لماذا سميت المرأة حرمة
لماذا سميت المرأة حرمة؟ وما أصل هذه التسمية؟ قديمًا كان يستخدم لفظ حرمة بكثرة وكان يشير إلى معنى جليل، أما إطلاق لفظ حرمة على المرأة في مجتمعنا الآن يسبب لها الإصابة بالدهشة والاشمئزاز.
لذلك سنجيب اليوم من خلال موقع البلد عن سؤال لماذا سميت المرأة حرمة، وهل يجوز إطلاق هذا اللفظ عليها أم لا، وما معنى كلمة حرمة في المعجم.
لماذا سميت المرأة حرمة
تسمية المرأة بحرمة ليس به أي إساءة لها، ولكنه أمر نتج من عادات الناس، فهو لفظ يجوز استخدامه بشكل مباح، وعلى عكس المفاهيم المغلوطة المنتشرة في مجتمعنا الآن، فإطلاق هذا اللفظ يشير إلى معنى جليل ينم عن أن المرأة كائن مصان محرم المساس به.
تمت الإشارة إلى لفظ حرمة عبر كتب التاريخ، حيث تحدث الرحالة محمد لبيب البتوني في كتابه الرحلة الحجازية، بما يشير إلى أن الناس قديمًا قاموا بإطلاق لفظ الحرم على المكان الذي لا ينبغي لأحد تعدي حدوده فيه بغير إذن مالكه، امتثالًا بمكان الحرم المكي الشريف.
من ثمَ تم إطلاق اللفظ على امرأة الرجل الذي يملك المكان نفسه، لحرمة المرأة على غيره، ثم بعد ذلك أخذ الأتراك اللفظ وقاموا بتطويره، وأضافوا عليه كلمة لك والتي تعني مكان، فأصبحت الكلمة حرملك، التي تعني مكان النساء المحرم الدخول إليه وانتهاك حرمته، ولهذا فتم تمسية المرأة بالحرمة.
أصل تسمية كلمة حرمة
ترجع أصل تسمية المرأة بحرمة إلى الأصل العربي، وهذه الكلمة مشتقة من التحريم، تم انتشار هذا اللفظ من احتلال الدولة العثمانية للبلدان العربية، وكلمة حريم في الثقافة التركية تعني واحد من ثلاثة أقسام للقصر العثماني، وهو الحرم والذي يعني المكان التي يعيش فيه السلطان مع أهل بيتهِ من النساء.
كلمة حرمة وورودها في القرآن الكريم
لم ترد كلمة حرمة في القرآن الكريم ويرجع هذا لقول -الله تعالى-:
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً”
فلم ترد في سور القرآن الكريم كله لفظ حرمة، ولكنه انتشر في المجتمع نتيجة للأسباب السابق ذكرها.
حكم قول لفظ حرمة بالنسبة للإسلام
أوضح العلماء أن الأقوال المقصود بها التعبد غير مصرح بالحكم عليها كالأذكار الشرعية، حيث أن تشريع الدين هو أمر اختص به الله.
أما بالنسبة للأقوال التي لا يراد بها التعبد فهي يشير إليها موضوعنا اليوم ونتساءل فيه عن لماذا سميت المرأة حرمة، وهل يجوز قوله أم لا، فنجد أن مثل هذه الألفاظ والتي تحدث في التعاملات البشرية اليومية مباحة ويجوز قولها، طالما بعيدة عن الألفاظ التكفيرية والفواحش وما شابه ذلك، وبذلك فإن لفظة حرمة مباح قولها.
كلمة حرمة في المعجم العربي
الحرمة في المعجم العربي تعني كل ما لا يحل انتهاكه من ذمة، حق، صحبة وما شابه ذلك، وهو كل ما وجب القيام به من حقوق الله وحرم التفريط فيه، كما أنها تشير إلى المرأة، وتعني حَرَم الرجل وأهله، وتعني أيضًا الحمى والملاذ.
جمع الكلمة هي حُرَم وحُرُمات، ومصدر كلمة حُرمة هو حَرُم، ويبحث عن هذه الكلمة في المعجم هو (ح ر م).
الفرق بين ثقافة المجتمع اللغوية قديمًا وحاليًا
اللغة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بثقافة المجتمع وسلوك الإنسان، وهذا يختلف بشكل واضح بين العصور قديمًا وعصرنا الحالي، ولهذا فإن إطلاق لفظ حرمة قديمًا كان له مكنون جليل عن الغرض من القول.
لكن الآن يقال هذا اللفظ في الشارع بشكل يومي، إما بنية التعود على نطق هذا الكلمة بدلًا من كلمة نساء، وإما بنية التحقير والتقليل من شأن المرأة، ولكن أولًا وأخيرًا كلمة حرمة ليس لها أي أصل في الدين، ومأخوذة من الدولة العثمانية.
قد توجد نوايا سيئة في غرض قول لفظ حرمة كما ذكرنا أعلاه؛ لذلك من المحبب استخدام لفظ نساء وبنات بدلًا منه، إضافة إلى أن من الواجب علينا الحفاظ على لغة الضاد العربية الأصيلة، والمستخدمة من ملايين السنين.
بذلك نكون قد أجبنا في هذا الموضوع عن سؤال لماذا سميت المرأة حرمة، وبينّا أصل تسميتها بهذا الاسم، وبحثنا عن الكلمة في المعجم، كما أوضحنا الفوارق ما بين ثقافات المجتمع قديمًا وحديثًا، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة المرجوة.