أضرار الألعاب الإلكترونية على الدماغ
ما هي أضرار الألعاب الإلكترونية على الدماغ؟ وما هي مضاعفاتها؟ الألعاب التي يستخدمها الأطفال في يومنا هذا لم تعد تلك الدمى البلاستيكية، ولكن أصبحت الألعاب متطورة بشكل كبير، فأصبحت ترتبط بالتكنولوجيا الحديثة وما يعادلها، الأمر الذي أصبح منتشر بصورة ملحوظة ولكن هناك الكثير من السلبيات التي تقدمها تلك الألعاب للأطفال وذلك ما سوف نتعرف عليه من خلال موقع البلد.
أضرار الألعاب الإلكترونية على الدماغ
في عصرنا الحالي أصبحت التكنولوجيا في تطور رهيب حتى في ألعاب الأطفال، الأمر الذي قد يسبب خطورة عليهم، كما إن الألعاب الإلكترونية سلاح ذو حدين منها ما هو نافع للعقل ومنها ما هو مضر للعقل والدماغ خصوصًا للأطفال الصغار.
تتمثل أضرار الألعاب الإلكترونية على الدماغ فيما قد تسببه من آثار سلبية نتيجة الاستخدام بشكل دائم ومتكرر، حيث يعتبر الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة لتلك المخاطر والأضرار، كما لا تقتصر تلك الأضرار على الأطفال فقط بل تطول الكبار أيضًا.
فعندما تبدأ تلك الألعاب في التشغيل يحدث نشاط للمركز المسؤول عن التركيز والانتباه بالمقارنة مع باقي المراكز في المخ، ومن ثم تزداد الشحنات الكهربائية في دماغ الطفل عند الاقتراب من تلك الألعاب.
يبدأ نشاط مراكز السمع والإبصار نتيجة نشاط مراكز الانتباه، ثم بعمل الناقل العصبي على إفراز هرمون الدوبامين وهو هرمون السعادة والنشوة والذي يتواجد عندما يبدأ الطفل في اللعب.
لذلك للحد من أضرار الألعاب الإلكترونية على الدماغ لا بد أن تكون مقتصرة على أوقات الفراغ للأطفال مثل إجازات الدراسة، وللشباب في أوقات الفراغ من العمل حتى لا تتسبب في تضيع الكثير من الوقت.
أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال
الألعاب على الرغم من أنها مسلية ومجرد ألعاب للأطفال أو الكبار إلا أنها قد تكون سبب في الكثير من المشكلات خصوصًا عند الأطفال الصغار وتتمثل تلك التأثيرات في الآتي:
1- زيادة العنف
هناك بعض ألعاب الفيديو أو بعض الألعاب الإلكترونية التي تتضمن الحروب والقتل وكيفية الهروب وألعاب المصارعة، تلك الألعاب التي تساعد في ازدياد فكرة العنف عند الأطفال، كما تجعلهم يفكرون في تلك الألعاب وتجربتها على أرض الواقع مثل الشجار وتمثيل حركات المصارعين.
2- تأثيرها على صحة الطفل
عن إنشاء تلك الألعاب الإلكترونية كان هدفها هو السيطرة على الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة من خلال لفت وجذب انتباههم، الأمر الذي تحول من أمر المنفعة إلى الضرر بالطفل.
فهناك بعض الأطفال الذين يظلون أمام تلك الألعاب الإلكترونية فترات طويلة فترتب على ذلك شعرهم ببعض الألم في الظهر والرقبة نتيجة الجلوس لفترات طويلة والشعور بالألم في المفاصل، كما أنها تؤدي إلى ظهور الانحناءات في العمود الفقري عند الأطفال نتيجة الجلوس لفترات طويلة.
كما إنها تعتبر من الأسباب الرئيسية للسمنة عند الأطفال حيث عندما يكون الأطفال في فترة السعادة والنشوة يحتاجون لأكل الكثير من الحلويات والسكريات الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الوزن بالتزامن مع عدم الحركة والجلوس لفترات طويلة، كما تؤدي إلى نقص فيتامين د في الجسم لعدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.
3- تضييع الكثير من الوقت
الأطفال الصغار من ضمن صفاتهم أنهم عندما يتم انجذابهم لشيء لا يستطيعون التخلي عنه بسهولة، حيث إن هناك الكثير من الأطفال يجلسون للعب بتلك الألعاب لفترات طويلة الأمر الذي يضيع الكثير من الوقت، كما يؤثر على مستواهم التعليمي لعدم انتباههم لمستقبلهم، والبعد عن ممارسة النشاطات الأخرى مثل الرسم والقراءة.
4- الميل للعزلة والانطوائية
من أهم أضرار الألعاب الإلكترونية على الدماغ عند الأطفال أو الشباب أنها تجعلهم يميلون إلى الانعزال والانطوائية والبعد عن الناس، حيث يرون إن تلك الألعاب هي مصدر السعادة الوحيد لهم، والتقرب من الأخرين قد يضيع عليهم تلك السعادة.
كما إن الألعاب الإلكترونية قد تبث في بعض الأحيان بعض الأفكار السلبية مثل الهروب أو القتل، فقد يتأثر الأطفال بتلك المشاهد وتظل محفورة في ذاكرتهم واستخدامها في الوقت المناسب الأمر الذي قد يكون خطير.
وتعتبر تلك الألعاب قد تكون مؤثرة على علاقة الطفل بمكن حوله فقد لا يرغب بالتحدث معهم لمجرد أنه تم منعه من تلك الألعاب، وتضع الطفل أو الشاب في مصدر قلق وتوتر إذا حدث وخسر في لعبة معينة.
5- الفصل عن الواقع
من أخطر الأضرار التي تسببها الألعاب الإلكترونية على الأطفال هو فصلهم عن الواقع، حيث تعمل الألعاب على تصوير خيال واسع أمام الشاشة للطفل بالمقارنة للواقع الذي يعيش فيه، الأمر الذي يجعل الطفل في تخبط واضطراب، فيميل للخيال الذي يحبه ويدمن تلك الألعاب.
كما تم تسجيل الكثير من حالات الانتحار نتيجة بعض الألعاب الإلكترونية نثل لعبة الحوت الأزرق التي كانت مثال على الدخول في عالم الخيال والتعرض للتهديد والابتزاز الأمر الذي يجعل لعبة تكون سبب في الموت للأطفال.
6- اضطرابات البصر
من الآثار السلبية التي تسببها تلك الألعاب عند الجلوس أمامها لفترات طويلة هو ضعف النظر عند الأطفال الصغار وحدوث تشوش الرؤية، فهناك بعض الأطفال الذين يجلسون لفترات طويلة أمام تلك الألعاب ويكونوا على مقربة شديدة من شاشة العرض الأمر الذي يرهق العينين بشدة، كما يصاب الأطفال بالزغللة والصداع الشديد نتيجة التركيز الدائم في اللعبة.
7- القلق واضطراب النوم
الأطفال الصغار هم الأكثر تنبيهًا وتركيزًا فالألعاب الإلكترونية تعمل على زيادة التنبيه في المخ مما يؤثر على النوم عند الطفل فيسبب له الأرق، الأمر الذي قد يؤثر على مراكز التركيز لديه.
أثبتت بعض الدراسات أن من أضرار الألعاب الإلكترونية على الدماغ أنها تساهم بخفض الذاكرة عند الأطفال بنسبة كبيرة وتجعلهم دائمًا في حالة من التوتر والعصبية لذلك يفضل أن تكون ممارسة تلك الألعاب لا يزيد عن ساعتين في اليوم.
8- الاضطراب في الجانب الديني
هناك بعض الألعاب التي تحتوي على المشاهد العارية والأفكار التي لا تتناسب مع الدين وتخالف المجتمع وعاداته، كما أنها تخلق عند الأطفال ثقافة مشوهة وغير صحيحة عن الواقع، كما أن هناك بعض الألعاب التي تحتوي على المشاهد الإباحية التي تشجع الشباب على فعل الرذيلة وتدمير العقول.
يقضي الشباب والأطفال الوقت الكثير أمام تلك الألعاب الأمر الذي يشغلهم عن أداء الطاعات وإلهاءهم عن الصلاة وصلة الرحم والبعد عن طاعة الوالدين ورفض تنفيذ أوامرهم.
التوعية بأخطار الألعاب الإلكترونية
هناك بعض الدراسات التي أثبتت إن جلوس الأطفال والشباب أمام الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة دون القيام بالأنشطة الأخرى له الكثير من التأثيرات السلبية، الأمر الذي قد يتسبب في الأمراض النفسية والجسدية ولذلك هناك الكثير من الجهات التي تعمل على التوعية من مخاطر تلك الألعاب والتي منها:
1- منظمة الصحة العالمية
تعتبر منظمة الصحة العالمية هي المؤشر على حدوث التغيرات المرضية في العالم، حيث تم الاعتراف بما يسمى إدمان الألعاب الإلكترونية من جانب المنظمة، كما أنها أثبتت أنها تتسبب في الكثير من الاضطراب العقلي عند الأطفال والمراهقين وذلك من خلال التقارير التي تصدرها وتتسلمها من الهيئات الصحية.
2- دور الأسرة في التوعية
تعتبر الأسرة هي الكيان الذي يتحمل كل المسؤولية عن الأخطار التي تلحق بأطفالهم نتيجة الألعاب الإلكترونية ويوجه الكلام هنا بالتحديد إلى الأمهات فهم الذين يلعبون دور القائد للسفينة، ويكون الأطفال هم المسؤولية التي يجب التعامل والحفاظ عليها من أخطار تلك الألعاب وعدم ترك الأطفال فريسة لأوقات طويلة أمامها، وعدم وضع تلك الألعاب كأولوية في حياتهم.
يأتي دور الأب في وضع القواعد والقوانين التي تنظم التعامل مع تلك الألعاب حيث تكون هذه الألعاب مجرد رفاهية ثانوية وليست أساسية وتكون في وقت الفراغ ولأوقات محددة ويكون هناك عقاب لمن يخالف تلك القواعد وذلك للحفاظ على الأبناء.
فوائد الألعاب الإلكترونية للأطفال
على الرغم من أن أضرار الألعاب الإلكترونية على الدماغ كثيرة، إلا أن كل شيء هو عبارة عن سلاح ذو حدين، فللألعاب الإلكترونية بعض الفوائد التي تساعد الطفل في حياته ولكن مع الالتزام بالحد المطلوب في التعامل معها وتتمثل تلك الفوائد في الآتي:
- تساعد الأطفال في التفكير الجيد لتخطي المراحل والصعوبات في اللعبة وتنمي العقل.
- تجعل الطفل شديد الانتباه من حيث القدرة البصرية والتركيز على الهدف مع الالتزام بالوقت المحدد لتلك الألعاب.
- تجعل الطفل في حالة تركيز شديد للوصول إلى الهدف المطلوب من اللعبة والحصول عليه.
- تشعل روح المنافسة البناءة بين الأطفال أو بين الشباب.
- تساعد تلك الأطفال على تنمية الكثير من المهارات عند الأطفال بعد أن أثبتت بعض الدراسات ذلك ولكن مع توخي الحذر من إدمانها.
- تعمل تلك الألعاب على زيادة قدرات التفكير عند الطفل فتعتبر بمثابة التدريبات للجسم.
- أثبتت بعض الدراسات إن تلك الألعاب تعمل على تحسين القدرات الإبداعية عند الأطفال.
- هناك بعض الألعاب التي تساعد في إقامة العلاقات الاجتماعية لكونها تعتمد على اللعب الجماعي مثل كرة القدم.
- هناك بعض الألعاب التي تدفع الطفل للقراءة عنها للوصل فيها إلى أعلى المستويات الأمر الذي ينمي مهارات كثيرة عند الطفل.
- تعمل على تحسين وظائف اليد لكونها تعتمد على تحريك اليدين في لعبها.
- هناك بعض المنظومات التعليمية تتخذ تلك الألعاب كمصدر للشرح وتوصيل المعلومة للأطفال.
- تعالج النسيان عند الأطفال وتجعلهم دائمي التركيز.
- تعلم الأطفال والكبار الاحترام من خلال الالتزام بمعايير وقوانين اللعبة واحترامها.
- من أهم فوائد الألعاب الإلكترونية أنها تعلم الصبر من حيث بداية تحميل اللعبة أو انتظار الأوامر التي تصدرها.
- تعلم الأطفال احترام المواعيد فهناك بعض الألعاب التي يكون لها ميعاد محدد في البدء والانتهاء.
- تعمل تنمية العمليات الحسابية من خلال حساب نقاط الفوز والهزيمة في اللعبة.
- تنمية روح الفريق الجماعي من خلال بعض الألعاب.
نصائح لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية
هناك بعض النصائح التي يجب أن يكون الوالدين على دراية بها لكي يتخلصوا من إدمان أبنائهم من تلك الألعاب أو الحفاظ عليهم من إدمانها وتتمثل تلك النصائح في الآتي:
- لا بد من تعويد الأطفال على ممارسة الكثير من الأنشطة المفيدة مثل القراءة والرسم وتعلم الموسيقى.
- ممارسة الرياضة التي تنمي العقل وتقوي الجسم.
- تربية حيوان أليف في المنزل لكي يجذب انتباهه أكثر من تلك الألعاب.
- تشجيع الطفل في العمل على إجراء الأنشطة التطوعية في المدرسة.
- لا بد من فتح نقاش مع الأطفال وتعليمهم الخبرات في الحياة وتثقيفهم.
- جعل تلك الألعاب مجرد مكافأة إذا التزم الطفل بأداء واجباته المدرسية أو تفوق في نشاط معين.
- مشاركة الآباء الأطفال في لعب تلك الألعاب لمعرفة ما تصدره تلك الألعاب من أفكار في دماغ الأطفال.
- عدم ترك الأطفال لفترات طويلة في المنزل بمفردهم منعًا من محاولة تقليد بعض الحركات الموجودة في تلك الألعاب.
- لا بد من الذهاب بالطفل إلى طبيب متخصص إذا زاد الإدمان لتلك الألعاب عن حده.
لا يقتصر الإدمان على تناول المواد المخدرة فقط عند الشباب، فهناك إدمان من نوع آخر إنه إدمان الألعاب الإلكترونية الذي يكون هو أكبر مضيعة للمستقبل عند الأطفال والشباب، لذلك لا بد من توخي الحذر مع تلك الألعاب.