تعليم

حوار بين الشمس والقمر

حوار بين الشمس والقمر منذ أن قام الله بخلق الأرض وكل ما يوجد عليها، كان هناك نظام دقيق تسير عليه الأرض وباقي الخلائق بدون فوضى أو اختلاط، فالأرض عبارة عن كوكب تعيش عليه البشرية، والذي له نظامين متعاقبين خلقهم الله وهما النهار والليل، فالقمر يستمد ضوئه من الشمس التي تشرق بنورها خلال وقت الصباح، وفي أحد الأيام دار حوار بين الشمس والقمر عند غروب الشمس وكان كالتالي عبر موقع البلد .

حوار بين الشمس والقمر

بدأ الـ حوار بين الشمس والقمر كالتالي:

  • الشمس: مرحباً كيف حالك أيها القمر؟
  • القمر: مرحباً بك عزيزتي، أشعر بالفخر للقائك يا أصل النور ورمز العطاء.
  • الشمس: أرى أنك قمت بالمجيء في وقت مبكر لكوكب البشر في هذا المساء، ما هو السبب وراء ذلك؟
  • القمر: أصبتِ عزيزتي، أنا أتيت مبكراً لأني أقوم بالاستعداد، وتجهيز نفسي حتى أقوم بدورتي الجديدة، وذلك لأن الله العظيم خلقني بعدة أنماط، ففي بداية الشهر أكون هلالاً، وبمرور القليل منه أكون تربيع أول، وبحلول منتصف أكون بدراً، ومن ثم أصبح تربيع ثانِ.
  • القمر: وفي نهاية الشهر ينتهي بي الحال لأكون محاقاً، وعلى تلك الحالة خلقني الله تعالى.
  • الشمس: ما أروعك يا عزيزي، فإنك حتى تضيئ للبشرية عتمة الليل، تهلك نفسك طوال الشهر.
  • القمر: مع ذلك أنت أفضل مني يا عزيزتي بكثير، وذلك لأنكِ تقومي بحرق نفسك في صباح كل يوم، حتى ينير الضوء للناس في الصباح، حتى يتمكنوا من مزاولة أعمالهم، والقيام بنشاطاتهم اليومية.
  • القمر: لقد قمتي بتعليمي الكثير عزيزتي، لقد علمتني الكرم والعطاء، لأنك أنت أصل الضياء والنور لكل من في هذا الكون ولي، فلولا وجودك لما أصبحت أنا موجود، فتلك حكمة الله العظيم.
  • الشمس: هذا صحيح يا عزيزي، فأنا أحرص دائماً على إطاعة ربي فأنا مخلوقه لطاعته وفعل ما أمرني به، ولقد أمرني الله العظيم بالإشراق للبشر، من ناحية الشرق كل يوم إلى يوم الدين، حتى تأتي الساعة فوقتها أخرج من جهة الغرب وهي واحدة من علامات الساعة الكبرى.
  • القمر: أعلم هذا ولكن عندي سؤال، وهو لماذا لا تقومي بالإشراق للبشر طيلة اليوم، فمن طبائع الإنسان محبة النور ومقت الظلام؟
  • الشمس: لأن الله خلق النهار للمعاش، وخلق الليل للفراش يا صديقي، بمعنى أن جميع البشر في الليل يقوموا بالخلود إلى النوم، وبذلك لا يكونوا بحاجة إلى ضوئي، بجانب عدم تمكني من البقاء، وذلك بسبب قيامه بتغطية نصف كوكب الأرض فقط في الصباح.
  • الشمس: وعندما أقوم بالغروب في المساء، أتوجه إلى نصف كوكب الأرض الأخر حتى أضيئت.
  • القمر: لقد فهمت إذن هذا هو السبب وراء دوران كوكب الأرض حول نفسه يومياً، حتى نتمكن نحن الأثنين من الوصول لكل الآفق، مع ذلك فأنا لا أستطيع أن أفهم لماذا يدور كوكب الأرض حولك يا صديقتي؟
  • الشمس: هذا بسيط يا عزيزي، فكوكب الأرض يقوم بالدوران، حولي بسبب عدم استقرار حالة الجو، فهو يدور حتى تأتي الفصول الأربعة، حتى نرى فصل الشتاء بأمطاره وخيره، ومن ثم نرى فصل الربيع بجماله ووروده.
  • الشمس: ومن ثم نرى فصل الصيف بحره ونسيمه، وبعدها نرى فصل الخريف برياحه لتسقط كافة أوراق الشجر، لنمو أوراق جديدة أجمل.
  • القمر: سبحان الله البارئ العظيم، في كافة الأمور عنده بمقدار، ولا يخلق أمراً إلا وله حكمة.
  • الشمس قاطعت حديث القمر: معذرة يا عزيزي، لقد تأخر الوقت ويجب أن أقوم بالغروب الآن، لأتمكن من الإشراق في النصف الآخر من الكوكب، تحياتي لك عزيزي وصديقي الوفي.
  • القمر: مع السلامة يا عزيزتي وصديقتي المعطاءة.

مناقشة بين الشمس والقمر

  • في إحدى الأيام انقضت ساعات النهار بهدوء تام، وبدأت الشمس التي تضيء الكوكب وتزين السماء بالانخفاض شيئاً فشيئاً، وعندما بدأت في الاقتراب من الاختفاء بشكل كلي، حتى أنه لم يتبقى إلا جزءاً ضئيل منها، آتى الليل وبدأ وجه القمر يظهر حتى يزين عتمة الليل بنوره.
  • انتبه القمر للشمس وهي تختفي فأراد أن يقوم بالمزح معها، وبدأ يناديها بصوت شجي.
  • القمر: أيتها الشمس الناعسة، كيف ستقومين بالنوم، ويفوتك رؤية جماله الخلاب؟
  • الشمس بتكبر قالت: ومن أنت حتى أنظر إليك؟ فأنا الشمس المحبوبة من الجميع، ولا يمكن لأحد في الدنيا أن يقوم بالاستغناء عني.
  • ضحك القمر بسخرية وقال: إن كان لا يوجد أحد في الدنيا يمكنه الاستغناء عنك، فأنا من ينير عتمة الليل للبشر، ويهتدي المسافرين خلال سفرهم بي.
  • تبسمت الشمس ومن ثم قالت: حتى لو كنت تنير عتمة الليل، فأنا من أقوم بإنارة الدنيا كلها بواسطة أشعتي وضوئي القوي، كما أني أملأ الدنيا بالدفء والحرارة.
  • القمر: نعم أنتِ تقومي بإنارة الدنيا أكملها، لكن أنا أقوم بتزيين عتمة الليل بواسطة نوري الفضي المحبوب لدى الناس جميعاً، حتى أن منهم من يكتب الشعر بسبب جمالي.
  • نظرت الشمس بسخرية إلى القمر وقالت: هل ترى الفخر في ذلك أيها القمر؟ فأنا من أمد الناس بالحرارة والدفء في الشتاء، كما أقوم بإنارة الدنيا لهم، ويستمد منه الأعشاب والنباتات الطاقة حتى يعيشوا وينمو، لولا وجودي لما تمكن كافة البشر من العيش على الأرض.
  • الشمس: تذكر أيضاً يا عزيزي أن السبب في ظهورك هو أنا، فلولا نوري لما كان لك نور، لأنك تستمد نورك مني، وهذا الأمر يكفيني.
  • شعر القمر بالحزن الشديد ولم يتمكن من مواصلة الحديث مع الشمس.
  • نظرت الشمس بحنان للقمر وقالت له: أرجوك لا تشعر بالحزن يا أخي، فأنت وأنا توأمان نكمل بعضنا البعض، كما أن البشر لا يمكن أن يقوموا بالاستغناء عنا، الخالق البارئ هو من خلقنا وجعلنا نعمتين مكملين لبعضهم وأقسم بنا بالقرآن العزيز.
  • ضحك القمر وشعر بالثقة مرة أخرى وقال: حسناً لقد فهمت، أشكرك بشدة يا أختي الغالية.

حوار بين الشمس والكواكب

ذات يوم بالفضاء العميق البعيد ذهبت مجموعة من الكواكب إلى الشمس، وقاموا بتقديم شكوى بشأن الأفضل من بينهم، وبعد جدال طويل طلبت الكواكب من الشمس الحكم بينهم، وحصل كالآتي:

  • الشمس: حتى أتمكن من تحديد الأفضل، يجب أن يصف كل واحد منكم نفسه أولاً.
  • بدأ كوكب المشتري أولاً وقال للشمس: أنا أكون أكبر وأضخم الكواكب، واقع في المركز ال5 من بين الكواكب البعيدة عنك، كما أنني الأكثر لمعاناً بعدك وبعد كوكب الزهرة.
  • تابع زحل الكلام بعد المشتري وقال: أنا أكون من أجمل وأروع الكواكب، كما أقع في المركز ال2 من حيث الحجم بعد المشتري.
  • سألت الشمس: وما الذي يميزك عن باقي الكواكب يا زحل؟
  • زحل: أتميز بوجود مجموعة من الكويكبات التي تشبه الحزام وتحيط بي، كما أن كثافتي تعتبر الأقل من بين الكواكب، فهي أقل من المياه نفسها.
  • تقاطع أورانوس الحديث وتقول: كفى تفاخراً يا زحل، فالوقت حان لأتحدث عن نفسي، أنا كوكب جميل، حيث يميل لوني للأزرق، وأنا من الكواكب الغازية، ولكن لدى مشكلة.
  • الشمس: وما هي تلك المشكلة يا أورانوس؟
  • أنني أقوم بالدوران في اتجاه مضاد لدورانك ودوران باقي الكواكب الطبيعية، ولكن أنا أملك 21 قمر، أبرزها: تيتانيا، كورديلا، بيانكا، بليندا، وأوفيليا.
  • نبتون: أنا يطلق على الكوكب الأزرق، وأقع في المركز ال4 من حيث الضخامة، كما أمتلك 17 قمر، أبرزها: تريتون، كما أمتلك شفق قطبي رائع الجمال، و6 حلقات تقوم بالدوران حول.
  • المريخ: أنا الكوكب الـ4 داخل النظام الشمسي، وامتلك قمران وهما فوبوس، وديموس، كما يطلق علي الكوكب الأحمر بسبب وجود أكسيد الحديد بكثرة في ترابي، كما أن تلك جبال عظيمة وأكبر بركان داخل المجموعة الشمسية وأسمه هو أوليمبس مونتر.
  • عطارد: أنا الكوكب الأصغر والأقرب من الشمس، كما أن مكاني يتغير بسرعة عالية في السماء.
  • الزهرة: أنا الكوكب الـ2 والأقرب بعد كوكب عطارد من الشمس، ويطلق عليا من قبل الإنسان نجم الصباح والليل، وذلك لأنهم لا يتمكنوا من رؤيتي إلا بعد غروب الشمس، أو قبل الشروق بوقت بسيط، كما يطلق علي أخت الأرض لأن حجمي مشابه لحجمها.
  • الأرض: أنا أتميز عنكم جميعاً، فلدي تضاريس وأجواء تساهم في استمرار الحياة، فيعيش لدى العديد من المخلوقات الحية، كما أعتبر أكبر وأضخم الكواكب الأرضية، وأنا الوحيد الذي يشاهد كسوف الشمس، وأمتلك قمر يسمى البدر.
  • تابعت الأرض: يشتمل مناخي على غاز النيتروجين، الأكسجين، والأرجون.
  • الشمس: والآن حان الوقت حتى نفض ذلك الجدال، ولكن علي أن أسالكم سؤال وهو: هل سوف توافقون بأكملكم على اختياري؟
  • باقي الكواكب قالت بفرح: سوف نوافق بالطبع.
  • الشمس: أرى أن أفضلكم هو كوكب الأرض، بسبب كونه حيوي وتحيا به العديد من الكائنات الجميلة.

قامت باقي الكواكب بالهتاف بسعادة، وبدأت تهنئ الأرض لكونه الأفضل.

وفي الختام نكون بذلك انتهينا من توضيح حوار بين الشمس والقمر بالتفصيل، وننصح برواية تلك القصص للأطفال ليتعلوا المزيد عن آيات الله، وحتى يكونوا على دراية بخصائص الكواكب ونظام المجموعة الشمسية الدقيق، الذي أوجده الله العلي الكبير في الحياة الدنيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى