أدبياتتعليم

شعر عن الأب ربي يحفظه

شعر عن الأب ربي يحفظه من شأنه أن يكون تقدير بسيط للجهود التي يقوم بها الأب من أجل إسعاد أبنائه وتوفير حياة كريمة لهم، حيث يقضي الآباء حياتهم في الركض والعمل وذلك لتوفير جميع سبل الراحة للأبناء، وفيما يلي من خلال موقع البلد نقدم بعض الأشعار عن الأب ودوره العظيم في حياة أبنائه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون هذه الأشعار كافية لتوفي الأب حقه، فبعض التضحيات لا تقدر بثمن.

شعر عن الأب ربي يحفظه

بعض الديون لا يمكن سدادها، تعتبر هذه العبارة صائبة، وأكبر دليل يمكن تقديمه على صحة هذه العبارة هو دين الأبناء تجاه الأب، حيث إنه دين لا يمكن سداده في يوم من الأيام، فيعيش الأب يتكبد العناء لسنوات طويلة ليتمكن فقط من رسم البسمة على شفاه أولاده، وتوفير كل احتياجاتهم حتى دون أن يطلبوا ذلك، لذا نقدم شعر عن الأب ربي يحفظه فيما يلي:

1- قصيدة أبي لمحمود درويش

تعتبر هذه القصيدة من أهم القصائد عندما نتحدث عن شعر عن الأب ربي يحفظه، ويحاول الشاعر محمود درويش في هذه القصيدة وصف حجم التضحية التي يقوم الأب بتقديمها من أجل أبنائه، فالأب هو المسؤول الرئيسي عن تحقيق التكامل الأسري.

حيث إن وجود الأب على رأس الأسرة يعني توفير الرعاية والحماية اللازمة لكل أفراد الأسرة، ولا يمكن أن نحصر دو الأب في توفيره للمسكن والملبس والمأكل لأبنائه بل إن الأمر يتجاوز ذلك بكثير، فالأب دائمًا ما يقوم بتقديم الدعم المعنوي لأبنائه، كما أنه يشارك الأم في تربية الأبناء يد بيد.

غَضَّ طرفًا عن القمرْ

وانحنى يحضن التراب

وصلّى.. لسماء بلا مطر

ونهاني عن السفر

أشعل البرقُ أوديهْ

كان فيها أبي

يربي الحجارا

من قديم.. ويخلق الأشجارا

جلدُهُ يندفُ الندى

يدهُ تورقِ الشجرْ

فبكى الأفق أغنيه

كان أوديس فارسًا

كان في البيت أرغفهْ

ونبيذ، وأغطيه

وخيول، وأحذيهْ

وأبي قال مرة

حين صلّى على حجرْ

غُضَّ طرفًا عن القمر

واحذر البحر.. والسفر

يوم كان الإله يجلد عبدَهْ

قلت: يا ناس! نكفُر؟

فروى لي أبي.. وطأطأ زنده

في حوار مع العذاب

كان أيوب يشكرُ

خالق الجرحُ لي أنا

لا لميْت.. ولا صنمْ

فدع الجرح والألم

وأعِنّي على الندم

مرَّ في الأفق كوكبُ

نازلًا… نازلًا

وكان قميصي

بين نار وبين ريحْ

وعيوني تفكِّرُ

برسوم على التراب.

2- قصيدة الأب لقاسم حداد

إن قاسم حداد من أفضل الشعراء على الإطلاق في تاريخ البحرين، وذلك للخبرة الكبيرة التي يملكها هذا الشاعر من خلال عمله في المجال الأدبي، حيث عمل قاسم حداد في المكتبة العامة بداية من عام 1968 وحتى عام 1975، كما عمل في إدارة شئون الثقافة والفن بوزارة الإعلام منذ عام 1980.

من أهم قصائد قاسم حداد العاشق، وصمت يهجر، وعباءة الأرض، وغيرها من القصائد الهامة في تراث الشعر العربي، ونقوم فيما يلي بتقديم شعر عن الأب ربي يحفظه لقاسم حداد والتي حرص فيها على إيصال رسالة شكر لكل أب يضحي من أجل أبنائه، وذلك عبر السطور التالية:

ما الذي جاء بي؟

يا أبي

والقطارات مشحونة بالشجر

القطارات ذات الحديد الحزين

ستخطفني بغتة

في غموض المطر

ما الذي؟ يا أبي!

حطّني في الطريق إلى النهر

للناي يقتلني

كلما مَـرّ بي

يا أبي

ما الذي جعلَ العانسات البعيدات يشغفنَ روحي

ويغزلنَ، مثل الأغاني النحيلة،

قمصان قلبي

ويمسحن، مثل الهدايا،

جروحي

ويصقلن بي غربة المتعب

يا أبي

ما الذي جاء بي

نحو هذا النبيذ الغريب

كأنّ الجُسُور

وغيم البحيرات والشجر الحرّ

أرجوحة الغائب

ها أنا، بعد بحرين، تنتابني،

يا أبي

مثلَ برقٍ، بحارُكَ

فارأفْ بطفلكَ

واكتبْ له نجمةً في السديم،

كأنكَ خلقٌ له

خارجَ الكوكبِ

3- قصيدة وداعا أبي للشاعر محمد أبو العلا

يعتبر محمد أبو العلا من أهم الشعراء المصريين على مر العصور، كما أن قصيدته وداعًا أبي من أهم القصائد التي يتوجب علينا طرحها فيما يخص شعر عن الأب ربي يحفظه، وفي هذه القصيدة يوضح الشاعر الحزن الشديد الذي ينتاب جميع الأبناء عند فقد الأب.

حيث إن فقد الأب هو مصيبة لا يمكن تجاوزها بأي شكلٍ كان، حيث لا يمكن لأي ابن أن ينسى قدوته الأولى بالطبع فإن الأب هو القدوة الأولى لكل طفل، وفيما يلي نقدم قصيدة وداعًا أبي:

وَأَصْبَحْتَ طَيْفَاً بَعيدَ المَزارْ

وأُقْصِيتَ عَنَّا

فَلَمَّا فَقَدْناكَ ذاكَ النَّهارْ

وجُرِّدْتَ مِنَّا

أتينا إليْكْ

بَكَيْنا عَلَيْكْ

فَقَدْ كُنْتَ فينا كعصْفورِ أيْكْ

بِحُبٍ تَغَنَّى

وقَدْ كُنْتَ فينا مع الحُلْمِ حُلْمًا

معَ العُمْرِ عُمْرًا

معَ اللَّيْلِ بَدْرًا بهِ قَدْ فُتِنَّا

وَأَصْبَحْتَ طَيْفًا بَعيدَ المَزار

لَقَدْ كانَ يَوْمًا عَصيبًا عَلَيْنا

فَوا أسَفا حَيْثُ ضَاعَ الشَّبابْ

فَقَدْ كانَ كالشَّمْسِ ما إن تَبَدَّتْ

فَكَيْفَ تَوارَى

وفي الفَجْرِ غَابْ؟!

وَها صارَ كالحُلْمِ نَهْفوا إليهِ

فَنَلْقاهُ حَيْثُ انتهيْنا

سَرَابْ

وما كُنْتُ أَحْسَبُ أنَّ الليالي

سَتَغْتالُ نُدْمانَها والشَّرابْ

وأنَّ نُجومَ السَّما النَيْراتِ

سَتَهْوِى

ليَعْلو ذُراها التُّرابْ

 ويُصْبِحُ مَنْ كانَ يَمْشى الهُوَيْنا

يُحَلِّقُ كالطَّيْر

بَلْ كالشِّهابْ

ويَجْتاحُنا الحُزْنُ حتَّى كَأنَّا

كَفُلْكٍ

 تَرَامَتْ بطَامِى العَبَابْ

 وَدَاعًا أبي

 وَدَاعًا فللمَوْتِ جُرْحٌ عَمِيقٌ

 وَدَاعًا فللمَوْتِ ظُفْرٌ وَنَابْ

 ودَاعًا أبي وَلْتَنُلْ حَيْثُ تَرْقَى

 رَفيعَ الجِنانِ وحُسْنَ المَآبْ.

4- قصيدة ما كنت أحسب بعد موتك يا أبي

إن هذه القصيدة للشاعر أبو القاسم الشابي من أشهر قصائد رثاء الأب على مر العصور، لذلك يجب علينا ذكرها ونحن بصدد التحدث عن شعر عن الأب ربي يحفظه، حيث إن مصاب فقد الأب يعتبر أسوأ ما يمكن أن يصيب الإنسان على مدار حياته.

يعود الفضل دائمًا في كل ما يحققه الشخص في حياته من إنجازات إلى أبويه، وبالتحديد الأب الذي يمهد طريق الأبناء ويساعدهم على خطو خطواتهم الأولى، وفيما يلي نذكر بعض أبيات قصيدة ما كنت أحسب بعد موتك يا أبي:

ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك

يا أبي ومشاعري عمياء بأحزان

أني سأظمأُ للحياة وأحتسي

مِنْ نهْرها المتوهِّجِ النّشوانِ

وأعودُ للدُّنيا بقلبٍ خَافق

للحبِّ، والأفراحِ والألحانِ

ولكلِّ ما في الكونِ من صُوَرِ المنى

وغرائبِ الأهُواء والأشجانِ

 حتى تحرّكتِ السّنون، وأقبلتْ

 فتنُ الحياة بسِحرِها الفنَّانِ

 فإذا أنا ما زلتُ طفِلًا، مُولَعًا

 بتعقُّبِ الأضواءِ والألوانِ

 وإذا التشأوُمُ بالحياة ورفضُها

 ضرْبٌ من الُبهتانِ والهذيانِ

 إنَّ ابنَ آدمَ في قرارة نفسِهِ

 عبدُ الحياة الصَّادقُ الإيمانَ.

5- سألوني لمَ لم أرث أبي لأحمد شوقي

تأتي هذه القصيدة ضمن أهم قصائد الأب، وهي أحد قصائد الشاعر المخضرم أحمد شوقي، والذي لُقب بأمير الشعراء، وقد قضى هذا الشاعر جزء كبير من حياته في فرنسا حيث أرسله الخديوي توفيق لدراسة الحقوق بالخارج، ثم عاد بعدها ليكتب التاريخ عن طريق أشعاره التي ستظل خالدة، ونذكر أبيات قصيدة سألوني لمَ لم أرث أبي فيما يلي:

سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي

وَرِثاءُ الأَبِ دَينٌ أَيُّ دَين

أَيُّها اللُوّامُ ما أَظلَمَكُم

أَينَ لي العَقلُ الَّذي يُسعِدُ أَين؟

يا أَبي ما أَنتَ في ذا أَوَّلٌ

كُلُّ نَفسٍ لِلمَنايا فَرضُ عَين

هَلَكَت قَبلَكَ ناسٌ وَقُرى

وَنَعى الناعونَ خَيرَ الثِقَلَين

غايَةُ المَرءِ وَإِن طالَ المَدى

آخِذٌ يَأخُذُهُ بِالأَصغَرَين

وَطَبيبٌ يَتَوَلّى عاجِزًا

نافِضًا مِن طِبَّهُ خُفَّي حُنَين

إِنَّ لِلمَوتِ يَدًا إِن ضَرَبَت

أَوشَكَت تَصدَعُ شَملَ الفَرقَدَين

تَنفُذُ الجَوَّ عَلى عِقبانِهِ

وَتُلاقي اللَيثَ بَينَ الجَبَلَين

وَتَحُطُّ الفَرخَ مِن أَيكَتِهِ

وَتَنالُ البَبَّغا في المِئَتَين

أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنا

لَقِيَ المَوتَ كِلانا مَرَّتَين

نَحنُ كُنّا مُهجَةً في بَدَنٍ

ثُمَّ صِرنا مُهجَةً في بَدَنَين

ثُمَّ عُدنا مُهجَةً في بَدَنٍ

ثُمَّ نُلقى جُثَّةً في كَفَنَين

ثُمَّ نَحيا في عَلِيٍّ بَعدَنا

وَبِهِ نُبعَثُ أولى البِعثَتَين

اِنظُرِ الكَونَ وَقُل في وَصفِهِ

كُلُّ هَذا أَصلُهُ مِن أَبَوَين

فَإِذا ما قيلَ ما أَصلُهُما

قُل هُما الرَحمَةُ في مَرحَمَتَين

فَقَدا الجَنَّةَ في إيجادِنا

وَنَعِمنا مِنهُما في جَنَّتَين

وَهُما العُذرُ إِذا ما أُغضِبا

وَهُما الصَفحُ لَنا مُستَرضِيَين

لَيتَ شِعري أَيُّ حَيٍّ لَم يَدِن

بِالَّذي دانا بِهِ مُبتَدِأَين

وَقَفَ اللَهُ بِنا حَيثُ هُما

وَأَماتَ الرُسلَ إِلّا الوالِدَين

ما أَبي إِلّا أَخٌ فارَقتُهُ

وُدُّهُ الصِدقُ وَوُدُّ الناسِ مَين

طالَما قُمنا إِلى مائِدَةٍ

كانَتِ الكِسرَةُ فيها كِسرَتَين.

تعتبر هذه القصيدة معبرة عن الحزن الشديد الذي يصيب جميع أفراد الأسرة بعد فقد الأب، حيث إن الأب هو قبطان السفينة وقائد الأسرة، ويمثل العمود الفقري الذي تقوم عليه الأسرة، حيث يستند عليه كل أفراد الأسرة في وقت الأزمات، فهو بمثابة درع يحمي كل أفرادها.

لا يمكن أن نوفي الأب حقه من خلال بعض الأبيات الشعرية، حيث إن الأب له دور لا يمكن تقييمه بما تحوي الدنيا من كنوز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى