كم عدة المطلقة طلقة واحدة؟ وما الآثار المترتبة على الطلقة الأولى؟ شرع الإسلام الطلاق لدفع الضرر، والطلاق قسمين: طلاق رجعي، وطلاق بائن، وتعتبر الطلقة الأولى، والثانية خلال فترة العدة من الطلاق الرجعي، وتختلف مدة العدة على حسب الحالة التي وقع فيها الطلاق، يمكنك معرفة المزيد من خلال موقع البلد.
كم عدة المطلقة طلقة واحدة؟
للزوج الحق في إرجاع زوجته خلال فترة العدة، دون مهر أو عقد جديدين، ويتحول إلى طلاق بائن إذا انقضت فترة العدة قبل إرجاعها، وله أحكام خاصة به، والعدة هي الفترة التي تقضيها المرأة في بيتها بعد طلاقها.
الطلاق لا يقع إلا في الطهر الذي لم يحدث فيه جماع، فإذا أراد الزوج أن يطلق زوجته فيجب عليه أن ينتظر حتى تطهر زوجته ثم يطلقها، وتعد الطلقة الأولى من الطلاق الرجعي أي أنه يحق للزوج إرجاع زوجته خلال فترة العدة، وتبدأ فترة العدة من الوقت الذي وقع فيه تلفظ الزوج بالطلاق، وعدة المرأة المطلقة يكون على حسب حالها، فالمرأة إما أن تكون من ذوات الحيض وإما أن تكون ممن لا تحيض، وتنقسم العدة إلى:
- إذا كانت المرأة المطلقة غير حامل وكانت من ذوات الحيض، تكون عدتها ثلاثة قروء، والقرء هو الطهر من الحيض، لقوله تعالى: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) [البقرة: 228]، وشرعت العدة في هذه الحالة لمراجعة كل من الزوجين أنفسهما إذا أرادا الرجوع، لتبرئة الزوجة من الحمل من زوجها، لعدم اختلاط الأنساب.
- إذا كانت المرأة المطلقة حامل فتنتهي عدتها بوضع الحمل، لبراءة رحمها من الحمل لقوله تعالى: (وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) [الطلاق:4]
- المرأة التي لم تحيض لصغر سنها أو انقطع عنها الحيض لكبره، فعدتها ثلاثة أشهر، قال تعالى: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) [الطلاق:4]
- المرأة التي طلقت قبل دخول الزوج عليها فلا عدة لها، ويكون طلاقها بائن، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا) [الأحزاب:49].
الحكمة من العدة
كما ذكرنا كم عدة المطلقة طلقة واحدة نذكر أن العدة هي المدة التي حددها الله عند فراق الزوجين، وشرعت العدة لعدة أسباب ومقاصد عظيمة، ومن تلك الأسباب:
- التقرب من الله والامتثال لأوامره والحصول على الثواب عند التزامها العدة.
- لتبرئة رحم المرأة المعتدة من زوجها لحفظ الأنساب، فيجب عليها أن تعتد لمعرفة وجود الحمل أو عدم وجوده، فإذا كانت حامل تنتقل عدتها إلى عدة الحامل لحفظ الأنساب.
- ترك الفرصة ليراجع كل من الزوجين نفسيهما، لمحاولة إزالة أسباب الفرقة، وإعادة الحياة الزوجية.
- دليل على الشأن العظيم لعقد الزواج.
- ترك فترة حتى تنتهي فيها المرأة من الحزن على فراق زوجها، الذي يظل مرافقًا لها فترة طويلة تصل إلى شهور طويلة، لأن المرأة هي التي تشعر بالحزن على الفراق والقلق على المستقبل أكثر من الرجل.
كيفية استرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى
إذا أراد الزوج الرجوع إلى زوجته قبل انتهاء فترة العدة، فعليه أن ينوي إرجاعها، ويكون الرجوع بالتلفظ بقول يدل عليه، كأن يقول لها رددتك أو راجعتك وغيرها، ويحصل أيضًا بالجماع بعد نيته على الرجوع، وهكذا يكون قد أرجعها.. ولا يشترط رضا المرأة المطلقة أو رضا وليها، قال الله –سبحانه وتعالى-:
(وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا). البقرة:228
بعد الرجوع تحسب له طلقة، وتعود المرأة على ما تبقى لها من طلقات، وعند انتهاء فترة العدة ولم يقم الزوج بإرجاع زوجته فلا يجوز له الرجوع لها إلا بنكاح جديد وعقد ومهر جديدين.. ويشترط في إرجاع الزوج لزوجته:
- شرط الزوج عاقلًا ذا أهلية وإرادة كاملة، فلا تحسب الرجعة لسكران أو مجنون.
- يلزم أن يكون الطلاق بعد الدخول، فإذا وقع الطلاق قبل دخول الزوج بزوجته فلا رجعة فيه، ويكون الرجوع بعقد جديد.
- الرجوع خلال فترة العدة.
- أن يكون الرجوع بعد الطلاق الأول أو الثاني فقط، فلا رجوع بعد الطلقة الثالثة.
- إعلام الناس بالرجعة والإشهاد عليها.
الرجعة من نعم الله على عباده فهي من الأمور التي شرعها الله رحمة بالزوجين، لأنه أحيانًا ما يطلق الزوج زوجته في لحظة غضب منه وانفعال شديد، دون التفكير في العواقب التي تترتب على الطلاق، وقد يشعر بالاشتياق إلى زوجته، فلا يوجد حل في هذه الحالة إلا بإرجاعها.
الآثار المترتبة على الطلقة الأولى
في حديثنا عن إجابة سؤال كم عدة المطلقة طلقة واحدة نذكر أنه بعد الطلقة الأولى، يظل عقد الزواج قائمًا وصحيحًا خلال فترة العدة، وهناك بعض الأحكام التي تترتب على الطلاق الرجعي خلال فترة العدة، ومنها:
- تلزم المرأة المعتدة من طلاق رجعي بيت زوجها حتى تنتهي عدته، لأنها لا تزال في حكم الزوجة، فإذا انتهت مدة العدة، لا يجوز له مراجعتها إلا بعقد، ومهر جديدين.
- يجوز للمرأة المعتدة التزين لزوجها خلال فترة العدة، ويجوز لهما كل ما يجوز خلال فترة الزواج إلا الجماع فهو محرم، ويعد رجوعًا.
- تجب للمرأة المعتدة من الطلاق الرجعي النفقة، فيجب على الزوج الإنفاق على زوجته، حتى تنتهي فترة العدة، ولا تجب بعد انتهاء فترة العدة.
- يجوز للمرأة المعتدة الخروج من المنزل عند الضرورة، بعد استئذان زوجها.
- لا يجوز خطبة المرأة المطلقة خلال فترة العدة، أو التصريح بخطبتها، لقوله تعالى: (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235) سورة البقرة..
- ترث المرأة المطلقة زوجها إذا مات قبل انقضاء عدتها.
- لا يجوز للمرأة المعتدة من طلاق رجعي الزواج خلال مدة العدة.
- عند انتهاء فترة العدة لا يجوز للرجل مراجعة زوجته إلا بإذنها بعقد جديد، ومهر جديد.
- لا يقع الطلاق في حالة الغضب الشديد.
أضرار الطلاق
كما ذكرنا كم عدة المطلقة طلقة واحدة نشير إلى أن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله، لما له تأثير سلبي كبير على الأسرة بأكملها، فهو يؤثر على الرجل والمرأة نفسيًا وجسديًا، وله تأثير سيء للأطفال، فالمرأة والرجل بعد الطلاق يشعران شعور بالحزن والخسارة عند انتهاء زواجهم.
تعاني المرأة من تبعات قاسية، فهي الأكثر تضررًا من الرجل، فهو يجعل المرأة تشعر بالوحدة والألم وأحيانًا تشعر المرأة بالخجل من المجتمع، وقد تتعرض للمشاكل المادية، وتدهور في الصحة، ولكنها تحاول الحصول على المساعدة من أصدقائها للخروج من الحالة السيئة التي وصلت إليها، لتصبح أكثر استقرارًا.
الرجل بعد وقوع الطلاق يشعر بالحزن والفقدان ولكنه يحتفظ بمشاعر القلق لنفسه، ولا يتعامل مع حزنه، ولا يحاول الحصول على المساعدة مما يجعله يعاني من الاكتئاب والمشاكل الصحية، والطلاق يؤثر تأثيرًا كبيرًا على الأبناء، ويؤذي مشاعرهم، فلا يستطيعون تصديق حقيقة وقوع الطلاق ويشعرون بالحزن والذنب، والغضب الشديد تجاه والديهم، واضطرابات نتيجة حدوث الكثير من الخلافات والمشاكل.
الزواج عقد عظيم وميثاق غليظ، وليس من السهل هدمه، والطلاق من الأمور التي شرعها الإسلام وجعلها في أضيق الحدود، فيجب التفكير جيدًا قبل قرار الطلاق، لما له من آثار سلبية على الأسرة.