معلومات عن حرب القرم
معلومات عن حرب القرم قد تفيدك لمجاراة الأحداث الجارية تلك الأيام، فما يجري في يومنا هذا يستلزم الإحاطة بكل ما يخص الموضوع حتى ولو جرى منذ سنين، وهذا ما سنقدمه لك بينما نعرض معلومات عن حرب القرم من خلال موقع البلد.
معلومات عن حرب القرم
عبارة عن حرب حدثت في شبه جزيرة القرم عام 1853 ميلاديًا في شهر أكتوبر، حيث أنها استمرت إلى عام 1856 ميلاديًا في شهر فبراير، ونجد أن دولة روسيا كانت موجودة في أطرافها، ودولة تركيا وبريطانيا موجودين في الطرف الآخر.
سردينيا قامت بالدخول إلى الحرب مع القوات المتحالفة ضد دولة روسيا، وتم هذا الدخول في شهر يناير “كانون الثاني”، حيث كان السبب الرئيسي للحرب هو قيام روسيا بالعدوان على دولة تركيا.
فقامت روسيا بطلب فرض حمايتها على جميع الممتلكات الأرثوذكسية الخاصة بالسلطان العثماني، كما حدثت أيضًا بسبب الصراع الروسي الفرنسي من أجل الحصول على جميع امتيازات الكنائس الأرثوذكسية الروسية.
تتواجد الكنائس الأرثوذكسية في المناطق المقدسة لدولة فلسطين، وذلك ما جعل القوات الأوروبية تقوم بالتحالف من أجل صد العدوان الروسي، ونجد أن القوات البحرية الخاصة بروسيا تم تدميرها في البحر الأسود في عام 1854 ميلاديًا.
ثم بعد ذلك قامت القوات الأوروبية بالسيطرة على مدينة سيباستوبول وذلك في عام 1855 ميلاديًا وذلك بعد حصار دام لفترات طويلة.
أسباب حرب القرم
تعد أسباب حرب القرم من العوامل التي تتعلق بالدين، وذلك لكونها كانت تدافع عن الأماكن المقدسة الموجودة في القدس، ونستنتج من ذلك أن الأماكن المقدس كانت جزءًا لا يتجزأ من الديمقراطية العثمانية الإسلامية.
حيث إنها كانت موطن لليهود والطوائف المسيحية، فحاولت الطوائف المسيحية السيطرة على تلك الأماكن المقدسة، ونجد أن الطوائف المسيحية انقسمت إلى طائفتين هما الطائفة الأرثوذكسية الشمالية أيضًا الطائفة الكاثوليكية الرومانية.
سبب هذا الانقسام هو عدم قدرتهم على التعاون معًا، وذلك لأن كل منهما أراد أن يتولى السيطرة على الأماكن المقدسة، وحدث هذا الانقسام عام 1690 ميلاديًا.
لكن قام السلطان العثماني بمنح السلطة إلى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية من أجل فرض سيطرتها على جميع الكنائس الموجودة في الناصرة وأيضًا بيت لحم والقدس، وفيما يلي بعض من الأحداث التي كانت عامل في قيام الحرب.
معاهدة فرنسا وتركيا
إكمالًا لتوضيح معلومات عن حرب القرم، ننتقل هنا إلى معاهدة هامة، حيث تم إبرام معاهدة فرنسية تركية عام 1740 ميلاديًا، قانونها هو أن الرهبان الكاثوليك يجب عليهم القيام بحماية جميع الأماكن المقدسة، وسبب القيام بتلك المعاهدة هو الرغبة القوية في حماية المسيحيين وأيضًا من أجل أن يستطيعون أن يقوموا بتأدية الحج في القدس.
لكن بالرغم من ذلك إلا أنه لم يكن هناك أعداد كبيرة ومن الطوائف الكاثوليكية، فقد كان أكبر الانتماءات تعود للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، ولذلك تم نقل سلطة حماية الأماكن المقدسة للرهبان الأرثوذكس.
