له، فذلك النوع ليس مكروهًا بالدين، لذلك على الحاسد أن يبدأ بالعفو لمن ظلمه إن كان مسلمًا بعد التخلص من الحسد الذي ملأ قلبه طالما أنه يتمكن من أخذ حقه منه فذلك الأمر من الإحسان.

إن التخلص من الحسد بالقلب يتم بسهولة، فقط عبر الأمور التي تعد من الإحسان بالدين الإسلامي، كذلك المداومة على ذكر الله تعالى ومحاولة التغيير من الطباع الشخصية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى