الفرق بين البرق والرعد والصاعقة حتى يمكن إدراكه يجب أن نعرف كيفية حدوثهما، فهم ظواهر طبيعية تحدث في فصل الشتاء، لكلا منهم مفهومه الخاص، ولكن البرق والرعد ظاهرتان متلازمتان في الحدوث ومرتبطين ببعض ارتباطًا وثيقًا باختلاف الصاعقة؛ لذلك سوف نوضح الفرق بين البرق والرعد والصاعقة من خلال موقع البلد.
الفرق بين البرق والرعد والصاعقة
تعد تلك الظواهر من الظواهر الخطيرة والتي تحدث في فصل الشتاء، أثناء، تساقط الأمطار ودائما ما يطرح سؤال أيهما تسبق الأخرى.
الحقيقة أن ظاهرة البرق تحدث أولًا ثم تحدث ظاهرة الرعد بعد ثوانى سريعة وقد تم ذكر تلك الظاهرتين في القرآن الكريم فقال الله تعالى (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيْكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) [ سورة الروم:24]
وحتى يمكننا معرفة الفرق بينهما يجب أن نقوم بشرح كل ظاهرة على حدي.
1- ظاهرة البرق
هي من الظواهر الكونية التي تحدث في فصل الشتاء عندما تمتلئ السماء بالغيوم والسحاب الكثيف، حيث يصطدم السحاب الذي يحتوي شحنات سلبية مع سحاب آخر يحتوي على شحنات موجبة وفي بعض الأحيان تكون السحابة الواحدة بها شحنات إيحابية وأخرى سالبة.
عند اصطدام الشحنات الموجبة أو السالبة سواء من سحابتين مختلفتين أو فى نفس السحابة يحدث ما يسمى بالتفريغ الكهربائي عندها ينتج ضوء، قوي أو شرارة ضوئية تظهر في السماء.
بعد ظهور هذا الضوء نسمع صوت قوي وهو صوت الرعد، وقبل أن ننتقل لشرح ما هو الرعد نريد أن ننوه أن البرق يحدث نتيجة التفريغ الذي يحدث بين جزيئات السحابة الواحدة أو سحابتين تحملان شحنات مختلفة لأن ما يحدث من تفريغ شحنات من السماء للأرض يسمى الصاعقة وهي ما سوف نقوم بشرحه لاحقا.
هناك عدة أنواع من البرق هما:
- البرق الذي يحدث بين السحب: يحدث هذا النوع نتيجة انتقال الشحنة السالبة في أحد السحب إلى سحابة أو غيمة أخرى وهذا النوع لا يكون مرئي للأرض.
- البرق من الأرض إلى السحب: يحدث ذلك النوع عندما يحدث تفريغ للشحنات السالبة التي توجد في إحدى الغيمات على سطح الأرض ثُم ينتقل من الأرض إلى السماء.
- البرق الوشاح: سُمى بذلك لأنه ينتقل في أكثر من مكان ويكون السبب في حدوثه الرياح والعواصف الرعدية.
- البرق الكروي: سُمى بذلك الاسم لأنه يكون على شكل كرة منيرة تظهر في السماء تظل للحظات ثُم تختفي.
هناك أيضًا أنواع أخرى كثيرة من البرق (البرق الشريطي، البرق المتفرع، البرق الحراري، البرق الصاروخي، البرق الموجب، البرق الخرزي، البرق المتقطع، برق النفاثات الزرقاء).
2- ظاهرة الرعد
تلك الظاهرة كما أوضحنا هى الظاهرة الملازمة لحدوث البرق وتحدث بعد البرق بثواني قليلة؛ في الكثير من الأحيان ما نلاحظ أن الرعد يكون صوته منخفض وفي أوقات أخرى نجده قوي نوعا ما وأحيانًا يكون قوي جدا لدرجة أنه يكون مخيف وقد نشعر أن جدران المنزل تهتز من قوته.
نتساءل ما هو السبب وراء ذلك، في حقيقة الأمر الاختلاف نابع من اختلاف قوة الاصطدام بين السحاب، فعندما يكون البرق قد حدث بين الجزيئات الموجبة والسالبة في نفس السحابة يكون الرعد صوته منخفض نوعا ما.
على عكس ما يحدث عندما تصطدم سحابتين بشحنات مختلفة كما تختلف قوة الاصطدام على حسب سرعة السحاب ومكان حدوث الاصطدام.
يتم تعريف الرعد من الناحية الفيزيائية بأنه ارتفاع مفاجيء في درجة الحرارة والضغط الموجود في الهواء يحدث عن هذا التغير، المفاجيء تمدد في جزيئات الهواء يعمل هذا التمدد على إنتاج موجات صوتي مفاجئة وهذا هو صوت الرعد.
بعض العلماء يؤكدون أن تلك الظاهرتين تحدثان في نفس التوقيت والسبب في أننا نرى البرق أولًا ثم الرعد هو أن الضوء أسرع من الصوت لذلك نرى البرق أولا ثم نسمع الرعد مباشرة بعده.
3- ظاهرة الصاعقة
لتوضيح الفرق بين البرق والرعد والصاعقة يجب أن نوضح أن البرق يختلف عن الصاعقة فهو أخطر بكثير من البرق فيقول الله سبحانه وتعالى (فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ) [ الذاريات: 44]، فهي عبارة عن تجمع الشحنات السالبة التي تنجذب إلى شحنات موجبة على الأرض وغالبا ما يكون ذلك المكان أحد المرتفعات، فعندما تقترب تلك الشحنات السالبة إلى الأرض تحدث الصاعقة.
تُعد الصواعق من أخطر الظواهر الطبيعية الكونية، وإذا أصابت الإنسان فتتسبب في موته على الفور وحتى تتخيل مدى قوة الصاعقة عليك أن تعرف أن درجة حرارة الشمس تصل إلى 5500 C ودرجة حرارة الصواعق تصل إلى 30000 C بمعنى أنها ست أضعاف درجة حرارة الشمس.
كانت أخر صاعقة في الهند وضربت حوالي 23 منطقة متفرقة وقد قضت على 38 شخص حرقًا وتسببت في إصابة آخرين بحروق، وهناك أنواع من الصواعق:
1- الصواعق الخطية
يستمر ذلك النوع حوالي نصف ثانية حتى ثانية ونصف، وتصل شدتها إلى مئات الكيلو أمبير.
2- الصاعقة المسطحة
تكون صاعقة غير قوية، فهي تحدث بين السحاب ولا تصل إلى الأرض في أغلب الأحيان وتظهر في السماء بلون احمر يميل إلى البرتقالي.
الصاعقة الكروية تُعد من أكثر الصواعق خطورة وتستمر لمدة دقائق ويحدث على أثرها الكثير من الكوارث على الأرض.
3- الصاعقة النقطية
لا يكون لها ضرر بالغ وتحدث بصورة وميض يُضيء في السماء ويظل لفترة طويلة.
4- الصاعقة الشوكة
يقترب هذا النوع من البرق ولكنه يكون محددة بشكل واضح فهي تظهر على شكل خط يُنير في السماء.
5- الصاعقة الكرة
يُعد هذا النوع من الأنواع الخطيرة، لأنها قد تسبب الأذى خاصة في الأماكن المرتفعة، ويظهر هذا النوع في صورة كرة مُضيئة.
مخاطر البرق والرعد
استرسالًا لما عرضناه عن الفرق بين البرق والرعد والصاعقة إن عندما تم ذكر البرق والرعد في القرآن الكريم ذكر الله سبحانه وتعالى الشعور بالخوف كما ذكر الأمل والطمع فى كرم الله سبحانه وتعالى ويطمئن الله سبحانه وتعالى الإنسان في آياته فيقول عز وجل:
(وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) [سورة الروم: 24].
يعد البرق من الظواهر الخطرة التي إذا أصابت شيء ضرته فإذا ضرب البرق شجرة ما يؤدي ذلك إلى إنفجار الشجرة بسبب حدوث انفجار بخار الماء الذي يتواجد بداخل جذع الشجرة .
كما أن تعرض التربة الرملية للبرق يؤدي إلى تشكيل هياكل أنبوبة نتيجة ذوبان البلازما المحيطة بالتربة.
الأدعية التي أوصانا بها الرسول عند رؤية البرق وسماع الرعد
تم توضيح الفرق بين البرق والرعد والصاعقة في القرآن الكريم، فيوضح أن البرق عندما يحدث ينزل إلى 50 متر ويقترب من الأرض ولذلك يُعد من السهل أن يتم تركيب موانع تمنع ضرر البرق، على عكس الصاعقة حيث لا يُمكن تركيب أي حواجز لمنعها فلقد قال الله سبحانه وتعالى عنها (فيرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) وهذا ما تم تأكيده من قبل علماء الفيزياء.
لما في الرعد والبرق من ضرر ونفع فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالدعاء في ذلك الوقت فهي من الأوقات المستجاب الدعاء فيها بإذن الله ومن أفضل الأدعية التى دعا بها الله سبحانه وتعالى:
- اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت.
- اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا.
- اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين،
- اللهم اسقينا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار.
- سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ثم يقول إن هذا لوعيد لأهل الأرض شديد.
الكون مليء بالظواهر الكونية التي نقف أمامها لنتعجب من قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته، والبرق والرعد من إحدى تلك الظواهر التي تُسبب الخوف والعب للكثير من البشر فرغم جمال السماء عندما ينشق النور بداخلها إلا أن لها هيبة تجعلنا نشعر بعظمة الخالق سبحانه وتعالى.
