هل الدعاء مستجاب في ليلة القدر ؟ ، إن شهر رمضان هو أحد الأشهر المباركة التي ينتظر المجتمع الإسلامي بكافة أطيافه من سنة إلى أخرى، ويبدأ كل فرد مسلم في التخطيط إلى كيفية قضاء هذا الشهر في العبادة والتقرب إلى الخالق، ومن أهم ليالي رمضان هي ليلة القدر التي ينتظرها المسلمون بكل اشتياق، وسوف نجيب اليوم من خلال موقع البلد عن السؤال هل الدعاء مستجاب في ليلة القدر ؟ .
كما يمكنك التعرف على ما هي كفارة النذر؟ وأنواع النذر ووجوب الكفارة وشروط الناذر والمنذور وكفارة النذر بالصيام عبر الاطلاع على هذا الموضوع: ما هي كفارة النذر؟ وأنواع النذر ووجوب الكفارة وشروط الناذر والمنذور وكفارة النذر بالصيام
هل يستجيب الله الدعاء في ليلة القدر
دائمًا ما يشغل بالنا عند اقتراب ليلة القدر تساؤل هل يستجيب الله إلى ما ندعوه به؟ وكيف نجد تلك الاستجابة؟ وهل هناك خطوات محددة لابد أن نتبعها؟ تلك التساؤلات هي ما نطرحه ونجيب عنه أيضًا في مقالنا اليوم.
حيث أن جميعنا بلا استثناء نعرف أن الدعاء له قدر كبير في تغيير القدر، وهو الطريقة الأهم التي نتعبد بها إلى الخالق عز وجل، فإذا كان الدعاء له هذا القدر من الأهمية في الأوقات الطبيعية فإن له أضعاف تلك الأهمية في ليلة القدر.
فنحن ندعوا الله في هذه الليلة من قلوبنا فهي مناجاة بين العبد وربه، يشعر الفرد معها بحالة من السلام النفسي حيث يستشعر أنه في معية الله سبحانه وتعالى.
لهذا فإن تجليات ليلة القدر لا تنعكس فقط على استجابة الدعاء ولكنها تظهر على الفور في مقدار الطاقة الإيجابية والحالة الروحانية التي يجدها الفرد في قرارة نفسه.
تلك الحالة الساحرة التي تجعل الفرد ينشغل عن همومه ويرتكز فقط على تلك الهالة التي تحيط بروحه، كل تلك المظاهر يشعر بها الفرد في ليلة القدر فهي ليلة من الليالي التي لا يتم تعويضها في حياة الفرد.
ونرشح لكم فضل الاستغفار في استجابة الدعاء وأدعية الاستغفار وصيغتها من خلال الاطلاع على هذا الموضوع: فضل الاستغفار في استجابة الدعاء وأدعية الاستغفار وصيغها
ما هي ليلة القدر ؟
إن ليلة القدر هي ليلة ذات مكانة عظيمة في الإسلام حيث أنها هي الليلة التي أتى ذكرها في القرآن الكريم وميزها بأنها الليلة الأكثر خير من ألف شهر، حيث تحيط الملائكة بالأرض وتتنزل فيها حالة من السلام والهدوء النفسي والروحاني.
وبسبب المكانة الكبيرة التي حدثتنا عنها الأحاديث النبوية الشريفة وكذلك آيات القرآن الكريم أصبح المسلمين في جميع دول العالم يترقبون تلك الليلة ويعدون قائمة بكل ما يتمنوه من الخالق سبحانه حيث يرجوا الجميع في تلك الليلة الاستجابة.
شروط استجابة الدعاء في ليلة القدر
ولكن لكي نحصل على ما نرجوا من الله ونجد الاستجابة التي نأمل بها لجميع الدعوات التي نرفع أيدينا بها إلى المولى، لابد من اتباع بعض الشروط الهامة عند الدعاء ومن أهمها:
- التأدب مع الخالق سبحانه وتعالى كما يجب أن يبدأ دعائنا باستمرار بحمد الله على كل ما وجدناه من فضله وكرمه على العباد، ثم نبدأ في امتداح صفاته العليا المباركة، ثم نقوم بالصلاة على رسولنا الكريم.
- أن يكون الفرد على يقين بأن الله قادر على تحقيق كل ما يريد، حيث يجب أن يحسن الفرد ثقته بربه وأن يكون متيقن من حدوث الاستجابة.
- ولكن هذا الشعور باليقين لا يمنع أن يكون الفرد في حالة من الخشوع التام والخضوع لإرادة الله وكذلك أن يكون متضرع إليه.
- عدم الملل من تكرار الدعاء، حيث أن الله سبحانه وتعالى يحب أن يسمع دعاء جميع عباده إليه، ويحب أن يكون عبده لحوح في دعائه بما يتمنى.
- ألا يتعجل الفرد استجابة دعائه وأن يكون مخلص في دعائه بكل أحلامه ورغباته مهما كانت صعبة المنال.
- يجب أن يكون دعاء الفرد كله بالخير والصلاح وأن يطلب من الله ما شاء من متاع سواء في الدنيا أو الأخرة ولكن لا يجب أبدا أن يدعوا بشر أو بأي من الأشياء المحرمة بأي شكل من الأشكال.
- لا يجب أن يتحرى الفرد أي قيود أثناء دعائه مثل الدعاء بشكل معين أو محاولة التقيد باللغة العربية الفصحى، حيث أن كل ذلك لا قيمة له، يجب أن يكون الدعاء نابع من القلب دون أي قيود أخرى.
طريقة الدعاء في ليلة القدر
ليس هناك طريقة معينة يتبعها الفرد عند دعائه في ليلة القدر ولكن يجب عليه أن يحاول أن يكون دعاؤه بصوت هادئ ساكن دون أن يكون جهوري، حيث أن هذا السكون في الصوت يشعر معه الإنسان بإرتفاع الحالة الإيمانية وتجعله يجد مزيد من الخشوع.
موعد ليلة القدر
متى ينتظر الفرد المسلم ليلة القدر ؟ لا يوجد قول قاطع بشأن اليوم الذي تكون خلاله ليلة القدر، ولعل ذلك يكون حكمة إلهية لتشجيع كل مسلم على الاجتهاد بكل الطاعات طوال شهر رمضان.
ولكن هناك بعض المعلومات التي أخبرنا بها الرسول صلوات الله وسلامه حيث أكد أنها تقع في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وبالتحديد في الثلث الأخير من رمضان، كما أشار رسولنا الكريم أن تلك الليلة تكون ليلة فردية أي أنها تقع بين ليلة 21 إلى ليلة 29 من رمضان.
وعلينا خلال تلك الأيام العشر أن نحرص على كل ما يمكن أن يجعلنا أقرب إلى الله من العبادات، مثل إخراج الصدقات و أداء الصلاة في أوقاتها وإطعام الطعام وأهم عبادة هي قيام الليل من خلال الصلاة والتسبيح والصلاة على النبي والدعاء، كل تلك تعتبر من مظاهر التعبد التي تجعلنا أقرب إلى الاستجابة.
ومن هنا نتعرف على سبب نزول سورة القيامة وفضلها وسبب تسميتها والاعجاز العلمي في سورة القيامة : سبب نزول سورة القيامة وفضلها وسبب تسميتها والإعجاز العلمي في سورة القيامة
دلالات ليلة القدر
هناك مجموعة من الدلائل التي أشارت إليها الأحاديث النبوية الشريفة، تلك الدلائل من شأنها أن تؤكد للفرد إذا كانت تلك الليلة هي ليلة القدر أم لا ومن بينها ما يلي:
- أن نجد الشمس في صباح اليوم الذي يتبع ليلة القدر بدون أي أشعة تتسبب في إجهاد العين، بل إننا نستطيع أن ننظر إلى الشمس دون أن يتسبب ذلك في إرهاق حاسة البصر لدينا.
- كما أن القمر الذي يراه الفرد في هذه الليلة يكون منتصف غير كامل.
- ومن أهم مظاهر ليلة القدر هو اعتدال الحالة الجوية بها حيث لا يميل الطقس إلى البرودة أو إلى الحرارة، حيث أنها ليست حالة من الصفاء في نفوس البشر فقط بل في حالة الطقس وفي الهالة المحيطة بعموم الأجواء على الأرض.
- يجد الإنسان أن السماء صافية دون وجود أي شهب كما تجد أن إضاءة السماء ساطعة على غير ما يعتاده الإنسان في الأيام الطبيعية.
- وآخر تلك المظاهر ولعلها أهمها هو شعور الفرد بنوع من الراحة والطمأنينة في نفسه، وهي حالة من السلام لا يجدها الفرد بشكل اعتيادي منتظم فهي حالة خاصة بتلك الليلة العظيمة لما لها من فضل ومكانة خاصة في ديننا الحنيف.
وبذلك يكون من الواجب على كل مسلم أن يعمل قصارى جهده من أجل أن يبلغنا الله سبحانه وتعالى هذه الليلة، التي بفضلها يستجيب الله لنا ويتحقق خلالها لكل فرد ما يتمنى، ولكن علينا دائمًا أن نكون ذوي ظن حسن بخالقنا فهو وحده من يمن علينا بكرمه ولطفه.