هل يجوز اخراج زكاة الفطر اول رمضان؟ تعد الزكاة أحد أركان الإسلام إذ أنها تكون الركن الثالث من بين الأركان الخمسة للإسلام، وهي لا تعد خياراً للمسلمين إنما هي فرض وأمر الخالق لعباده فهي حق كلاً من الفقراء والمساكين وكل من يحتاج للمال، ومن ضمن أنواع الزكاة توجد زكاة الفطر والتي ورد لها أحكامها وصفتها وسوف نتناول الحديث عنها بالتفصيل مع بيان إجابة إحدى الأسئلة الواردة بها وهو هل يجوز اخراج زكاة الفطر اول رمضان ؟، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع البلد .
زكاة الفطر
- معنى الزكاة بشكل عام في اللغة هو الزيادة والبركة، بينما الفطر فيكون اسم للمصدر، أما معنى زكاة الفطر في الشرع فيكون صدقة تدفع للفقراء عن النفس وقد تم إضافة كلمة الفطر للزكاة هنا لأنها تحدث بحدوث رمضان وهو سبب وجوبها على العباد.
- يمكن أن يطلق على زكاة الفطر اسم أخر وهو صدقة الفطر، وهي عبارة عن صدقة تكون ذات مقدار معلوم وتعطى من أفراد مخصوصة بوجود شروط معينة عن طائفة من الناس تكون محددة ويتم إعطائها لطائفة من الأفراد محددة.
- صدقة الفطر بمثابة طهرة للصائمين وطعمة للفقراء والمساكين.
1_ حكمها
- حكم صدقة الفطر هو فرض ويراد بالفرض أنه واجب على المسلمين، وهناك الكثير من الأدلة التي تثبت حكمها منقولة عن النبي محمد عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، فهي تقوم بتطهير نفوس العباد الصائمين في الشهر الكريم.
- هناك دليل على أن زكاة الفطر واجبة في كتاب الله العزيز بالسورة القرآنية الأعلى في الآيتين 14 و15، فقد أتفق العلماء على أن المقصود في الآيتين السابقتين هي صدقة الفطر.
- بإجماع الأمة تعد صدقة الفطر فرض، وقد فرضها الله بعد أن قام بفرض صيام شهر رمضان على المسلمين وذلك كان في العام الـ 2 من الهجرة النبوية.
2_ شروط وجوبها
يوجد شروط قد حددها الشرع حتى تجب صدقة الفطر على العبد وهي:
- يذكر أن البلوغ والعقل وبلوغ النصاب لا يكونوا من شروط صحة صدقة الفطر.
3_ مقدارها
- يكون المقدار المفروض في صدقة الفطر صاع عن كل مسلم وقد يكون صاع قمح أو تمر أو شعير أو زبيب أو أرز وكل ما يعد من الأقوات، والصاع يقدر بحوالي 2.176 كجم، ولا يجزئ أداء صدقة الفطر نقداً.
4_ الحكمة من تشريعها
شرع الله صدقة الفطر لعدة أسباب وهي:
5_ لمن تصرف
- يتم إخراج صدقة الفطر فقط للفقراء وهم الذين لا يملكون ما يحتاجونه في العيد، وتخرج كذلك المساكين وهم يعتبروا أفضل حالاً من الفقراء.
6_ أصنافها
- الطعام الذي يغلب على البلد استعماله، ويشترط أن يكون من أجود الأنواع وأفضلها فلا يتم اختيار الأنواع الرديئة من القوت.
7_ وقتها
تكون زكاة الفطر واجبة بمجرد أن تغرب شمس اليوم الأخير من رمضان، ويفضل أدائها أول أيام العيد وأن تكون قبل أداء صلاة العيد وذلك بحسب السنة، ومن الجائز إخراجها في أخر أيام رمضان، ويمكن تقسيم أوقات إخراجها إلى:
وقت يكره إخراجها
- إخراج الصدقة أخر أيام العيد.
وقت يجوز إخراجها
- من الممكن إعطاء الصدقة قبل مجيئ عيد الفطر بيومين، ولا يمكن أن تعجل لوقت أكثر وذلك لأن الهدف من إخراجها هو إغناء كلاً من الفقراء والمساكين يوم العيد.
وقت يحرم إخراجها
- تأخير أداء الصدقة عن الوقت المفترض لها بدون وجود عذر محرم، وفي حال ما إذا فات اليوم الأول من العيد ولم يتم إخراجها فيجب القضاء.
وقت يسن إخراجها
- قبل البدء في أداء صلاة العيد وذلك حتى لا يكون الفقراء في حاجة إلى السؤال، وإعطاء الصدقة بعد أداء صلاة فجر العيد أمر مندوب.
8_ من تجب عليهم
تجب صدقة الفطر بضابطين وهما:
9_ من لا يجوز عليهم
لا تكون صدقة الفطر واجبة على:
هل يجوز اخراج زكاة الفطر اول رمضان؟
اختلف العلماء في الإجابة عن ذلك السؤال وآرائهم تكون كالتالي:
1_ المذهب الحنفي
- يرى الإمام الحنفي أن صدقة الفطر لا تجب إلا بتحقق فجر اليوم الأول من العيد، ويسن إخراجها بعد أداء الصلاة.
2_ المذهب المالكي
- يرى الإمام المالكي أنه يجوز إخراج صدقة الفطر قبل الوقت لمحدد لها بيومين على الأقل.
3_ المذهب الشافعي والحنبلي
- يرى الإمام الشافعي والإمام الحنبلي أن صدقة الفطر تجب بمجرد أن تغرب شمس اليوم الأخير من الشهر الكريم رمضان.
4_ أراء وردت في تعجيل صدقة الفطر
يجوز أن يتم تعجيلها قبل دخول وقت وجوبها وهم:
هل يجوز إخراج زكاة الفطر أول رمضان نقداً؟
- هناك جانب من العلماء يرى أن مقدار زكاة الفطر لا يتحقق إلا بالقوت وهو ما نص عليه الرسول في الأحاديث.
- يوجد رأي أخر من العلماء بحسب العصر الحالي وهو يرى أنه من الجائز إخراج الصدقة في صورة مال مطلق، وذلك ورد عن الإمام الحنفي وطائفة من التابعين.
بعض المسائل الواردة في زكاة الفطر
هناك عدة مسائل وردت في شأن صدقة الفطر ولها أحكامها الخاصة وهي:
1_ حكم إعطاء صدقة الفطر لفرد واحد
- لا يوجد ما يمنع من إعطاء الصدقة لفرد واحد فهو جائز، وكذلك يجوز إعطائها لأكثر من فرد.
2_ حكم إعطاء صدقة الفطر للفقراء من الأقارب
- يمكن إخراج صدقة الفطر للفقراء والمساكين من الأقارب فهو أمر جائز بل ويفضل ذلك، وهذا يكون بسبب أن المسلم يقوم بالجمع بين فضيلتين وهما صلة الأرحام والصدقة، ولكن يشترط أن يكونوا في حاجة أكثر من الفقراء الآخرين، وكذلك ألا يكونوا من الأفراد التي تجب عليها النفقة.
في النهاية يمكن تمثيل زكاة الفطر بتدفق المياه النقية التي تروي جميع البشر، إذ أنها تزيد من أموال الغني وتبارك فيها بالإضافة إلى أنها تعمل على إدخال البهجة والسرور لقلوب كلاً المساكين والفقراء، لذلك حثنا الله العظيم على إخراجها ليلة العيد لزيادة فرحة الفقراء وإغنائهم في تلك الليلة السعيدة عن الطلب والسؤال وعند مساعدتهم تنعكس على الأغنياء بالبركة والبهجة، ويعم السرور والفرح على جميع المسلمين في تلك الأثناء.
