تعليممواضيع تعبير وأبحاث

حوار بين العقل والقلب

حوار بين العقل والقلب من أصعب ما يمر به الإنسان فقد لا يطول الحوار إلى فترة طويلة ولكن تكون تلك الفترة القصيرة كافية أن تكون متعبة وشاقة لدرجة كبيرة على صاحبها، فيصبح هذا المرء هش ضعيف محير لا يمتلك سوى التألم والتفكير الطويل فمن هو الفائز في نهاية ذلك الحوار، تعرف معنا على أكثر من حوار بين العقل والقلب فيما يلي عبر موقع البلد.

حوار بين العقل والقلب

دائمًا ما يوجد صراع بين القلب والعقل حتى الآن وأنت تقرأ ذلك المقال وكانت الكلمات في خانة ترجيح القلب سترى أن العقل غاضبًا أشد الغضب ويبدأ يصارعك ويذكرك بكم عدد المرات التي خذلك فيها قلبك الضعيف، أما وإن جاءت الكلمات في صف العقل ستجد أن القلب حزين أشد الحزن مذكرك أيضًا بكم عدد المرات التي خسرت فيها مشاعرك الحنونة وعواطفك الصحيحة لأنك فقط قمت باتباع ذلك العقل الغليظ.

حتى وأنا أكتب ذلك المقال هناك حوار حار بين العقل والقلب وكلاهما يظن أن كلماتي ستنصر أحدهما ويبدأ كل واحد منهما في سرد الكلمات والمبررات التي يجب أن ينتصر من أجلها، ولكن كلاهما مخطئين فلا يجب أن ينتصر أحدهما دائمًا وابدًا ويجب أن يكون هناك مزيجًا بين القلب والعقل في أخذ القرارات.

فقد يكون القلب صحيحًا في موقف ما وقد يكون العقل محقًا في موقف آخر وما أنت إلا إنسان مشتت بينهما، وفي الحقيقة أن الحوار بينهما يكون صعبًا جدًا ولكنك مضطر على اختيار قرار واحد فقط من بينهم.

والآن قد اشتد غضب كلاهما ويريد كل منهما أن يثبت إلى أي مدى له أحقية التصرف والتحكم في الآخر وفي صاحبهما ومن هنا بدأ الحوار بينهما كما يلي:

قال العقل في غضب: أيها القلب توقف عن الدق فأنت دائمًا ما تكون هزيلًا ضعيفًا ويستغلك الجميع.

فرد القلب بكل هدوء: أنا من يرى الحق بالعقل وبالعين وأدب الإحساس والبهجة في جميع المواقف لصاحبي، فأنا لا أعتبر نفسي آلة مسخرة بلا مشاعر، بل أنا والد لكل المشاعر وبدوني يصبح الإنسان بلا أمل.

فقال العقل ضاحكًا: أنني أرى ما لا تراه أنت، أنا من يميز صاحبه عن الحيوان وأنا من جعل صاحبه وموطنه وعالمه بأجمعه في تطور، أفلا سمعت عن مستوى التقدم التكنولوجي الذي حدث نسبة لي؟ ثم أكمل قائلًا أنا من يعصم الإنسان من المعصية ولا أجعله أفكر فقط في الشهوات.

رد القلب: أنت من صنعت التقدم وأنت من صنعت التكنولوجيا وأنت من عصمت الإنسان، ولكن أخبرني هل سمعت عن الشعراء والأدباء فأنا من أعطاهم الحنان والفرح والحزن وجميع المشاعر ليظهروا لنا موهبتهم الممتعة، أنا صديق الموهوبين ورفيق الفنانين وأخ لكل العاشقين.

قال العقل في غضب: لا يصدقك إلا السفهاء.

وقال القلب في غضب: ولا يصدقك إلا الدميات التي لا تمتلك مشاعر واحاسيس.

وهنا كان لابد من التدخل بينهم وإخبارهما بأن الإنسان لا حياة له دون أحدهما فلا أهمية لهما إلا بجودهما معًا، يجب أن يتعاون كل منهما مع الآخر ويقدم الجزء الصحيح من النظرية لصاحبه لتقديم أكبر منفعة له.

حوار بين العقل والقلب عن الحب

من أبرز الصراعات بين القلب والعقل تكون بسبب الحب فلكل منهما نظرية مخصصة له ويرى أنها صحيحة، فلماذا لا نرى نظرية كل منهما وأخذ الصحيح من بينهما وتطبيقه في الحياة لتجنب الوقوع في مشاكل الحب؟

القلب والحب

أرى أن لا حياة للإنسان دون حب، الحب هو الطاقة الإيجابية في حياة كل فرد بل الحب هو الطاقة من الأساس، لا أتخيل أن هناك شخص لا يحب ولا يعرف معنى كلمة حب وأرى أيضًا إن كان يوجد هذا الإنسان في عالمنا فهو بلا مشاعر.

الحب أساس التعاون والتضحية والمساعدة والفرحة والحزن، بالفعل أعلم أنه قد يكون سببًا للحزن ولكن هل هناك معنى للحياة دون حزن؟ فإن لم يكن الحزن متواجدًا فلا نعلم مدى أهمية الفرحة، ومن لم يتذوق المرارة لا يعلم مدى حلاوة الحلو.

العقل والحب

لا وقت للحب والمشاعر فمن لا يحب يكره، وأنا لا أفضل الإثنين وأرى أن الحياة يجب أن تكون عملية أكثر من ذلك، لكي يتقدم والإنسان ويعلو من مكانة إلى أخرى أكثر رقيًا فيجب أن يتجاهل مشاعره.

أنا أعي أهمية الحب ولكن ما يخلفني عن القلب أنه يحب بشكل مطلق، فهو لا يمتلك سوى أمران أحدهما أن يحب والآخر أن يتعافى من خذلان من أحب، يظن القلب أن الحب هو الطاقة ولكن تخيل إن انتهى هذا الحب الآن نفذت الطاقة!

يجب أن تحمي نفسك من الخذلان وأن تتجنب كل تلك الأمور المهدرة للوقت، فكر فقط في المستقبل والعمل والتقدم والعزيمة في الوصول إلى النجاح، فكر في الحصول على مراتب الشرف والعزة والرفعة ولا تضع نفسك هزيمة لطاقة مسيرها النفاذ.

في النهاية نكون قد ذكرنا لكم حوار بين العقل والقلب ومدى الصراعات التي تقوم بينهم في أبسط المواقف، يرى كل منهما أنه الأحق ولكن يجب أن ترى أنت أن كلاهما مصح في بعض النقاط فيجب المزج بين آرائهم، وعدم الاعتماد على أحدهما في اتخاذ القرارات وتهميش الآخر بشكل كامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى