مراحل الحكم العثماني في الجزائر
مراحل الحكم العثماني في الجزائر منذ بداية الحكم إلى نهايته معروفة، حيث كانت البداية سنة 1504 ميلادية عندما أرادت الجزائر في هذا الوقت مساعدة العثمانيين لها وبالتالي أصبحت من ضمن الدول الاشتراكية مع آسيا الصغرى منذ بداية حكم العثمانيين لها، بالإضافة إلى إنشاء الأسطول البحري الذي يعتبر من أقوى الأساطيل في جميع أنحاء العالم نتيجة تحكمه في مياه البحر المتوسط، تعرف معنا في المقال التالي على موقع البلد على مراحل الحكم العثماني في الجزائر.
مراحل الحكم العثماني في الجزائر
عند الرغبة في التحدث عن مراحل الحكم العثماني في الجزائر فينبغي ذكر مجموعة من المعلومات منها ما يلي:
- قام الأسبانيين باحتلال مدينة وهران الجزائرية وكان هذا الأمر في سنة 1504 ميلادياً، حيث استطاع ملوك الكاثوليك كاردينال وكذلك غونزالو سيسنيروز احتلال هذه المدينة وبالتالي فإن سكان مدينة جيجل وبجاية أرادوا الاستنجاد بالإخوة عروج بعد أن استطاعت وضع الدولة تحت الحكم العثماني، بالإضافة إلى جعل السواحل الخاصة بها قاعدة من أهم القواعد الرئيسية لجميع العمليات البحرية.
- استطاع الملك شارل الخامس الهجوم على مدينة الجزائر وكان هذا الأمر في سنة 1535 ميلادياً بعد أن قام بفرض السيطرة الكاملة له عليها واحتلال مدينة تونس، وبالرغم من ذلك إلا أن هذا الاحتلال لم يستمر طويلاً نتيجة انضمام الجزائر في نفس العام بطريقة رسمية إلى الدولة العثمانية.
- مر بذلك الحكم العثماني للجزائر مجموعة من المراحل التي سوف نقوم بذكرها بشيء من التفصيل.
عصر الباي لاربايات
حتى يتم التعرف على هذا العصر وبدايته ينبغي عليك متابعة ما يلي:
- استمر هذا العصر من 1518 حتى 1588.
- كانت بداية هذه الفترة منذ أن استطاع السلطان سليم الأول الاستناد إلى السلطان خير الدين، بالإضافة إلى إعطاء لقب البيلرباي ويعني أمير الأمراء.
- هناك بعض الميزات الموجود في هذه المرحلة من الناحية العسكرية منها ما يلي:
- استمرار الجهاد ضد اسبانيا، حيث استطاع الجيش الجزائري في سنة 1530 إخراج الاسبانيين من المكان الذي كانوا يعيشون فيه والذي يعرف باسم برج الفنار.
- استطاع أيضاً الجيش الجزائري في سنة 1541 صد الحملة الاسبانيه الثالثة والتي كانت بقيادة الإمبراطور شارلمان.
- اختتمت هذه المرحلة العسكرية بتحرير بجاية وكان هذا التحرير على يد صالح رئيس وحدث في سنة 1555 وبالتالي تم انهاء الوجود الإسباني الذي كان يسيطر على دولة تونس في عهد الباي لارباي.
- يمكن القول أن هذه المرحلة تعتبر من أرقى عصور الحكم العثماني لدولة الجزائر سواء من الناحية العمرانية أو من الناحية الاقتصادية، حيث قام مهاجري الأندلس بالعديد من الأدوار التي تتعلق بنقل مظاهر حضارية عديدة استطاعوا في هذه الفترة ممارستها في دوله الجزائر.
عصر الباشوات
تعتبر هذه المرحلة الثانية التي تراوحت من الفترة 1588 حتى 1659 وقد حدث فيها ما يلي:
- في نهاية عهد الباي لاربايات تعرضت الدولة العثمانية إلى الضعف الكبير الذي حدث بينها وبين ولاية الجزائر وبالتالي أرادت إجراء مجموعة من التعديلات الإدارية المتعلقة بنظام هذه الولاية وتم تحديد المدة الخاصة بها إلى ثلاثة أعوام.
- في هذه المرحلة قامت الدولة العثمانية باستبدال لقب البيلرباي إلى لقب الباشا وكان أول من حمل هذا اللقب هو “دالي احمد”.
- نتيجة المدة القصيرة المحددة للباشا في الولاية الخاصة به فقد كان هناك اهتمام كبير بالمصالح الشخصية الخاصة به، بالإضافة إلى الحرص على جمع عدد كبير من الأموال دون الاهتمام بالمشاكل التي يعاني منها الشعب أو الأحوال التي تحدث له وكان هذا الأمر الدافع الأساسي وراء مناظرة الطبقة العسكرية التي قامت بها الأمة أثناء الفترة التي حدث فيها الصراع على سلطة الباشوات.
- هناك مجموعة من الأحداث التي حدثت في هذه المرحلة ومن بينها تعرض الجزائر إلى حملة أسبانية وبذلك كانت الحملة الرابعة وكان هذا الأمر في سنة 1601 في عهد الباشا سليمان.
- حدث تنافس كبير بين دولة بريطانيا وفرنسا وكذلك هولندا من أجل الرغبة في الحصول على عدد كبير من الامتيازات والرغبة في الاستيلاء على سواحل الجزائر.
عصر الأغوات
- حدث في هذه الفترة غياب فعلي للدولة العثمانية وبالتالي أصبح الديوان الذي يتكون من عدد كبير من ضباط الانكشارية هو المسؤول عن انتخاب الأغا بعد أن كان الحاكم يتم تعيينه عن طريق السلطان العثماني.
- أدي هذا الأسلوب الجديد إلى مجموعة من الأشياء منها تنافس عدد من الضباط فيما بينهم حيث كان يرغب كل واحد منهم الوصول إلى الحكم وبالتالي حرصوا على قيام مجموعة من التكتلات العسكرية.
- فقدت البلاد في هذا الوقت الأمن، بالإضافة إلى ضعف الهيبة العسكرية كثيراً أمام الأعداء، وهذا الأمر جعل الشعب الجزائري وكذلك السلطان يؤيد بشدة قادة القوة البحرية.
- هناك مجموعة من الأغوات الذين حكموا الجزائر ومن بينهم خليل الأغا، رمضان الأغا بالإضافة إلى شعبان الأغا وعلي أغا.
عصر الدايات
- كان القرار المرتبط بتعيين الحاكم في دولة الجزائر في يد السلطان العثماني أما بالنسبة للسلطة فكان مسؤول عنها جنود البحرية.
- شهد هذا العصر تحرير برج يسمى فنار من الأسبان وكان هذا في سنة 1529 ميلادياً، بالإضافة إلى تحرير دولة تونس في سنة 1574 ميلادياً.
- عادت السلطة والقوة مرة أخرى في خلال هذا العصر إلى رجال البحرية.
- يتم انتخاب الداي عن طريق مجموعة من أعضاء الديوان ثم بعد ذلك يتم أخذ الموافق المرتبطة بالسرطان على إعطائه لقب داي.
- استطاع الداي تعميق الارتباط الشديد الذي حدث مع الدولة العثمانية في بداية الأمر ولكن بعد ذلك تخلي المتأخرين على هذه السياسة وبالتالي أصبح السلطان عبارة عن سيادة اسمية فقط ووجود السلطة الفعلية في أيدي الداي.
- كان هناك اشتراك كبير بين الجيوش العثمانية وكذلك الجزائرية في حالة الحرب وقد حدث هذا الأمر عن طريق اشتراك الأسطول العثماني مع الجزائري في موقعة تسمى نافرين والتي حدثت السنة 1827.
- عند التحدث عن أهم الأحداث المتعلقة بهذا العصر فيمكن القول إن الجيوش الجزائرية استطاعت فيه التخلص من الوجود الإسباني بطريقة نهائية سواء في المرسى أو وهران وكان هذا الأمر سنه 1792 بعد حدوث العديد من المصادمات العسكرية التي كانت بدايتها سنة 1708.
مميزات الحكم العثماني في الجزائر
بعد أن تحدثنا عن مراحل الحكم العثماني في الجزائر سوف نذكر الآن بعد مميزات هذا الحكم ومن بينها ما يلي:
- كان الحكم العثماني في الجزائر يتسم بظاهره شديدة تعطي الخضوع التام للسلطان من خلالها.
- يمتاز هذا الحكم أيضاً بعدم وجود أي استقرار إداري بالإضافة إلى وجود التفاهم الذي كان بين حاكم الجزائر والسلطان أيضاً.
- الجندي العثماني كان له بعض المميزات من أهمها التواضع والانضباط بالإضافة إلى الشجاعة وهناك بعض الأحوال التي امتاز فيها بالخشونة والتهور، كما أنه كان العمود الفقري بالنسبة للحكم الموجود في البلاد في هذا الوقت.
- أطلق على أهل الجزائر اسم الجند بكباش أناضوليا وقد تم تسميتهم بهذا الاسم لأنهم كانوا سماناً حمراً، أما بالنسبة للاسم الرسمي المتعلق بهم فكان اليولداش.
استقلال الجزائر
بعد مرور الجزائر بالمراحل التي سبق ذكرها من الحكم العثماني حصلت على الاستقلال ومن أجل التعرف على استقلالها تابع ما يلي:
- استطاعت فرنسا أن تستمر لفترة طويلة جداً في دولة الجزائر وبالتالي فإنها تعرضت إلى العديد من أنواع الجدل والمعاناة.
- ظهر معظم الشخصيات التي كانت تعطي الحماس المعنوي المستمر للشعب الجزائري إلى أن حصلت على الاستقلال الخاص بها في سنة 1962 ميلادياً.
- بعد أن حصلت الجزائر على استقلالها فإنها اختارت يوم 5 من شهر يوليو هو اليوم الخاص بالاستقلال بدلاً من 3 يوليو وذلك لأنه نفس اليوم الذي دخل فيه الاستعمار الفرنسي وبالتالي كان هناك رغبة من قبل الشعب الجزائري في تحديد نفس اليوم لخروج فرنسا منها.
استطاع الحكم العثماني احتلال دولة الجزائر إلى ما يزيد عن ثلاثة قرون بداية من سنة 1518 وحتى 1830 وبالتالي تم تقسيم هذه الفترة إلى مجموعة من المراحل وتميزت كل مرحلة بوجود مجموعة من التطورات وبذلك نكون قد ذكرنا جميع مراحل الحكم العثماني في الجزائر بالتطورات التي توجد فيها.