صفات وعيوب الشخصية المرحة
صفات وعيوب الشخصية المرحة هي ما تحدد ملامح الشخصية التي يسعى الكثير إلى التحلي بصفاتها؛ حيث تكون في العادة جذابة لمن حولهم، لذا نتعرف على مميزات الشخصية المرحة، والجوانب المظلمة من كون الشخص مرحًا، بالإضافة إلى بعض النصائح حول كيفية اكتساب طابع المرح، وغيرها من التفاصيل تطلعون عليها من خلال موقع البلد.
صفات الشخصية المرحة
لا تقتصر سمات الشخصية المرحة على الإيجابيات، بل يشوبها بعض السلبيات التي تنتج من المبالغة في سمات الشخصية والتكلف في الظهور بمظهر الشخصية المرحة، وعمومًا تتسم الشخصية المرحة بعدة صفات؛ بعضها إيجابي والبعض الآخر منها سلبي، ويمكن ذكر بعضٍ من صفات وعيوب الشخصية المرحة في النقاط الآتية:
- الأشخاص المرحون لا يتكلفون المرح: المرح من الصفات التي تأتي عفو الخاطر، دون سعي وتدبير وتخطيط من الشخص، فهو من الطاقات التي يستشعرها الناس من مواقف وسلوكيات بعض الأشخاص، تدفعهم للحكم عليهم بأنهم مرحين، وحين يكون المرح بالتكلف والتصنع تخرج الأمور عن السيطرة،
- متفائلون على الدوام: من أهم ما يميز الأشخاص المرحين هي قدرتهم على أخذ الأمور في المنحى الفاكهي، والبعد عن الحزن والتشاؤم، والتفكير بشكل إيجابي في أحلك الظروف وأسوئها، فهم دائمًا ما يتفاءلون بشأن القادم، ويتوقعون قدوم كل خير.
- التواضع: جزء من كون الشخصية المرحة عفوية وتلقائية يكمن من تعاملها من الآخرين بشكل عفوي تمامًا، بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو مركزهم ونحوها من الاعتبارات، فمرحهم يكون الطاقة الإيجابية التي يشعر بها كل فئات الناس من حولهم، بتواضعٍ كبير منهم.
- تقبل المرح من الآخرين: يميل الأشخاص المرحون إلى تبادل المرح مع الآخرين، ويقبلونه بدورهم كما يحبون رؤية تقبل الناس لهم، وفضلًا عن ذلك يشعرون بقدر كبير من تقبل الذات الذي يمنحهم الراحة إزاء مرح الآخرين، ويتقبل انتقادهم بصدرٍ رحب.
- الذكاء: يتمتع الأشخاص المرحون بالذكاء الذي يؤهلهم لتقدير المواقف حق قدرها، ويمنحهم القدرة على تحديد متى وكيف يمكن التعامل بمرح، ولأي نسبة، وهي من الاعتبارات الهامة التي ينبغي على الأشخاص أخذها في الاعتبار قبل اتباع أي تصرفات قد تؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها.
- القدرة على إصلاح المواقف: أحد أهم مواطن إطلاق قدرات المرح لدى الإنسان هي حينما تخرج الأمور عن المألوف، إذ تظهر قدرات المرح في هذه المواقف على السيطرة عليها، وتحويل الدفة من التوتر والحرج إلى المرح والتصالح.
- الامتنان: المرح هو إحدى الصفات الإيجابية التي تقود الإنسان بحرية وراحة نحو الشعور بالامتنان تجاه كل ما يدور حوله، وتجعل من مرحهم سعادة تنعكس على جميع تصرفاتهم في مختلف المواقف، فامتنانهم لحصولهم على بداية جيدة لليوم يدفعهم لإيجاد الأعذار للآخرين، لاحتمالية أن يكونوا قد مروا ببداية غير موفقة، ونحوها من المواقف.
- المرونة: يتمتع الشخص المرح في أغلب الأوقات والمواقف بالمرونة، التي تجعله في استعداد لتقبل نتائج المواقف أيًا كانت، والتعامل معها بإيجابية، والسعي الجاد في تغييرها نحو الأفضل، ومراجعة النفس والأخطاء، وعدم التردد في إصلاح ما يتوجب إصلاحه.
- مساعدة الآخرين: سمة أخرى أصيلة من صفات وعيوب الشخصية المرحة تتمثل في الإيثار وحب مساعدة الآخرين والتعامل معهم بلطف والمبادرة إلى كل ذلك، حتى لو كانت المساعدة بقدر بسيط لا يمثل أهمية كبرى لدى من قام بها، إلا أنها تترك كبير الأثر في نفوس الآخرين.
- الصدق مع النفس واحترام الآخرين: تُعد هذه الصفة هي الشعرة الفاصلة بين الشخصية المرحة والشخصية السخيفة أو السليطة المتنمرة، فالأولى تحافظ على المرح في حدود احترام حريات الآخرين، والحرص على عدم إيذاء مشاعرهم، بينما نجد الذين لا يحترمون حدود الآخرين يمارسون المرح في غير موضعه، ما يمكن أن يكون سخريةً من الآخرين أو إيذاءً لمشاعرهم.
عيوب الشخصية المرحة
في بعض الأحيان يتمادى الناس في تصرفاتهم التي تكون في نظرهم مليئة بالمرح والفكاهة، لكنها في واقع الأمر تكون مؤذية للآخرين وفي غير موضعها، وهذه السلوكيات تكون تجسيدًا لصفات وعيوب الشخصية المرحة التي ينبغي تجنبها؛ حتى لا تفسد صورة الشخص في أذهان الناس، ومن هذه الصفات:
- الثقة الزائدة عن الحد: تقود هذه الصفة صاحبها إلى الاعتقاد بأن كافة تصرفاته مقبولة لدى الآخرين، ولا مجال للنقد أو التوقف عن ذلك، وهو ما ينفِّر الناس من مثل هذه الشخصية حتى لو كانت تتسم بالفعل بالمرح.
- عدم تقدير الموقف: إحدى النقاط التي يجب الاهتمام بها هي توظيف المرح في المكان والتوقيت المناسبين، وإلا فإن عكس ذلك يعرض الشخص نفسه أو الآخرين للإحراج، ونحوها من المواقف التي هم في غنى عنها.
- الثرثرة الزائدة عن الحد: ربما كان المرح فعلًا هو ما يحتاجه الناس في كثيرٍ من المواقف الحياتية، لكنهم بالتأكيد ليسوا بحاجة إلى الثرثرة، على الأقل ليس بشكلٍ زائدٍ عن الحد.
- الابتذال: قد يعتقد البعض – خطئًا – أن المرح على صلة بالابتذال وكسر الحدود، لكن على العكس تمامًا، فقوة المرح الحقيقية هي في أن يكون بشكل مناسب وفي حدود تناسب الجميع ويستطيع الكل تقبلها.
- كون الشخص أخرقًا: ربما تترك التصرفات الخرقاء لدى الآخرين انطباعًا غير جيد، مثل التلعثم بكثرة في الكلام، والتعثر بالأشياء من حوله، كلها سلوكيات تحيد بالآخرين عن التركيز على جوهر الشخصية، بفرض أنها تتمتع فعلًا بالمرح.
- التكلف في المرح: كما أشرنا ينبغي أن يخرج المرح بشكل عفوي دون تخطيط، وإلا ينقلب الوضع ليصبح الموقف محرجًا لدى جميع الأطراف.
- المعاناة عند التعبير عن المشاعر: يستمتع الناس بوجود الأشخاص المرحين في حياتهم، ويحبون صحبتهم، لأنهم يساعدونهم في تجاوز الكثير من صعاب الحياة، لكنهم ينسون في أغلب الأوقات أنهم بشرٌ أيضًا، ولديهم مشاعر أخرى سلبية تحتاج إلى الاحتواء، وربما هذا ما يجعل من الصعب على تلك الشخصيات التعبير عن أنفسهم ومشاعرهم بصدق، ربما لأنهم اعتادوا على المداراة.
كيف تكون شخصًا مرحًا
بعد أن تعرفنا على صفات وعيوب الشخصية المرحة؛ نتعرف على ما في خلفية الشخصية المرحة، والتي يمكن للناس الاستعانة بها في محاولة التطبع بطابع المرح في التصرفات والسلوكيات.
فبالإضافة إلى ضرورة البحث عن الصفات التي تقدم ذكرها في دواخل شخصيتك، وتعزيز الصفات الموجودة بالفعل لديك، قد تحتاج إلى التمرس على بعض السلوكيات الأخرى مثل:
- سرعة البديهة: فما يجعل بعض التعليقات من الأشخاص تدخل في حيز المرح هي أنها تكون وليدة اللحظة، وجاءت بالتزامن مع الموقف إلى الدرجة التي جعلت منها مضحكة، رغم أنها طبيعية، ولا تمتلك أي تأثير إذا ما قيلت في موقفٍ آخر.
- القدرة على التكيف: يجب أن تتمتع بالقدرة على مجاراة الأحداث والمواقف من حولك، مهما بلغت قسوتها أو صعوبتها، وتنبيه النفس بشكل دائم للتفكير فيها بإيجابية، واستخراج مشاهد المرح منها، وتقبل سلوكيات الآخرين، والحفاظ على رد فعل غير مبالغ فيه في أسوأ الظروف، ربما يبدو هذا أمرًا صعبًا، لكنه فارقٌ جدًا في اكتساب صفة المرح بين الناس، لأنه يتسم بالصدق.
- الموازنة بين المرح والجدية: في هذه القدرة يكمن سر من أسرار الشخصيات المرحة، فكونك تمتلك القدرة على تحديد التعليق المناسب للموقف، بالصيغة المناسبة، مع مراعاة الآخرين وحالاتهم وأمزجتهم، والجمع بين هذا وبين القدرة على احتواء أنواع أخرى من المواقف، لا تحتمل المرح أو الفكاهة، هو ما يعني أن اتصافك بالمرح كان عن استحقاق.
- الاستعانة بتعابير الوجه: تلعب تعبيرات الوجه في كثيرٍ من الأحيان دورًا كبيرًا في إظهار المرح، مثل ما نلاحظه مع الأطفال، ومن هذه التعبيرات: الابتسامة بشكل متكرر، رفع الحواجب، فتح العيون وإغلاقها بسرعة، ونحوها من أدوات لغة الجسد في التعبير عن الفكاهة والمرح.
- الوعي بتأثير المرح على الآخرين: ما يدفعنا جميعًا إلى التسلية عمن يهمنا أمرهم عندما يشعرون بالحزن هو إدراكنا التام بأن ما نفعله له أهمية كبرى، كونه يسري عنهم وينسيهم ما هم فيه، ويرفع من الروح المعنوية لديهم.
- التزام الصدق والبعد عن المبالغة: ربما تفقد مصداقيتك عند الأشخاص من حولك إن اعتمدت على الاختلاق والكذب في سبيل الدعابة والمرح، وهذا بالتأكيد ما لا تود حدوثه، لذا فإن التزام الصدق والبعد عن التصنع والتكلف والتمسك بالبساطة يضمنان لك التوازن بين صفات وعيوب الشخصية المرحة الذي ترغب في أن تتمتع به.
الفرق بين الشخصية المرحة والشخصية الهزلية
عادةً ما يميل الناس للخلط بين الشخصية المرحة والشخصية الهزلية، لكن هناك فارق بينهما، قد لا يكون جليًا لكل الناس لكنه يظل واضحًا، خاصةً في أساليب كلٍ منهما في التعامل مع مختلف المواقف؛ فالشخص المرح رغم كونه يميل لأخذ الأمور بعدم اهتمام كبير إلا أنه يمتلك القدرة على إعطاء كل موقف قدره، والتعامل معه ببساطة لكن بأهمية.
يدرك الشخص المرح جيدًا أن الحزن وأخذ كافة الأمور على محمل الجد والتعصب في كل المواقف لا يفيد ولن يغير الأمور للأفضل، بل ربما يزيد من سوئها، وهذا ما يدفعهم إلى التخفيف عن أنفسهم ومن حولهم بالابتسامة والنكتة والسخرية من الموقف إذا تطلب الأمر.
يمتلك الأشخاص المرحين في علم النفس عدة صفات أخرى، يتشابه معظمها مع ما تم ذكره، بينما يرجع بعضها الآخر إلى دوافع فردية تختلف من شخص لآخر، وتكون دلالة على ما مروا به في ماضيهم.