مزايا التسامح في بناء المجتمعات
مزايا التسامح في بناء المجتمعات كثيرة جدًا لأن التسامح من الأخلاق الحميدة التي تعمل على تقدم الأمم ومن أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الفرد فيؤثر في حياته ويؤثر في المجتمع، ويعتبر التسامح من أعظم الأخلاقيات التي يجب أن يتصف بها كل عربي وكل مسلم، حيث حثنا الإسلام والرسول على التسامح.
ويعد التسامح من أهم صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال “ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”، فأشار لنا الرسول الكريم أن القوة الكامنة في الإنسان ليس في تغلبه على الأعداء بل قوة الإنسان موجودة في السيطرة على نفسه أثناء غضبه ومسامحة عدوه وخصمه وهذا له تأثير إيجابي على الفرد، وفي هذا المقال سوف نناقش كل ما يخص التسامح من خلال موقع البلد.
مزايا التسامح في بناء المجتمعات
التسامح يمحي كل الشرور في نفس الإنسان ويمتص الغضب المسيطر على الشخص ويخلص النفس من شرها وبالتالي يتم نشر الحب والترابط بين الناس، ونجد المجتمع يعتمد في أساسه على الحب والتسامح والترابط، والتسامح أيضًا هو العفو عند المقدرة ورفض رد الإساءة لمن يسئ لك والوصول للأخلاق العالية من النفس والتخلص من كل شرور النفس ونقاء الروح من الأذية.
حيث تمت الدعوة إلى التسامح من قبل كل الأنبياء وكل الرسل وهو عبارة عن مفهوم اجتماعي ومفهوم أخلاقي فمن مزايا التسامح في بناء المجتمعات أنه يعمل على الوحدة المجتمعية والتخلص من الخلافات التي تحدث بين أفراد المجتمع فهو ذات أهمية كبرى، ويعد التسامح دليل على احترام ثقافات الشعوب واحترام عقيدة الآخرين، وهو أساس للحرية والديموقراطية بين الناس.
يعمل التسامح على تقليل المشاكل والخلافات التي تحدث بسبب عدم التماس الأعذار لأحبابنا، فالتسامح هو أن نتخطى العيوب التي نراها في الناس الذين نتعامل معهم ونركز أكثر على المزايا الموجودة في شخصياتهم.
فوائد التسامح
التسامح كما ذكرنا من قبل أنه من أجمل الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها كل فرد من أفراد المجتمع فهو من أجمل وأنبل الصفات، ويقوم بنشر الكثير من الحب بين أفراد المجتمع ويؤثر على الفرد وبالتالي يؤثر على المجتمع بأكمله، فمن مزايا التسامح في بناء المجتمعات أنه يقضى على العداء والحقد ويقوم بتعزيز التعاون ومن فوائد التسامح
-
الوقاية من التوتر والإجهاد
التسامح من أهم الأشياء التي تحمي الإنسان من التوتر والإجهاد وتجعله يشعر بتحسن في صحته النفسية والعقلية.
-
طول العمر
الأشخاص الذين يسامحون الناس هم أكثر الناس الذين يعيشون لمدة أطول من الذين ينتظرون الاعتذار من الناس حتى يغفروا لهم ما فعلوه، وهذا وفقًا لقول بعض الدراسات التي أجريت على ذلك.
-
تحسين العلاقات الزوجية
التسامح بين الزوجين هو أساس الحياة بينهم فيجب على كل اثنين متزوجين أن يتجاوزوا عن أخطاء بعضهم حتى تبني العلاقة الزوجية على الحب، التسامح، التفاهم، الاستقرار، بين الشريكين.
-
تهدئة نوبات الغضب
عند غضب الإنسان يحدث ارتفاع في ضغط الدم بشكل كبير، وتزداد ضربات القلب، وهناك احتمالية أن يصاب الشخص بالسكتات القلبية أو بالسكتات الدماغية وربما تحدث جلطة، وعندما يتسامح الإنسان مع الناس فهذا يجعله يشعر بالراحة الكبيرة والطمأنينة ويتجنب الكثير من المشاكل الصحية.
-
تعزيز مناعة الجسم
عندما يقوم الإنسان بمسامحة من ارتكب خطأ في حقه يتم تحسين مناعته بشكل كبير، وهذا يحدث بسبب ارتفاع خلايا مرتبطة بالمناعة.
-
النوم
التسامح من أهم الصفات المرتبطة بالصحة العامة للإنسان فالمشاعر السلبية التي يتعرض لها الإنسان والانتقام الذي يشعر به الإنسان تجاه الآخرين تجعله يشعر بالقلق والتعب، فالتسامح يجعله يقلل من نسبة الاكتئاب والأرق وتجعل الشخص ينام بثبات وراحة.
-
صحة القلب
التسامح يجعل الإنسان يسيطر على ارتفاع ضغط الدم ويستطيع التخلص من الغضب الكامن بداخله ويتخلص أيضًا من شرور نفسه وهذه المشاعر التي تسبب ارتفاع في ضغط الدم وتعرض الشخص للإصابة بالأمراض.
-
التسامح مع النفس
التسامح مع الأخر يجعل الإنسان يستطيع أن يتسامح مع نفسه ولا يجلد ذاته فالتعامل بإيجابية مع أخطاء الآخرين تجعل الإنسان يتعامل بإيجابية مع أخطائه، وعندما يرتكب الأخطاء في حق الآخرين يسامح نفسه ويطلب منهم العفو والمغفرة.
مظاهر التسامح
من مزايا التسامح في بناء المجتمعات أنه له دور كبير جدًا وفعال في استمرار المجتمع وبنائه من قبل أفراده الذين يتمتعون بروح التسامح والعفو عند المقدرة، فالتسامح له جوانب كثيرة في الحياة وله دور أساسي في التعايش في المجتمع بين أفراده، ويعد التسامح من أهم صفات المسلمين والمؤمنين وهو رابط أساسي يربط بينهم، فالمسلم في دين الإسلام مسئول عمن حوله ويجب عليه أن ينصحهم وأن يتقبل النصيحة.
التسامح يجعل الإنسان يشعر بالسلام النفسي والسلام الداخلي لدى نفسه ولدى الآخرين، وتجعله يشعر بالسعادة الدائمة، وتجعل الإنسان يخرج من المنطقة المظلمة التي بداخله ليواجه النور بصدر رحب وسلامة نفس وتجعلنا نبني مجتمع خالي من الحرب والمشاكل التي قد يتعرض لها أي مجتمع آخر.
دور التسامح في تحقيق السلم والأمان
التسامح من الأخلاق التي تحقق السلم والأمان بين أفراد المجتمع وهو ثقافة وفضيلة من الفضائل الإنسانية التي أشار إليها إسلامنا، وقد غرسها في ضمائر البشر وفي نفوسهم حتى يتخلى المجتمع عن المشاكل التي تحدث بداخله سواء كانت هذه المشاكل نفسية أو مشاكل ثقافية أو مشاكل اجتماعية أو دينية، فالعنف والحقد والشرور والقلق والخوف كل هذا مشاعر ناتجة عن عدم التسامح.
ومن مزايا التسامح في بناء المجتمعات أنه يصلح بين الأفراد وبعضها وبالتالي يتم التأثير في المجتمع كله، فيجب علينا أن نمارس ثقافة التسامح حتى نعيش حياة هنيئة لنا ولأسرتنا ومجتمعنا، وحتى نفعل ما أمرنا به الله ورسوله، وحتى نجد مجتمع سوي وأفراد أسوياء يتعايشون في مجتمع سعيد خالي تمامًا من الأمراض النفسية والعقلية وخالي من الحقد والكراهية والشعور بالغضب تجاه الآخرين.
أنواع التسامح
التسامح هو قبول النفس ثم قبول الآخر فمن لا يتقبل نفسه ومن لا يستطيع العفو عن نفسه ومسامحتها لن يستطيع أن يعفو عن غيره، فيجب عليك أن تتعلم كيفية التخلص من الشعور بالذنب وتجنب جلد الذات لنفسك وأن تحب نفسك وتتقبلها حتى تستطيع تقبل الآخرين.
والتسامح له أنواع كثيرة فمن أهم أنواع التسامح هو التسامح الثقافي بين أفراد المجتمع وهذا من أهم مزايا التسامح في بناء المجتمعات، وهناك التسامح الفكري في الآراء الفكرية بين الناس في النقاشات، والتسامح الديني في تقبل العقائد المختلفة واحترام الديانات السماوية، وهناك أيضًا التسامح السياسي فعليك أن تعلم أنك ستجد من يؤيد رأيك وهناك من يعارضك فيجب أن تتقبل جميع الآراء.
وفي نهاية المقال علينا التنويه على أن من أهم مزايا التسامح في بناء المجتمعات تعزيز العلاقات الاجتماعية لدى أفراد المجتمع، وأن التسامح من أهم المشاعر الإيجابية التي تساعد الشخص على تنقية نفسه من الشرور التي يحملها بداخله وتنقية روحه من الحقد والكراهية، والتخلص من المشاعر السلبية التي قد يشعر بها تجاه أي شخص في حياته.