ذلك ما جعل روسيا تتحمل على عاتقها مسؤولية حماية الكنيسة الأرثوذكسية، حيث كان حاكم روسيا في ذلك الوقت هو القيصر نيكولاس الأول، والذي كان يعتقد أنه يقوم بلعب الدور المخصص لقائد الكنيسة الأرثوذكسية كتنفيذ لرغبة الله.
خلال عام 1847 ميلاديًا عام 1884 ميلاديًا حدثت العديد من الاشتباكات بين الطوائف الكاثوليكية والطوائف الأرثوذكسية في منطقة القدس، وأيضًا حدثت صراعات بين فرنسا وروسيا في تركيا.
قامت فرنسا بالسيطرة على الأماكن المقدسة في القدس عام 1852 ميلاديًا، تم ذلك في الوقت الذي قامت فيه بالاقتراح أن تكون السلطة على الأماكن المقدسة الخاصة بكلًا من الكاثوليك والأرثوذكس مشتركة.
مما جعل الروس يعتبرون هذا الأمر تحديًا قويًا لهم، كما رأى القيصر الروسي أن دولة تركيا يتوالى وقوعها تحت السلطة الأجنبية، مما جعل الروس يقومون بوضع هدف لهم وهو أن يقوموا بالسيطرة على الشرق الأدنى، وذلك من أجل أن يتوسعوا فيه وتم ذلك الأمر تحت قيادة القيصر نيكولاس.
حيث قام رئيس الوزراء البريطاني الملقب باسم أبردين بمساعدة القيصر، ذلك ما جعل القيصر نيكولاس يقوم بالاقتران على رئيس الوزراء بأن يقومون بتقسم تركيا، ولكن لم يستجيب رئيس وزراء بريطانيا لهذا الأمر.
بعثة مينشيكوف
من ضمن المعلومات الهامة التي ذكرت عن حرب القرم هي بعثة مينشيكوف، وذلك جعل روسيا تقوم ببعث مينشيكوف إلى القسطنطينية عام 1853 ميلاديًا، ويكون مينشيكوف هو عبارة عن جندي دبلوماسي يقوم بقيادة بعثة من أجل أن يجبر السلطان على التنازل عن روسيا.
ذلك ما جعل مينشيكوف يقوم باتهام المسؤولين العثمانيين بأنهم يقومون بظلم المسيحيين الأرثوذكسيين، كما يقومون بمعاملتهم بطرق وحشية وسيئة، وأن على دولة تركيا ودولة روسيا أن تقوم بعمل اتفاق رسمي يضمن للمسيحيين الأرثوذكسيين بأنهم سوف يتعاملون معاملة حسنة وطيبة.
من خلال القيام بإنشاء محمية تسمى بالمحمية الروسية الأرثوذكسية على الأرض العثمانية، وذلك ما جعل السلطان يقوم باستدعاء القوة الأوروبية من أجل أن تحميه من انتهاكات روسيا له، وهذا بسبب شعوره بالخوف من التهديدات التي تقوم بها روسيا تجاهه.
أدرك مينشيكوف بعد ذلك أنه فشل في تحقيق الهدف الذي كان يسعى له، مما جعله يعود إلى سانت بطرسبرغ، حيث قام بمراسلة القيصر عن أن السلطة الروسية تعرضت للفشل وأن السلطة البريطانية قامت برفض طلب القيصر، وذلك ما جعل القيصر يشعر بالعار.
مما جعله يرغب في معرفة قوة السلطان العثماني وقوة بريطانيا عندما يقوم بعمل تعديلات روسية، حيث قامت روسيا بغزو مولدافيا وأيضًا الأشيا في عام 1853 ميلاديًا.
ذلك لأن نيكولاس لم يكن متوقع أن بريطانيا تعاند، وهذا بسبب عدم وجود توافق بيم تركيا وبريطانيا، ولهذا قام بإجبار تركيا على تقديم ضمانات بأنها لن تقوم بتعريض المسيحيين الأرثوذكس للخطر.
لكن لم يكن يعرف القيصر أن غزو تركيا سوف يؤثر بشكل كبير على السلام الأوروبي، مما جعل النمسا تشعر بالخطر بسبب عبور الروس من خلال نهر الدانوب، وهذا ما سبب القيام بالحرب.
اندلاع حرب القرم ومجرياتها
قامت النمسا ودولة فرنسا وأيضًا بريطانيا بالإعلان عن الحرب ضد روسيا في عام 1853 ميلاديًا من شهر أكتوبر، وذلك ما جعل الأسطول الروسي يقوم بتدمير سربًا بحريًا خاص بتركيا في البحر الأسود في شهر نوفمبر.
حيث قامت بريطانيا بدعم تركيا من أجل أن تضمن أن تجارتها مؤمنة حتى تصل إلى الهند بسلام، وذلك من خلال القيام بالمحافظة على النظام العثماني من خطر التعرض للانهيار.
لكن فرنسا أرادت كل الوقت أن تدمر روسيا، وذلك لكونها تعرضت للهزيمة في عام 1812 ميلاديًا، مما جعلها تطالب روسيا بأن تقوم بالانحسار داخل الأراضي الدانوبية.
حيث إنها أعطتها مهلة إلى آخر شهر مارس من أجل أن تقوم بالخروج من الدانوب، وبالفعل استجاب القيصر إلى هذا الطلب، ولكن نجد أنه كان يقوم بخداعهم، وذلك ما جعل الجيش الخاص بالقوات المحالفة أن يقوم بالتوجه إلى الساحل البرتغالي من أجل أن يقوم بتعديل استراتيجيته.
مما جعل القوات النمساوية تقوم بعمل حاجز قوى بين المقاتلين، ونجد أن الحلفاء قاموا باتباع الخطة المشابهة لهم والتي تهدف إلى الهبوط على شبه جزيرة القرم من أجل الهجوم على القوات الروسية.
نهاية حرب القرم
قامت روسيا تتقبل فكرة هزيمتها في عام 1856 ميلاديًا من شهر يناير، مما جعلها تقوم بالسعي نحو تحقيق السلام، وذلك ما جعلها تفقد أكثر من 500 ألف جندي، بسبب تعرضهم للمرض وعدم تناولهم الأغذية المفيدة والصحية.
كما تعرض اقتصادها للدمار، ولم تمتلك الإمكانيات المطلوبة من أجل القيام بتصنيع الأسلحة المتطورة، حيث إنه في عام 1856 ميلاديًا من شهر مارس عقدت هدنة السلام على أرض مدينة باريس.
كان الهدف منها هو القيام بتهدئة روسيا والقيام بتوحيد ألمانيا، حيث تم الحفاظ على الحكم التركي العثماني في عام 1914 ميلاديًا، واستنتجت هذه الحرب أن بريطانيا تتمتع بقوة هائلة، كما أثبتت أن لها أهمية كبيرة في النزاعات العالمية.
بالرغم من ذلك لم تهدأ العلاقات الأوروبية الشرقية بعد حرب القرم، وذلك لأن الإمبراطور الروسي الملقب بألكسندر الثاني الذي جاء بعد القيصر نيكولاس عام 1855 ميلاديًا في شهر مارس.
رغب في القضاء على الجهل الروسي لأنه يتمتع بالتخلف، حتى تقدر روسيا على منافسة جميع الدول الأوروبية التي تتمتع بالقوة في المستقبل.
تتميز حرب القرم بكونها من أقوى الحروب التي حدثت على مر العصور، كما أنها كانت تتمتع بالقوة الدينية، ولذلك يجب أن نتعرف عليها جميعًا لكونها من أهم الأسس التي تم طرحها في التاريخ.